أعرب فرع ميشيغان لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) عن قلقه العميق إزاء التعديلات المقترحة على قانون التعليم الجنسي في الولاية من خلال مشروع القانون 6068. ويرى المجلس أن هذه التغييرات قد تنتهك حقوق الآباء في تحديد المحتوى المناسب للتعليم الجنسي الذي يتلقاه أبناؤهم في المدارس العامة.

أكد المدير التنفيذي لـ"كير" بميشيغان داود وليد، في بيان، أن "سلب حقوق الآباء ومجالس المدارس المحلية في تحديد محتوى دورات التعليم الجنسي التي تتوافق مع القيم والأخلاق المحلية هو محاولة من ولاية ميشيغان لفرض قيمها الخاصة بالإكراه".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نفوس صلبة تواجه دعما هشا.. أحلام أمهات ذوي القدرات الخاصةlist 2 of 2نداء من صحفيين ومؤثرين لإنقاذ أطفال غزة من ويلات الحربend of list

وأضاف "يجب أن تُترك القرارات حول كيفية أين ومتى مناقشة العلاقات الحميمية للآباء، ويجب أن يقررها مجلس المدرسة المحلي بمشاركة الآباء والطلاب وأفراد المجتمع لضمان معالجة هذه المواضيع الحساسة بطريقة تتوافق مع المعايير الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع المحلي".

وتابع البيان "نشعر بالقلق من أن هذه التغييرات الواسعة والشاملة قد تدفع الآباء إلى إعادة النظر في السماح لأبنائهم بالمشاركة في فصول كانت ستوفر فرصا تعليمية قيمة حول صحتهم وأجسامهم دون التعدي على قيمهم الاجتماعية والدينية، وهو ما كان يهدف إليه القانون الحالي".

التشريع الحالي في ميشيغان

في ولاية ميشيغان، يتطلب القانون أن يتم تحديد محتوى التعليم الجنسي على مستوى مجالس المدارس المحلية، مع مشاركة مباشرة من الآباء والمهنيين الصحيين وإدارة المدرسة. كما يركز المنهج الحالي على:

تقديم معلومات حول العدوى المنقولة جنسيا. شرح بيولوجيا الأعضاء التناسلية. التأكيد على فوائد الامتناع عن العلاقات الجنسية. حظر توزيع وسائل منع الحمل على الطلاب داخل المدارس. التغييرات المقترحة في مشروع القانون 6068:

يقترح مشروع القانون 6068 إجراء تعديلات واسعة تشمل:

إزالة الجزء المتعلق بفوائد الامتناع عن العلاقات الجنسية. رفع الحظر عن توزيع وسائل منع الحمل على الطلاب. تقديم محتوى يركز على العلاقات الجنسية الحميمية بين الشركاء بطريقة قد لا تتوافق مع المعتقدات الدينية والأخلاقية لكثير من العائلات المحافظة. أولياء الأمور يرون التعديلات المقترحة تنتهك حقوق الوالدين عبر تقليل مشاركتهم في القرارات التعليمية المتعلقة بأبنائهم (بيكسلز) منظمات تعارض تعديلات مشروع القانون 6068

وتواجه التعديلات المقترحة على قانون التعليم الجنسي في ميشيغان، من خلال مشروع القانون 6068، اعتراضات من عدة جهات ومجموعات داخل المجتمع. من بين المعترضين الرئيسيين مجلسُ العلاقات الأميركية الإسلامية، وعدد من الكنائس والجمعيات المسيحية، ومنظمات حقوقية مسيحية مثل جمعية "التركيز على الأسرة" (Focus on the Family)، و"جمعية الأسرة الأميركية" (American Family Association)، و"تحالف سياسات الأسرة" (Family Policy Alliance)، وهي جهات تدعم القيم الأسرية التقليدية وتعترض على المنهج الذي ترى أنه لا يتوافق مع تلك القيم.

أسباب الاعتراض

تتمثل أسباب الاعتراض الرئيسية في أن المعترضين يرون أن التعديلات المقترحة تنتهك حقوق الوالدين عبر تقليل مشاركتهم في القرارات التعليمية المتعلقة بأبنائهم، وأن المحتوى الجديد قد يتعارض مع معتقداتهم الدينية والقيم الأخلاقية التي يسعون لغرسها فيهم؛ بالإضافة إلى ذلك، تخشى المجتمعات المحلية فقدان السيطرة المحلية، حيث قد تمنح هذه التعديلات الولاية تحكما أكبر في المناهج التعليمية، مما يقلل من قدرة المجالس المدرسية المحلية على تكييف التعليم مع احتياجات مجتمعهم.

سياسات التعليم الجنسي بالولايات المتحدة:

تختلف سياسات التعليم الجنسي بشكل كبير بين الولايات الأميركية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الوالدين:

سياسة "الاشتراك" (Opt-In): تتطلب بعض الولايات موافقة صريحة من الوالدين قبل تقديم دروس التربية الجنسية.

سياسة "الانسحاب" (Opt-Out): تقدم ولايات أخرى الدروس تلقائيا مع منح الوالدين حق سحب أبنائهم من تلك الدروس.

التعليم الجنسي الإلزامي دون حق الانسحاب: في بعض الولايات يكون التعليم الجنسي الشامل إلزاميا، ولا يمنح الوالدان حق سحب أبنائهم من بعض الدروس.

على سبيل المثال، في ولاية كاليفورنيا، وبموجب "قانون كاليفورنيا للشباب الصحي" (California Healthy Youth Act)، الذي تم تفعيله في عام 2016، يُعدّ التعليم الجنسي الشامل إلزاميا للطلاب في الصفوف من 7 إلى 12(المرحلة الإعدادية والثانوية)، ويهدف القانون إلى:

توفير تعليم شامل ودقيق حول الصحة الجنسية والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية "إتش آي في" (HIV). مناقشة الهوية الجندرية والتنوع الجنسي. الجدل حول مناهج التعليم الجنسي في المدارس قضية متكررة في العديد من الولايات الأميركية (بيكسلز) حقوق الوالدين في كاليفورنيا:

حق الانسحاب المحدود: يحق للوالدين سحب أبنائهم من أجزاء معينة من التعليم الجنسي الشامل والوقاية من "إتش آي في" بعد تقديم طلب خطي.

استثناءات لا يمكن الانسحاب منها: لا يمكن للوالدين سحب أبنائهم من الدروس التي تتناول الهوية الجندرية، والتوجه الجنسي، والعلاقات الصحية، ومكافحة التمييز.

وتفرض ولايات أخرى مثل ماين وهاواي وأوريغون تعليما إلزاميا للتربية الجنسية في المدارس العامة، ولا توجد سياسة على مستوى الولاية تمنح الوالدين حق سحب أبنائهم، ولكن قد تسمح بعض المناطق التعليمية بذلك.

خلاف متجدد بين الأسرة والحكومة

الجدل حول مناهج التعليم الجنسي في المدارس ليس مقتصرا على ميشيغان، بل هو مثار في العديد من الولايات الأميركية. ففي يونيو/حزيران 2020، أقر مجلس التعليم في نيوجيرسي معايير تعليمية تتضمن مناقشة الهوية الجندرية والتوجه الجنسي بدءا من الصف الثاني. بدأ تنفيذ هذه المعايير في العام الدراسي 2022-2023، مما أثار جدلا واسعا بين أولياء الأمور وحكومة الولاية.

تاريخ التعليم الجنسي في الولايات المتحدة

في عام 1913، أُطلقت أول برامج التعليم الجنسي في المدارس العامة، وكانت تركز على الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، خاصة في أعقاب انتشار مرض الزهري خلال الحرب العالمية الأولى.

في أربعينيات القرن الماضي، بدأت منظمات مثل "الجمعية الأميركية للصحة العامة" "إيه بي إتش إيه" (APHA) الدعوة إلى إدراج التعليم الجنسي في المناهج الدراسية.

تغير شكل المناهج الدراسية في الثمانينيات بعد صدور"قانون الحياة الأسرية للمراهقين" في عام 1981  والذي ركز على "الامتناع عن العلاقات الجنسية كوسيلة للحد من انتقال الأمراض" كنهج رئيسي في التعليم الجنسي، مدعوما من الحكومة الفدرالية.

وخلال العقدين الماضيين، بدأت العديد من الولايات تبني مناهج شاملة تشمل مواضيع مثل التوجه الجنسي والهوية الجندرية، مما أثار غضب ومخاوف الكثير من الأسر الأميركية بشأن المناهج الدراسية التي يتعلمها أبناؤها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التعدیلات المقترحة العلاقات الجنسیة حقوق الوالدین فی المدارس

إقرأ أيضاً:

ابتداءً من فبراير.. البرازيل تقيّد استخدام «الهواتف الذكية» في المدارس

وقع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، “قانونا يقيد استخدام الهواتف الذكية في المدارس، وسيطبق القرار على الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية في أنحاء البرازيل ابتداء من فبراير المقبل”.

وقال لولا: “لا يمكننا السماح لتفكير الإنسان أن يتم استبداله بالخوارزميات”، وأضاف أن القانون “يقر بعمل كل شخص جاد في مجال التعليم، وكل من يرغب في رعاية الأطفال والمراهقين في هذا البلد”.

وقال وزير التعليم كاميلو سانتانا، “إن الأطفال أصبحوا يتجهون إلى الإنترنت في أعمار مبكرة، مما يجعل من الصعب على الآباء متابعة أنشطتهم، مشيرا إلى أن تقييد الهواتف الذكية في المدارس سيساعدهم في ذلك”.

وبحسب وسائل إعلام محلية، “يقدم القانون إطارا لضمان أن يستخدم الطلاب هذه الأجهزة “فقط في حالات الطوارئ أو الخطر، أو لأغراض تعليمية، أو إذا كانوا يعانون إعاقات معينة ويحتاجون إليها”.

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية والتعليم تطلق مسابقة “مدرستي هويتي”
  • مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية مع عودة ترامب
  • وزير التعليم: التطوير مستمر في الثانوية العامة ونعمل لحل الكثافة الطلابية
  • TikTok.. مستخدمي تطبيق تيك توك يواجهون الحظر في الولايات المتحدة يوم الأحد(التفاصيل)
  • خبير تربوي: برنامج طارق شوقي لإصلاح التعليم مستمر ولا يشمل البكالوريا
  • خبير تربوي: برنامج طارق شوقي لإصلاح التعليم مستمر.. لا يشتمل على "البكالوريا"
  • ابتداءً من فبراير.. البرازيل تقيّد استخدام «الهواتف الذكية» في المدارس
  • البرازيل تقيد استخدام الهواتف الذكية في المدارس
  • وزير التربية الوطنية: 651 ألف تلميذ يدرسون الأمازيغية في 40% من المدارس الابتدائية
  • تعليمية الشــورى تناقش مشكلات سلوكية في المدارس مع مختصين من التربية