هل يجب على ورثة الكفيل سداد الدين المؤجل فور وفاته؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن كفالة الدين لا تنقضي بوفاة الكفيل، بل تنتقل التزامات الكفالة إلى تركته. وعليه، يحق للدائن مطالبة ورثة الكفيل بسداد الدين المؤجل من تركة الكفيل، ولكن ذلك يكون في موعد استحقاق الدين وليس قبل ذلك.
موعد السداد: التركة هي المصدر الأساسيأوضحت الإفتاء أن ورثة الكفيل غير ملزمين بسداد الدين فور وفاة الكفيل، إلا عند حلول أجل الدين المؤجل إذا لم يقم المدين الأصلي (المكفول) بسداده.
أضافت دار الإفتاء أن الورثة الذين يسددون الدين نيابةً عن الكفيل المتوفى يحق لهم الرجوع إلى المدين الأصلي، لاسترداد المبلغ الذي تم دفعه من التركة، وفقًا لما نص عليه الشرع في مثل هذه الحالات.
الخلاصة الشرعية• الكفالة تستمر بعد وفاة الكفيل وتنتقل إلى تركته.
• المطالبة بسداد الدين المؤجل تكون عند حلول الأجل.
• ورثة الكفيل غير ملزمين بالسداد الفوري إلا إذا تأخر المدين الأصلي عن السداد.
• للورثة الحق في الرجوع على المدين لاسترداد ما تم دفعه.
هذا الموقف يعكس التزام الإسلام بتحقيق العدالة في المعاملات المالية وتنظيم العلاقات بين الأطراف بما يحفظ الحقوق للجميع، سواء كانوا كفلاء، ورثة، أو دائنين.
تفصيل فتوى دار الإفتاء
استطردت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية قد حثت على التعاون والتآزر، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، و"البِرُّ: اسمٌ جامعٌ للطاعات وأعمالِ الخير المقرِّبة إلى الله تعالى"،.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ.. الحديث» متفقٌ عليه.
والضمان أو الكفالة -وما يلحق بهما مِن مرادِفات كالحَمَالة، والزَّعَامة، والقَبَالة، ونحوها مما يُنبئ عن العُهدة في العُرف والعادة- وجهٌ مِن أوجُه التعاون والمعروف الذي فيه مساعدة الناس وقضاء حوائجهم.
فإذا مات الضامن قبل حلول أجل الدين فالمختار للفتوى أن الالتزام بالضمان يبقى في تركته وينتقل إلى ورثتِهِ، لكن دون أن يَحل أجل الدَّين، بل يبقى الدَّين مؤخَّرًا إلى أجَلِه؛ لأنَّه كما يبقى مؤجَّلًا في حقِّ المكفول عنه فإنه يؤجَّل في حقِّ الكفيل أيضًا، والتأجيل حقٌّ من حقوق الكفيل فلا يَبطُل بموته كسائر حقوقه، ولا أثر لموته على الكفالةِ؛ إذ تعلَّق الضمان بمالهِ، وهو صالحٌ للوفاء، وهو ما ذهب إليه الحنابلة في المشهور، والإمام زُفَرُ مِن الحنفية، ونصَّ عليه شيخ الشافعية القاضي يوسف ابن كَجٍّ الدِّينَوَرِي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء المدين الكفيل الدين وفاة الكفيل الكفالة إ
إقرأ أيضاً:
فضل يوم الجمعة.. «الإفتاء» توضح أحب الأعمال وأقربها إلى الله
فضل يوم الجمعة، عظيم في الإسلام، يحمل العديد من الفضائل التي تمنح المسلم فرصة للتقرب إلى الله وتجديد الإيمان، من صلاة الجمعة والدعاء إلى قراءة سورة الكهف والصلاة على النبي، إذ يعد هذا اليوم فرصة ذهبية للتخلص من الذنوب وزيادة الحسنات، لذلك، يجب على كل مسلم استغلال يوم الجمعة بأفضل طريقة ممكنة؛ يحظى بالرحمة والمغفرة في هذا اليوم المبارك.
فضل يوم الجمعة في الإسلاموبخصوص فضل يوم الجمعة، أحد الأيام المباركة التي لها فضل عظيم في الأمة الإسلامية، فقد ورد في الحديث الشريف: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللّهُ بِنا فَهَدَانَا لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ». فيعتبر هذا اليوم فرصة عظيمة للمسلمين لأداء العديد من الأعمال المستحبة، التي يمكن أن تزيد من ثوابهم وتكون سببًا في رضا الله تعالى.
الأعمال المستحبة يوم الجمعةوفي سياق الحديث عن فضل يوم الجمعة، فمن أبرز الفضائل يوم الجمعة، أداء صلاة الجمعة التي تعتبر فرضًا على المسلمين، ففي الحديث الصحيح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قال أحدكم لصاحبه يوم الجمعة: أنصت، فقد لغوت» (رواه البخاري)، إذ تُقام صلاة الجمعة في المسجد وسط جماعة المسلمين، وتعد فرصة لتجديد الإيمان والحصول على الأجر العظيم، كما يُستحب في هذا اليوم قراءة سورة الكهف، التي تُعتبر من السنن المستحبة التي تجلب البركة.
وفي يوم الجمعة يُستحب للمسلمين الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ورد في الحديث الصحيح: «أكثروا من الصلاة عليّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة» (رواه البيهقي). الصلاة على النبي في هذا اليوم تُعد من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله وتزيد من حسناته.
ساعة الاستجابة يوم الجمعةيوم الجمعة يحتوي على ساعة استجابة، وهي ساعة لا يرد فيها الله دعاء عباده المؤمنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه» (رواه مسلم).يُستحب للمسلمين أن يكثروا من الدعاء في هذا اليوم المبارك، وأن يطلبوا من الله ما يشاءون من خير في الدنيا والآخرة، وفقا لما أوضحته الإفتاء المصرية.
فضل يوم الجمعةيوم الجمعة هو يوم المغفرة، حيث يُغفر للمسلمين الذنوب والخطايا في هذا اليوم الفضيل، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:«من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم صلى معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (رواه مسلم).وهذا يظهر كيف أن يوم الجمعة هو فرصة عظيمة للتوبة والعودة إلى الله من خلال الصلاة والعبادات.
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعةومن السنن المستحبة في يوم الجمعة هي قراءة سورة الكهف، واستشهدت دار الإفتاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»، وقال: الأشبه أنه من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]اه)، هذه السورة المباركة تحمل الكثير من الدروس والعبر التي تساعد المؤمنين على التمسك بالحق والابتعاد عن الفتن.
كيف تستغل يوم الجمعة؟يوم الجمعة فرصة عظيمة، لابد أن يستغلها المسلمون في تقوية علاقتهم مع الله تعالى، وإليك بعض النصائح للاستفادة القصوى من هذا اليوم:
ـ الاغتسال والتهيؤ لصلاة الجمعة: احرص على غسل الجسم والتطيب قبل الذهاب إلى الصلاة.
ـ الاستماع إلى الخطبة بانتباه: ركز مع الإمام خلال خطبة الجمعة لتستفيد من التوجيهات الدينية.
ـ الإكثار من الدعاء والذكر: استخدم الوقت بين صلاة الجمعة والظهر في الدعاء لنفسك ولعائلتك.
ـ الأعمال الصالحة: سواء كان صدقة، أو مساعدة الآخرين، أو نصيحة طيبة.