المفتي قبلان: أي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، قال فيها: "لأن القضية عند الله الإنسان بكل ما يعنيه من قيمة فردية وعامة ووظيفة وجودية وأخلاقية، ولأن القيمة الإنسانية تتوقف على نوع من الشراكة والخدمات والمبادئ والمنافع التي تكفل العدالة العامة بعيدا عن الظلم والفساد والطغيان والإنحراف بأشكاله المحلية والعالمية فقد قال الله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، والعنوان هنا الإنسان ووحدته وقيمته الحقوقية وشراكته النظامية بخلفية القيمة الفكرية والتشريعية والسياسات الضامنة لخير الإنسان وقيمته الأخلاقية والوجودية في سياق تأكيد الحقوق العامة كملاذ مركزي للإنسان وكافة كياناته وقطاعاته المتعددة".
أضاف: "والمحسوم أن الله ضد الظلم والقمع والسطو والفساد والإضطهاد والدكتاتوريات المختلفة، ولأن قضية الحق العام مطلوبة بحد ذاتها لذا لم يكتف الله بإدانة الظلم والإضطهاد بل ألزم الخليقة أن تتجند بساحات الحق والعدل المنظم لقمع الظلم والفساد والعدوان لتأكيد الحقوق الوجودية والأخلاقية للناس، وعليه فقد حسم الله قضية "العدل العملي" ومنع الظلم والعدوان الفعلي كسياسات ضامنة بدنيا الإنسان وكياناته المختلفة، وهذا يفترض وحدة بشرية أو أخلاقية أو كيانية أو عالمية تعيد تنظيم وجودها فكريا واجتماعيا ومورديا بكل ما أوتيت من قوة وفعالية لتأكيد عدالتها الوجودية وقيمتها الإنسانية بكل مجالات الحياة، ومعه فقد أدان الله تعالى العدوان والإحتلال والطغيان بكافة أشكاله العسكرية والإقتصادية والدعائية والتقنية والمالية والثقافية وغير ذلك". وتابع: "من هنا، قلنا بأن التماهي مع المواقف الإسرائيلية جزء من الشراكة مع الصهيونية الظالمة، والربح والخسارة هنا يحدده الحق وليس القوة، ومستوى التضحية يتوقف على القيمة الرئيسية لحق الإنسان بمنع الظلم والعدوان عن نفسه ومجتمعه ومشروع إدارته السياسية والأخلاقية، وفي هذا المجال فإن التعاون والتضامن الوطني ضرورة أخلاقية وواجب إنساني وسياسي، وهو أكبر الأولويات الوطنية بالبلد، لذا قلنا بأن قيمة لبنان من قيمة عائلته الوطنية وتضامنه الكامل بعيدا عن لعبة الثأر والتفصيل الطائفي".
ورأى المفتي قبلان "ان الخطر يكمن باللغة الطائفية والإرتزاق السياسي والإصرار على ركب الموجة الدولية التي تتربص بالبلد وتدفع نحو الخراب".
وقال: ولأهمية اللحظة التاريخية، أقول للسيد سمير جعجع: قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوع لمهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور إسرائيل في لبنان".
وقال: "وفي هذا السياق، أشدد على قيمة الجيش الوطنية ووظيفته العليا بالشراكة الميثاقية وتوظيفاتها الفعلية، ولبنان قوي بطائفته اللبنانية ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي وتضامنه الجامع للطوائف، ولا محل في هذا البلد للثأر الطائفي أو السياسي، والحكومة مطالبة بحماية الشراكة الوطنية وخدمة مواطنيها النازحين من دون تلكؤ والهيئة العليا للإغاثة مطالبة بكشوفات واضحة وشفافية كاملة، وما يقدم للنازحين مخيب للآمال، وهناك شيء غامض جدا ويجب توضيحه، ولبنان بتركيبته السياسية لن يتغير ولا يحلمن أحد بالتغيير أو اللعب بالموازين الوطنية".
وجدد قبلان التأكيد "أن الثنائي الوطني شريك كامل بالحياة السياسية وقوته من قوة لبنان وسيادته الوطنية، ووفاءه لهذا البلد دليله الدماء والأشلاء والتضحيات السيادية، وأي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر والثمن سيكون أمر، ولعبة جس النبض واختبار التوازنات الداخلية مقامرة خطيرة وفخ قاتل، واللحظة للبنان ووحدته الوطنية وقدرته السيادية، والطائفة الشيعية دفعت الكثير في سبيل هذا البلد ولها الكثير، والحكومة مطالبة بالكثير الكثير، وترك الطائفة الشيعية أو معاقبتها بقطارة الإغاثة أمر كارثي، وإطفاء النار بالبنزين يحرق البلد، وواقع البلد مفتوح على غرف وأحلام خطيرة، واللعب بالنار مدمر للسلم الأهلي، وتطبيق أجندات أو الترويج لأفكار تخدم إسرائيل يضع البلد بالمجهول".
وأكد "لن نقبل بهدنة موقتة أو وقف نار متقطع، والحل فقط بوقف الحرب نهائيا ودفعة واحدة، ولا مكان لأي اتفاق على مراحل، ولن يخرج لبنان من هذه الحرب إلا عزيزا(إن شاء الله)، ولا شيء أهم من تحصين الميدان والوضع الداخلي، ولا لشيطنة أحد، ولا غالب ولا مغلوب والمسيحية تؤام الإسلام، والكنيسة والمسجد قطبا لبنان، وقيمة لبنان من قيمة شعبه، وقيمة شعبه من قيمة سيادته، وأثمان الحماية الوطنية مهما غلت ليست أغلى من السيادة الوطنية، والمقاومة والشعب والمشروع الوطني والجيش أكبر ضمانات لبنان، وما يجري على الأرض دليل مطلق على التضحيات السيادية التي تقدمها المقاومة ومشروعها الوطني الضامن للبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من قیمة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: 150 خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
أكد محمد سعيد الرز، المحلل السياسي، أنه رغم الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والتي تعدت الـ 150 اختراق إلى الآن، إلا أن المسار السياسي في لبنان يتجه نحو مرحلة جديدة بعد إيكال أمر معالجة الوضع في الجنوب إلى اللجنة الخماسية من أجل حل التعقيدات وتسهيل دخول الجيش اللبناني إلى مناطق الشريط الحودي، والتي لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي حتى الىن، ولكن هناك تخوف عام من مشروع إسرائيلية بإطالة البقاء في هذا الشريط الحدودي لميتد من الناقورة بحرًا إلى الجولان وقمم جبل الشيخ.
جاد شويري: الحرب في لبنان أفقدتني أموالي وأرصدتي في البنوك محلل سياسي: الأراضي السورية أصبحت نقطة انطلاق لعمليات إسرائيل ضد لبنان قمم جبل الشيخ في سورياواوضح «الرز»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية آية الكفوري، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن قمم جبل الشيخ في سوريا التي احتلتها إسرائيل خلال الأيام الماضية تم خلال فترة التطورات وتصاعد الأوضاع في سوريا، مؤكدًا أن هذا التمدد الإسرائيلي يشير إلى مخطط جديد أو بوادر مخطط لكي يواكب ما يجري في سوريا الآن، من أجل فتح الباب أمام مخطط الشرق الاوسط الجديد.
المشهد اللبنانيوشدد على أنه يتصدر المشهد اللبناني خلال الفترة الحالية موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في الـ9 من يناير المقبل لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان والمستقر منذ حوالي سنتين، موضحًا أنه قد بدأت عجلة الترشيحات بالدوران بالتزامن مع جملة لقاءات واجتماعات وحسابات لمواقف الكتل النيابية، إذ أن هذا يؤكد أن هناك مرحلة جديدة للمسار السياسي في لبنان.
جدير بالذكر أن العميد سعيد القزح، الخبير العسكري والاستراتيجي، على على الخروقات التي تشهدها العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق أخرى في لبنان، قائلًا إنها باتت معتادة منذ إعلان الهدنة الهشة في 27 نوفمبر، موضحًا أن الاتفاق الذي تم بشأن وقف إطلاق النار المؤقت شمل ملحقًا يحتوي على ضمانات أمريكية قدمت إلى الجانب الإسرائيلي، دون توقيع الحكومة اللبنانية عليها، مؤكدًا أن هذه الضمانات، المقدمة من الوسيط، تُعد ملزمة للاتفاق، لكنها تتيح لإسرائيل حرية الحركة في المراقبة والتدخل، بدعوى معالجة الأخطار التي تواجهها من الجانب اللبناني.
وأضاف القزح، خلال لقاءه مع قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل قد تتذرع بهذه الضمانات لاستهداف ما تعتبره تهديدًا ضمن فترة 60 يومًا، وذلك بعد إبلاغ اللجنة المراقبة التي يرأسها الجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه الضمانات قد تمنح إسرائيل حرية واسعة في التصرف بما يخدم مصالحها الأمنية.
وتابع القزح أن اللجنة الوسيطة تمتلك وسائل متعددة للمراقبة والتحقق، بما في ذلك قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في منطقة جنوب الليطاني، موضحًا أن ضباطًا من قوات الطوارئ الدولية يشاركون في اللجنة، وأن إسرائيل تستطيع إخطار اللجنة بوجود خرق من قبل حزب الله، مما يدفع اللجنة إلى التحقق من الأمر، وإذا لم يتدخل الجيش اللبناني لوقف هذا الخطر، يصبح من حق إسرائيل التصدي له.