مسؤول سابق بالأونروا: إسرائيل تستهدف الوكالة لمحو الوجود الفلسطيني
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
قال مسؤول كبير سابق في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الوكالة جزء من خطة لمحو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه.
وقال الهولندي ليكس تاكينبرغ، الذي شغل مناصب عليا مختلفة بالوكالة طوال 31 عاما، إن استهداف إسرائيل للأونروا هو جزء من خطة لتدمير الشعب الفلسطيني ومؤسساته ونظامه التعليمي وتاريخه بصورة منهجية.
ففي عام 1949 أُسّست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر تاكينبرغ أن علاقة إسرائيل بالأونروا كانت مشحونة بالمشكلات منذ عام 1967 حين احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال إن إسرائيل أرادت أن تستمر الأونروا في تقديم الخدمات للفلسطينيين لأنها تعلم أنه سيكون عليها تقديم الخدمات بنفسها باعتبارها القوة المحتلة.
وشدد على أن اتهامات إسرائيل لموظفي الأونروا ليست جديدة، وأن الأزمة الأولى بدأت بادعاء وجود عناصر معادية للسامية في الكتب المدرسية المصرية والأردنية المستخدمة في مدارس الأونروا.
وأوضح أنه خلال السنوات التي عمل فيها في الوكالة -10 منها في غزة- زعمت إسرائيل أن موظفي الأونروا في غزة والضفة الغربية متورطون في أعمال إرهابية.
وأشار إلى أن أحزاب اليمين المتطرف والسياسيين في الحكومة الإسرائيلية الحالية يوجهون الهجمات ضد الأونروا.
وقال إن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يستطيع أن يقول: لا لهذه الجماعات، لأن عليه حماية ائتلافه".
ولفت إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الوكالة تصاعدت بعد تولّي الحكومة الجديدة مهامها وعقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف "في اليوم الذي أعلنت فيه محكمة العدل الدولية قرارها المؤقت الأول في قضية الإبادة الجماعية، زعمت إسرائيل أن بعضا من موظفي الأونروا متورطون في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول".
الهدف هو الشعبكان تاكينبرغ قد ألف كتاب "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي" مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز.
وأكد أن السياسيين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل يرون الأونروا "تجسيدا لمسؤولية المجتمع الدولي المستمرة تجاه القضية الفلسطينية".
وقال "نرى بوضوح مع الإبادة الجماعية في غزة أن إسرائيل تسعى لمحو الشعب الفلسطيني وتاريخه وأرشيفه ومؤسساته وأنظمته التعليمية وجامعاته".
وفي إشارة إلى أهمية الأونروا التي يعمل لديها 30 ألف موظف في المنطقة، أضاف تاكينبرغ أن "الأونروا مزود خدمات عامة كبير يوفر التعليم والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية والتمويل الصغير ودعم الإسكان. وخلال فترات الصراع، تتحول مدارسها إلى ملاجئ".
ولفت إلى أنها العمود الفقري للنظام الإنساني الذي يعمل على مساعدة الناجين على البقاء.
وذكر أن أوروبا تشعر بالقلق من أنه إذا انهارت الأونروا، فقد تواجه أزمة لاجئين جديدة كما حدث في عام 2015، بوجود مئات الآلاف من الفلسطينيين في مصر ولبنان وسوريا.
الأونروا رمز لحق العودةوقال المسؤول الهولندي في الوكالة إن الأونروا هي أيضا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم والتي يقع حق العودة في جوهرها، وكذلك حق تقرير المصير، وحق التعويض.
وذكر أن الأونروا لها أهمية كبيرة لمجتمع اللاجئين والشعب الفلسطيني بشكل عام.
وشدد تاكينبرغ على أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية والقرارات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية بجعل أنشطة الأونروا مستحيلة.
وأشار إلى أن الأونروا طلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية سلطة الوكالة وموظفيها وعملياتها من الهجمات الإسرائيلية.
وأكد أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا فحسب، بل تستهدف جميع مؤسسات الأمم المتحدة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 147 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ووسط حرب إبادة جماعية تشنها على غزة، أعلنت إسرائيل في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنها أبلغت الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل الأونروا، وذلك يعني حظر أنشطتها، في حال بدء سريان القرار خلال 3 أشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل لم تعطِ لنفسها فرصة العيش مع الفلسطينيين جنبًا إلى جنب
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إذ أن هناك بحرًا من الدم في القطاع، فضلًا عن أن عدد الشهداء بلغ ما يقرب من 45 ألفًا.
المنسق الأممي للشؤون الإنسانية بفلسطين: المدنيون في غزة يدفعون ثمن استمرار الحرب منسق أممي في الأرض الفلسطينية: الوضع الأمني والإنساني في قطاع غزة يتدهور الاحتلال الإسرائيليوأضاف «سنجر» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في قتل الفلسطينيين بدم بارد، موضحًا أن المتقاعدين من جيش الاحتلال يعملون على فصل وإخلاء شمال غزة عن جنوبه، فيما يعرف بخطة الجنرالات.
شمال ووسط غزةوتابع: «طبيعة القتل والقصف الذي يقوم به الاحتلال في شمال ووسط غزة سببه أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب في وقف إطلاق النار، وخلال محاكمته في قضايا الفساد المتهم بها، وقف متفاخرًا بأنه يقود حروب في سبع جبهات، لذا فإن نتنياهو لا يسعى إلى وقف الحرب أو إطلاق النار في ظل سعي بعض الدول وبذل كثير من الجهود لوقفها».
الاحتلال ينفذ تدميرا ممنهجا لجباليا شمالي غزةجدير بالذكر أن الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول مدير تحرير جريدة الأهرام، قال إنّ كل الملفات في العالم العربي مرتبطة بالصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا، إلى أن ما حدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق جزء من هذا الصراع، إذ يتم استهداف إضعاف المحيط العربي حتى تنتهي المسألة بقبول إسرائيل في المنطقة.
وأضاف أبو الهول، في لقاء مع الإعلامي رعد عبد المجيد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ دول الطوق دُمرت لصالح إسرائيل، مشيرًا، إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 أدى إلى اكتساب إسرائيل مزيد من الجوائز في المنطقة بتدمير قدرات حماس وحزب الله وسوريا وإضعاف إيران، والخطوة المقبلة خلال يومين أو 3 قد تكون توجيه ضربة قوية لليمن.
وتابع مدير تحرير جريدة الأهرام: «بالنسبة إلى تبادل إطلاق النار، فإن هذه الصفقة تسير بشكل جيد، فبعد التخلص من معظم قيادات حماس في الداخل وخروج الإيرانيين وحزب الله وتدمير سوريا لم يعد لدى حماس ما تعول عليه، بعدما كانت تعول على اتساع الجبهات وتلقي مساعدات خارجية، وكل ذلك فشل، وإسرائيل بدأت المرحلة شبه الأخيرة من هذه الحرب، إذ تعمل على استكمال المناطق العازلة التي تقيمها كي تؤبد سيطرتها على قطاع غزة ويصبح من السهل عليها دخولها في أي وقت ولا تمثل خطرا على سيطرتها».
وأكد: «عملية التدمير الممنهج لجباليا تأتي في هذا السياق، فإسرائيل لديها شبه قناعة بأن القادة المتبقين في حماس موجودون في الأنفاق بتلك المنطقة، لذلك، تُزال جباليا، والحديث يدور الآن عن أن سلطة التفاوض عادت مرة أخرى لقيادة حماس في الخارج، التي تسمع أنين الناس في الداخل، لذلك، بدأت تقدم تنازلات وهي أن تقبل بدء عملية تبادل الأسرى والرهائن دون أن تشترط الوقف الإسرائيلي الكامل والتعهد بالانسحاب».