درج دونالد ترامب، منذ إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الخامس من الشهر الجاري، على التصرف بسرعة وشراسة مما ينم عن النهج الذي سيتبعه في ولايته الثانية، سواء في السياسة الخارجية أو السياسات العامة، حسب مقال نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء.

وذكر كاتب عمود الرأي أندرياس كلوث -في مقاله بالوكالة- أن على الصين وإيران أن تأخذا حذرهما، وأن على إسرائيل أن تشعر بتفاؤل حذر، بعد الكشف عن الشخصيات التي يقترحها ترامب لشغل مناصب رفيعة في الإدارة الجديدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكسيوس: لماذا اختار ترامب "أداة هدم فعالة" وزيرا للعدل؟list 2 of 2نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزةend of list

وقال إن "الخضوع التام" هو الشرط الأول الذي يفرضه ترامب على شاغلي المناصب الجديدة، وهو سبب اختياره مايكل والتز مستشارا للأمن القومي، وماركو روبيو وزيرا للخارجية، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.

ولاء

وقال إن والتز وستيفانيك -وكلاهما ناشطان في حركة "ماغا" (تيار لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) في الكونغرس- أمضيا سنوات في تقديم فروض الولاء والطاعة، حتى أن والتز دعم بشكل واضح "دعوى ترامب الكبيرة" بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 "سُرقت".

أما ستيفانيك فقد دافعت بقوة عن ترامب خلال محاكمته الأولى ووقفت إلى جانبه خلال المحاكمة الثانية وتداعياتها.

لكن كاتب المقال يعتقد أن طريق روبيو إلى الخضوع لترامب كان أكثر اعوجاجا. فقد كان خصما له في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية عام 2016، وانحدرت تراشقاتهما اللفظية إلى حد الإسفاف.

كما يعتقد أن والتز وروبيو يمكن أن يضفيا على منصبيهما ثقلا لما يتمتعان به من خبرة في مجال الأمن القومي، لكن ستيفانيك أقل منهما خبرة.

ووفقا لكلوث في مقاله، فإن والتز وروبيو شغلا -كلاهما- أدوارا في اللجان التي تتعامل مع الشؤون الدولية داخل مجلسي النواب والشيوخ على التوالي. وباعتبارهما من الصقور في معظم القضايا المتعلقة بالصين وإيران وفنزويلا -وإن لم يكن بالضرورة روسيا- فلطالما كانا يتحدثان عن "السلام من خلال القوة" وهو الشعار الذي ظل يرفعه ترامب.

الصين

إن "البعبع" المفضل لترامب هو الصين، لذا فإن والتز وروبيو ينتقدان الشيوعيين في بكين بشكل لاذع، وربما كانا يعنيان ذلك بالفعل، طبقا للمقال. أما إذا كان ذلك يعني أن إدارة ترامب ستدافع بالفعل عن تايوان ضد هجوم البر الرئيسي، فتلك -برأي كلوث- مسألة أخرى.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن جزءا مما يسميها "خدعة" السلام من خلال القوة هو أن ترامب يلوح فقط بالقوة العسكرية بدلا من استخدامها فعليا، إذ يهدف إلى إنهاء الحروب أو تجنبها.

والغموض نفسه ينطبق على سياسة الرئيس المنتخب تجاه إيران. ففي ولايته الأولى، قتل ترامب ضابطا إيرانيا كبيرا، وهو على استعداد لممارسة أقصى قدر من "الضغط" عليها مرة أخرى، خاصة إذا حاولت إنتاج أسلحة نووية. وفي الوقت نفسه، أوضح جيه دي فانس نائب الرئيس المنتخب أن "مصلحتنا تكمن إلى حد كبير في عدم الدخول في حرب مع إيران".

وبشأن العلاقة مع إسرائيل، فإن كلوث يتوقع أن يكون هناك اختلاف طفيف بين سياسة فريق الإدارة الجديدة وتصريحاته. فقد قال روبيو إن "حركة حماس مسؤولة بنسبة 100%" عن الموت والصدمات والمعاناة في غزة، واتهمت ستيفانيك الأمم المتحدة بممارسة ما وصفته "عفن معادٍ للسامية".

إسرائيل وأوكرانيا أيضا

ويبدو أن ترامب نفسه قد غفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهنئته للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن عام 2020، وهو الآن في علاقة ودية مرة أخرى معه.

ومع ذلك، يعتبر ترامب أيضا -بحسب مقال بلومبيرغ- القصف الإسرائيلي في غزة ولبنان إخفاقا في العلاقات  العامة، كما يكره تماما الانجرار إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا، ويريد أن تتوقف هذه الحرب حتى يتمكن من استكمال ما بدأه من "اتفاقات أبراهام" بالمنطقة. ورغم ذلك، على نتنياهو ألا يعد دعم ترامب له أمرا مفروغا منه، على حد تعبير كلوث.

أما أكثر الناس الذين تنتابهم مشاعر متباينة تجاه الإدارة الأميركية الجديدة فهم الأوكرانيون، فلطالما كان لترامب بعض الولع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان يفضل إبرام صفقة -إذا لزم الأمر على حساب أوكرانيا- على إرسال المزيد من الأموال والعتاد، ناهيك عن القوات الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

تعيينات مشروطة.. الطريق الطويل لمرشحي الرئيس الأميركي إلى مناصبهم

يتقاسم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع مجلس الشيوخ، سلطة تعيينات المناصب الإدارية العليا والمناصب الوزارية، وإذ يبدأ الأمر وينتهي في جزء منه عند رغبة الرئيس، يبقى الجزء الأكبر محل انتظار الموافقة التامة، أو رفض الترشيحات من قبل المجلس.

وحتى كتابة هذا التقرير، أعلن ترامب عن ترشيح 4 أسماء رئيسة في إدارته المقبلة التي تتسلم مهام عملها رسميا بعد أداء اليمين الدستورية في 20 يناير 2025.

ويمنح الدستور الأميركي للرئيس سلطة ترشيحات المناصب العليا ورفع أسمائها لمجلس الشيوخ، الذي يملك القرار بالنهاية، بعد سلسلة من الإجراءات الدستورية التي تتولاها لجان متعددة، الهدف من ذلك تلافي احتكار السلطة في يد واحدة.

ومن الأسماء التي رشحها ترامب وتنتظر الموافقة من مجلس الشيوخ، حالياً، ماركو روبيو وزيرا للخارجية، وإيليس ستيفانيك سفيرة في الأمم المتحدة، وكذلك لي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة.

بينما ستشغل سوزي وايلز منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، وستيفن ميلر نائباً لها، بشكل رسمي في يناير المقبل، دون الحاجة لموافقة مجلس الشيوخ، فكل ما يخص إدارة البيت لأبيض ومستشاري ترامب هو قراره، إذ يشكلون فريقه الشخصي، ويحق له اختيار من يراه الأفضل لمساعدته في القيادة خلال السنوات الأربع المقبلة.

ملامح إدارة ترامب.. أسماء رسمية وأخرى تقترب أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بشكل رسمي عن أربعة أسماء رئيسية في إدارته المقبلة، مع زيادة حجم التكهنات حول المناصب الأكثر تأثيرا في الإدارة التي تتسلم مهام عملها رسميا بعد اليمين الدستورية في يناير المقبل.

بين الرئيس والشيوخ.. قرار مشترك

ووفق بيانات موقع "تحديثات الانتقال الرئاسي"، يجب أن يبدأ تحديد المرشحين المحتملين للبيت الأبيض وقيادة الوكالات وكذلك بناء فرق الدعم الخاصة بهم في وقت مبكر جدا من العملية الانتقالية، الأمر الذي يستمر حتى السنة الأولى في المنصب.

وتختلف عملية تعيين الموظفين اختلافا كبيرا حسب مستوى ونوع التعيين. فالمواقع التي تتطلب موافقة مجلس الشيوخ لها خطوات إضافية كما يزداد احتمال التأخير.

يصف الخبراء العملية ككل بأنها مثل "خط الإنتاج" لأنها تتطلب تخطيطا وتفكيرا مسبقا لضمان ألا يؤدي أي خلل في أحد الترشيحات إلى إخراج العملية برمتها عن مسارها.

وينص بند التعيينات في الدستور الأميركي على أن الرئيس يرشّح، بمشورة وموافقة مجلس الشيوخ، السفراء والوزراء والقناصل العموميين الآخرين وقضاة المحكمة العليا، وجميع المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة، الذين لم يتم النص على تعييناتهم في هذه الوثيقة (الدستور)، التي يحددها القانون.

وبعد إعلان الرئيس تعييناته وترشيحاته لمختلف المناصب يتم إرسال ذات القرار المشترك بينه وبين الشيوخ، للكونغرس، الذي يدرس ويحلل المسائل التشريعية لأعضاء مجلسيه (النواب والشيوخ)، كما ذكرت منظمة "ذا هيريتيج فاونديشن" للسياسات العامة، وفق هذه الطريقة:

أولا- يختار البيت الأبيض معينا محتملا ويرسل ترشيحا رسميا إلى مجلس الشيوخ.

ثانيا- يقرر مجلس الشيوخ ما إذا كان سيؤكد الترشيح أم لا.

ثالثا- يقدم الرئيس وثيقة موقعة للمرشح الناجح الذي يؤدي اليمين الدستورية، ويتولى سلطة تنفيذ واجبات المنصب.

داعمة ترامب ومرشحته في الأمم المتحدة.. من هي إيليس ستيفانيك؟ قبل عشر سنوات، دخلت الشابة الريفية والأصغر في تاريخ الكونغرس الأميركي إليز ستيفانيك إلى مجلس النوّاب، ولم تغادره حتى اللحظة، إذ كسبت كل الجولات الانتخابية الماضية، آخرها قبل أيام، حيث هزمت خصمتها الديمقراطية باولا كولينز، بحصولها على 62.3 في المئة من أصوات الناخبين في الدائرة الانتخابية للكونغرس "نيويورك 21".

وحتى تاريخ إصدار تقرير المنظمة الأميركية (تم آخر تحديث له في سبتمبر 2024)، رفض مجلس الشيوخ 9 ترشيحات فقط لمناصب وزارية، أربعة منها قام بها الرئيس جون تايلر عامي 1843 و1844، بما في ذلك اختيارات لمنصب وزير الحرب ووزير الخزانة.

وفي عام 1834، أصبح الديمقراطي أندرو جاكسون أول رئيس يخسر معركة تأكيد رئيسية، حين رفض مجلس الشيوخ تعيينه أثناء العطلة لروجر تاني كوزير للخزانة.

كما رفض المجلس عام 1868ترشيح الديمقراطي أندرو جونسون لهنري ستانبيري كمدع عام، وكان الأخير يسعى لاستعادة المنصب بعد استقالته للدفاع عن جونسون في محاكمة عزله.

وخلال الأعوام المئة الماضية، رفض مجلس الشيوخ 3 ترشيحات جميعها من رؤساء جمهوريين، كانت الأولى عام 1925 حين اختار الرئيس كالفين كوليدج تشارلز وارن لمنصب المدعي العام، وفي 1959 حين اختار دوايت أيزنهاور لويس شتراوس لمنصب وزير التجارة، وفي 1989 حين اختار جورج دبليو بوش جون تاور لمنصب وزير الدفاع.

وتم سحب 13 ترشيحا وزاريا آخر من مجلس الشيوخ لأسباب محتلفة، كما شهدت ترشيحات بيل كلينتون في التسعينيات انسحاب 5، وانسحب 2 من مرشحي جورج دبليو بوش (الابن) في عامي 2001 و2004، ثم في 2009، انسحب 3 من مرشحي باراك أوباما.

اختارها ترامب لمنصب مهم.. من هي سوزي وايلز؟ اختار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب الخميس رئيسة حملته الانتخابية سوزي وايلز لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.

"بطء" باستثناء فترة أوباما

وتساهم عوامل عدة في حدوث تأخيرات خلال عملية التعيين النهائي، منها مدى جاهزية الرئيس لاتخاذ القرارات بشأن التعيينات والترشيحات للمناصب العليا في الدولة، بالإضافة لكفاءة عملية صنع القرار للتعيينات في جميع المستويات، وتوافر الموارد اللازمة للفحص في فرق التوظيف الرئاسي، ولجان مجلس الشيوخ.

وفي مارس 2012، أصدرت "لجنة معهد آسبن لإصلاح عملية تعيينات الرئيس" توصيات من الحزبين الجمهوي والديمقراطي مع أهداف ومعايير مقترحة لجعل العملية أكثر سلاسة ويُسراً، منها:

أولا- توظيف كامل طاقم العمل في البيت الأبيض بحلول يوم التنصيب (20 يناير 2025 في هذه الدورة الانتخابية)، لا سيما أن هذه المناصب لا تتطلب موافقة مجلس الشيوخ.

ثانيا- ملء أعلى 50 منصباً قيادياً في الوكالات بعد وقت قصير من التنصيب، و50 منصبا آخر بحلول نهاية أبريل، على أن يشمل ذلك جميع وزراء مجلس الوزراء ونوابهم وأعضاء فرق القيادة الرئيسية في معظم الوكالات الكبرى.

ثالثا- ملء 300 منصب رئيسي إضافي في الوكالات الفيدرالية بحلول عطلة الكونغرس في أغسطس، أي بعد حوالي 200 يوم من بدء عمل الإدارة.

لكن، وفق ما ذكر الموقع نفسه، لم تحقق أي إدارة جديدة هذه الأهداف الطموحة. إلا أن فترة الانتقال الرئاسي للرئيس باراك أوباما، تعتبر من أنجح الانتقالات الأخيرة، إذ حصل على 67 تأكيداً على ترشيحاته من مجلس الشيوخ بحلول اليوم 100 فقط على تولّيه المنصب، بينما ساد "البطء" بعملية الترشيح والتأكيد لرؤساء اخرين.

من التصويت إلى التنصيب.. مراحل عودة ترامب إلى البيت الأبيض من المقرر أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024. ومع ذلك، لن يتم تنصيبه حتى 20 يناير 2025. فحص أمني وأخلاقي

ولتبسيط الإجراءات، فلنأخذ ترشيح ماركو روبيو لحقيبة الخارجية مثالاً، إذ يصل اسمه أولاً لمجلس الشيوخ، وتتسلم ملفه لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، ومنه إلى مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي آي) الذي يجري فحصاً أمنياً، يليه فحص أخلاقي من قبل مكتب أخلاقيات الحكومة (أو جي إي)، وتتضمن هذه المراجعات التحقق من أي تضارب محتمل في المصالح أو قضايا أخلاقية.

وبعد ذلك، تُعقد جلسات استماع في لجنة خاصة داخل مجلس الشيوخ، يدلي فيها روبيو بشهادته ويجيب عن أسئلة أعضاء اللجنة، الذين يقيّمون مدى أهليته لشغل المنصب، وبعدها يتم التصويت مع أو ضد الموافقة على تعيينه.

يتطلب تأكيد الترشيح عادة أغلبية بسيطة (51 من أصل 100 سيناتور)، وإذا حصل تعادل، يحسم رئيس مجلس الشيوخ القرار.

إذا تمت الموافقة على روبيو من المجلس، تأتي الخطوة التالية وهي التعيين وأداء القسم، وإذا رُفض، يجب أن يقدم الرئيس مرشحاً آخر، لتبدأ العملية نفسها من جديد.

وتعكس هذه العملية الهيكل الدستوري لنظام الضوابط والتوازنات في الولايات المتحدة، إذ يتم فحص المرشحين المعينين من قبل الرئيس، من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية قبل توليهم المنصب.

ومع ذلك، فما دام الأمر برمّته تقريباً في مجلس الشيوخ، حيث شكّل الجمهوريون الأغلبية فيه خلال الانتخابات الأخيرة، وكذلك يسير الأمر على ما يبدو من النتائج حتى الآن في مجلس النواب، فهناك احتمال كبير أن تتم الموافقة على أغلب إن لم تكن كل التعيينات التي يقترحها دونالد ترامب بشكل سلس.

وكانت قناة "سي إن إن" وصفت في تقرير نشرته صباح الثلاثاء، أن ترامب يسير بترشيحاته على خطة فريقه الانتخابي وبشكل يوازي تماماً وعوده الانتخابية الصارمة.

مقالات مشابهة

  • تعيينات ترامب تكشف سياسته المقبلة ضد إيران
  • مايكل والتز عدو الصين المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي
  • ما تأثير فوز ترامب على العلاقات بين الصين واليابان؟
  • تعيينات مفاجئة وشخصيات مثيرة للجدل في المواقع الحساسة.. تعرف على أبرز وجوه إدارة ترامب الجديدة!
  • إليز ستيفانيك.. من منتقدة لقرارات ترامب إلى داعمة رئيسية في حملته
  • ترامب يختار النائب مايك والتز مستشارًا للأمن القومي.. مواقف متشددة تجاه الصين ودعم قوي لإسرائيل
  • تعرف على مواقف مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد من الصين وإيران وغزة
  • العراق بين ناري إسرائيل وإيران
  • تعيينات مشروطة.. الطريق الطويل لمرشحي الرئيس الأميركي إلى مناصبهم