أمين شاهين ينقذ «الأرغول».. آلة موسيقية نادرة تعود للحياة في ريف المنوفية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تنبعث أصوات الأرغول بسحرها الخاص من مساحة زراعية شاسعة في قرية شطانوف، قلب مركز أشمون بمحافظة المنوفية، قبل ساعات معدودة على غروب الشمس، إنها جلسة تدريبية لأطفال يحملون في قلوبهم شغف تعلم الموسيقى، لينتقلوا بعيدًا عن صخب المدينة، متتبعين أمين شاهين، عازف الأرغول، الذي يجلس على «حصيرة» أمامهم في وقت العصر.
ازدادت الآلة المصرية النادرة جمالًا ورونقًا، حتى أصبحت رفيقه الدائم في رحلاته الموسيقية الممتدة من دلتا مصر إلى الصعيد، حاملًا بين يديه تراثًا مصريًا غنيًا ومتعددًا، يتجسد في كل لحن وكل نغمة يعزفها ببراعة وشغف لا مثيل لهما.
«شاهين» الذي أحيا تراث الأرغولفي بداية طفولته، وعمره لا يتجاوز السبع سنوات، كان «شاهين» يراقب والده أمين وهو ينصب آلاته الموسيقية بعد ليالٍ طويلة من التنقل بين المحافظات لإحياء الموالد والأفراح، وكان يتبع والده الذي يعزف على آلة الكولة في بحري والصعيد، قائلًا: «كان محترفًا في العزف على الكولة، وكان له أسلوب خاص، وكان يعرف أن هذه الآلة تلفت انتباهي، لكنه كان يخشى عليّ من التعب والسهر والتنقل على الموالد».
من الكولة إلى الناي إلى الأرغولبالرغم من رفض والده، لم يستسلم الابن، في إحدى الليالي، أخذ إحدى آلات والده في أثناء نومه، وبدأ في تجربتها وهو جالس على رصيف منزلهم، وعندما استجاب شاهين لوالده وقرر تعليمه، بدأ في تعلم العزف على الكولة القديمة.
وتدريجيًا تطورت مهاراته، خاصة بتشجيع شباب القرية الذين كانوا يتجمعون للاستماع إليه أثناء العزف، وكان «شاهين» يشارك في الاحتفالات في القرى المجاورة، قائلاً: «أول مرة حصلت فيها على أجر من العزف كانت لحظة لا تُنسى».
فيما بعد، اجتاز «شاهين» اختبارًا صعبًا للعزف المنفرد على الأرغول أمام المخرج المسرحي عبد الرحمن الشافعي، الذي قرر قبوله في فرقة النيل للآلات الشعبية، ليحصل على أجر كان يعتبر كبيرًا بالنسبة له في تلك الفترة، يقول : «قضيت 25 عامًا في العزف على الأرغول، سافرت وحضرت ورش عمل موسيقية، وشاركت في الحفلات والمهرجانات الدولية».
صوت الأصيل.. مشروع إنقاذ التراث من الاندثاريشير أمين شاهين إلى الاهتمام المتزايد بالآلات الشعبية التراثية في الخارج، ويعبر عن حزنه للاندثار الذي يواجهه التراث الموسيقي في مصر، مما دفعه لإطلاق مشروع «صوت الأصيل» من قريته الصغيرة بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي المصري الذي يراه ثريًا إلى أبعد حد.
تعج المساحات الزراعية القريبة من منزل أمين في قرية شطانوف بحماسة الأطفال الذين يتعلمون عزف الأرغول، وعند غروب الشمس، تصبح الأرغول هي نجمة هذه اللحظات الساحرة، وهي آلة نفخ تقليدية، وصفها العازف بأنها مصنوعة من مواد طبيعية وتصدر صوتًا عميقًا وجميلًا يأسر مستمعيها، وعلى عكس الآلات الأخرى مثل الكولة أو الناي التي تصدر نغمة واحدة، فإن الأرغول يملك القدرة على إصدار العديد من النغمات المختلفة، وهو ما جذب الأطفال لتعلمها.
وفي توضيحه للبنية الفريدة للأرغول، أبرز شاهين أنها تتألف من قصبتين، إحداهما مثقوبة للنغم والأخرى للاستمرارية والضبط، ما يثير إعجاب الموسيقيين الأجانب المعتادين على الآلات الكهربائية، يقول: «لما بسافر بيكون في انبهار بالآلة بتاعتنا اللي مرسومة على معابدنا عشان كدا الموسيقيين الأجانب لما بسافر بينبهروا بالصوت لأنهم متعودين على الآلات الإلكترونية».
على الرغم من اختلافها عن أنماط الغناء الشعبي مثل المقام، فإن الأرغول تنبض بالحيوية ويمكن استخدامها في المؤلفات الموسيقية المعاصرة مثل موسيقى الأفلام والمسلسلات، واستخدمت في عدد من الأعمال الفنية مثل «الفيل الأزرق»، «Moon Knight»، «المصراوية»، و«جزيرة غمام»، مما أظهر مرونتها وجاذبيتها في إعدادات موسيقية متنوعة.
يقول الطفل عمر عصام (14 عامًا)، أحد العازفين على الأرغول، إنه تعلم العزف على يد أمين شاهين، مثل العديد من الأطفال في قرية شطانوف الذين شاركوا في ورش العمل التي نظمها مركز شباب القرية، يقول عمر: «اتعلمتها بعد مجهود كبير من أمين معايا أنا والأطفال والحمدلله دلوقتي بقيت بعزف بسهولة».
وعن رأيه في الآلة، يضيف الطفل وهو يمسك بها: «أعرف أن الأرغول آلة نادرة العزف، وهذا هو السبب الذي دفعني لتعلمها، كما أن نغماتها جذبت انتباهي عندما كنت أسمعها من منزل أمين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قرية شطانوف الآلات الموسيقية محافظة المنوفية أمین شاهین العزف على
إقرأ أيضاً:
مظهر شاهين: التبرؤ من الأغاني بعد الموت تناقض بين الدين والعقل
كتب- محمد أبو بكر:
قال الدكتور مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وإمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إنه في الآونة الأخيرة توالت التصريحات من بعض المطربين والفنانين تفيد بأنهم يوصون بحذف أعمالهم الغنائية بعد وفاتهم، وهو ما يستدعي وقفة جادة مع هذا التناقض البيِّن بين القول والعمل، لا من باب التشهير أو الإدانة، وإنما من باب النصيحة والتذكير، وتحكيم العقل والدين.
وأوضح شاهين: “إن كانت هذه الأعمال من غناء أو كلمات أو ألحان حلالًا كما يزعمون في حياتهم، فلماذا يُوصى بحذفها بعد الممات؟ أبعد الموت تتجلى الحقيقة؟ أم أن الإنسان يُفيق عند اقتراب الحساب، فيدرك ما كان يتغافل عنه، ويعجز عن مواصلة خداع نفسه؟ أم أنه يتوهم أن بإمكانه خداع الله بوصية تُمحى بها آثاره بعد موته، بينما لم يتب عنها في حياته؟”.
وأضاف: “وإن كانت هذه الأغاني محرمة أو مشبوهة في نظرهم، فلِمَ أقدموا عليها؟ وكيف رضوا أن تكون مصدر رزقهم ومعاشهم؟ وإذا كانوا يتبرؤون منها عند الموت، فماذا عن المال الذي جُني من ورائها؟ أهو مال طيب أم مشوب بشبهة لا يُدرى حكمه؟ وهل يكفي أن يُنفق منه على النفس والأهل، أو يُتصدق ببعضه، ليُطهَّر من دنس ما جنته الأيدي؟”
واستشهد بقول الله تعالى {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}.
وتابع: من كان صادقًا في توبته فليُبادر اليوم إلى محو ما يراه منكرًا في حياته، لا أن يؤجله إلى حين لا يملك فيه تغيير شيء، ومن كان يرى عمله حلالًا، فليتحمل مسؤوليته كاملة أمام الله، دون أن يتنصل منه عند دنو الأجل، فالحلال لا يُتبرأ منه، ولا يُستحى من الإبقاء عليه.
ولفت إلى أن التناقض بين إعلان البراءة من العمل بعد الموت، والمضي فيه أثناء الحياة، لا يليق بمن يحترم دينه أو عقله أو ضميره، وإن الصدق مع الله يقتضي وضوح الموقف، لا ازدواجية في المواقف، فلنراجع أنفسنا، فإن ما بعد الموت ليس محل تجميل أو تدارك، بل هو وقت الجزاء والحساب: {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} .
اقرأ أيضًا:
فرص عمل في 10 محافظات برواتب مجزية.. التخصصات والتقديم
الإيجار القديم.. هل يحق للمستأجر الحصول على شقة من الدولة؟
في شهر التوعية بها.. ما هي "الساركوما" وكيفية علاجها؟
غرامات تصل لـ100 ألف جنيه وسجن.. قانون العمل يحدد ضوابط التفتيش والعقوبات
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مظهر شاهين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مسجد عمر مكرمتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
مظهر شاهين: التبرؤ من الأغاني بعد الموت تناقض بين الدين والعقل
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
40 26 الرطوبة: 30% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك