تصاعد متأجج للحرب بين الحوثيين وواشنطن في اليمن والسعودية تعود عبر القوات المشتركة (تحليل)
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
منذ إعلان فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب تصاعدت وتيرة الأحداث في اليمن، خاصة في الجانب العسكري، حيث تخوض واشنطن مواجهة عسكرية مفتوحة مع جماعة الحوثي في اليمن، على خلفية الهجمات التي تنفذها الجماعة في البحرين الأحمر والعربي.
ومثل شهر نوفمبر منذ يومه الأول ذروة السجال في المواجهات العسكرية، والذي بدأ بإطلاق الحوثيين تحذيرات للسفن العابرة في البحر الأحمرو العربي ومضيق باب المندب، محذرة مما وصفته عملية تحايل على الإجراءات العقابية، والتخفي والعمل لصالح إسرائيل.
ثم أعقب الحوثيين هذا التهديد بإطلاق صاروخ باتجاه قاعدة عسكرية لإسرائيل في الثامن من نوفمبر الجاري، ووصفت العملية بأنها حققت أهدافها، بينما تحدثت إسرائيل عن حرائق وقعت، من صاروخ أثناء عملية التصدي الداخلي، وقالت إنها تصدت للصاروخ قبل دخوله أجوائها.
في ذات اليوم أيضا أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة أمريكية في محافظة الجوف اليمنية، وهو إعلان مستمر للجماعة، في اسقاط هذا النوع من الطائرات، فيما لم تعلن واشنطن أو تؤكد خسارتها للطائرة المعلنة.
تجاه هذه التطورات من جانب الحوثيين عاودت القيادة المركزية الأمريكية تنفيذ غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بينها العاصمة صنعاء، والحديدة، وصعدة، في عمليات متتالية، امتدت لثلاثة أيام، وقالت واشنطن إنها هدفت لتدمير مخازن أسلحة، ومنشآت عسكرية تابعة للحوثيين.
ولعل الملفت في هذه الغارات الأخيرة لواشنطن أمرين اثنين، الأول أن أمريكا استخدمت لأول مرة طائرات إف 35 في اليمن، والثاني استهداف واشنطن شخصيات مدنية في غارة منفصلة، وهو ما وقع في محافظة البيضاء، وأكدته قناة المسيرة، بأن غارة استهدفت سيارة كان على متنها أشخاص مدنيون، وهذا الأمر بحد ذاته يعد تحولا لافتا، يشير إلى إمكانية وقوع تغير قادم في تعامل واشنطن مع جماعة الحوثي في اليمن، وتركيزها على الأشخاص الفاعلين في منظومة الحوثيين العسكرية، بجانب استهدافها للمواقع العسكرية.
التطور في هذا الأحداث بين واشنطن والحوثيين وصل ذروته أيضا في إعلان جماعة الحوثي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولين، ومدمرتين في البحرين الأحمر والعربي، معتبر أن الهجوم الذي شنته في الثاني عشر من نوفمبر الجاري حقق أهدافه بنجاح.
لكن واشنطن قدمت رواية أخرى، إذ أنها أقرت بوقوع هجمات طالت أسطولها، لكنها نفت وجود أي إصابات في مدمراتها، وحاملة الطائرات، أو أضرار لدى جنودها.
وقدمت القيادة المركزية الأمريكية شرحا لطبيعة هجماتها الأخيرة، وقالت إنها جاءت ردًا على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، بالإضافة لإضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
ويبدو أن وتيرة التصعيد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تتصاعد يوما بعد آخر مع قرب رحيل الرئيس الأمريكي جو بايدن من البيت الأبيض، مخلفا ورائه ملفا شائكا، يتمثل بالوضع المضطرب في اليمن، وهو الملف الذي توعد بإنهائه، وعين مبعوثا خاصا له في سبيل هذه المهة.
وفي هذا السياق تحديدا تتحدث وكالة بلومبيرج عن ترجيحات بممارسة ترامب حملة لتنفيذ عمل عسكري أكثر حدة ضد الحوثيين في اليمن، والذين اعتبرت أنهم يعيثون فسادا في الشحن داخل البحر الأحمر.
ولا تلوح بوادر معالم السياسة القادمة للإدارة الأمريكية الجديدة التي يمثلها دونالد ترامب في اليمن حتى الآن، لكن من المتوقع أن يمضي ترمب في ذات النهج بالنسبة لجماعة الحوثي، وهو أيضا ما تدركه الجماعة، وسارعت لرفع وتيرة عملياتها البحرية، مرسلة رسالة بأنها غير متأثرة بعملية الانتقال الجديدة في الإدارة الأمريكية.
يتضح هذا من خلال خطاب زعيم جماعة الحوثي الذي ألقاه في الـ14 من نوفمبر الجاري، معلنا إحباط هجوم واسع النطاق لواشنطن في اليمن، وموجها جماعته بمهاجمة القطع العسكرية لواشنطن في المياه اليمنية، بما في ذلك المدمرات وحاملة الطائرات.
في الوجهة الأخرى تستمر الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي في التأكيد على أهمية دحر الحوثيين، لكن دون تحرك فعلي في هذا المضمار، وارتبط موقف هذه الجهات بالموقف العام للممكلة العربية السعودية، والتي هي الأخرى لم يصدر عنها ما يعكس توجسها من هجمات الحوثيين البحرية، وظهرت كما لو أنها في مرحلة هدنة قتالية، واقتصرت مواقفها على الدعوة للتهدئة في البحر الأحمر.
السعودية تعيش مؤخرا لحظة من الانسجام مع إيران، وتبادلت معها الزيارات على أرفع المستويات، خاصة في الجانب العسكري، ووصل الأمر حد إعلان الرياض تضامنها مع طهران في الهجمات التي شنتها إسرائيل، وهو ما ظهر في القمة الأخيرة التي استضافتها الرياض مؤخرا، بمشاركة عربية إسلامية واسعة.
غير أن السعودية تحضر من جديد في ملف اليمن عبر البوابة العسكرية، ومن ذلك تحركات قائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان الذي التقى وزير الداخلية في الحكومة اليمنية اللواء الركن إبراهيم حيدان، وناقشا سويا العديد من القضايا، كما التقى السلمان المبعوث الأممي إلى اليمن، وقبله عدة مسؤولين يمنيين، وهو ما يعكس حضورا متجددا للرياض في اليمن من بوابة القوات المشتركة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي باب المندب الحكومة اليمنية صنعاء جماعة الحوثی البحر الأحمر فی الیمن فی البحر
إقرأ أيضاً:
(وول ستريت جورنال) هجوم بري ضد الحوثيين.. الفصائل اليمنية تستعد وأمريكا تناقش والإمارات تدعم والسعودية لن تشارك
يمن مونيتور/ واشنطن/ ترجمة خاصة:
قال مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن قوات يمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين في محاولة للاستفادة من حملة القصف الأميركية التي أدت إلى تدهور قدرات الجماعة المسلحة-حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين وسعوديين إن الفصائل اليمنية تستشعر فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء على الأقل من ساحل البحر الأحمر الذي سيطروا عليه خلال العقد الذي مر منذ استيلائهم على السلطة في معظم شمال غرب البلاد.
أفاد أشخاصٌ مطلعون على التخطيط بأنَّ متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدّموا استشاراتٍ للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة.
وأوضح المسؤولان الأمريكيان واليمنيان أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم هذه الفصائل، طرحت الخطة على المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة.
قال المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية للقوات المحلية، مشيرين إلى أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن دعم هذه الجهود. وأضافوا أن الولايات المتحدة لا تقود المحادثات بشأن عملية برية. وأوضحوا أن النقاش يتضمن تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من تولي مسؤولية أمن البلاد.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز لصحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي: “في نهاية المطاف، فإن الأمن في البحر الأحمر هو مسؤولية شركائنا في المنطقة، ونحن نعمل بشكل وثيق معهم لضمان بقاء الشحن في تلك الممرات المائية آمنًا ومفتوحًا في المستقبل البعيد”.
وبموجب الخطة التي يجري مناقشتها، فإن الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد ستنشر قواتها على طول الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون وتحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، بحسب مسؤولين يمنيين.
في حال نجاح العملية البرية، ستُجبر الحوثيين على التراجع عن أجزاء كبيرة من الساحل الذي شنّت منه الجماعة، المُصنّفة إرهابيًا في الولايات المتحدة، هجمات على السفن العابرة للمياه القريبة. وستُشكّل السيطرة على الحديدة ضربةً موجعة للحوثيين، إذ ستحرمهم من شريان حياة اقتصادي، وستقطع في الوقت نفسه طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران. وتنفي طهران علنًا تزويدها الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة يتتبعون بانتظام شحنات الأسلحة المُصادرة وصولًا إلى إيران.
قال القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي إن الحملة الجوية الأميركية فشلت في وقف الجماعة، وإن أي عملية برية ستلقى نفس المصير.
تأتي المناقشات حول عملية برية في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس خياراتٍ لتقليص هجومها الجوي في اليمن، مع حرص إدارة ترامب على إظهار التزامها بحملات محدودة وتجنب الحروب التي لا تنتهي. يُهدد هجوم بري كبير بإعادة إشعال حرب أهلية يمنية خامدة منذ سنوات، والتي تسببت في أزمة إنسانية عندما دعم تحالف سعودي إماراتي القوات البرية المحلية بحملة قصف جوي.
بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر والمياه المجاورة له بعد وقت قصير من إرسال إسرائيل قواتها إلى غزة ردًا على الهجمات التي قادتها حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 في جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واختطاف حوالي 250 شخصًا. ولا تزال معظم حركة السفن التجارية تُحوّل إلى الطريق الطويل حول جنوب أفريقيا، بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس.
أطلقت الولايات المتحدة عمليتها العسكرية ضد الحوثيين في 15 مارس/آذار، مؤكدةً أنها تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة في أحد أهم الممرات المائية التجارية . وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة شنت أكثر من 350 غارة خلال حملتها الحالية. ولم يُصدر الجيش الأمريكي أي تقييم ميداني منذ الغارات الأولى.
قال مسؤولون يمنيون ومراقبون عن كثب للحرب في البلاد إن قرابة شهر من الضربات الأمريكية أظهرت نتائج متباينة، مشيرين إلى أن الضربات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين. منذ بدء الضربات الجوية الأمريكية، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة قرب حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” المتمركزة في البحر الأحمر. كما استأنفوا هجماتهم على إسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون إن حاملة طائرات ثانية والسفن المرافقة لها وصلت للتو إلى المنطقة، مما قد يؤدي على الأرجح إلى زيادة الضربات لعدة أسابيع أخرى على الأقل.
مع ذلك، تُثير إمكانية دعم عملية برية تعقيداتٍ للولايات المتحدة، التي دعمت تحالفًا من نحو اثنتي عشرة دولة عربية، بقيادة السعودية والإمارات، ضد الحوثيين خلال الحرب الأهلية اليمنية الطويلة. انتهى ذلك الصراع بهدنة عام ٢٠٢٢، على الرغم من استمرار القتال منخفض الشدة بين الحوثيين وبعض الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات. وقد أبلغ مسؤولون من المملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية، مسؤولين أمريكيين ويمنيين سرًا بأنهم لن ينضموا أو يدعموا هجومًا بريًا في اليمن مرة أخرى، خوفًا من الهجمات المدمرة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون سابقًا على المدن السعودية.
تأتي هذه الاعتبارات في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي في عُمان يوم السبت. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن ترغب في إدراج دعم طهران لحلفائها الإقليميين، مثل الحوثيين، في المحادثات، لكن هذا الموضوع لم يُطرح للنقاش في مسقط، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
في الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة أيضًا مع وسطاء عرب على خطة لوقف إطلاق النار في حرب غزة. وقد أعلن الحوثيون أنهم سيتوقفون عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر إذا انتهت الحرب في غزة.
لقد أمضى الحوثيون سنوات في تخزين الصواريخ والطائرات بدون طيار، وإخفائها في الكهوف أو منشآت تحت الأرض حيث بنوا خطوط تجميع الأسلحة ومرافق الإطلاق.
ويقول المحللون والمراقبون إن العملية البرية ستساعد في استهداف البنية التحتية العسكرية التي يصعب ضربها من الجو.
قال وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وهي ميليشيات موالية للحكومة: “كنا جاهزين وجاهزين منذ اليوم الأول لتحرير الحديدة وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سواءً بمشاركة أمريكية أم لا”. لكنه أضاف أن القرار النهائي بيد الحكومة اليمنية والتحالف العسكري السعودي الإماراتي الذي يدعمها.
قال رئيس فصيل المقاومة الوطنية اليمنية طارق صالح إن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء التهديد الذي يمثله الحوثيون.
وقال محمد الباشا، وهو محلل أمني مقيم في الولايات المتحدة في موقع باشا ريبورت، إن الرياض قد تغير رأيها إذا حوّل الحوثيون التهديدات ضد السعودية إلى هجمات.
ولم يستجب المتحدثون باسم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لطلبات التعليق.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةطيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...
رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...
اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...