اجتماع لممثلي الجالية المغربية في أمستردام بعد أحداث العنف الأخيرة
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
ينطلق اجتماع مهم لممثلي الجالية المغربية، اليوم الجمعة، في العاصمة الهولندية أمستردام على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويتوقع أن يصدر الاجتماع بيانا للرد على ما وصفه المنظمون بـ"استهداف مغاربة هولندا والجاليات الأخرى"، إضافة إلى مناقشة محاولات الحكومة اليمينية فرض عقاب جماعي، من خلال مجموعة من الإجراءات المتشددة التي تعتزم التصديق عليها.
وفي سياق مرتبط، أعلنت مصادر إعلامية هولندية أن سكرتيرة الدولة للشؤون المالية، نورا أشهبار، قدمت استقالتها، اليوم الجمعة، احتجاجا على ما وصفته بـ"عدم الرضا عن النقاشات داخل الحكومة"، بعد أحداث العنف التي اندلعت خلال مباراة كرة القدم بين فريقي آياكس ومكابي تل أبيب.
وشهد اجتماع مجلس الوزراء، يوم الاثنين الماضي، توترا كبيرا، حيث انتقدت أشهبار تصريحات اعتبرتها عنصرية من قبل زملائها في الحكومة، وأعربت في وقت سابق عن رفضها استخدام عبارات وصفتها بغير اللائقة خلال النقاشات.
واستقالة أشهبار، التي تنحدر من أصول مغربية، أثارت قلقا بين أعضاء الحكومة، حيث أكدت مصادر أن قرارها يعكس موقفا مبدئيا وليس مسألة شخصية، وكانت أشهبار، التي انضمت للحكومة في يوليو/تموز الماضي، مسؤولة عن ملف الضرائب في وزارة المالية، ولها خبرة واسعة في المناصب القانونية كمدعية عامة ومحامية وقاضية بديلة.
ويجري اجتماع وسط تصاعد التوتر بين الجاليات المغربية والحكومة الهولندية، مع تزايد الانتقادات للإجراءات الحكومية التي يعتبرها البعض تمييزية، وتعد استقالة أشهبار رسالة قوية تعكس تفاقم الخلافات داخل الحكومة بشأن التعامل مع قضايا الأقليات والمهاجرين.
اعتقالات واسعةواعتقلت الشرطة الهولندية عشرات الأشخاص، مساء الأربعاء، خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ساحة دام وسط أمستردام، في تحدٍّ لحظر التظاهر المفروض منذ الأسبوع الماضي، على خلفية أعمال عنف اندلعت قبل وبعد مباراة كرة القدم بين نادي آياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي.
وتجمّع المتظاهرون مرتدين الكوفيات ورافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات مثل "أمستردام تقول لا للإبادة الجماعية" و"حرروا فلسطين". لكن قوات مكافحة الشغب سارعت إلى محاصرتهم واعتقالهم، حيث شوهدت الحافلات تنتظر في الموقع لنقل المعتقلين، وفقا لمصادر صحفية.
وتأتي هذه الاعتقالات في إطار إجراءات الطوارئ التي منحت الشرطة الهولندية صلاحيات واسعة للتفتيش والاحتجاز في العاصمة، واعتقلت الشرطة، منذ اشتباكات الأسبوع الماضي، مئات الأشخاص أو أبعدتهم عن المناطق المستهدفة بموجب هذه الإجراءات، التي من المفترض أن تنتهي يوم أمس الخميس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
المشروع الاطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة
خلال المنتدى الدولي الأطلسي الأول، تمحورت مداخلتي حول خمس نقاط أساسية:
أولا، المشروع الاطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة، حيث ركز في مداخلته على فكرة الوعي الاستراتيجي المغربي بضرورة تنزيل المشروع الاطلسي وذلك من خلال استحضار سياقات هذا المشروع الذي جاء في ظل محيط دولي مضطرب، وتحولات اقليمية متسارعة ترتبط أساسا بالمكتسبات الميدانية والدبلوماسية التي حققها المغرب. إذ تحاول المملكة أن تتموقع بشكل جيد على الرقعة الأطلسية على غرار التموقع الجيد على رقعة الحوض المتوسطي.
ثانيا، الصحراء الأطلسية، تم الإشارة إلى الارتباط التاريخي والإستراتيجي بين المغرب وعمقه الإفريقي، انطلافا من نسج علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافة مع دول جنوب الصحراء والساحل وصولا إلى غرب السودان. وهنا يمكن استحضار الإرث الإمبراطوري والسلطاني المغربي من منتصف القرن 11 حيث تمكن المرابطون من تقوية الروابط مع دول غرب إفريقيا والساحل عبر الصحراء المغربية الأطلسية.
ثالثا، تحصين الفضاء الأطلسي أو ما يمكن تسميته ب » الصور الاطلسي » حيث أن المشروع الاطلسي ينهي عمليا واستراتيجيا كل الاطماع الجزائرية في إيجاد منفد للأطلسي، ويمكن المملكة كذلك من تحصين وحدته الترابية سيما وأن الجزائر كانت تسعى وتطمح من خلال اشتعال مشكل الصحراء إلى المرور إلى الاطلسي. ومن خلال هذا المشروع فالمغرب، يرسل اشارات واضحة إلى أن مفاتيح الاطلسي بيد المغرب وأن المرور والاستفادة اقتصاديا وتجاريا بالنسبة للجزائر يتطلب الاقرار بهذا الواقع عوض إطالة أمد النزاع.
رابعا، تحريك الجغرافيا، من خلال الإشارة إلى فكرة اساسية، مفادها، أن المغرب من خلال مشروع الأطلسي يفتح منافد ومنصات جديدة تجعل من التموقع الاستراتيجي هدفا ووسيلة لتجاوز المحيط الاقليمي المضطرب من جهة الشرق. وعلى اعتبار أن الجغرافيا تاريخ ساكن، فالإرث السلطاني انطلاقا من العلاقات التاريخية مع المماليك الافريقية، فهذا المعطي يسمح ويساعد على تعزيز الروابط مع دول الساحل والصحراء من منطلق رابح/رابح. وبالتالي فالمملكة تعمل وفق هذا المشروع على ربط نقط التقاطع مع مختلف الدول.
خامسا، الرهانات الجيوسياسية والامنية للمشروع الاطلسي، حيث يحاول المغرب أن يعزز حضوره الاقليمي والدولي من خلال التموقع بشكل جيد في منطقة الصحراء والساحل باعتبارها منطقة حيوية واستراتيجية على الرقعة الإفريقية. أهمية المنطقة يعكسها اهتمام القوى الكبرى كفرنسا وروسيا والصين وأمريكا. لذلك، فمنطقة الساحل والصحراء تكتسي أهمية جيوسياسية للمغرب سواء على المستوى الأمني أوالعسكري. حيث أن الامتداد الجغرافي والإستر اتيجي يساعد المملكة على التصدي للمخاطر الكبرى العابرة للحدود كالإرهاب والهجرة.