بوابة الفجر:
2024-12-16@05:24:54 GMT

تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الجنوب أفريقية

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

 

شهدت العلاقات المصرية الجنوب أفريقية تطورًا مستمرًا منذ عقود طويلة، متأثرة بظروف السياسة العالمية وتحديات كل بلد محليًا وإقليميًا.

تأتي أهمية هذه العلاقات انطلاقًا من موقع البلدين القياديين في القارة الإفريقية وأدوارهم في القضايا الإقليمية، إضافة إلى ارتباطهم بتاريخ من الدعم المتبادل، خاصة خلال مراحل التحرر والاستقلال.

العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا في مرحلة التحرر الوطني

خلال القرن العشرين، لعبت مصر دورًا مهمًا في دعم حركات التحرر في إفريقيا، حيث قدمت دعمًا كبيرًا لحركات التحرر الوطني في جنوب إفريقيا، بما فيها دعم نضال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتايد". وبرز هذا الدعم خلال فترة حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث وفرت مصر التدريب والمساعدات اللوجستية والدبلوماسية لقادة النضال ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا، مثل نيلسون مانديلا وغيره من الزعماء الأفارقة.

مرحلة ما بعد الأبارتايد وبناء شراكة جديدة

مع انتهاء نظام الفصل العنصري في عام 1994 وصعود نيلسون مانديلا لرئاسة جنوب إفريقيا، بدأت حقبة جديدة من العلاقات المصرية الجنوب أفريقية. جاء ذلك وسط أجواء من التعاون البناء وتعزيز الشراكة بين البلدين، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية قوية مع جنوب إفريقيا في هذه المرحلة الجديدة، وعمل الجانبان على تأسيس أسس للتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، والثقافية، والسياسية.

التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين

على صعيد التعاون الاقتصادي، شهدت العلاقات المصرية الجنوب أفريقية نموًا ملحوظًا على مستوى التجارة والاستثمارات. أقامت الشركات المصرية استثمارات في جنوب إفريقيا في مجالات عدة، منها التصنيع، والبنية التحتية، والاتصالات، مما ساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. في المقابل، تمثل السوق المصرية بوابة أمام المنتجات الجنوب أفريقية للوصول إلى الأسواق العربية والإفريقية الأخرى.

وقد شكلت الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة، مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، دفعة إضافية للتعاون التجاري، حيث يهدف البلدان إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاستفادة من موقعهما الاستراتيجي في القارة.

التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب

تتعاون مصر وجنوب إفريقيا في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وهو موضوع ذو أهمية مشتركة لكل من القاهرة وبريتوريا. تعمل الدولتان ضمن الاتحاد الإفريقي لتعزيز استقرار القارة ومحاربة الجماعات الإرهابية. ويأتي هذا التعاون أيضًا ضمن أطر المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد الإفريقي، حيث يسعى الجانبان إلى إيجاد حلول جماعية للتحديات الأمنية المتزايدة في القارة.

التعاون في القضايا الإفريقية والدولية

على مستوى القضايا الإفريقية، تسعى مصر وجنوب إفريقيا للتعاون في العديد من الملفات الإقليمية، خاصة القضايا التي تتعلق بالتنمية والسلام، مثل ملف سد النهضة الإثيوبي الذي تعتبره مصر قضية أمن قومي، وملف النزاعات في مناطق مختلفة من القارة. وقد أسهم كلا البلدين في توحيد الجهود الإفريقية لتطوير بنية تحتية للسلام وحل النزاعات عبر الوسائل الدبلوماسية.

أما على الساحة الدولية، فلكل من مصر وجنوب إفريقيا صوت مؤثر في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومنظمة التعاون الإسلامي، ويعزز هذا التعاون بينهما في الضغط من أجل إصلاح هيكل النظام الدولي وتعزيز مصالح القارة الإفريقية.

المستقبل وآفاق التعاون

تمثل العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا نموذجًا للشراكة الاستراتيجية بين دولتين إفريقيتين قادرتين على لعب دور رئيسي في توحيد الجهود داخل القارة، مع تعزيز التعاون بينهما في مجال التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية، فضلًا عن السعي لإيجاد حلول للقضايا المشتركة، مثل الهجرة غير النظامية، وتغير المناخ، والأمن الغذائي.

من هنا، يبدو أن العلاقات المصرية الجنوب أفريقية مقبلة على مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، في إطار مساعي البلدين لدعم الاستقرار والتنمية في إفريقيا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر جنوب أفريقيا مصر و جنوب افريقيا

إقرأ أيضاً:

رئيس إفريقيا الوسطى يرحب بـ "المقاولون العرب".. وتوقيع بروتوكول لإعادة تأهيل طريق بطول 194 كيلو

 

 

استقبل الرئيس فوستين ارشانج تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، المهندس أحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، يرافقه المهندسة هبة أبو العلا، عضو مجلس الإدارة، والمهندس حسن حسون،  العضو المنتدب لشركة المقاولون العرب الكونغولية، حيث رحب رئيس إفريقيا الوسطى بشركة المقاولون العرب فى بلاده، وأثنى على أداء الشركة فى القارة الأفريقية، ودعا المهندس أحمد العصار إلى ضرورة العمل داخل إفريقيا الوسطى.

وعقب لقاء وفد الشركة برئيس جمهورية إفريقيا الوسطى بالقصر الرئاسى، تم توقيع بروتوكول لدراسة تنفيذ وإعادة تأهيل طريق بطول 194 كم، ووقع البروتوكول السيد اريك روكوسى، وزيرالأشغال العامة، والمهندس أحمد العصار. وخلال التوقيع أعرب الوزير عن سعادته لوجود المقاولون العرب، مشيرا إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى خبرة كبيرة وهو ما يتوافر لدى شركة المقاولون العرب ذات التاريخ الكبير فى تشييد الطرق، والتى تنتشر بدول القارة، وأكد ثقته الكبيرة بامكانات الشركة.
من جانبه أشار المهندس احمد العصار إلى استعداد الشركة لدراسة المشروع، تمهيدا لبدء التنفيذ، وأكد الجاهزية للعمل بدولة إفريقيا الوسطى، للمساهمة فى نشر التنمية ونقل الخبرة للأشقاء.

من جانبه أكد المهندس شريف الشربينى، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تقديم الدعم الكامل للشركة، بهدف التوسع فى مشروعاتها مع الأشقاء فى دول إفريقيا، مشيرا إلى أن المقاولون العرب خير سفير لمصر بالخارج، وإحدى آليات ربط مصر بدول القارة، والتعاون مع دولها فى المشروعات التنموية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • مدرب كوت ديفوار: لا أتمنى مواجهة مصر في أمم إفريقيا 2025.. والدوري المصري الأقوى في القارة
  • سفير ألمانيا بالقاهرة: العلاقات المصرية الألمانية تاريخية تقوم على التعاون المشترك والاحترام المتبادل
  • الرجاء المغربي يسقط أمام صن داونز في دوري أبطال إفريقيا
  • خبراء يجيبون لـ "الفجر".. كيف أصبح النفوذ التركي يزيد في إفريقيا؟
  • سوريا - العراق: تحسين العلاقات يمر بتشغيل خط النفط بين البلدين
  • الحراك الدبلوماسي التركي في إفريقيا: أفق جديد للوساطة والتعاون
  • مصر والولايات المتحدة تؤكدان على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • حزب الريادة: موقف مصر تجاه سوريا يعكس تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين
  • مدير متحف طاجيكستان الوطني يفتتح معرضا يعزز العلاقات بين البلدين في القاهرة
  • رئيس إفريقيا الوسطى يرحب بـ "المقاولون العرب".. وتوقيع بروتوكول لإعادة تأهيل طريق بطول 194 كيلو