بلومبيرغ: على الصين وإيران أن تشعرا بالقلق من تعيينات ترامب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
درج دونالد ترامب، منذ إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الخامس من الشهر الجاري، على التصرف بسرعة وشراسة مما ينم عن النهج الذي سيتبعه في ولايته الثانية، سواء في السياسة الخارجية أو السياسات العامة، حسب مقال نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
وذكر كاتب عمود الرأي أندرياس كلوث -في مقاله بالوكالة- أن على الصين وإيران أن تأخذا حذرهما، وأن على إسرائيل أن تشعر بتفاؤل حذر، بعد الكشف عن الشخصيات التي يقترحها ترامب لشغل مناصب رفيعة في الإدارة الجديدة.
وقال إن "الخضوع التام" هو الشرط الأول الذي يفرضه ترامب على شاغلي المناصب الجديدة، وهو سبب اختياره مايكل والتز مستشارا للأمن القومي، وماركو روبيو وزيرا للخارجية، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.
ولاءوقال إن والتز وستيفانيك -وكلاهما ناشطان في حركة "ماغا" (تيار لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) في الكونغرس- أمضيا سنوات في تقديم فروض الولاء والطاعة، حتى أن والتز دعم بشكل واضح "دعوى ترامب الكبيرة" بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 "سُرقت".
أما ستيفانيك فقد دافعت بقوة عن ترامب خلال محاكمته الأولى ووقفت إلى جانبه خلال المحاكمة الثانية وتداعياتها.
لكن كاتب المقال يعتقد أن طريق روبيو إلى الخضوع لترامب كان أكثر اعوجاجا. فقد كان خصما له في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية عام 2016، وانحدرت تراشقاتهما اللفظية إلى حد الإسفاف.
كما يعتقد أن والتز وروبيو يمكن أن يضفيا على منصبيهما ثقلا لما يتمتعان به من خبرة في مجال الأمن القومي، لكن ستيفانيك أقل منهما خبرة.
ووفقا لكلوث في مقاله، فإن والتز وروبيو شغلا -كلاهما- أدوارا في اللجان التي تتعامل مع الشؤون الدولية داخل مجلسي النواب والشيوخ على التوالي. وباعتبارهما من الصقور في معظم القضايا المتعلقة بالصين وإيران وفنزويلا -وإن لم يكن بالضرورة روسيا- فلطالما كانا يتحدثان عن "السلام من خلال القوة" وهو الشعار الذي ظل يرفعه ترامب.
الصينإن "البعبع" المفضل لترامب هو الصين، لذا فإن والتز وروبيو ينتقدان الشيوعيين في بكين بشكل لاذع، وربما كانا يعنيان ذلك بالفعل، طبقا للمقال. أما إذا كان ذلك يعني أن إدارة ترامب ستدافع بالفعل عن تايوان ضد هجوم البر الرئيسي، فتلك -برأي كلوث- مسألة أخرى.
ومن وجهة نظر الكاتب، فإن جزءا مما يسميها "خدعة" السلام من خلال القوة هو أن ترامب يلوح فقط بالقوة العسكرية بدلا من استخدامها فعليا، إذ يهدف إلى إنهاء الحروب أو تجنبها.
والغموض نفسه ينطبق على سياسة الرئيس المنتخب تجاه إيران. ففي ولايته الأولى، قتل ترامب ضابطا إيرانيا كبيرا، وهو على استعداد لممارسة أقصى قدر من "الضغط" عليها مرة أخرى، خاصة إذا حاولت إنتاج أسلحة نووية. وفي الوقت نفسه، أوضح جيه دي فانس نائب الرئيس المنتخب أن "مصلحتنا تكمن إلى حد كبير في عدم الدخول في حرب مع إيران".
وبشأن العلاقة مع إسرائيل، فإن كلوث يتوقع أن يكون هناك اختلاف طفيف بين سياسة فريق الإدارة الجديدة وتصريحاته. فقد قال روبيو إن "حركة حماس مسؤولة بنسبة 100%" عن الموت والصدمات والمعاناة في غزة، واتهمت ستيفانيك الأمم المتحدة بممارسة ما وصفته "عفن معادٍ للسامية".
إسرائيل وأوكرانيا أيضاويبدو أن ترامب نفسه قد غفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهنئته للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن عام 2020، وهو الآن في علاقة ودية مرة أخرى معه.
ومع ذلك، يعتبر ترامب أيضا -بحسب مقال بلومبيرغ- القصف الإسرائيلي في غزة ولبنان إخفاقا في العلاقات العامة، كما يكره تماما الانجرار إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا، ويريد أن تتوقف هذه الحرب حتى يتمكن من استكمال ما بدأه من "اتفاقات أبراهام" بالمنطقة. ورغم ذلك، على نتنياهو ألا يعد دعم ترامب له أمرا مفروغا منه، على حد تعبير كلوث.
أما أكثر الناس الذين تنتابهم مشاعر متباينة تجاه الإدارة الأميركية الجديدة فهم الأوكرانيون، فلطالما كان لترامب بعض الولع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان يفضل إبرام صفقة -إذا لزم الأمر على حساب أوكرانيا- على إرسال المزيد من الأموال والعتاد، ناهيك عن القوات الأميركية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: تسريب صادم يكشف ازدراء فريق ترامب بحلفائه
يدرك أغلب الناس مدى الحرج الذي يسببه إرسال رسالة خاطئة إلى الشخص الخطأ، ولكن عندما يكون المسؤول عن ذلك مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، وتكون الرسالة خطة عسكرية مفصلة لقصف اليمن، ويكون المستلم صحفيا بارزا، فإن الخطأ لا يكون فضيحة فقط، بل يحتمل أن يشكل خرقا خطيرا للأمن القومي.
هكذا افتتحت صحيفة إيكونوميست تقريرا لها بدأته بتأكيد البيت الأبيض أن الرسائل التي أُرسلت عن غير قصد إلى رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" جيفري غولدبرغ ونشرها مُفصلة في تقرير بمجلته، تبدو حقيقية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يجب أن تسقط رؤوس.. غضب بالكونغرس على مراسلات ضرب اليمنlist 2 of 2كاتب أميركي: وزير الدفاع أهدر مصداقيته جراء فضيحة مراسلات ضرب اليمنend of listوكتب غولدبرغ أنه كان على علم بقصف أهداف لجماعة الحوثيين في جميع أنحاء اليمن قبل أن تقع بساعتين، موضحا أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أرسل له رسالة نصية تتضمن خطة الحرب في الساعة 11:44 صباحا، تضمنت معلومات دقيقة عن الأسلحة والأهداف والتوقيت.
وذكر غولدبرغ أنه تلقى طلب اتصال على سيغنال من مستخدم يدعي أنه والتز يوم 11 مارس/آذار الجاري، ولم يستغرب ذلك لأن العديد من الأعضاء في إدارة ترامب لديهم علاقات وثيقة مع الصحفيين الرئيسيين، وهكذا انضم إلى مجموعة نقاش تسمى "مجموعة الحوثيين الصغيرة"، تم إنشاؤها ظاهريا لتنسيق العمل القادم ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، لاستئنافهم إطلاق النار على السفن المارة عبر باب المندب.
إعلان كراهية للأوروبيينوتضم المجموعة -حسب الصحفي- 18 عضوا بينهم جيه دي فانس نائب الرئيس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، وهيغسيث وآخرون.
وفي مجموعة سيغنال -كما يقول غولدبرغ- أعرب فانس عن شكوكه بشأن العملية الوشيكة، مشيرا إلى أن الأوروبيين يعتمدون أكثر بكثير من أميركا على التجارة عبر قناة السويس، وأضاف "لست متأكدا من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع رسالته بشأن أوروبا".
وأشار هيغسيث إلى أن الانتظار يحمل خطرين "إذا تسربت هذه المعلومات سنبدو مترددين، وإذا اتخذت إسرائيل إجراء أو انهار وقف إطلاق النار في غزة، فلن نتمكن من بدء هذا الأمر بشروطنا الخاصة"، ورد والتز بالإشارة إلى القيود التي تواجهها القوات البحرية الأوروبية، واقترح أن الحلفاء سوف يتحملون الفاتورة.
وقال فانس "أكره إنقاذ أوروبا مجددا"، فرد وزير الدفاع قائلا "أشاركك تماما كراهيتك للاستغلال الأوروبي، لكن مايك محق، فنحن الوحيدون على هذا الكوكب القادرون على فعل ذلك، أشعر أن الآن هو الوقت المُناسب نظرا لتوجيهات الرئيس بإعادة فتح ممرات الشحن".
ثم اختتم "إس إم"، وهو على الأرجح ستيفن ميلر نائب رئيس موظفي ترامب، النقاش قائلا: إن ترامب أعطى الضوء الأخضر، ولكن بقي عليه أن يوضح لمصر وأوروبا ما تتوقع الإدارة الحصول عليه مقابل اتخاذ هذا الإجراء. وأضاف "إذا نجحت الولايات المتحدة في استعادة حرية الملاحة بتكلفة باهظة، فيجب أن يكون هناك المزيد من المكاسب الاقتصادية في المقابل".
وفي صباح اليوم التالي، وبعد وقت قصير من سقوط القنابل الأولى على صنعاء، عادت قناة سيغنال إلى الحياة، فأشاد والتز بالعملية ووصفها بأنها "عمل مذهل" ونشر ثلاثة رموز تعبيرية عبارة عن قبضة وعلم أميركي ونار، ولكن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وروسيا ستيف ويتكوف تفوق عليه بعرض خمسة رموز تعبيرية.
إعلان مزيد من القلقوبعد الكشف الصحفي الذي وضع والتز في حرج كبير مع أمله ألا تكون هناك عواقب وخيمة، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن هناك مراجعة جارية لمعرفة كيف "أُضيف رقم غير مقصود إلى المجموعة" لكنه أصر على أن هذه المجموعة "دليل على التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين".
ولا توجد أي إشارة في هذه المناقشات -حسب غولدبرغ- إلى أن القصف في اليمن سيحقق الكثير من الفائدة، ولا إلى إمكانية التصعيد مع إيران، ولا إلى دور إسرائيل في وقت ظهر فيه أن وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوشك على الانهيار.
وأشار الكاتب إلى ويتكوف الذي بدا -حسب رأيه- مفتونا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن هدفه لم يكن إنهاء الحرب في أوكرانيا فحسب، بل بناء شراكة جديدة بين أميركا وروسيا، ووبخ الدول الأوروبية على اعتقادها بأن الروس سيزحفون على أوروبا، وقال "أعتقد أن هذا سخيف".
وختم غولدبرغ بأن هذه التعليقات ستعزز المخاوف الأوروبية من أن أميركا قد تتحول بسرعة من حامية لأوروبا إلى ما يشبه العدو، مستنتجا أن تسريبات سيغنال لن تؤدي إلا إلى زيادة القلق.