إجلاء سكان قرى في كندا بسبب حرائق الغابات
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تواصلت، الثلاثاء، عمليات الإجلاء الجوية في المناطق النائية من الشمال الكندي الذي ضربته حرائق غابات "ابتلعت" الطرق، ودفعت المدينة الرئيسية في المنطقة الشمالية الغربية إلى إعلان حالة الطوارئ.
وأجلي نحو 168 ألف شخص في كندا منذ بدء موسم الحرائق الذي حطم كل الأرقام القياسية. وفي مناطق الشمال الغربي حيث اندلع أكثر من 230 حريقا، تم حتى الآن إجلاء 15 في المئة من السكان، أي أكثر من ستة آلاف شخص، بحسب السلطات.
وقال مايك وستويك من الجهاز الإقليمي لمكافحة الحرائق إن القرى المعنية تبعد مئات الكيلومترات الواحدة من الأخرى، ما يجعل إخلاء سكانها من طريق البر أمرا "بالغ الصعوبة"، لافتا إلى أن كتيبة من 120 جنديا نشرت الثلاثاء لتسهيل عمليات الإجلاء الجوية.
يقيم جوردان إيفوي (28 عاما) في قرية طلب من سكانها الـ2250 إخلاء منازلهم، وكان يأمل مغادرة مسكنه في شاحنته ليلجأ إلى مقاطعة "ألبرتا". لكن حريق غابات شديدا أجبره الاثنين على أن يعود أدراجه ويفر في طائرة عسكرية.
قال "لم أكن قادرا على مشاهدة أي شيء أمامي (...) فقدت شبكة الاتصالات وهذا الأمر زاد من قلقي".
خشي إيفوي أن "تذوب" إطارات شاحنته لشدة الحرارة، وأضاف أن "النيران كانت تبتلع الطريق السريعة. كانت تلك اللحظة الأكثر رعبا في حياتي".
ومساء الاثنين، أعلنت العاصمة الإقليمية ييلونايف (نحو عشرين ألف نسمة) حالة الطوارئ.
وسجلت مقاطعة كولومبيا البريطانية المجاورة، والتي لم تنج من حرائق الغابات، درجة حرارة تجاوزت أربعين مئوية، في ما يعد سابقة في كندا هذا العام، وفق ما قالت وزارة البيئة الثلاثاء.
ترتفع درجة الحرارة في كندا بشكل أسرع من بقية العالم بسبب موقعها الجغرافي، وقد واجهت في السنوات الأخيرة ظواهر مناخية قصوى ازدادت حدّتها وتواترها بسبب تغيّر المناخ.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كندا حرائق غابات إجلاء فی کندا
إقرأ أيضاً:
سوريا .. حرائق الضخمة في ريف اللاذقية وجهود إقليمية للسيطرة على النيران
تواصلت، الجمعة، أعمال فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري لإخماد سلسلة من الحرائق المشتعلة في غابات ريف اللاذقية الشمالي، في واحدة من أكبر الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الجهود تتركز على ثلاثة محاور رئيسية هي: برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، حيث تعد هذه المناطق من أكثر النقاط تعقيدًا من حيث الجغرافيا والمخاطر.
وتُعد التضاريس الوعرة وكثافة الغطاء النباتي، إلى جانب الانتشار الواسع للألغام ومخلفات الحرب، من أبرز التحديات التي تواجه طواقم الإطفاء. وقالت فرق الدفاع المدني، عبر قناتها الرسمية على "تلغرام"، إن قوة الرياح تسببت في تجدد توسع النيران بعد ظهر الجمعة، رغم أن الفرق كانت قد نجحت مؤقتًا في احتواء انتشارها صباحًا، لا سيما في محور نبع المر، الذي يُعد من أصعب المواقع من حيث السيطرة على الحرائق.
في ظل تفاقم الأزمة، تشهد العمليات تعاونًا إقليميًا غير مسبوق، حيث تنتشر فرق الإطفاء السورية والتركية والأردنية، بالإضافة إلى فرق دعم من مؤسسات محلية ووزارات وهيئات تطوعية، على عشرات النقاط في المحور الممتد من قسطل معاف وحتى مدينة كسب. وتعمل هذه الفرق على إنشاء خطوط نارية عازلة باستخدام الآليات الثقيلة، ومتابعة أعمال التبريد والمراقبة الدقيقة للمناطق التي تم احتواء النيران فيها.
ويشارك في جهود الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، مدعومين بـ300 آلية إطفاء، إلى جانب عشرات معدات الدعم اللوجستي والمعدات الهندسية الثقيلة التي تُستخدم لتقسيم الغابات وفتح طرقات تسمح بالوصول إلى بؤر النيران المحاصرة.
دعم جوي من أربع دولعلى الصعيد الجوي، تم تفعيل تنسيق مشترك بين سوريا وتركيا والأردن ولبنان، حيث تسهم 16 طائرة إطفاء تابعة لهذه الدول في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي عبر رشّ المواد المثبطة للنيران من ارتفاعات منخفضة. وتُعد مشاركة هذا العدد من الطائرات تطورًا لافتًا في مستوى التنسيق الإقليمي لمواجهة الكارثة البيئية، التي تهدد واحدة من أبرز المساحات الحرجية في سوريا.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحرائق التهمت مساحات شاسعة من الغابات، لم تُحدد بعد بدقة نظرًا لاستمرار النيران وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
تاريخيًا، تعاني مناطق ريف اللاذقية من الحرائق الموسمية، إلا أن تصاعدها هذا العام يعكس تغيرات مناخية حادة، بالتزامن مع تراكمات ناتجة عن الإهمال في إدارة الغابات، وانعدام إزالة الأعشاب الجافة، إلى جانب مخلفات الحرب التي تعيق الحركة وتعرض رجال الإطفاء لمخاطر الألغام.
كما أن قرب بعض المحاور من الحدود السورية التركية يضيف بعدًا أمنيًا إلى الأزمة، مما يفرض مستويات عالية من التنسيق بين الفرق المشاركة لتفادي أي حوادث عرضية أو اختراقات في خطوط النار.