حكم وحكمة: ضرورة تحكيم الشرع قبل العقل في قضايا الميراث
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
وشكلت قضية الميراث في الإسلام محور نقاش حلقة (2024/11/15) من برنامج "حكم وحكمة" على منصة "الجزيرة 360″، حيث تناول الشيخ عمر عبد الكافي بالتحليل والشرح أحكام الميراث في الإسلام، مؤكدا وضوحها في القرآن الكريم، واستعرض مواقف الناس المختلفة منها، مبينا أهمية تقديم الشرع على العقل في هذه المسألة.
وأكد الشيخ في بداية الحلقة أن آيات المواريث هي المسألة الفقهية الأكثر وضوحا وتفصيلاً في القرآن الكريم، مشيرا إلى أنها جاءت مبينة بتفاصيل دقيقة تفوق حتى أركان الإسلام الأخرى كالصلاة والزكاة، وقال "آيات المواريث هي المسألة الفقهية التي وردت واضحة في القرآن وضوح الشمس بتفاصيلها".
وتطرق البرنامج إلى ثلاثة أصناف من الناس في تعاملهم مع قضية الميراث: المؤمن المسلم بحكم الله، والمتسائل الباحث عن الفهم، والمتشكك المتأثر بالأفكار الغربية. وشدد الشيخ على ضرورة التفريق بين "حكم الدين" و"رأي الدين"، موضحا أن المصطلح الأول هو الصحيح.
وضرب الشيخ مثالاً توضيحيا بقصة أم موسى عليه السلام، حيث تغلب الشرع على الطبع الإنساني في إلقاء رضيعها في اليم، وكذلك قصة سيدنا إبراهيم في ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام، مؤكدا أن "هذه القضايا تشريعية وليست عقلانية".
تغليب الشرع
وأوضح عبد الكافي أن بعض المتشككين في أحكام الميراث يتأثرون بأفكار المستشرقين والمستغربين الذين "يريدون أن يغلبوا العقل على الشرع"، منبها إلى خطورة تحكيم العقل البشري في الأحكام الشرعية القطعية.
وناقشت الحلقة مخاوف البعض من توزيع الميراث وفق الشرع، خاصة فيما يتعلق بنصيب المرأة، حيث أشار البرنامج إلى أن هذه المخاوف غير مبررة شرعا، وأن الحكمة من التقسيم الشرعي أكبر من الفهم البشري المحدود.
وأكد البرنامج أن المسلم مطالب بتقديم الشرع على الطبع في كل المسائل، وأن قضية الميراث ليست استثناءً، موضحا أن المؤمن الصادق هو من يقدم النص الشرعي على اجتهاده العقلي، تماماً كما فعلت أم موسى وسيدنا إبراهيم عليهما السلام.
15/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
دلوقتي الست بتشتغل زي الرجل ليه منغيرش الميراث وتتساوى بيه؟ علي جمعة يجيب
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (الست دلوقتي بتشتغل زي الراجل فليه منغيرش الميراث ونخليها تاخد زي الراجل؟
وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الله تعالى كلف الرجال بمهام معينة وأعطاهم نصيبا معينا من الميراث، وفي المقابل أعطى النساء مهام أخرى ونصيب آخر.
وأشار إلى أن الذكر الذي حصل على ضعف نصيب الأنثى في الميراث، هو مكلف بدفع المهر للمرأة عند الزواج بها، قائلا للفتاة (مفيش مانع نتكلم بصوت عال، تاخدي اتنين وتدفعى انتي المهر، فضحكت الفتاة معبرة عن رفضها).
وتابع: والفتاة ليست مكلفة بأي شي، كما كلف الله تعالى الرجل بالنفقة على المرأة عند الحمل والولادة أو عند رغبتها في عدم العمل، كما كلف الرجل برعاية أخواته من البنات ولم يكلفهن بذلك.
وأشار إلى أن هناك حالات لا يعمل فيها الرجل وتعمل المرأة وتنفق عليه بل قد يعتدي عليها ويأخذ منها مالها، منوها أن هذه جريمة ونحن لا نشرع على جريمة بل نشرع على أصل الخلقة.
وتابع: حينما نرجع إلى أصل الخلقة ونترك أحكام الشريعة الآن جانبا، نجد أن الولد ليس له رحم، أما البنت فلها رحم، وعند الزواج فالمرأة هي التي تحمل، ووقت الحمل يكون خطرا عليها كثرة الحركة نتيجة خروجها للعمل، أما الرجل فهو مهيأ للعمل وجلب الطعام للأسرة، وفي هذه الحالة الطبيعية يكون التشريع توكيل الرجل بالنفقة، منوها أن العالم كله يحيل النفقة على الرجل.