تسببت حرائق الغابات في جزر هاواي الأمريكية في وفاة العشرات من الأشخاص، وأجبرت الآلاف من السكان على ترك منازلهم، وأدت إلى تدمير مدينة سياحية بالكامل.

حرائق الغابات في جزر هاواي

وصل عدد الضحايا في حرائق الغابات في جزر هاواي الأمريكية إلى ما لا يقل عن 93 شخصًا، وفقًا للسلطات في جزيرة ماوي التي أعلنت ذلك عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، ويعتبر هذا العدد من الضحايا الأعلى في حوادث الحرائق في الولايات المتحدة لأكثر من قرن، وفقًا لما ذكرته وكالة «رويترز».

ذكرت السلطات أن عدد القتلى في حرائق الغابات قد يزيد، حيث تقوم فرق البحث بتفتيش أنقاض بلدة لاهاينا الساحلية التي تعرضت للدمار الشامل، وتستخدم الفرق الكلاب المدربة للمساعدة في عمليات البحث.

وألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على آثار الدمار في مدينة لاهاينا التاريخية من خلال نشر صور قبل وبعد الحرائق، وقد تضرر حوالي 1900 مبنى بشكل جزئي وهناك أماكن تم تدميرها بالكامل، وفقًا لتحليل صور الأقمار الاصطناعية، وتم إعلان حالة الطوارئ بسبب الحرائق في المنطقة.

تكلفة إعادة بناء مدينة لاهينا بالمليارات

وذكرت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أن تكلفة إعادة بناء مدينة لاهاينا من المتوقع أن تصل إلى حوالي 5.5 مليار دولار، نظرًا للأضرار الواسعة التي لحقت بالمباني واحتراق أكثر من 2100 فدان.

وأعرب جوش جرين، حاكم هاواي، عن صدمته من حجم الحريق الذي أثر على مدينة لاهاينا، قائلاً: «لم نشهد من قبل حريقًا بهذا الحجم يؤثر على مدينة بالكامل»، وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع مع اكتشاف المزيد من الضحايا.

وأفاد جون بليتير، رئيس شرطة ماوي، بأن البحث لا يزال قيد التقدم وأن الكلاب المدربة لم تمشط سوى 3% فقط من منطقة البحث.

وتسببت الحرائق أيضًا في اندلاع حرائق في أجزاء من جزيرة هاواي، ونحو 271 بناية تضررت أو دمرت جراء الحراق، بحسب تقارير رسمية من دورية الطيران المدني الأمريكية وإدارة إطفاء ماوي.

كيف انتشرت الحرائق في هاواي؟

وفي مؤتمر صحفي، أكد براد فدينتورا، رئيس مكافحة الحرائق في مقاطعة ماوي، أن الحرائق بدأت بعد منتصف الثلاثاء الماضي وتفاقمت بسبب الرياح القوية، مشيرًأ إلى أن أول حريق اندلع في منطقة ماكاوا بجزيرة ماوي وتسبب في احتراق حوالي 675 فدانًا.

وفي حوالي الساعة 11 صباحًا، بدأ حريق آخر في لاهاينا وبدأ بسرعة في تدمير المدينة التاريخية، وذلك بفعل الرياح القوية التي وصلت إلى 60 ميلًا في الساعة.

وقرابة الظهر، اندلع حريق ثالث في كولا بماوي، ما أدى إلى إخلاء المناطق السكنية القريبة.

وفي حادث منفصل، اندلع حريق رابع في حوالي الساعة 6 مساءً على طريق بوليهو في منطقة «سنترال فالي»، حيث تم حرق عدة مئات من الأفدنة.

وتضررت مدينة لاهاينا بشدة، وهي تقع في غرب ماوي وتضم حوالي 13 ألف نسمة، وصرحت حاكمة ولاية هاواي، سيلفيا لوك، بأن المدينة قد دمرت وأنها تغيرت إلى الأبد.

أسباب الحرائق؟

حتى الآن، لا يزال سبب اندلاع حرائق الغابات في هاواي غير واضح، ووفقًا لكينيث هارا، قائد الحرس الوطني في هاواي، قال إنهم لا يعرفون بالضبط ما الذي أشعل الحرائق، ولكن هناك ثلاثة عوامل تزيد من خطر انتشارها، وهي الجفاف وانخفاض الرطوبة والرياح القوية، حسبما نقلته وكالة رويترز.

وتشير واشنطن بوست إلى أن الرياح القوية الناجمة عن العواصف التي يسببها إعصار «دورا» المجاور يمكن أن تساهم في انتشار حرائق الغابات، حيث تصل سرعة الرياح إلى أكثر من 80 ميلا في الساعة.

ونقلت رويترز، عن مسئولين قولهم إن الرياح الناجمة عن إعصار «دورا» الذي يتواجد جنوب غرب جزر هاواي في المحيط الهادئ، تسببت في اشتعال النيران في جميع أنحاء الولاية، وأن نظام الضغط المنخفض قرب اليابان زاد من قوة الرياح العاتية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هاواي الأمريكية حرائق الغابات أمريكا الولايات المتحدة جزر هاواي حرائق الغابات فی الریاح القویة الحرائق فی جزر هاوای حرائق فی فی هاوای

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الأمريكية 2024.. ماذا يعني فوز هاريس بالنسبة للاقتصاد الأوروبي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع استعداد الولايات المتحدة لانتخاب رئيس جديد، ناقش العديد من المحللين ما قد يعنيه فوز دونالد ترامب بالنسبة للاقتصاد العالمي. لكن ماذا يمكن لأوروبا أن تتوقع من فوز كامالا هاريس؟

ووفقًا لشبكة يورونيوز، قالت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، في تصريح لها الشهر الماضي لشبكة فوكس نيوز: "رئاستي لن تكون استمرارًا لرئاسة جو بايدن". في السياسات الداخلية، قد يكون هذا صحيحًا. فقد أشار الخبراء إلى مجالات معينة، مثل التجارة، حيث قد تتحرك هاريس بعيدًا عن سياسات سلفها.

ولكن على الصعيد العالمي، من غير المتوقع أن يؤدي فوز هاريس في الانتخابات المقبلة إلى تغييرات كبيرة على مستوى الاقتصاد الدولي، على عكس فوز منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي قد يتسبب في اضطرابات اقتصادية.

وفي هذا السياق، قال أورليان سوسي، الأستاذ الباحث في معهد غرانثام في كلية لندن للاقتصاد: "أهم ما يمكن الإشارة إليه في حالة فوز هاريس هو غياب التأثيرات السلبية المتوقعة لأوروبا، والتي قد تحدث في حال نفذ ترامب خططه بخصوص فرض التعريفات الجمركية".

التعريفات الجمركية

عندما نفكر في ما قد يعنيه فوز هاريس بالنسبة لأوروبا، من الضروري فهم البديل المحتمل المتمثل في سياسات ترامب. فقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع السلع المستوردة، بالإضافة إلى فرض تعريفات تصل إلى 60% على البضائع الصينية و100% على السيارات المستوردة، بغض النظر عن بلد المنشأ.

وقال سوسي إن تصعيد ترامب المحتمل للتعريفات الجمركية، والذي يهدف إلى تصحيح اختلالات التجارة وحماية الصناعات الأمريكية، قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية الدولية وسلاسل التوريد، وهو ما ستكون له عواقب كبيرة على الاتحاد الأوروبي، لا سيما على صناعة السيارات الألمانية.

في المقابل، من غير المتوقع أن تفرض هاريس تعريفات جمركية شاملة على الحلفاء الاستراتيجيين مثل أوروبا، وفقًا لما ذكره أندرو كيننغهام، كبير الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس".

الحروب التجارية

على الرغم من أن هاريس قد لا تفرض تعريفات جمركية على الحلفاء الأوروبيين، إلا أنها قد تستمر في تبني سياسات تجارية متشددة تجاه الصين، على غرار الرئيس الحالي جو بايدن الذي فرض سلسلة من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية هذا العام.

مع ذلك، نظراً لاعتماد أوروبا على الصين بشكل أكبر من الولايات المتحدة، من المرجح أن تظل السياسات التجارية نقطة توتر بين الجانبين، حيث سيتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط لتقييد تجارته مع بكين.

السياسة الخضراء

أحد المحاور التي قد تثير خلافًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال فوز هاريس هو السياسات البيئية. فوفقًا لإميلي مانسفيلد، مديرة منطقة أوروبا في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، فإن احتفاظ هاريس بسياسات "قانون خفض التضخم" (IRA) قد يجذب استثمارات خضراء بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى، تستعد أوروبا لفرض آليات مثل "آلية تعديل حدود الكربون" (CBAM) والتي قد ترفع تكاليف الشركات الأمريكية التي تصدر إلى الاتحاد الأوروبي. كذلك، فإن تشريعات الاتحاد الخاصة بمكافحة إزالة الغابات (EUDR) ستمنع استيراد المنتجات المرتبطة بعمليات إزالة الغابات.

السياسة المالية

أما بالنسبة لترامب، فيتوقع بعض المحللين أن يؤدي فوزه إلى ارتفاع معدلات التضخم نتيجة لخطط فرض التعريفات الجمركية على السلع الأجنبية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة أسعار الواردات، وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة.

وفي حال فوز هاريس، يقول أندرو كيننغهام إن من غير المرجح أن تتخذ سياسات مالية توسعية بشكل كبير، وبالتالي، لن تكون هناك توقعات برفع معدلات الفائدة الأمريكية أو ارتفاع قيمة الدولار.

الكونجرس المقسّم

بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإن تشكيلة الكونجرس ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى قدرة أي رئيس على تنفيذ أجندته الاقتصادية. ففي حال تمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، سيكون من الأسهل تمرير التشريعات.

في النهاية، يمكن القول إن فوز هاريس سيكون أكثر استقرارًا لأوروبا من الناحية الاقتصادية مقارنة بفوز ترامب، الذي قد يجلب معه العديد من التحديات الاقتصادية على الساحة الدولية.

 

مقالات مشابهة

  • إطلاق حوالي 60 صاروخا من لبنان نحو الجليل
  • «الإير فراير» خطر قاتل بمطبخك.. كيف تتسبب في اندلاع حرائق هائلة؟
  • مستوطنون يشنون هجوما ويشعلون حرائق في مدينة البيرة بالضفة الغربية
  • خسائر بالمليارات ورئيس مضرب عن الطعام.. ماذا يحدث في بوليفيا؟
  • دراسة حديثة: حرائق الغابات تزداد بفعل التغير المناخي
  • عشرات القتلى والمصابين بغارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ماذا يعني فوز هاريس بالنسبة للاقتصاد الأوروبي؟
  • هجوم حوثي مباغت على مواقع عسكرية جنوبي اليمن وخسائر بشرية ومادية
  • مباشر. حرب غزة: عشرات القتلى في قصف على شمال ووسط القطاع وحزب الله يقصف شمال ووسط إسرائيل
  • عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية على شرق لبنان