فرضت الميليشيات الحوثية برنامجاً طائفياً على مدارس التعليم الأهلي في مناطق سيطرتها، يبدأ بإخضاع الطلاب والإدارات لدورات طائفية، وينتهي بإلزامها بحشد الطلاب إلى المعسكرات التي تقام نهاية كل عام، وذلك بعد أن فشلت الجماعة في فرض الطائفية على مدارس التعليم العام، ولجأت إلى إيجاد نظام تعليمي طائفي خاص.

وأتت هذه الخطوة بعد أن عينت الميليشيات مندوبين عنها في كل مدرسة؛ للإشراف على التعبئة الطائفية، وألزمت المدارس بمنحهم رواتب شهرية من عائداتها، حيث فرضت إدارة التعليم الأهلي في مكتب التربية والتعليم في محافظة صنعاء على جميع المدارس مع بداية العام الدراسي الحالي تنفيذ برامج للتعبئة الطائفية بإشراف المندوب الطائفي، وخضوع إدارة المدرسة والمعلمين فيها لدورات طائفية، مع اعتبار الالتزام بذلك البرنامج أساساً لحصول المدرسة على ترخيص العمل، وإلا فإنها ستواجه الإغلاق.

وبحسب الوثيقة فإن تقييم حصول المدارس الأهلية على تجديد تراخيص العمل مرتبط بتفعيل الجانب الطائفي، الذي يتضمن تخصيص يوم في كل أسبوع للتعبئة الطائفية، والتزام المدرسة بتفعيل المناسبات الطائفية للانقلابيين تحت مسمى «الهوية الدينية والوطنية».


كما تتضمن التعليمات الحوثية عمل سجلات للمدرسة مخصصة لهذا اليوم والفعاليات والمناسبات الدينية، وترديد «الصرخة الخمينية» في الطابور الصباحي للمدارس، وإلزام كل مدرسة بغرس مفاهيم «الهوية الإيمانية»، وهو المصطلح الذي تستخدمه الميليشيات للتعبير عن رؤيتها المذهبية التي تفرضها على السكان في مناطق سيطرتها، الذين يعتنق أكثر من 80 في المائة منهم المذهب السني.

ولم تكتفِ الميليشيات بتلك الشروط التي لا علاقة لها بالعملية التعليمية، ولكنها طالبت بأن يتضمن التقييم وجود مندوب ثقافي للمدرسة مرشح من مكتب التربية، ومقيم فيها بشكل دائم، وأن تشارك هذه المدرسة في دعم ما تسمى «قوافل التوعية المستمرة» بمخاطر ما يصفه الانقلابيون بـ«الحرب الناعمة»، ويقصدون بها عمل النساء، وتعلم اللغات، والمشاركة في الحياة العامة، ومشاهدة المحطات الفضائية والأفلام، وسماع الأغاني.

زيارة مقابر القتلى
طبقاً للوثيقة الحوثية، فإنه من ضمن الالتزامات التي ينبغي على المدارس القيام بها، زيارة مقابر قتلى الانقلابيين خلال الحرب، وتخصيص مقاعد مجانية لأبناء هؤلاء القتلى، وأن تكون المدرسة مشارِكة في المعرض السنوي الذي يقيمه الانقلابيون في ذكرى مقتل مؤسس الجماعة، حسين الحوثي.

ويشمل التقييم، تقييم الإدارات المدرسية، وهل أخذت دورات طائفية لمدير أو مديرة المدرسة والمدرسين، إضافة إلى تقييم مستوى حشد المدرسة لطلابها للالتحاق بما تسمى «المعسكرات الصيفية» وتقييم مدى تنفيذ المدرسة التعليمات الواردة من مكتب التربية والتعليم.


ومع أن الانقلابيين الحوثيين قد أوجدوا نظاماً تعليمياً طائفياً موازياً للتعليم العام يتمتع الملتحقون فيه بالتغذية والسكن الداخلي والملابس والكتب المجانية، فإنهم ألزموا المدارس الأهلية «بضرورة غرس» ما يقولون إنها محبة سلالة الحوثي وأحقيتهم في حكم اليمن، وتطبيق المعايير الخاصة بالفصل بين الجنسين في الفعاليات والمناسبات، وإيجاد مكتبة طائفية إلكترونية في كل مدرسة.

وربطت الجماعة الحوثية الحصول على تجديد تراخيص العمل للمدارس الأهلية بالتوقيع على هذا التقييم من قبل المندوب الطائفي في كل مدرسة وأعضاء لجنة التقييم التي تضم 4 من موظفي إدارة التعليم الأهلي، وما يسمى «المكتب التربوي» في المجلس السياسي لميليشيات الحوثي.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

حرصا على سلامة الأطفال.. الرمال الملونة تجبر السلطات على غلق 69 مدرسة أسترالية

أعلنت الحكومة الأسترالية إغلاق 69 مدرسة في إقليم العاصمة الأسترالية كانبرا صباح اليوم الاثنين، بعد اكتشاف احتمال احتواء رمال اللعب الملوّنة المستخدمة في باحات المدارس على مادة الأسبستوس المحظورة، في خطوة وُصفت بأنها الأوسع من نوعها على مستوى المدارس الحكومية في الإقليم.

جاءت هذه الخطوة عقب إعلان شركتي "كيماورت" و"تارغت" يوم السبت سحبا عاجلا لمنتجات الرمل، بعد العثور على آثار أسبستوس في عينات خضعت للفحص. وأوضحت لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية أن خطر تطاير الأسبستوس في الهواء أو إمكانية استنشاقه يُعد "ضئيلا"، لكنه غير معدوم، مما دفع السلطات لاتخاذ إجراءات احترازية فورية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأول خارج أميركا.. "سيكس فلاغز" تعلن موعد افتتاح منتزهها الترفيهي في السعوديةlist 2 of 2تأخرت 10 دقائق.. تلميذة تفارق الحياة إثر "عقوبة" بدنية في مدرسة هنديةend of list

وقالت وزيرة التعليم في الإقليم إيفيت بيري في بيان إن عمليات تفتيش المدارس بدأت بالفعل، مشيرة إلى أنها قد تستغرق "عدة أيام". وأكدت أن جميع اختبارات الهواء حتى الآن جاءت سلبية لاحتمالية وجود ألياف أسبستوس في الجو داخل المدارس.

ورغم ذلك، قررت الحكومة الاستمرار في الإغلاق إلى حين التأكد الكامل من سلامة جميع مرافق اللعب، مؤكدة أن الأولوية القصوى هي حماية الطلاب والطاقم التعليمي.

يأتي هذا التطور بعد أن شهدت المنطقة يوم الجمعة إغلاق مدارس ورياض أطفال جزئيا أو كليا، إثر تحذير من تلوث رمال اللعب التي تبيعها سلسلة "أوفيس ووركس". ولم يقتصر الأمر على أستراليا، إذ أعلنت نيوزيلندا أيضا إغلاق مدارس عدة في الأيام الماضية للسبب نفسه، مع توقع إغلاق مدرستين إضافيتين اليوم لإجراء اختبارات للرمال، وفقا لصحيفة "نيوزيلندا هيرالد".

7NEWS can reveal the asbestos sand nationwide recall is expected to widen with even more products and schools likely to be impacted. Cleaners in protective clothing have entered contaminated classrooms in South Australia but health authorities insist that the health risk remains… pic.twitter.com/FcGvfemwAE

— 7NEWS Adelaide (@7NewsAdelaide) November 17, 2025

حكومة الإقليم أكدت أنه لا حاجة لإجراء تقييمات سريرية لمن تعاملوا مع الرمال المشتبه بها، معتمدة على تقييمات الصحة العامة التي ترى أن التعرض محدود وباحتمال ضعيف للغاية لحدوث استنشاق.

إعلان

وقالت بيري "للأسف، استخدام هذه المنتجات في مدارسنا أوسع بكثير مما كان عليه في حالة منتجات ‘أوفيس ووركس'".

وأوضحت أن فرقا من موظفي المدارس ومتطوعي خدمات الطوارئ الحكومية أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في حصر مواقع وجود الرمال الملونة داخل المدارس.

كما أشارت الوزيرة إلى أن الحكومة تعمل وفق مبدأ "القضاء على المخاطر قدر الإمكان"، مؤكدة أن التعامل مع هذه القضية سيكون بمنتهى الصرامة، بما يتماشى مع القوانين الأسترالية التي تحظر تماما استيراد أو تصدير الأسبستوس أو المنتجات التي تحتوي عليه.

ووفق الإشعارات الرسمية، تشمل المنتجات المسحوبة للعبة بناء قلعة الرمل، رملا سحريا ملونا (أزرق-أخضر-وردي).

لماذا يشكل الأسبستوس خطرا؟

الأسبستوس مادة كانت تُستخدم بكثافة في مواد البناء حتى اكتشاف ارتباطها بأمراض خطيرة، أبرزها سرطان الرئة، وورم المتوسطة (Mesothelioma)، وسرطان الجهاز الهضمي وأنواع أخرى من السرطانات.

وترتبط هذه المادة بأكثر من 40 ألف وفاة سنويا في الولايات المتحدة وحدها. كما أعلنت وكالة حماية البيئة الأميركية عام 2024 حظرا شاملا على جميع أنواعه.

ويكمن الخطر في أن الأسبستوس قد يطلق أليافا دقيقة في الهواء عند العبث به، وهي ألياف تبقى في الرئتين لعقود ويمكن أن تسبب أمراضا قاتلة.

مقالات مشابهة

  • مطالب بتعميم قرار منع بيع الشيبسي والإندومي في جميع مدارس الجمهورية
  • موعد امتحانات الترم الاول 2026 في المدارس .. التعليم تحسم قرارها النهائي
  • بدء تقييم المدارس المتأهلة لجائزة أموفيكو بشمال الباطنة
  • حاولت إنهاء حياتها.. القصة الكاملة لـ حور ضحية تنمر زميلاتها بإحدى مدارس الدقهلية
  • مدير تعليم القاهرة تتفقد مدارس الشرابية.. وتؤكد أهمية التسجيل في منصة كيرو اليابانية
  • جرحى باستهداف الاحتلال مدرسة شرق غزة
  • مخيمات الروهينغا: مدارس متهالكة ومعلمون متطوعون وأحلام معلقة
  • حرصا على سلامة الأطفال.. الرمال الملونة تجبر السلطات على غلق 69 مدرسة أسترالية
  • مديرية تربية جرش تنجز مشاريع إنشائية وتوسعة مدارس بتكلفة 9.45 مليون دينار
  • وزير التعليم يقوم بزيارة مفاجئة لعدد من مدارس كفر الشيخ