سميح سليمان عليوي، صائغ وتاجر ذهب، وقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في نابلس في فلسطين، وهو متزوج وله 9 أبناء. وقد أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 10 سنوات، واعتقل لأول مرة عام 1988، ثم توالت اعتقالاته حتى توفي في آخرها متأثرا بحالته الصحية وظروف الاعتقال الصعبة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

نشأته وفكره

يلقب عليوي بـ"أبو محمود" وهو من أبناء جيل الانتفاضة الأولى التي شارك فيها مع عدد من قادة حماس منهم زهير لبادة، وعرف عنه تأثره بالشيخ الشهيد أحمد ياسين الذي عمل عليوي على خدمته لفترة، فكان يعد له الطعام ويعينه على القيام بأموره، وحين اغتياله حزن حزنا شديدا.

توفي والده عندما كان صغيرا، فكبر تحت رعاية والدته التي ربته وعلمته ودعمته حتى صار تاجر ذهب كبيرا، لكنه خسر الكثير من أمواله وممتلكاته دفاعا عن معتقداته وسعيه لتحرير فلسطين، فاعتقل وخضع للتحقيق مرات عدة، وتنقل في سجون الاحتلال وهو ثابت على مبادئه، وشارك رفاقه الوقوف في وجه الاحتلال حتى من داخل السجون.

وقد جعل تأثره بقيادات فلسطين وحبه لرفاقه بهذا الدرب يسمي واحدا من أبنائه باسم جمال تيمنا بالقيادي في الحركة جمال منصور الذي عاش معه في سجن نابلس وسجن الجنيد التابعين للسلطة من عام 1997 حتى 1999.

سلسلة الاعتقالات

اعتقل عليوي لأول مرة عام 1988، ومن ثم توالت اعتقالاته الإدارية على يد الاحتلال والسلطة الفلسطينية التي اعتقلته في تسعينيات القرن العشرين مع عمر منصور الذي استشهد في انتفاضة الأقصى بعد اغتياله مع الجمالين جمال سليم وجمال منصور عام 2001، بقصف إسرائيلي استهدف مكتبا إعلاميا تابعا لحماس في نابلس.

واعتقل قبل الانتفاضة بـ4 أعوام، قضى منها مدة عامين في سجون الاحتلال، ومثلها في سجون السلطة، كما اعتقل في الفترة نفسها التي اعتقل فيها القيادي في حماس زهير لبادة الذي توفي بسجون الاحتلال عام 2012.

وخرج عليوي فاقدا عمله وأملاكه عندما أطلق سراحه من سجون السلطة في أحد الاعتقالات، فقد صادرت السلطة كل أملاكه، وأغلقت محل الذهب الخاص به، وصادرت ما قيمته نحو 300 ألف دولار أميركي.

واعتقل الاحتلال عليوي في الثاني من يوليو/تموز 2015، وصادر كثيرا من ممتلكاته من أموال وذهب، إضافة إلى سيارة من نوع باجيرو ميتسوبيشي، ومقدار كبير من مدخراته ومستثمراته التي جمعها على مدار 38 عاما وتعادل نحو مليون دينار أردني.

ورغم ثبوت براءته من تمويل أي نشاطات يصفها الاحتلال بأنها معادية له -كما يقول عليوي- فإن الاحتلال أصرّ على مصادرة ممتلكاته، وحكم عليه بالسجن 33 شهرا.

وفرض عليه الاحتلال أيضا غرامة مالية قدرها نصف مليون شيكل (تعادل تقريبا 250 ألف دينار أردني) وفي حال لم يدفعها سيعتقل عامين إضافيين. فاضطر عليوي لبيع 3 شقق كان يملكها، وقطعة أرض ليسدد بها الغرامة.

وأعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحكم عليه بالسجن 6 أشهر إدارية، تعرّض خلالها للتنكيل والمعاملة السيئة والضرب والتعذيب على يد جنود الاحتلال أثناء نقله إلى السجن رغم وضعه الصحي الصعب.

وكان عليوي قد خضع لعمليات جراحية عدة، منها قص جزء من أمعائه بعدما أصيب بورم حميد، وكان من المفترض أن يجري عملية جراحية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2023 لكن علاجه توقف بعد اعتقاله مما فاقم وضعه الصحي، وفقد أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه، وصار لا يستطيع تناول الطعام ولو قطعة صغيرة منه.

وأكد عليوي في إفادة لمحاميه أنه تعرّض لعمليات تنكيل واعتداءات متكررة خاصة أثناء نقله للعيادة التي كانوا يخرج منها مقيدا، وأنه لم يحصل على أي علاج منذ اعتقاله، ولم يعد يستطع تناول الطعام، رغم تدخل مؤسسات حقوقية مختصة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له.

الوفاة

استشهد الأسير الفلسطيني والقائد في حماس حسب هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطينييْن يوم الجمعة الموافق 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد 6 أيام على نقله من عيادة سجن "الرملة" إلى مستشفى "أساف هروفيه" وأشارتا إلى أنه كان محتجزا قبلها بسجن "النقب" وعند وفاته لم تعلن إدارة السجون عن الخبر.

وأكدت الهيئة والنادي الفلسطينيان أن عليوي وغيره من المعتقلين "تعرضوا لجريمة ممنهجة، كما الشهداء الأسرى كافة، من خلال سياسة القتل البطيء، والتصفية التي تنتهجها منظومة السجون الإسرائيلية".

وقد نعت حماس قائدها عليوي وأسيرا غزيا استشهد نفس الفترة، وقالت "إن ارتقاء الأسير القائد سميح عليوي من نابلس، والأسير أنور اسليم من غزة شهيدين داخل سجون الاحتلال، هو انعكاس لجرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الأسرى، واستمرار لسياسة القتل البطيء والممنهج بحقهم عبر الإهمال الطبي وممارسة كل أساليب التعذيب والتنكيل".

وأضافت حماس "إن ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، من قمع وتنكيل وحرمان، يستدعي التحرك العاجل على كافة المستويات لإنقاذهم من حكومة الاحتلال الفاشية الإجرامية التي تسعى بشكل علني لإعدامهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سجون الاحتلال

إقرأ أيضاً:

شهيد جديد في سجون الاحتلال.. العدد يرتفع إلى 55 منذ العدوان على غزة

كشفت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد الأسير معتز أبو زنيد (35 عاما) من دورا جنوب الخليل، في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.

وقالت الهيئة والنادي في بيان مشترك، إنهما أبلغا باستشهاد أبو زنيد، وهو معتقل منذ منتصف عام 2023 ، ولم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية مشاكل صحية.

وأضاف البيان أن الأسير أبو زنيد الذي كان يقبع في سجن ريمون، طرأ تدهور خطير ومفاجئ على وضعه الصحيّ، وتعمدت إدارة السجن المماطلة في نقله إلى المستشفى، ومارست بحقّه جريمة طبيّة ممنهجة، إلى أنّ دخل في غيبوبة ونقل إلى مستشفى "سوروكا" في السادس من كانون الثاني/ يناير الجاري، وأعلن عن استشهاده الليلة.


وأوضح أنه وباستشهاد أبو زنيد، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة على غزة إلى (55) شهيدا وهو فقط المعلومة هوياتهم، وهذا العدد هو الأعلى تاريخيا لتُشكّل هذه المرحلة المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967.


وذكر البيان أن عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 ارتفع إلى (292)، علما أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري ولا يعرف عنهم أي شئ.

وأضافت الهيئة والنادي، أنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين كارثة إنسانية، وما هو إلا وجها آخر لحرب الإبادة، والهدف هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال والتصفية بحقّ الأسرى والمعتقلين.

وشددت الهيئة والنادي على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على استمرار احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وتعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، عدا عن سياسات السلب والحرمان -غير المسبوقة- بمستواها.


وحمّلت هيئة الأسرى ونادي الأسير، وكافة المؤسسات المختصة، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادهم، وجددتا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.

ولفت البيان إلى أن إجمالي الأسرى أكثر من 10,400، وهذه المعطيات لا تشمل المعتقلين كافة من غزة، فيما أن عدد الأسيرات بلغ 85 أسيرة، بينهن أربع أسيرات من غزة معلومة هوياتهن.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. إصابات بقصف الاحتلال منزلًا قرب مسجد شهداء الرضوان شمالي مدينة غزة
  • أبرز التفاصيل حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • تفاصيل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
  • الكيان الصهيوني يقتحم قرية قريوت جنوب نابلس
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • قوات الاحتلال تقتحم محيط مخيم بلاطة شرقي نابلس
  • 6 شهداء فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الدرج شرق غزة
  • صفقة غزة.. مصدر إسرائيلي يكشف مصير نخبة حماس في سجون الاحتلال
  • حماس تؤكد للأسرى حريتهم القريبة
  • شهيد جديد في سجون الاحتلال.. العدد يرتفع إلى 55 منذ العدوان على غزة