أكد السفير مصطفى الشربيني، رئيس وفد من المراقبين في COP 29 والخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ، أن العمل المناخي من خلال أسواق الكربون يمكن أن يعزز القدرة على التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويعزز الصمود، ويدعم التكيف، مشيرا إلى أن الدول المشاركة في قمة المناخ" COP29 "قد أعطت الضوء الأخضر لتطبيق معايير جودة ائتمان الكربون التي تعد ضرورية لإطلاق سوق عالمية للكربون تدعمها الأمم المتحدة والتي من شأنها تمويل المشاريع التي تقلل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان، "عالم جديد لأسواق الكربون" للوقوف على إمكانات البنية التحتية القائمة وتأثير الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر، والتي عقدت بجناح دولة غانا بالمنطقة الزرقاء بمؤتمر COP29‏ المنعقد بأذربيجان، حاضر فبها السفير مصطفى الشربيني والدكتور نوح جيموه من مفوضين دولة غانا والدكتور أونيمول موبولاجي أديبوالي من مفوضين دولة نيجيريا.

وقال الشربينى إن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 لعام 2024 بباكو يعد حدثًا بارزًا في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ للأجيال الحالية والمستقبلية ، وبالنسبة لسفراء المناخ، فإن المؤتمر بمثابة منصة لعرض الدور الفريد الذي تلعبه المبادرة العالمية سفراء المناخ بالأمم المتحدة برئاسته، في مكافحة تغير المناخ ودعم رئاسة مؤتمر الأطراف والبلدان لجعل الكربون والاستدامة جزءًا أساسيًا من مداولاتها وقراراتها وأجندة عملها. 

وأضاف أن أسواق الكربون هي منصات يتم من خلالها شراء وبيع أرصدة الكربون ــ وهي تصاريح لتعويض كمية محددة من انبعاثات الكربون ومن خلال المشاركة في هذه الأسواق، تستطيع البلدان البائعة أن تكسب الإيرادات وتساهم في العمل المناخي من خلال تعويض انبعاثات المشترين.
وأشار الشربيني إلى أن أسواق الكربون تشكل عنصراً أساسياً في برامج الحد من الانبعاثات والتداول التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وفي برامج الحد من الانبعاثات والتداول، تضع الحكومات حداً للانبعاثات عند مستويات معينة وتحدد حدوداً للمشاركين، مثل البلدان أو الشركات ويمكن للكيان الذي لا يستخدم كل أرصدة الكربون الخاصة به أن يبيعها لجهة أخرى تتوقع تجاوز حدودها.

وأوضح الشربينى، خلال الحلقة النقاشية، أن هناك نوعين أساسيين من أسواق الكربون هما الممتثلة والطوعية ويتم إنشاء أسواق الامتثال من قبل الحكومات أوالهيئات الحكومية المتعددة التي تتحكم في عرض الائتمانات وتنظيم تداولها أما الأسواق الطوعية هي تلك التي يمكن فيها تداول أرصدة الكربون طوعاً ووفقاً للأمم المتحدة فإن "الإمدادات الحالية من أرصدة الكربون الطوعية تأتي في الغالب من كيانات خاصة تعمل على تطوير مشاريع الكربون، أو من الحكومات التي تعمل على تطوير برامج معتمدة وفقاً لمعايير الكربون والتي تعمل على خفض الانبعاثات أو إزالتها"، وهناك نحو 30 سوقا للامتثال للكربون في مختلف أنحاء العالم وعدد لا يحصى من الأسواق الطوعية والأسواق الممتثلة أكبر كثيرا، حيث تبلغ قيمتها 850 مليار دولار في عام 2021، مقارنة بنحو مليار إلى ملياري دولار للأسواق الطوعية.

وأشار إلى أن أرصدة الكربون سوف تسمح للدول أو الشركات بدفع ثمن مشاريع الكربون في أي مكان على هذا الكوكب و سيسهم ذلك في أن تعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو إزالتها من الغلاف الجوي واستخدام الاعتمادات التي تولدها هذه المشاريع لتعويض انبعاثاتها الخاصة، مثل مشاريع الكربون الأزرق لزراعة أشجار المانجروف القادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، أو مشاريع ترشيد استهلاك الطاقة مثل توزيع مواقد نظيفة لتحل محل أساليب الطهي المستهلكة للوقود الأحفوري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسواق الکربون أرصدة الکربون تعمل على من خلال الحد من

إقرأ أيضاً:

دراسة: مستوى قياسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2024

كشف دراسة نشرها علماء من "مشروع الكربون العالمى" اليوم /الأربعاء/ أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن احتراق الوقود الأحفورى ستبلغ هذا العام معدلات قياسية. 


ووفقا لهذه الدراسة المعيارية ، فإن انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن الوقود الأحفورى ستبلغ 37,4 مليار طن فى عام 2024 بزيادة قدرها 0,8 % مقارنة بعام 2023 .


ونقلت صحيفة "24 ساعة" السويسرية ـ عن العلماء قولهم إنه مع إضافة توقعات الانبعاثات المرتبطة بالتغير فى استخدام الأراضى مثل إزالة الغابات ، فإن اجمالى انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون يجب أن تصل إلى 41,6 مليار طن هذا العام (+2,5%) .. مشيرة إلى أن اجمالى انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون استقر خلال العقد الماضى .


وأشرفت جامعة إكستر البريطانية على إعداد الدراسة بمشاركة ما يزيد على 80 مؤسسة.
وقال البروفيسوربيير فريدلينجستين المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو عالم مناخ بجامعة إكستر، إن أثار التغير المناخى باتت مأساوية بصورة كبيرة ولكن لا شىء يشير حاليا إلى أن استخدام الوقود الأحفورى قد بلغ ذروته .


وحسب جلين بيترز من مركز الأبحاث الدولية حول المناخ في أوسلو ، فإن العالم أصبح قريبا بصورة محبطة من ذروة انبعاثات الوقود الأحفورى . مشيرا إلى أن (الطاقات) المتجددة تتزايد بشدة وكذلك السيارات الكهربائية ولكن هذا لا يزال غير كاف .


ومنذ عام 2023 ، ترى الوكالة الدولية للطاقة أنه سيتم الوصول إلى ذروة الاستهلاك العالم للوقود الأحفورى (بترول ، غاز ،وفحم) قبل عام 2030 .


ويرى الفريق المكون من 120 عالما ـ الذي أجرى الدراسة ـ أن هناك فرصة بنسبة 50 % أن يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة 1,5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الصناعة ـ وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس 2015 ـ "بطريقة ثابته فى غضون ست سنوات" .


وإذا كان هذا التقدير محل شكوك كبيرة فمن الواضح أن ميزانية الكربون المتبقية ـ وبالتالى الوقت المتبقى لبلوغ هدف 1,5 درجة وتفادى التأثيرات السيئة للتغير المناخى ـ قد استنفدت تقريبا .


وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 ، وافقت دول العالم على محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.


وأشارت الدراسة إلى أن انبعاثات الصين ـ التى تعد الأولى عالميا فى مجال انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون ـ يتوقع أن ترتفع بنسبة 0,2% على الرغم من إن نطاق الانبعاثات تشمل انخفاضا محتملا .. اما انبعاثات الولايات المتحدة فيجب أن تنخفض بمقدار 0,6 % والهند بنسبة 4.6%، والاتحاد الأوروبي بنسبة 3.8%.


ووفقا للدراسة فإن المستويات الحالية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من خلال التكنولوجيا، باستثناء الوسائل الطبيعية مثل إعادة التشجير، لا يمكن أن تعوض سوى جزء من المليون من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الوقود الأحفوري.


يذكر أن مشروع الكربون العالمي، منظمة تسعى إلى تحديد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وأسبابها، تأسست في عام 2001، وتشمل مشاريعها ميزانيات عالمية لثلاثة غازات دفيئة سائدة- ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O)- والجهود التكميلية في الانبعاثات الحضرية والإقليمية والتراكمية والسلبية.

مقالات مشابهة

  • أخنوش: المغرب يضطلع بدور أساسي في الانتقال الطاقي... 40 في المائة من إنتاج الكهرباء يأتي من الطاقات المتجددة
  • علماء مشروع الكربون العالمي: الانبعاثات ستسجل ارقاما قياسية ويجب الاسراع في خفضها
  • الانبعاثات تخنق العالم.. ثاني أكسيد الكربون يتضاعف بنسب مرعبة عام 2024
  • إطلاق منصة لتداول أرصدة الكربون الطوعي
  • انبعاثات الكربون ستصل لمستوى قياسي في 2024
  • مستوى قياسي لانبعاثات الكربون العالمية في 2024
  • دراسة: مستوى قياسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2024
  • شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية تُطلق منصة لتداول أرصدة الكربون الطوعي لتوجيه التمويل نحو مشاريع مناخية عالية الجودة
  • خبير: مصر تغلبت على التحديات التي واجهت السياحة وفتحت أسواق كثيرة عالميا