15 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:  في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة على خلفية النزاعات المستمرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في لبنان وغزة، يتزايد الحديث عن إمكانية أن يلعب العراق دور الوسيط الحاسم في التهدئة بين الأطراف المتصارعة.

و أفادت تحليلات متعددة أن العراق، كبلد يتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة، قد يجد نفسه في موقع استراتيجي يؤهله للعمل على ضبط النفس وتخفيف التصعيد في هذه الأوقات العصيبة.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر أن وفداً أميركياً قد وصل إلى بغداد في محاولة لمتابعة جهود التهدئة مع طهران، وذلك في مسعى لتحديد إطار للحوار بين البلدين على خلفية النزاع الذي يهدد المنطقة بأسرها.

ويُعتبر هذا التحرك جزءاً من استراتيجية أميركية أوسع لضمان عدم التصعيد العسكري، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر المستمر.

كما يُشير بعض المحللين إلى أن العراق، بفضل موقعه الجغرافي والعلاقات المتوازنة التي يحافظ عليها مع طهران وواشنطن، قد يكون بمثابة الجسر الذي يربط بين الطرفين ويسهم في إيجاد حلول وسطية.

وقال تحليل صادر عن مركز دراسات استراتيجي، إن العراق يسعى للضغط على واشنطن لوقف العمليات العسكرية ضد لبنان وغزة، وهو ما يتماشى مع مواقفه السياسية السابقة في دعم حقوق الفلسطينيين. وفي ذات السياق، تحدثت مصادر سياسية في بغداد عن تحركات دبلوماسية قد تجرى في الأيام المقبلة، تشمل توجيه رسائل تهدئة لكل من تل أبيب وواشنطن وطهران.

تجدر الإشارة إلى أن العراق سبق له أن لعب دور الوساطة الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، حيث تمكّن من تأجيل عقوبات كانت الولايات المتحدة بصدد فرضها على إيران، وهو ما يعزز من مكانة العراق كطرف محوري في صناعة السلام الإقليمي.

و أعربت العديد من التحليلات عن أن هذه الوساطة قد تكون أكثر أهمية في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية.

وقال مصدر سياسي عراقي مطلع على الأوضاع: “العراق يملك مفتاح التهدئة، وبفضل علاقاته الخاصة مع طهران وواشنطن، يستطيع لعب دور أساسي في هذه المرحلة الحساسة”، وأضاف المصدر: “الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على غزة قد يكون المدخل الأمثل لضمان استقرار الوضع”.

وبشأن زيارة مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إلى إيران، قال مراقبون إن الزيارة كانت تحمل في طياتها إشارات مهمة تؤكد على وجود نية حقيقية للحوار بين واشنطن وطهران، وهي فرصة كبيرة للعراق للقيام بدور الوساطة الفعالة.

وأضافت تغريدة على حساب تويتر متعلق بالشؤون السياسية في العراق: “العراق في هذه اللحظة هو الحليف الموثوق لكلا الطرفين. إن موقفه القوي والمحايد يسمح له بأن يكون حلقة وصل فعّالة”. واعتبرت التغريدة أن العراق قادر على كبح التصعيد العسكري، خاصة وأن العلاقات التي تجمعه بإيران تمنحه القدرة على التأثير في قرارها، بينما علاقاته مع أميركا تجعله الطرف الأنسب للعب دور الوسيط المحايد.

و تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة التي تحدث فيها عن سعيه لإنهاء الاقتتال في العالم، تعكس تحولاً في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط. ويُرجح أن تسهم هذه التصريحات في فتح الباب أمام دور جديد لبغداد في مساعي الوساطة بين واشنطن وطهران، في خطوة قد تساهم في تقليل حدة التصعيد في المنطقة.

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: واشنطن وطهران أن العراق

إقرأ أيضاً:

واشنطن: من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن سوريا

14 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: اعتبر السيناتور “جيم ريش” أنه من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن سوريا بل نحن بحاجة إلى التروي ومراقبة ما يحدث.

أفادت وكالة مهر، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع شركائها، أشد العقوبات الاقتصادية على سوريا منذ عام 2011، مما أدى إلى إضعاف هذا البلد بشكل كبير. ومع سقوط الحكومة المركزية السورية، بدأت تظهر دعوات للمطالبة برفع هذه العقوبات.

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة “رويترز” أنه رغم وجود مطالب داخل الكونغرس الأمريكي لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، إلا أن معظم المشرعين يعارضون هذه الفكرة.

تجدر الإشارة إلى أن “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر حالياً على مقاليد السلطة في سوريا، مدرجة في قوائم التنظيمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الغربية. إضافة إلى ذلك، فرضت الأمم المتحدة أيضاً عقوبات على هذه المجموعة.

وفي تعليق له، قال السيناتور الجمهوري البارز “جيم ريش”، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: “من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن سوريا. نحن بحاجة إلى التروي ومراقبة ما يحدث. من السابق لأوانه القول بأن الحكومة السورية المقبلة ستتصرف بشكل مختلف عن حكومة الأسد”.

من جانبه، قال السيناتور “كريس مورفي”، رئيس شؤون الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: “لا يزال الوقت مبكراً لرفع العقوبات عن سوريا. ومع ذلك، من الضروري أن تتواصل الولايات المتحدة مع السلطات الجديدة في سوريا. لا أعتقد أنه من الصواب أن تتجاهل الولايات المتحدة الوضع الحالي في سوريا”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أجواء شتوية شديدة البرودة في أنحاء العراق
  • السفارة السورية لدى واشنطن تفتح أبوابها بعد 10 سنوات من الإغلاق
  • يضم فصائل من ثلاث دول بينها العراق .. إنهيار الهلال الشيعي يضع إيران أمام خيارات
  • واشنطن: من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن سوريا
  • تقرير بريطاني:بلينكن طلب من السوداني منع إيران من إيصال الأسلحة إلى سوريا او تدخل ميليشيا الحشد فيها
  • الإطار يقطع الطريق: لن نقبل أي محاولات لتغيير الواقع السياسي في العراق
  • الإطار يقطع الطريق: لن نقبل أي محاولات لتغيير الواقع السياسي في العراق - عاجل
  • بلينكن يؤكد التزام واشنطن بأمن العراق
  • الخارجية الأمريكية تؤكد التزام واشنطن بأمن العراق ومنع عودة داعش
  • من بغداد.. وزير الخارجية الأمريكي يؤكد التزام واشنطن بأمن العراق