إسرائيل تتساءل: أين صواريخ حزب الله؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تساءلت صحيفة "كلكلست" العبرية عن السبب الذي يمنع تنظيم حزب الله اللبناني من إطلاق آلاف الصواريخ يومياً على إسرائيل، موضحة أن التنظيم كان لديه عشرات الاف الصواريخ، ورغم تدمير جزء كبير منها، إلا أنه لا يزال يمتلك أعداداً تمكنه من توجيه وابل منها على إسرائيل.
وتقول "كلكلست" إن التقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، وهو ما جعله في وقت ما ينجح في ردع إسرائيل حتى أن أمينه العام السابق حسن نصر الله شعر بثقة، وانضم إلى الحرب الدائرة في قطاع غزة .
وأضافت أن الحكومات الإسرائيلية أهملت لسنوات عديدة الحماية العامة في جميع أنحاء المنطقة الشمالية، وافترض زعيم حزب الله أنه لن يتعرض للغزو وخاطر بالتصعيد، في ضوء القوة النارية التي يمتلكها من صواريخ تستطيع قتل المئات أو الآلاف من الإسرائيليين في المستوطنات بسهولة.
خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيلhttps://t.co/6YtzDS4oaH pic.twitter.com/EeoK1vcNHt
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2024
واستمر هذا الوضع حتى يوم 17 سبتمبر (أيلول) عندما انفجرت الآلاف من أجهزة البيجر التي كانت بحوزة المسلحين في جميع أنحاء لبنان، وفي غضون أسبوعين من هذا الهجوم، تم القضاء على قادة التنظيم واستهدفت البنية التحتية قصفاً من الجو، كما اجتاحت لبنان عاصفة نارية على شكل مئات الطائرات المقاتلة التابعة للجيش الإسرائيلي.
ماذا تبقى لحزب الله؟
ووفقاً للصحيفة، لم يتبق لدى حزب الله سوى ربع ترسانته الصاروخية، وهو الأمر الذي يطرح سؤالين: "لماذا لم يطلق حزب الله آلاف الصواريخ دفعة واحدة كما كنا نخشى دائماً وهل هو قادر على القيام بذلك؟".
وأوضحت أن معظم القوة الصاريخية لدى حزب الله تعتمد على الصواريخ متوسطة المدى من عائلة غراد التي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، مع صواريخ مثل فجر 5 الإيرانية الصنع، وM302 السورية التي يصل مداها 100 كلم، وذلك إلى جانب أكثر من ألف صاروخ باليستي مثل فاتح 110، وينضم إلى عائلة الصواريخ الدقيقة التي يمكن أن تصل لكل ركن في إسرائيل، فيما تكتمل الصورة بصواريخ قصيرة المدى على شاكلة "بركان وفلق".
إخفاء منصات الإطلاق
وتقول الصحيفة، إن بعض منصات إطلاق الصواريخ كانت مخبأة في قواعد تحت الأرض أو في مخابئ منتشرة في جميع أنحاء المنطقة، لكن الغالبية العظمى منها كانت محمولة على مركبات متحركة يمكن إخفاؤها بسهولة ونقلها من قرية إلى أخرى عند الحاجة حتى يصعب على الجيش الإسرائيلي تعقبها أو معرفة مكانها.
استراتيجية صواريخ حزب الله
وأشارت إلى أن استراتيجية استخدام نيران حزب الله قامت على 4 سيناريوهات، في الأول يعمل التنظيم على هدف الإرهاق من خلال إطلاق الصواريخ على مستوطنات الخط الشمالي وما خلفه للتخويف والمضايقة، والثاني"الهجوم" باستخدام قوات الرضوان بعملية كبيرة خطط لها نصرالله، على المستوطنات والقواعد في الشمال تحت غطاء الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وبحسب الصحيفة، السيناريو الثالث هو "الوضع الدفاعي" للرد على الغزو الإسرائيلي للبنان، وفي هذا السيناريو سيتم إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ، والسيناريو الرابع يحدث بحال غزو إيران من خلال تحالف دولي، وآنذاك يصب التنظيم كل ما لديه على إسرائيل بأكملها.
الوضع الراهن
ووصفت التنظيم اللبناني بأنه وُلد ليكون حارساً لإيران، وإذا لزم الأمر، كقوة حرس حدود، متسائلة "ما هو وضع التشكيل المدفعي في الوقت الراهن؟ العدو يطلق النار بطريقة محدودة وغريبة ولا يكاد يستخدم إمكاناته".
وأشارت كلكلست إلى أن حزب الله في الأساس كان يستعد لمعركة طويلة جداً، ينقل من خلالها المزيد من الصواريخ من مستودعات الأسلحة إلى منصات إطلاقها "بعيدة المنال" الغير معروف مكانها ومثبتة على أسطول ضخم من الشاحنات الصغيرة التي لن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إيقافها.
ولكن، تقول الصحيفة إن ضباط الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي تمكنوا من معرفة موقع مستودعات الذخيرة الأمامية في جنوب لبنان، ولذلك تم استهدافها عن طريق إسقاط القنابل عليها، فيما استمرت مطاردة منصات الصواريخ طوال الوقت، حيث تم تدمير 140 منصة إطلاق فقط الأسبوع الماضي.
لماذا لا يرد حزب الله؟
وتشير التقديرات إلى أنه لا يزال هناك 30 ألف صاروخ، وأن الفئة الأكثر تضرراً في الصواريخ هي المتوسطة المدى، والتي تعتبر ضرورية للغاية لأي مخطط عملياتي، ولكنها قالت أيضاً إن "30 ألف صاروخ ليست مزحة"، لأن حماس بدأت مخططها في الهجوم على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي بعدد أقل من الصواريخ، وتساءلت: "لماذا لا يرد حزب الله على نيران إسرائيل؟".
وأوضحت أن هناك سببين مثيرين، الأول هو أن حزب الله على الرغم من التصريحات، لا يهتم حقاً بلبنان، وكلما أصبح هذا البلد المحطم أكثر انكسارا، كلما زاد اعتماده على رأس المال الأجنبي في مرحلة إعادة الإعمار، وحتى لو كان اتفاق استسلام المسلحين يتضمن حظراً على نقل الأسلحة، فلن يحظر أحد إدخال الأموال، وسيكون بمقدور الإيرانيين استغلال الوضع لضخ رؤوس الأموال المتاحة وتعزيز أنفسهم سياسياً على الأرض.
أما السبب الثاني، فهو أن استراتيجية حزب الله الآن تركز على الحفاظ على توتر قتالي منخفض، مضيفة أن التركيز ليس على إلحاق أكبر قدر من الضرر بالمدن ومعسكرات الجيش، بل على إخافة إسرائيل عن طريق إطلاق 20 صاروخاً من 10 منصات إطلاق على مستوطنات مختلفة.
"قنبلة دبلوماسية" تنتظر الحروب الإسرائيليةhttps://t.co/DJfIy2E5fW pic.twitter.com/uEHOB33HXo
— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2024
الحفاظ على صورة النضال
وإذا قرر قادة حزب الله زيادة تركيز الجهود، فسيأتي ذلك على شكل وابل من عشرات الصواريخ من منصة أو اثنتين على مدينة معينة، لتعطيل الروتين وإثارة الغضب بين السكان، موضحة أن حزب الله يلعب على الوقت، فهو لا يحتاج إلى التغلب على القوات الإسرائيلية أو صدها، فهو يحتاج إلى الحفاظ على صورة النضال.
وتابعت الصحيفة: "رأينا لماذا لا يوجد لدى حزب الله أي سبب لتوجيه ضربة نارية ضخمة إلى أراضينا، ولكن دعونا نتساءل: إذا استيقظ المسلحون صباح الغد وقرروا إطلاق ألفي صاروخ، فهل يمكنهم ذلك؟"، وأجابت بأنه على الورق نعم يستطيع التنظيم فعل ذلك، فهناك ذخيرة وقاذفات، ولا يوجد نقص في المسلحين، ولكن الضرر البشري على المستوى اللوجيستي سيتطلب الكثير من الارتجال لتجميع كل شيء وتحديد موعد إطلاق الصواريخ، لأن الاستخبارات الإسرائيلية لديها "حواس حادة للغاية" وستكون قادرة على كشف تلك الاستعدادات، وسيتمكن سلاح الجو من استهدافها.
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة: "خلاصة القول، لم يطلق حزب الله قذائف ضخمة لأنه لم يعتبر ذلك ضرورياً، وعندما دخل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، كان المستوى اللوجستي قد تضرر بالفعل بطريقة لم تسمح بمثل هذا القبيل، العدو يكتفي الآن بإطلاق قذائف محدودة الحجم لأنها تخدم استراتيجية بقائه دون إنفاق الكثير من صواريخه المتبقية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل حزب الله إسرائيل وحزب الله إيران الجیش الإسرائیلی على إسرائیل ألف صاروخ حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
كشفت وزارة حرب الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن وصول شحنة قنابل "MK-84" من الولايات المتحدة؛ وهي التي قرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرسالها، عقب تعليقها خلال العام الماضي من طرف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.
وتابعت الوزارة، عبر بيان، أن: "الشحنة وصلت الليلة الماضية، خلال عملية نقل مشتركة قادتها بعثة المشتريات التابعة للوزارة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي ووحدة الشحن الدولي".
وأوضحت بأن: السفينة التي تحمل تلك القنابل قد وصلت إلى ميناء أشدود، وتم تفريغ حمولتها على عشرات الشاحنات التابعة لوحدات النقل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تم نقلها إلى قواعد سلاح الجو.
وفي السياق نفسه، وصف وزير الحرب، يسرائيل كاتس، ذلك بـ"الإضافة الاستراتيجية المهمة لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي"، فيما شكر ترامب وإدارته على ما وصفه بـ"وقوفهم الحازم في صف إسرائيل" وفق تعبيره.
وعبر بيان آخر لوزارة الحرب، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسلّمت حتى الآن "أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية، نُقلت عبر 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري"، وهو ما وصفه البيان بأنه: "أكبر جسر جوي وبحري عسكري في تاريخ إسرائيل".
وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، فإن: "هذه الكميّة تُعادل ما يناهز خمس قنابل نووية، مثل التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين".
ما الذي نعرفه عن هذه القنابل؟
تُعتبر قنابل MK-84، المعروفة كذلك باسم بـBLU-117، من أبرز القنابل غير الموجّهة في الترسانة العسكرية الأميركية. حيث تزن القنبلة الواحدة منها حوالي 907 كيلوغرامات، وتُعد كذلك: الأكبر ضمن سلسلة قنابل Mark 80.
وكان الجيش الأميركي، قد بدأ في استعمال هذه القنابل خلال حرب فيتنام، لتصبح منذ ذلك الحين واحدا من العناصر الأساس في العمليات الجوية الأميركية.
أيضا، تتميز MK-84 بهيكل يوصف بـ"الانسيابي" وهو مصنوع من الفولاذ، ومُعبأة بحوالي 429 كيلوغراما من المتفجرات عالية القوة.
وعند إسقاطها، يمكن للقنبلة إحداث حفرة بقطر يصل إلى 15 مترا، وعمق يصل إلى 11 مترا. كما تستطيع اختراق ما يصل إلى ما يُناهز 38 سنتيمترا من المعدن أو حوالي 3.35 أمتار من الخرسانة المسلحة، وهو ما يجعلها كذلك فعّالة ضد كافة الأهداف المحصنة.
وتجدر الإشارة إلى أنه مع تطور التقنيات العسكرية، قد تم تزويد العديد من قنابل MK-84 بأنظمة توجيه دقيقة، ما جعلها تتحوّل إلى ذخائر موجّهة مثل GBU-10 Paveway II وGBU-31 JDAM.
وكانت الولايات المتحدة قد علقت في أيار/ مايو الماضي شحنة قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل، إثر ما قالت آنذاك، إنه القلق من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة، خلال الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ قبل أن تستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل نحو الاحتلال الإسرائيلي في تموز/ يوليو الماضي.