هذه الإضافات الغذائية تؤثر على صحة الأمعاء والدماغ
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تعد الإضافات الغذائية جزءا أساسيا من صناعة الأطعمة المعالجة وتستخدم لتحسين المذاق والملمس وإطالة فترة الصلاحية، وتكشف أبحاث حديثة أن بعض هذه المواد قد تضر بتوازن ميكروبات الأمعاء، مما يسبب مشكلات صحية قد تمتد إلى الدماغ.
والإضافات الغذائية هي مواد تضاف إلى الأطعمة خلال مراحل الإنتاج والتعبئة والتغليف، وذلك لتحسين المذاق، أو اللون، أو القوام، أو الحفاظ على المنتج لفترة أطول.
وفي تقرير نشرته مجلة "سايكولوجي توداي"، قال الكاتب سكوت سي أندرسون إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تشترط إجراء دراسة سلامة قبل الموافقة على المواد المضافة الغذائية الجديدة، ولكن إجراءاتها لا تتضمن اختبار تأثيرات تلك المواد على ميكروبات الأمعاء، وهذا يعد خطأ كبيرا.
واعتبر الكاتب أننا بحاجة إلى نهج جديد للتعامل مع الإضافات الغذائية من خلال اختبار تأثيرها على الميكروبات المعوية المفيدة والتأكد من أن تلك المواد لا تقضي على الميكروبات، أو تعزز مسببات الأمراض، وهو الأمر الأسوأ، على حد تعبيره.
وأضاف أن عددا من الباحثين يعملون حاليا على دراسة هذه التأثيرات السلبية، وكانت النتائج التي توصلوا إليها مثيرة للقلق. ومن بين تلك الجهود، دراسة حديثة أجراها البروفيسور لي-يان شين وزملاؤه من جامعة تايوان الوطنية، وأظهرت أن العديد من المستحلبات، وخاصة الصناعية منها، تسبب تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء.
والمستحلبات هي مواد مضافة تساعد على امتزاج الزيت والماء، وتمنح الطعام ملمسا ناعما يفضله المصنعون، وتوجد في عدد كبير من الأطعمة المعالجة، من بينها زبدة الفول السوداني والخبز والسجق والآيس كريم.
وجد الباحثون أن المستحلبات تساعد البكتيريا على غزو طبقة المخاط المحيطة بالأمعاء (غيتي)وذكر الكاتب أن الباحثين وجدوا أن المستحلبات تساعد البكتيريا على غزو طبقة المخاط المحيطة بالأمعاء. ويعدّ المخاط خط الدفاع الأول ضد الميكروبات الضارة، وعندما يتعرض للتلف يصبح من الأسهل على هذه الميكروبات وسمومها المرور عبر جدار الأمعاء والدخول إلى مجرى الدم.
وقد وجد الباحثون دلائل على تسبب المستحلبات فيما يُعرف بالالتهاب الجهازي (وهو الاستجابة البيولوجية النموذجية بعد الإصابة بالعدوى والأمراض الالتهابية المزمنة)، بالإضافة إلى زيادة في الاضطرابات الأيضية، بما في ذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين.
وأضاف الكاتب أن هذه النتائج تتماشى مع دراسة سابقة أجراها بينوا شاسينغ وزملاؤه في جامعة باريس، حيث وجدوا تأثيرا مشابها لاثنين من المستحلبات الصناعية، وهما "بوليسوربات 80″ و"كاربوكسي ميثيل سليلوز". وقد ثبت أن هاتين المادتين أسوأ من غيرهما في التأثير على توازن ميكروبيوم الأمعاء وتعزيز الالتهابات.
التأثيرات على الدماغمن جانب آخر، وجدت دراسة حديثة أجراها بينغ لي وزملاؤه في جامعة تيانجين الطبية أن المستحلبات قد تؤدي إلى تدهور الإدراك. على وجه التحديد، تسببت مادة "بوليسوربات 80" في تعطيل الحاجز الدموي الدماغي، مما أدى إلى تراكم السموم في الدماغ.
وتم إجراء هذه الدراسة على الفئران، لكن الباحثين أشاروا إلى أنها "تقدم دليلا قويا على أن خلل ميكروبيوم الأمعاء الناتج عن النظام الغذائي قد يكون عاملا خطرا يؤدي للتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن".
وذكر الكاتب أن هناك دراسة أخرى أجراها شاسينغ وزملاؤه، أظهرت أن المستحلبات أثّرت على سلوك الفئران، فقد أظهر الفئران الذكور مستويات عالية من التوتر، وأظهرت الإناث قدرا من الانطوائية.
تسببت مادة "بوليسوربات 80" في تعطيل الحاجز الدموي الدماغي مما أدى إلى تراكم السموم في الدماغ (شترستوك) نتائج مثيرة للقلقوجدت دراسة جديدة -أجرتها جيسيكا فيتزباتريك وزملاؤها في جامعة موناش الأسترالية- أن الأشخاص غير المجهدين كانوا قادرين على التعامل بشكل جيد مع المستحلبات، بينما ظهرت زيادة في نفاذية الأمعاء لدى الأشخاص المجهدين، مماثلة لتلك التي لوحظت في الدراسات على الفئران.
وحسب الكاتب، فإن هذه النتائج مثيرة للقلق، لأن نفاذية الأمعاء أو ما يُعرف أيضا بـ"الأمعاء المتسربة" هذه يمكن أن تزيد من القلق والتوتر، مما يعني الدخول في حلقة مفرغة ما بين الإجهاد والمشاكل المعوية عند تناول المستحلبات.
لكنه أوضح أن الأمر لا ينطبق على جميع المستحلبات، حيث إن الصناعية منها هي التي تضر بالأمعاء وفق ما كشفته الدراسات، لكن المستحلبات الأخرى المستخدمة في الأطعمة منذ وقت طويل، مثل الليسيثين الموجود في البيض وعباد الشمس، يمكن تحملها بشكل جيد.
تجنب هذه المستحلبات الصناعيةلتجنب التأثير السلبي للمستحلبات على الميكروبات المفيدة وما قد يؤدي إليه ذلك من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والخرف والسرطان، ينصح الكاتب بالابتعاد عن المستحلبات الصناعية مثل "بوليسوربات 80″ و"كاربوكسي ميثيل السليلوز".
ويؤكد أن الأفضل هو تناول المزيد من الأطعمة غير المعالجة مثل الخضروات والفاكهة، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تعزز صحة الأمعاء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصحة: تنفيذ 1323 زيارة لـ73 مستشفي للتأكد من مكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات خلال 2024
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ 1323 زيارة إشرافية لمستشفيات وزارة الصحة والسكان والهيئات التابعة خلال عام 2024، وذلك لمتابعة الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، والمقاومة لمضادات الميكروبات بالمنشآت الصحية واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لضمان تقديم خدمات طبية آمنة للمواطن المصري.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إنه تم تنفيذ 115 دورة تدريبية للأطقم الطبية، على إجراءات مكافحة العدوى وترصد العدوى المكتسبة ومكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات بإجمالي 5758 متدرب، متضمناً ذلك التدريب الملزم لمقدمي الرعاية الصحية قبل البدء في العمل وتقديم الخدمات الطبية بعدد 12 مستشفى من المستشفيات التي تم الانتهاء من تطويرها بمحافظات (الدقهلية / الغربية / سوهاج / كفر الشيخ / الجيزة /المنوفية / القليوبية)، وذلك في إطار بناء وتطوير القدرات وتأهيل الكوادر البشرية الطبية بمستشفيات وزارة الصحة والسكان والهيئات التابعة.
وأضاف "عبدالغفار" أنه تم تخريج الدفعة رقم 19 من "الدبلوم المهني المعتمد لمكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات" بإجمالي 32 خريج بهدف رفع كفاءة الفريق الطبي وتأهيل كوادر متخصصة في علم مكافحة العدوى من العاملين بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان والهيئات الحكومية المختلفة وكذلك المستشفيات الجامعية والخاصة، بالإضافة إلي طباعة وتوزيع 55506 لوحة إرشادية للتوعية داخل المنشآت الصحية.
وأشار "عبد الغفار"، إلي أنه تم إدراج 193 قسم رعاية مركزة للأطفال حديثي الولادة بمستشفيات وزارة الصحة والسكان والهيئات التابعة وبالمراكز والمستشفيات الخاصة، وذلك في محافظات المرحلة الأولى لمبادرة "رعاية" للأطفال حديثي الولادة والتي تشمل محافظات (كفر الشيخ، الغربية، الفيوم، البحر الأحمر، مطروح، المنيا)، وذلك بهدف تحسين إجراءات مكافحة العدوى وخفض معدلات العدوى والوفيات المصاحبة بأقسام الرعايات المركزة للأطفال حديثي الولادة على مستوى الجمهورية.
من جانبه قال الدكتور راضي حماد رئيس قطاع الطب الوقائي، إنه تم تحديث منظومة البرنامج القومي الإلكتروني؛ لترصد عدوى المستشفيات، حيث يهدف تطبيق البرنامج في نسخته المحدثة طبقاً لأحدث الأدلة الإرشادية العالمية، إلى خفض معدلات العدوى ومنع انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية داخل المنشآت الصحية، حيث يتم جمع بيانات العدوى عبر أجهزة الهواتف الذكية المزودة بالبرنامج والتي يتم ربطها بالموقع الإلكتروني لترصد عدوى المنشآت الصحية الخاص بوزارة الصحة والسكان، وذلك بهدف تحليل البيانات واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لمنع حدوثها مستقبلاً وحماية المريض من خطر التعرض للعدوى.
وأوضحت الدكتورة سالي محي الدين مدير الإدارة العامة لمكافحة العدوي، أنه تم تنفيذ برنامج متكامل لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات بـ73 مستشفى نموذجي بجميع محافظات الجمهورية متضمنة المستشفيات والهيئات الحكومية والتي تشمل (مديريات الشئون الصحية - الهيئة العامة للتأمين الصحي - الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية - أمانة المراكز الطبية المتخصصة - المؤسسة العلاجية – الهيئة العامة للرعاية الصحية)، وكذلك المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى مستشفيات هيئة قناة السويس في محافظتي بورسعيد والإسماعيلية، ويشمل البرنامج تعزيز ممارسات منع ومكافحة العدوى، والتشخيص المعملي وترصد الميكروبات المقاومة لمضادات الميكروبات، بالإضافة إلى الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات، وذلك لمواجهة الخطر العالمي والحد من نشأة وانتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.