قراءة في أسباب خسارة المنتخب السوداني أم النيجر
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تجرع المنتخب السوداني خسارة كبيرة ومفاجئة أمام نظيره النيجر 4-0، الخميس 14 نوفمبر على ملعب «كيغي» بالعاصمة التوغولية «لومي»، لحساب الجولة الخامسة من منافسات المجموعة السادسة لتصفيات بطولة الأمم الأفريقية، المقرر إقامة منافساتها بالمغرب في العام 2025.
الخرطوم ــ التغيير
وفرط صقور الجديان في فرصة كانت مواتية لحجز بطاقة التأهل الثانية، ومثلت خسارته الثقيلة أمام النيحر مفاجأة حقيقية، بعد مسيرة متميزة ونتائج رائعة تحققت، وضعتهم على أعتاب بلوغ نهائيات الكان، قبل أن يتأجل حسم بطاقة التأهل الثانية للجولة الختامية.
وبعد الخسارة برباعية نظيفة، ثمة عوامل مؤثرة قادت لانهيار صقور الجديان بالجولة الخامسة أمام منتخب النيجر، نستعرضها في التقرير التالي.
غياب أفضل 3 نجوم عن المنتخب السوداني
أسهم غياب 3 عناصر أساسية يمثلون ثقلًا فنيًّا كبيرًا في انهيار المنتخب في مباراته أمام النيجر، حيث غاب حارس المرمى محمد المصطفى ووالي الدين خضر بسبب تراكم البطاقات، والمدافع مصطفى كرشوم للإصابة، بعد أن تنافس الثلاثي في الأفضلية المطلقة من بين جميع نجوم المنتخب، وشكلوا حضورًا باهرًا، وتألقوا بصورة واضحة في كل المباريات التي شاركوا فيها، ويمثل الثلاثي جدارًا دفاعيًّا صلبًا، وأسهموا بفعالية كبيرة في النتائج المتميزة التي حققها المنتخب، فيما أخفق بدلاؤهم في سد فراغهم، ليتسبب غيابهم في هزة عنيفة وخسارة فادحة.
التوتر وغياب التركيز
قدم المنتخب السوداني أسوأ مبارياته خلال مسيرته في تصفيات الكان أمام النيجر أضعف منتخبات المجموعة، وافتقد نجوم صقور الجديان للتركيز، فضلًا عن التوتر والقلق بعد دخولهم لجولة الحسم والأمتار الأخيرة، ويكشف توقيت الأهداف التي اهتزت بها شباك أبو عشرين (6/29/45/50) عن غياب كامل للتركيز.
أخفق كواسي أبياه في تجهيز بدلاء جيدين، لتعويض غياب أفضل 3 عناصر بالمنتخب، واعتمد أبياه على حارس المرمى علي أبو عشرين الذي يعاني بشدة، بعد أن تعرض لانتقادات عنيفة بعد خسارة المنتخب أمام أنغولا بالجولة الثانية من التصفيات، وحمّلته الجماهير مسؤولية الخسارة.
وتسبب اهتزاز حارس المرمى في توتر المدافعين، كما اتخذ كواسي أبياه قرارًا خاطئًا بإعادة أبو عاقلة عبد الله للمشاركة بعد غياب طويل، فضلًا عن معاناة حقيقية يعيشها اللاعب بسبب أزمة تمديد تعاقده بعد انتهاء فترة قيده، وحيرته في الاستمرار أو الرحيل للدوري الليبي، ليدخل المباراة مشتتًا ذهنيًّا، ويفشل في تقديم الإضافة وتعويض زميله والي الدين خضر.
وأدت خسارة المنتخب السوداني أمام النيجر إلى تأجيل حسم بطاقة التأهل الثانية، بعد أن ضمن المنتخب الأنغولي التأهل مسبقًا، بينما تبقى حظوظ صقور الجديان قائمة حتى الجولة السادسة التي ستشهد مواجهات نارية تجمع المنتخب السوداني “7” نقاط بنظيره الأنغولي، “12” نقطة، بينما يواجه المنتخب النيجري “4” نقاط نظيره الغاني بنقطتين، في الوقت الذي تخوض فيه غانا مباراة مهمة أمام المنتخب الأنغولي بالجولة الحالية.
نقلاً عن winwin
الوسومابو عشرين السوداني المنتخب النيجر خسارةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السوداني المنتخب النيجر خسارة
إقرأ أيضاً:
إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
واجهت الحكومة الإيرانية موجة غضب شعبي عارمة بسبب المليارات التي أنفقتها والدماء الإيرانية التي أُريقت لدعم نظام الأسد.
في الأيام التي تلت الإطاحة المفاجئة وغير المتوقعة لإيران كقوة مهيمنة في سوريا، جاءت الانتقادات من زوايا غير متوقعة، بما في ذلك المحافظون، وتدفقت بحرية على القنوات التلفزيونية والبرامج الحوارية، وفي المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والندوات الافتراضية التي حضرها آلاف الإيرانيين، كما ظهرت على الصفحات الأولى للصحف يوميًا.
وقال النائب السابق هشمت الله فلاحت بيشه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإيرانيين يجب أن يحتفلوا بسقوط حليف إيران الطويل الأمد، الرئيس بشار الأسد وأضاف: “لن يتمكن أحد بعد الآن من تبديد دولارات إيران للحفاظ على شبكة عنكبوتية".
وأعرب معارضو الحكومة منذ فترة طويلة عن غضبهم من الأموال التي أرسلتها إيران إلى أنحاء الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الشعور قد انتشر الآن، حتى البعض ممن قاتلوا نيابة عن حكومتهم في سوريا أو فقدوا أفراد عائلاتهم في الحرب الأهلية هناك، يتساءلون الآن عما إذا كان الأمر يستحق ذلك، وأشار البعض إلى أن نظام الأسد لم يكن الخاسر الوحيد الذي برز من الانتفاضة.
وقال إبراهيم متقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، في برنامج حواري إن إيران قد تراجعت من كونها قوة إقليمية إلى مجرد دولة أخرى.
وتساءل البعض عن أساس استراتيجية إيران على مدى العقود الماضية لجعل نفسها قوة إقليمية مهيمنة تواجه إسرائيل وراعيها الرئيسي، الولايات المتحدة: دعم طهران لمجموعة من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التي أطلقت عليها محور المقاومة.
وشن محمد شريعتي دهقان ممثل إيران السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي هجومًا على حكومته في مقال رأي بالصفحة الأولى في صحيفة “همميهن”، قائلا إن هزيمة الأسد كشفت أن استراتيجية إيران كانت مضللة و”بنيت على أسس ضعيفة".
وطالب شريعتي دهقان بنهج جديد يعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلاً من دعم الجماعات المسلحة، وتحويل الأموال والموارد مرة أخرى إلى الشعب الإيراني.
ويعد النقاش العلني الجريء هذا أمرًا غير عادي تمامًا، بالنظر إلى أنه على مدى سنوات صوّر القادة الإيرانيون دعمهم لسوريا والجماعات المسلحة المتحالفة التي تقاتل إسرائيل كواحدة من المبادئ غير القابلة للتفاوض للثورة الإسلامية وضرورية للأمن القومي.
وقال حسن شمشادي، المحلل البارز القريب من الحكومة والذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس غرفة التجارة الإيرانية-السورية المشتركة، في مقابلة هاتفية من طهران: “النقاش بشأن سوريا يجري على جميع مستويات المجتمع، ليس فقط في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في التفاعلات اليومية في كل مكان"، وأضاف: “الناس يسألون: لماذا أنفقنا كل هذه الأموال هناك؟ ماذا حققنا؟ ما هو مبررنا الآن بعد أن انتهى كل شيء؟”
وقال شمشادي إنه على الرغم من أن شكل العلاقات المستقبلية بين إيران وسوريا أصبح الآن غير مؤكد، فإن شراكة استراتيجية بُنيت على مدى أربعة عقود أصبحت الآن من التاريخ وأضاف أن الوصول غير المقيد الذي كانت تتمتع به إيران منذ فترة طويلة إلى طرق الإمداد في سوريا لتزويد الجماعات المسلحة عبر المنطقة بالأسلحة والمواد الأخرى قد انتهى أيضًا.
رد فعل إيران الرسمي كان متناقضًا، فقد سعى الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى النأي بأنفسهم عن الأحداث في الجوار.
وقال الرئيس ووزير الخارجية إن للشعب السوري الحق في تحديد مستقبله السياسي، وقال نائب الرئيس الاستراتيجي الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده “مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع الحكومة السورية المستقبلية، وكنا دائمًا نقف إلى جانب الشعب السوري".
لكن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، اتخذ لهجة أكثر صرامة في خطابه العام الأول بشأن الأحداث في سوريا، حيث ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في سقوط الأسد، واصفًا المتمردين الذين أطاحوا به بأنهم “معتدون” لديهم دوافع متنافسة ويخدمون أسيادهم، وألمح أيضًا إلى دعم تركيا لبعض المتمردين في سوريا.
وقال خامنئي: “ببركة الله، سيتم تحرير الأراضي المحتلة في سوريا على يد الشباب الشجعان في سوريا"، وأضاف: “لا شك أن هذا سيحدث"، وتوقع أن “المقاومة” ستنتشر على نطاق واسع في المنطقة، وستزداد إيران قوة.
لكن خطاب خامنئي تعارض مع الواقع على الأرض في سوريا، حيث انهار الجيش بسرعة مع تقدم المتمردين، واحتفل السوريون - صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً - بسقوط حاكم طاغية بالرقص في الشوارع وهم يهتفون: “حرية".
واصدرت حماس، التي خاطرت من أجلها إيران وحليفها حزب الله في لبنان، بيانًا هنأت فيه المتمردين السوريين على انتصارهم وأعلنت أنها تقف مع الشعب السوري.
وبدا أن خامنئي مستاء من الانتقادات العلنية، وقال إن هذه التعليقات “جريمة” لأنها تثير الخوف بين الناس.
وفي غضون ساعات، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن فتح تحقيق جنائي في قائمة من الشخصيات البارزة والمؤسسات الإعلامية التي قادت الانتقادات، وضمت القائمة فلاحت بيشه، النائب السابق، الذي كشف أن ديون سوريا لإيران بلغت حوالي 30 مليار دولار.
كانت سوريا بمثابة القاعدة المركزية لإيران في المنطقة لأكثر من 40 عامًا، وكان وصولها إلى الأراضي والموانئ والمطارات بلا قيود لدرجة أن قائدًا عسكريًا كبيرًا وصف سوريا يومًا بأنها محافظة من محافظات إيران.
وسيطرت إيران على قواعد عسكرية ومصانع صواريخ وأنفاق ومستودعات كانت تخدم سلسلة التوريد لشبكتها من الجماعات المسلحة.
ومن سوريا، قامت إيران بتهريب الأسلحة والأموال والدعم اللوجستي إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل والعراق.
وقال ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “كانت سوريا حجر الزاوية في خطة إيران الإقليمية، تطويق إسرائيل بحزام ناري"، وأضاف: “محور المقاومة كان بمثابة كرسي بثلاثة أرجل: إيران، سوريا، وحزب الله، لكنه لم يعد قائمًا".
وقال ليفيت إن إيران كانت تعتمد أيضًا على سوريا اقتصاديًا، وكانت مشترياتها من النفط الخام والمكرر الإيراني، رغم العقوبات الأميركية، تساعد طهران على دفع تكاليف عملياتها العسكرية في المنطقة.
وقال خمسة مسؤولين إيرانيين إنه بعد سقوط سوريا، كشف العديد من زملائهم بشكل خاص أن إيران فقدت كل شيء في 11 يومًا فقط، وقال المسؤولون إن الحكومة ما زالت “مرتبكة” و”مشوشة” وتحاول إيجاد طريق للمضي قدمًا مع سوريا.
وأكد رحمن قهرمانبور، المحلل السياسي في طهران، أن الأولوية الآن هي ضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة ضد إيران ومنصة للهجوم على مصالحها في العراق أو لبنان.
وأضاف: “لا يمكن احتواء الحساب العلني الذي اندلع بشأن سلوك إيران في سوريا، ولن يخفف أي تبرير رسمي من الضربة القاسية".
المصدر: نيويورك تايمز
|