محلل عسكري إسرائيلي: نتنياهو يريد حربا بلا نهاية بقطاع غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
قال محلل عسكري إسرائيلي، الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد حربا بلا نهاية في قطاع غزة، انطلاقا من مصالحه الخاصة.
وأفاد المحلل بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، بأن "ما يُهمس به بأروقة المؤسسة الدفاعية سيفهمه الجميع قريبا".
وأضاف موضحا: "لقد تم إبطال معظم التهديد العسكري الذي يشكله أفراد حركة حماس في قطاع غزة على مجتمعات (مستوطنات) النقب الغربي في هذه المرحلة، كما تم تقليص التهديد من القطاع على وسط البلاد إلى الحد الأدنى".
وتابع: "تم تقليص أيضا القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كبير، حتى لو تمكنت المنظمة من الاستمرار في إطلاق عدة مئات من الصواريخ يوميا على شمال البلاد، وهجمات موجهة على وسط البلاد".
واعتبر هارئيل أن "التحسن في الإنجازات العسكرية من قبل قوات الجيش، وأجهزة الاستخبارات سيعتمد على مزيد من الضغوط العسكرية، وسيعتمد أيضا على الدبلوماسية السياسية"، وفق رأيه.
واستدرك: "لكن الحكومة ليس لديها نية لتوفير هذا الأفق الدبلوماسي، وبقدر ما يتعلق الأمر بالحكومة، لن يكون هناك اتفاق في غزة".
ورأى أن "الآفاق أفضل في لبنان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التسوية المعنية هناك أبسط. ولكن استمرار الحرب، وخاصة في غزة، يخدم البقاء السياسي لنتنياهو، وعليه فمن الصعب أن نصدق أن الحرب ستنتهي ما دام هو من يتخذ القرارات".
وأشار بهذا السياق إلى أن اللواء يعقوب عميدرور، أحد أقرب مستشاري نتنياهو، قال صراحة في مقابلة مع قناة "كان" الرسمية، بداية الأسبوع الجاري، إنه لا يمكن تنفيذ صفقة الأسرى لأنها تسمح لحماس بمواصلة الحكم بغزة.
وأردف عميدرور بناءً على ما سبق بالقول: "وبالتالي ستحافظ إسرائيل على وجودها في القطاع حتى بعد انتهاء الحرب".
ويرى هارئيل أن الحرب تخدم مصالح نتنياهو الشخصية، وهي التهرب من المخاطر الثلاثة التي تهدد حكمه: الانتخابات المبكرة، وتشكيل لجنة تحقيق بإخفاقات هجوم 7 أكتوبر، وبدء شهادته بمحاكمته الجنائية بداية ديسمبر.
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب مكتب المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت آنذاك؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي من الجنائية الدولية سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلن نتنياهو، إقالة غالانت، وتعيين يسرائيل كاتس محله، ويعود سبب طرد غالانت من منصبه لرفضه التصويت على مشروع قانون يعفي متدينين "الحريديم" من الخدمة العسكرية.
وقال: "من المفترض أن يساعد قدوم الولاية الثانية لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة في هذا الصدد، وتحريره من الضغوط التي تمارسها إدارة بايدن".
وأضاف هارئيل: "يبدو أنه سيكون من الممكن المضي قدما كما هو مخطط له، نحو أهداف أكثر طموحا: احتلال دائم لأجزاء من قطاع غزة، وإعادة بناء المستوطنات بالقطاع، وربما ضم الضفة الغربية، وهذا هو سبب فرحة المستوطنين في الأيام العشرة الماضية".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
الهيئة الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل عجزت عن تحقيق أهدافها في غزة
ثمن الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أنها جهود مُثمَّنة دائما في مقارباتها الهادفة لوقف حرب الإبادة الجماعية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، إضافة إلى فتح مقاربة سياسية تقوم على حل الدولتين، ومسعاها، لا تكل ولا تمل.
وأضاف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اليوم"، عبر قناة "DMC"، أن مصر رئيسا وحكومة وشعبا يدعمون القضية الفلسطينية.
وعن آفاق نجاحات المبادرة المصرية، قال: يبدو أن هناك نزولا عن شجرة الاستعصاء لدى الاحتلال الإسرائيلي، في ظل حاجة نتنياهو إلى فتح مسار للمفاوضات، يستطيع من خلاله امتصاص النقمة الشعبية المتزايدة، بما فيها الرسائل المتتالية لجنود في جيش الاحتلال، وفي كتائبه المختلفة والاحتياط برفض الخدمة، والمطالبة بوقف الحرب؛ باعتبار أنها حرب باتت هدفا سياسيا لنتنياهو ورفقاء حكومته.
وشدد على أن إسرائيل عجزت عن تحقيق الأهداف المتعلقة بعودة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وفي جانب آخر يسعى نتنياهو إلى إحداث تغيير على الأرض؛ باحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة، وإفراغها من السكان، وإقامة مناطق عازلة؛ تمهيدا لاحقا إلى أن تصبح هذه المناطق جزءا من عملية التهجير القسرى.
ونوه بأن مساعي نتنياهو تهدف أيضا إلى جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة باستمرار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية واحتياجات السكان إلى قطاع غزة.
وأكد أن آلة العدوان تستمر في استهداف المشافي، كما جرى في مستشفى المعمداني، وقتل العائلات، وارتكاب المجازر، وهذا الأمر يتطلب حراكا مغايرا، ربما هو الضغط الأمريكي، وتسريبات تشير إلى وقت محدود لإسرائيل لوقف الحرب أو الوصول لمقاربة.