#عملية_دوران_النخب: ركيزة #الديمقراطية وضمان #استمرارية_الدولة
بقلم: ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

في الوقت الذي يواجه فيه الأردن تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية متزايدة، يظهر بوضوح أن عملية دوران النخب أصبحت ضرورة ملحة لتعزيز الديمقراطية وضمان استمرارية الدولة. إنها عملية تعكس الحيوية والانفتاح في النظام السياسي، وتساهم في ضخ دماء جديدة تُنعش مسيرة الإصلاح والتطور، بينما يؤدي الجمود وعدم خلق نخب جديدة إلى انغلاق النظام وتكلسه، مما يوسع الفجوة بين الحاكم والمحكوم.

إن تجديد النخب السياسية ليس مجرد إجراء تجميلي، بل هو عملية جوهرية لخلق توازن بين استمرارية الدولة ومتطلبات التغيير. عندما تُتاح الفرصة للكفاءات الجديدة لتولي المسؤوليات القيادية، يتم ضخ طاقات شبابية وأفكار مبتكرة قادرة على التفاعل مع التحديات المعاصرة. هذا التجديد يُعزّز الثقة بين المواطن والدولة، ويعيد الأمل بوجود نظام سياسي يتسم بالمرونة والقدرة على تلبية احتياجات الشعب.

في المقابل، فإن استمرار الاعتماد على النخب التقليدية، التي قد تكون قد استنفدت أفكارها وقدراتها، يساهم في ترسيخ الإحباط واليأس بين المواطنين. ويصبح السؤال المُلِحّ: لماذا لا نرى وجوهًا جديدة قادرة على قيادة المرحلة المقبلة؟ وهل تعجز الدولة عن إيجاد رجالات دولة يحملون هموم الشعب وطموحاته؟

مقالات ذات صلة حق العودة مقدس .. مسيرة حاشدة نصرة لغزة من المسجد الحسيني ترفض إلغاء الأونروا / صور وفيديو 2024/11/15

إن غياب عملية تجديد النخب يعكس انغلاقًا سياسيًا قد يؤدي إلى تآكل شرعية النظام بمرور الوقت. حينما يشعر المواطن الأردني بعدم وجود قنوات طبيعية لإنتاج قيادات تمثله بصدق وتعبر عن همومه، فإنه يلجأ إلى وسائل أخرى للتعبير عن إحباطه، مما قد يُفاقم حالة عدم الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة.

التدوير المستمر للنخب ذاتها، دون إفساح المجال للوجوه الجديدة، يشبه إعادة تدوير الحلول القديمة لمشكلات حديثة. هذه العملية تُبرز فجوة عميقة بين الحكومة والشعب، وتضعف من قدرة النظام السياسي على مواجهة التحديات. إن هذا الواقع يتطلب وقفة جادة لإعادة النظر في آليات اختيار النخب وتمكين الكفاءات الشابة من الوصول إلى مراكز صنع القرار.

المصلحة الوطنية تتطلب أن تكون عملية تجديد النخب منهجية مستدامة تقوم على معايير الكفاءة والقدرة على تمثيل قيم الدولة ومصالحها العليا. النخب الجديدة ليست فقط واجهة للتغيير، بل هي أيضًا وسيلة لبناء جسور من الثقة مع المواطن. يجب أن تتمتع هذه النخب بالقدرة على التحرك وفق هموم الناس وتطلعاتهم، وأن يكون الأردن قضيتهم الأولى، مع تمسكهم بالبوصلة الوطنية التي تضمن مصالح الشعب والدولة على حد سواء.

كما أن الدور المطلوب من الدولة في هذا السياق يتمثل في توفير بيئة سياسية تُحفّز على المشاركة الفعالة، وتشجع على ظهور قيادات جديدة تحمل رؤى مستقبلية قادرة على قيادة المرحلة المقبلة. هذه القيادات يجب أن تكون قادرة على تقديم حلول مبتكرة للتحديات الراهنة، وأن تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

إن عملية دوران النخب تمثل فرصة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والنظام السياسي. إنها دعوة لتجديد روح الديمقراطية التي تضع مصلحة الشعب في قلب العملية السياسية. كما أنها تؤكد أن التغيير الإيجابي يبدأ من الداخل، عبر تفعيل المؤسسات السياسية وتمكينها من أداء دورها بفعالية.

الأردن يمتلك رصيدًا كبيرًا من الكفاءات القادرة على العطاء، ولكن يبقى التحدي في كيفية استقطاب هذه الطاقات وتمكينها. الدولة بحاجة إلى رجال ونساء يُدركون حجم المسؤولية الوطنية، سواء كانوا في مواقع المسؤولية أو ضمن صفوف المعارضة، على أن تكون مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.

ختامًا، إن دوران النخب ليس خيارًا، بل ضرورة تفرضها تحديات المرحلة. يجب أن نعمل جميعًا على تحقيق هذه العملية بشكل ديمقراطي وشفاف، بحيث يُعاد بناء الثقة بين المواطن والدولة، ويُعزز من مكانة الأردن كدولة قادرة على مواجهة التحديات بثقة وحكمة. إن بناء المستقبل يبدأ بتجديد الحاضر، ودوران النخب هو المفتاح لتحقيق ذلك.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الديمقراطية استمرارية الدولة محمد تركي بني سلامة استمراریة الدولة بین المواطن قادرة على الثقة بین

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن: الشعب المصري سر نجاح الدولة في التغلب على التحديات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال النائب أحمد عبد الجواد، نائب رئيس حزب  مستقبل وطن الأمين العام، أن الدولة المصرية لم تكن تمر من التحديات التي مرت بها طوال الفترات المصرية لولا إرادة الشعب المصري الذي تساند الرئيس السيسي في كل ملفات الدولة الوطنية.

جاء ذلك خلال حفل إفطار حزب مستقبل وطن، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب والقوى السياسية، مؤكدا على أن حرص مستقبل وطن على مشاركة جموع الأحزاب في حفل الإفطار رسالة تأكيد على الاصطفاف خلف القيادة، مشيرا إلى أن مستقبل وطن هو حزب داعم للدولة ولا يشغله دائما محاولات النيل منها.

ولفت إلى أن أداء حزب مستقبل وطن المجتمعي تاج على رؤوس الحزب، وهو حريص على فتح قنوات التواصل مع الجميع كما أن مستقبل وطن لا يستأثر بالعمل السياسي في مصر  ويؤمن بالعمل الجماعي، مرحبا بوجود وفد حزب الجبهة الوطنية الذي شارك بحفل الإفطار بقيادة الوزير السابق السيد القصير متمنيا لهم التوفيق مؤكدا على تمنياته لهم النجاح في عمليه السياسي خلال الفترة المقبلة.


ورحب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس حزب مستقبل وطن، رئيس مجلس الشيوخ، بمشاركة رؤساء الأخزاب والقوى السياسية بحفل إفطار حزب مستقبل وطن، مؤكدا على أن التنوع في المشاركة يؤكد الديمقراطية التي تعيش فيها الدولة المصرية خلف القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي. 


وعبر الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء  وزير النقل والصناعة، عن سعادته الكاملة  في المشاركة بحفل إفطار حزب مستقبل وطن، والذي يعد ترجمه لصورة الشعب المصري وخاصة مع مشاركة جموع الأحزاب والقوى السياسية بكافة آطيافها.

مقالات مشابهة

  • متحدث الوزراء المصري: حصر الوافدين واللاجئين لتقدير التكلفة وضمان دعم المانحين
  • توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة - السيطرة على المواطن
  • أمن الدولة الأردنية تقضي بسجن ناشر وصية منفذي عملية البحر الميت 4 سنوات
  • استطلاع بأميركا: الشباب فقد الثقة في الدولة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الدولة فقدت ثقتها بنتنياهو وعليه الاستقالة
  • نهيان بن مبارك: تعزيز الهوية الوطنية ركيزة أساسية لنمو المجتمع
  • متحدث الوزراء: حصر الوافدين واللاجئين لتقدير التكلفة وضمان دعم المانحين
  • نهيان بن مبارك: الوقف ركيزة أساسية لتنمية المجتمع وتعزيز التكافل
  • مستقبل وطن: الشعب المصري سر نجاح الدولة في التغلب على التحديات
  • السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)