هل تدخل أمريكا حرباً شاملة قبل ولاية ترامب؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
قال المحللان السياسيان جوليان بارنز ديسي وإيلي جيرانمايه إن المناورات العسكرية الإيرانية والإسرائيلية، بالتزامن مع دخول الرئيس الأمريكي جون بايدن مرحلة "البطة العرجاء"، قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، بينما يستعد دونالد ترامب لولايته الثانية بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية مؤخراً.
للحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة
وأضاف جوليان بارنز ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإيلي جيرانمايه، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقالهما المشترك بموقع "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، ومقره برلين، أنه مع اقتراب تسلم ترامب ولاية، فإن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة.
وتبادلت إسرائيل وإيران هجمات عسكرية غير مسبوقة على مدار العام الماضي، مع تكثيف الأعمال العدائية مؤخراً رداً على الضربة الإسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) ضد أهداف عسكرية إيرانية. ويواجه كلا البلدين وضعاً حرجاً قبل تنصيب ترامب المحتمل في يناير (كانون الثاني)، حيث يسعى كل منهما إلى امتلاك ميزة مقارنةً بنظيره، ما قد يشعل المنطقة ويتجه بها نحو صراع أوسع. رؤية نتانياهو للتغيير الإقليمي
ويتصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إعادة تشكيل الشرق الأوسط، معزَّزاً بالمكاسب التكتيكية الأخيرة التي حققتها إسرائيل ضد حلفاء إيران في غزة ولبنان. فمنذ هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عطلت إسرائيل بشكل فعال "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، بما في ذلك حزب الله، وكشفت عن حدود طهران في ردع العمل الإسرائيلي. كما فتح نجاح إسرائيل في تحييد الدفاعات الإيرانية الحاسمة فرصة نادرة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً، مع إضعاف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لإيران.
With indications that a Trump victory is likely, it's a nightmare for Khamenei. #Iran's regime launched influence operations to hurt Trump in the election. Khamenei has also been trying to kill Trump. That's not a good position for Tehran, with diminished air defenses, degraded… pic.twitter.com/xdrGEfTEtA
— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) November 6, 2024
ورغم وعود حملة ترامب بإنهاء التدخل الأمريكي في الخارج، يدعو مستشاروه المؤيدون لإسرائيل إلى دعم الإجراءات الإسرائيلية. قد يكون هدف نتانياهو إجبار الإدارة القادمة على دعم صراع أوسع نطاقا ضد إيران، مما قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة بالمشاركة النشطة، خاصة إذا كان من الممكن تأطير الضربات الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس. وقد تشهد هذه الفترة قبل تنصيب ترامب المبالغة في تقدير إسرائيل لمكاسبها العسكرية للتأثير على موقف الإدارة الجديدة.
وأوضح الكاتبان أنه ما يزال رد إيران على الضربات الإسرائيلية الأخيرة غير مؤكد، لكنه استراتيجي. وأشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يمثل الفصيل الإصلاحي، إلى استعداده لتخفيف العدوان إذا كان من الممكن تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان. وأعربت طهران عن اهتمامها بالتعامل مباشرة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يوفر مساراً للحد من التوترات. ومع ذلك، قد تكثف طهران دفاعاتها إذا اشتبهت في هجوم إسرائيلي مستمر، سعياً إلى إرساء ردع حازم قبل تولي ترامب منصبه.
Israeli & Iranian manoeuvring in response to Trump's victory risk sharp Middle East escalation before he even assumes office. New @ecfr piece with @h_lovatt & Ellie Geranmayeh
Dangerous manoeuvres: How Israel and Iran are preparing for Trump 2.0 https://t.co/bFnTLtHDnq
وقد تنظر إسرائيل إلى جهود طهران لتجنب صراع أوسع على أنه علامة على الضعف. ومع ذلك، تحتفظ إيران بالقدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل إذا اقتضى الأمر، بما في ذلك إرهاق أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. وبحسب ما ورد يستعد حلفاء طهران، مثل الحوثيين في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، للمشاركة على نطاق أوسع، مما يزيد من خطر اندلاع حريق إقليمي.
الاستعداد لفترة متقلبة ورغم هذه الجهود الدبلوماسية، فإن نهج ترامب غير المتوقع في السياسة الخارجية، إلى جانب طموحات نتانياهو العسكرية وحاجة إيران إلى استعادة الردع، يخلق سيناريو متقلباً بشكل استثنائي. وتسعى الدول الأوروبية، التي تخشى المغامرات العسكرية السابقة في أفغانستان والعراق، إلى تجنب التدخل المباشر في صراع آخر في الشرق الأوسط. وتؤكد الأحداث المدمرة في غزة ولبنان على مدى سرعة تصاعد التوترات، مما قد يجر الغرب إلى المشاركة النشطة.
وأكد الكاتبان أنه للحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط صراع أوسع
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لتحويل إسرائيل لقوة عسكرية مُهيمنة بالمنطقة
قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإظهار أن تركيزه الحالي منصب على الملف النووي الإيراني وعلى ما يجري في سوريا، مُشيرًا إلى أن ما حدث في غزة ولبنان يُعد كافيًا ليُبرر للمجتمع الإسرائيلي أن ما يجري في سوريا والتوجه نحو الشرق قد يعوّض ذلك.
وأضاف "دياب"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسنت أكرم عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو لن يتمكن من إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة إرسال قوات أو التورط في مواجهة إقليمية، موضحًا، أنه في أسوأ الحالات، يمكن لنتنياهو إقناع ترامب بفرض ضغوط اقتصادية على إيران لتقويضها من الداخل، لافتًا إلى أن "أفضل السيناريوهات" بالنسبة له هو منع ترامب من التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.
وتابع: "نتنياهو يسعى أيضًا لمنع أي إمكانية لتحقيق كيان فلسطيني مستقل بأي ثمن، ويرى أن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط تقتضي أن تظل إسرائيل القوة العسكرية والأمنية الوحيدة التي تهيمن على المنطقة، ومع ذلك، أعتقد أنه لن يتمكن من تحقيق ذلك".