رجال الدفاع المدني في لبنان: شهداء في قلب المعركة
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
في قلب الحرب، حيث يتحول كل شيء إلى رماد، يبقى هناك أشخاص لا تلتهمهم النيران، بل يصبحون هم بذاتهم شعلة أمل في ظلام الدمار. هم رجال ونساء الدفاع المدني في لبنان، الذين يقفون كالجدران في وجه الموت، لا يهابونه، بل يسعون إليه لإنقاذ الأرواح وسط الزخات الثقيلة للقذائف. هؤلاء الأبطال الذين لا يطلبون شيئاً سوى إنقاذ الحياة، أصبحوا هم أنفسهم هدفاً، يُستهدفون بالنيران، وتُسفك دماؤهم في سعيهم المستمر لإطفاء الحريق في وطنهم.
ليس غريباً على من يحملون بين يديهم الأمل أن يضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين، لكن الغريب أن أولئك الذين يصنعون الحياة على أرض مدمرة أصبحوا شهداء على مذبح الحق.
وإلى ساعات ليل أمس، حيث خيّمت ساعات سوداء على بعلبك والبقاع، لم تفرّق آلة الإجرام الإسرائيلية بين الأهداف العسكرية والمدنية.. الهمّ الاول والاخير إحداث الدمار وإراقة الدماء وذبح الإنسانية.. ليلُ شباب الدفاع المدني في مركز دورس قضاء بعلبك لم يكن كأي ليلة، فهؤلاء الذين كانوا متأهبين لإطفاء نار العدوان باتوا هم الحدث، إذ أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفًا مركزهم، ليسقط 13 منهم شهداء، مع استمرار عمليات رفع الأنقاض، حسب رئيس شعبة التدريب والمدارس في الدفاع المدني نبيل صالحاني.
وعلى الرغم من الاستهداف، لا يزال المركز متأهبًا للنداء، فهكذا اعتدنا على رجال الدفاع المدني، الذين منذ سنوات وسنوات، كانوا دائمًا ما يعضون على جرحهم ويستبسلون من أجل لبنان، سواء في الحروب، أو الحرائق، والحوادث.
واستهداف فرق الدفاع المدني في لبنان لا يعتبر بالجديد، إذ يؤكّد صالحاني خلال اتصال عبر "لبنان24" أنّ ما حصل في بعلبك يُعتبر الاستهداف الرابع المباشر على المركز، إلى جانب عدد من الاستهدافات الاخرى غير المباشرة التي تحصل بين الحين والآخر خلال أداء المهام. وحسب صالحاني، فقد ادّت هذه الإستهدافات إلى استشهاد 25 عنصرًا خلال هذه الحرب، إلى جانب جرح 40 آخرين.
وعن الصمود على أرض الميدان، يؤكّد صالحاني لـ"لبنان24" أنّ المراكز من الجنوب إلى البقاع مستمر في عملها، ولا شيء سيردع الفرق عن القيام بعملها، لافتًا إلى أنّ الدفاع المدني يعمل بالامكانات المتوفرة والمعدات الموجودة.
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية التي حوّلت الجنوب إلى أرض محروقة، أكّد صالحاني أنّ المراكز جاهزة لتلبية النداء في المناطق الخطرة، وقد عملت عدد من المراكز على النقل من الأماكن الخطرة إلى مناطق أكثر أمانا.
ولفت صالحاني إلى أنّ مديرية الدفاع المدني اللبناني هي ممثّلة أمام المنظمة العالمية للدفاع المدني، وتعمد المديرية الى وضع إشارات خاصة معتمدة عالميا على السيارات في إشارة إلى أّنها سيارة مدنية تابعة للحكومة. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الدفاع المدنی فی
إقرأ أيضاً:
لبنان.. استهداف دفاع مدني في بعلبك وإنذار جديد لسكان الضاحية
وجه الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، إنذارا جديدا إلى سكان ضاحية بيروت الجنوبية، بضرورة الخروج من منازلهم تمهيدا لقصف المنطقة
وجاء في البيان التحذيري: “إنذار جديد إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: الغبيري برج البراجنة أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.
#عاجل إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية:
????برج البراجنة
????الغبيري
⭕️أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب… pic.twitter.com/5MqqIm5CCc
يشار إلى أن هذا التحذير الثاني من نوعه الذي يصدر اليوم، حيث كان قد وجه إنذار قرابة الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت المحلي إلى سكان منطقة الغبيري، بعد حوالي نصف ساعة نفذ الجيش تهديداته واستهدف المنطقة بـ5 غارات جوية عنيفة جدا.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية مكثفة مركزًا للدفاع المدني في مدينة بعلبك شرق لبنان، مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدفاع المدني، بحسب تقارير أولية.
الغارة تأتي ضمن سلسلة هجمات جوية وبرية شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من البقاع والجنوب اللبناني، متسببة في وقوع ضحايا بين المدنيين وزيادة التوتر في المنطقة.
وخلال الأيام الماضية صعد الجيش الإسرائيلي من وتيرة تهديداته والتي قام بتنفيذها جميعها، حيث أصبحت الإنذارات تتوالى على مدار الساعة في اليوم ولم تعد تعد تقتصر على الأوقات المسائية أو الليلية.
غارة عنيفة جدا جدا جدا جدا على الغبيري pic.twitter.com/dKytnHZkWs
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) November 15, 2024وفي ردود الفعل ، أدانت وزارة الصحة العامة اللبنانية الهجوم، واصفةً إياه بـ”جريمة حرب” تستدعي تدخل المجتمع الدولي.
كما أصدرت هيئة الدفاع المدني بيانًا اعتبرت فيه أن الاستهداف المباشر لعناصرها يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية الإنسانية، داعيةً إلى تحرك عاجل لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في لبنان.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، أنه هاجم مقرا تابعا ل”حزب الله” اللبناني، في النبطية بجنوب لبنان، وفق القناة 14 العبرية. وبحسب القناة، تواصل القوات الإسرائيلية المناورة البرية والقتال المستهدف في المقر .
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية،في وقت سابق من صباح اليوم الجمعة، بسماع دوي عدة انفجارات في المناطق المحيطة بحيفا. وقالت إن عدة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه خليج حيفا.
ونقلت صحية “تايمز أوف إسرائيل” أنباء عن اعتراض الجيش الإسرائيلي لصاروخين، من دون أن تحدد اتجاههما.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض صاروخين تم إطلاقهما من لبنان، دون وقوع إصابات أو أضرار.
كما تم تفعيل صفارات الإنذار صباح اليوم في كريات شمونة، مشغاف عام، يرعون، مرغليوت ومنارة في الجليل الأعلى.
وأفاد جيش الدفاع الإسرائيلي صباح اليوم أن قواته من الفرق 36 و91 و146 تواصل القتال في القرى في جنوب لبنان.
وعثرت القوات الإسرائيلية أمس، على معدات قتالية لحزب الله ومنصات إطلاق وصواريخ قصيرة المدى تهدف إلى ضرب مستوطنات الجليل وأسلحة ووسائل قتالية أخرى، إضافة إلى ذلك، دمرت قوات الفرقة 91 البنى التحتية للحزب في المنطقة.