الجزائر تدعو إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
دعت الجزائر، أمس الخميس، إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب، خلال الاجتماع المشترك للجنتي مجلس الأمن الدولي المكلفتين بمكافحة الإرهاب وعدم الانتشار.
وعقد هذا الإجتماع، خلال جلسة علنية لعروض رؤساء اللجان الرئيسية الثلاث المسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الانتشار: اللجنة 1267 المعنية بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة.
وترأست المملكة المتحدة هذا الاجتماع الذي يكتسي أهمية خاصة في ظل توسع الجماعات الإرهابية في أفريقيا. وتزايد التهديدات في أفغانستان. والاستخدام المتنامي للتكنولوجيات الحديثة لأغراض إرهابية.
ورسمت عروض الرؤساء الثلاثة صورة مقلقة عن تطور التهديدات، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراء دولي أكثر تنسيقا وفعالية.
وقدم السفير عمار بن جامع، بصفته رئيسا للجنة 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب، حصيلة مفصلة لأنشطة اللجنة.
وسلط الدبلوماسي الجزائري في عرضه الضوء على التقدم الكبير المحرز خلال العام الماضي. لا سيما من خلال إجراء تسع زيارات تقييمية إلى مختلف الدول الأعضاء.
كما ذكر بن جامع بتعزيز الحوار بشكل كبير مع المنسقين المقيمين للأمم المتحدة. واعتماد المبادئ التوجيهية بشأن التهديدات المرتبطة بالطائرات بدون طيار. علاوة على وضع أدوات تقييم متطورة لقياس فعالية التدابير المضادة للإرهاب.
كما قدم بن جامع تحليلا عميقا للهيكل الدولي لمكافحة الإرهاب، مستندا في ذلك إلى التجربة التاريخية لبلدنا.
وقال السفير بن جامع في هذا الخصوص : “لقد حاربنا الإرهاب بمفردنا في التسعينيات. وهي تجربة علمتنا أن مقاربة المجلس ليست ناجعة”.
أما بشأن الوضع في أفريقيا على وجه الخصوص، وجه السفير بن جامع نداء عاجلا إلى الخبراء الأمميين قائلا: “زوروا الأكثر هشاشة وتضررا من الإرهاب. اذهبوا إلى منطقة الساحل، وإلى بحيرة تشاد، وليس إلى دول لا تعاني من الإرهاب”.
وأمام هذا الواقع المقلق، اقترحت الجزائر مقاربة شاملة ترتكز على التوازن بين الأمن والتنمية. داعية إلى دعم ملموس للدول الأكثر هشاشة.
وقال بن جامع: “لا يحتاج الأمر إلى وعود بل إلى موارد، ولا إلى شروط، إنما إلى التعاون. فرجاء، يجب إقامة المزيد من الشراكات في مكافحة الإرهاب بدلا من الدروس”.
وجدد بن جامع إلتزام الجزائر المستمر بمكافحة الإرهاب وإرادتها في المساهمة في بروز مقاربة أكثر فعالية وإنصافا”.
مؤكدا استعدادها، انطلاقا من التجربة الوطنية، لمشاركة خبرتها مع جميع الشركاء الذين يشاطرونها رؤيته لعالم خال من الإرهاب.
واختتم بن جامع مداخلته بالقول: “ستواصل الجزائر العمل، سواء من خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب. أو بصفتها عضوا في مجلس الأمن، على مكافحة أكثر فعالية وتنسيقا للإرهاب”.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: بمکافحة الإرهاب مکافحة الإرهاب بن جامع
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية تبحث توجهات القوى الصاعدة في النظام الدولي وطوفان الأقصى
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في العاصمة اللبنانية بيروت ورقة علمية تحت عنوان "القوى الصاعدة في النظام الدولي وطوفان الأقصى… تباينات وتقاطعات المواقف والتوجهات"، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور عبد القادر دندن.
عرضت الورقة لانعكاسات معركة طوفان الأقصى الاستراتيجية على العلاقات الدولية الراهنة، وما خلّفته من آثار عميقة، في استقرار المنطقة والعالم. حيث وجدت القوى الصاعدة والرافضة للهيمنة الغربية، ولا سيّما الأمريكية منها، في الحدث وتداعياته فرصة لتأكيد وجودها كحركة احتجاجية مؤثرة، ما أسهم في بروز مواقف وتوجهات متباينة من تلك القوى وخصوصاً الصين وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل تجاه تلك التطورات.
وتكمن أهمية الدراسة في أنها سلطت الضوء على أثر علمية طوفان الأقصى في بروز القوى الصاعدة ذات توجهات المناهضة لنظيرتها الغربية، وبالتالي أنتجت توازناً أكبر في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية. كما أن هذه العملية مثلت فرصة للقوى الصاعدة لتقديم نفسها كخط بديل لذلك الغربي الذي ساد طويلاً، ومجالاً لترويج تلك القوى الصاعدة لنفسها كمناصر للقضايا العادلة لدى شعوب المنطقة.
وتباينت، في البداية، مواقف القوى الصاعدة في العلاقات الدولية تجاه عملية طوفان الأقصى وحرب غزة، وتراوحت ما بين القوة في شجب الأعمال العسكرية والإجرامية الإسرائيلية، وعدم إدانة عملية حركة حماس بوصفها تدخل ضمن عمليات المقاومة المشروعة، وتأييد الحق الفلسطيني في تأسيس الدولة المستقلة، وهو ما تجلى في مواقف الصين وروسيا وجنوب إفريقيا. فيما كانت مواقف البرازيل والهند متوافقتين بداية في إدانة العملية ووسمها بـ"الإرهابية"، على الرغم من تأكيدهما على الدعوة لإقامة دولة فلسطينية، غير أن ذلك المسار عرف تشعبات متباينة فيما بعد، بميل الموقف البرازيلي بشكل كبير نحو التنديد بالجرائم الإسرائيلية بقوة، فيما كانت مواقف الهند انعكاساً لسياسات وأيديولوجية الحزب القومي الهندوسي الحاكم، المعروف بتطرّفه وبدعمه لـ"إسرائيل" وتقاربه مع الأيديولوجية الصهيونية.
وخلصت الورقة إلى أن عملية طوفان الأقصى أعادت إحياء القضية الفلسطينية ورفعتها إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى. فالقوى الصاعدة الرئيسية، وعلى رأسها الصين وروسيا، وجدت في العملية وإفرازاتها فرصة لبلورة مواقف تنمُّ عن توجهات معظمها مناقض ومخالف للتوجه الأمريكي، في إشارة قوية إلى واشنطن بأن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس بمعزل عن المرحلة الانتقالية الحرجة التي يعيشها النظام الدولي، الذي يبدو متهالكاً وغير مستقر ولا يتخذ صورة محددة وصلبة لتوزيع القوى؛ مما يمنح شرعية أكبر لتحركات تلك القوى نحو تشكيل عالم متعدد الأقطاب، والمضي قدماً في مسار طويل ومعقّد لإصلاح المنظومة المؤسساتية الدولية، وتلك الحركية التي تقودها القوى الصاعدة، تعدّ عموماً في صالح المقاومة والقضية الفلسطينية، ولكن جني ثمار ذلك عملياً يتوقف على عدة متغيرات، منها مدى قدرة تلك القوى على الذهاب بعيداً في معارضتها للهيمنة الأمريكية وإضعافها، ومدى قدرة الشتات السياسي الفلسطيني على التوحّد والمصالحة، ومدى قدرة الصف العربي كذلك على توفير بيئة مساعدة بشكل أكبر على فرض ضغط حقيقي على الولايات المتحدة و"إسرائيل".