FT: دول الخليج تتوجس من عودة سياسة الضغط الأقصى ضد إيران في عهد ترامب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
عاد قلق دول الخليج من احتمالية عودة سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران في ظل فنرة رئاسة دونالد ترامب المقبلة؛ حيث أصبحت السعودية والإمارات الآن تميلان إلى تخفيف التوتر مع إيران لضمان استقرار المنطقة وحماية خطط التنمية الاقتصادية، على الرغم من دعم الرياض وأبو ظبي لترامب وسياساته خلال ولايته الأولى.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" في تقرير ترجمته "عربي 21": إن السعودية والإمارات أعلنتا أنهما ملتزمتان بتخفيض التصعيد مع إيران في الوقت الذي تستعدان فيه لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، على أمل أن يتمكن من إنهاء سنة من الحرب في الشرق الأوسط ولكنهما حذران من أن تقلباته قد تؤدي إلى زيادة التوترات.
وذكرت الصحيفة أن قادة مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان من أبرز المؤيدين العرب لترامب خلال ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، حيث رحب بكل من نهجه العدائي تجاه إيران وأسلوبه في التعامل معها بعد سنوات من الإحباط الخليجي من السياسة الأمريكية.
وأضافت أن "الدولتين القويتين في الخليج، السعودية والإمارات، كان قد غيرتا من استراتيجيتهما في السنوات التي تلت ذلك؛ حيث سعتا إلى التعامل مع طهران وسط شكوك بشأن التزام الولايات المتحدة بأمنهما"، مضيفة أن هذا التحول أصبح أكثر إلحاحًا بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الذي أشعل موجة من "العداءات الإقليمية وزاد من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران؛ حيث سعى كل من الرياض وأبوظبي للبقاء على الحياد".
وذكرت الصحيفة "رحب قادة الخليج، الذين يفضلون عادةً رئاسة الجمهوريين، بإعادة انتخاب ترامب ويأملون أن يفي صانع الصفقات المزعوم بتعهده خلال حملته بجلب السلام إلى المنطقة. ومع ذلك، يقول الدبلوماسيون وأشخاص مقربون من الحكومات الإقليمية إنهم حذرون أيضًا من أن ترامب قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيدًا من الصلاحية للتصعيد ضد أعداء إسرائيل وزيادة التوترات مع إيران، مما يهدد بصراع شامل قد يمتد إلى دول الخليج".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي رفيع المستوى قوله: "إذا وضعك ترامب في موقف يتعين عليك فيه اتخاذ قرار [أي جانب ستدعم]، لأنه يقف ضد إيران، فهذه مشكلة كبيرة. فترامب ليس من النوع الذي يقبل الرفض".
وفي إشارة إلى رغبة الرياض في الحفاظ على السلام البارد مع إيران، استضاف الأمير محمد يوم الإثنين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في مؤتمر عربي إسلامي في جدة، حيث اتهم فيه إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية في غزة. كما أدان الضربات الإسرائيلية على إيران، داعيًا المجتمع الدولي إلى وقف الأعمال العدائية على الأراضي الإيرانية.
ومن جهة أخرى؛ قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، في مؤتمر بأبوظبي يوم الإثنين إن إدارة ترامب المقبلة يجب أن تتبع نهجًا "شاملًا" بدلاً من السياسات "رد الفعل والمتقطعة".
وأوضحت الصحيفة أن التعليقات تُبرز التحول في تفكير السعودية والإمارات منذ أن توددتا إلى ترامب بعد توليه منصبه في 2017، عقب سنوات من الإحباط العربي بسبب تقلبات السياسة الأمريكية والشعور بالابتعاد عن المنطقة.
وأضافت الصحفية أن كلًّا من الرياض وأبوظبي رحبتا بموقف إدارة ترامب المتشدد تجاه إيران وقراره بالتخلي عن الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 بين طهران والقوى العالمية وفرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
ولكن مع تصاعد التوترات في المنطقة نتيجة لحملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب، أصبحت الرياض وأبوظبي تدركان ضعفهما أمام العداء الإيراني.
وقال الصحيفة إن "ثقة حكام الخليج قد اهتزت في استعداد الولايات المتحدة للدفاع عنهم بشكل خاص بعد الهجوم الصاروخي والهجوم بالطائرات المسيرة على البنية التحتية النفطية السعودية في سنة 2019 الذي أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام مؤقتًا. وفي حين ألقت واشنطن باللوم على إيران، اختار ترامب عدم الرد سوى بفرض المزيد من العقوبات".
ونقلت الصحيفة عن جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة "جلف ستايت أناليتكس" ومقرها واشنطن، قوله إنه بحلول نهاية ولاية ترامب الأولى، "أدرك القادة الإقليميون أنه عمليًا لم تنجح [إدارته] في جعل الأنظمة الملكية الخليجية أكثر أمانًا".
ومع تآكل الثقة في مظلة الأمن الأمريكية، قررت السعودية والإمارات أن خفض التصعيد مع إيران هو الخيار الأفضل لحماية دولهما وتمكينهما من التركيز على تنويع اقتصادهما.
وأفادت الصحيفة أن هذا الأمر تُوج باتفاق بوساطة صينية في آذار/ مارس 2023 أعاد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد انقطاع دام سبع سنوات. ويتمثل قلق قادة الخليج الآن في أن اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط قد يعرقل خططهم التنموية المحلية.
وبحسب الصحيفة، قال شخص مطلع على تفكير الحكومة السعودية: "الاتفاق المدعوم من الصين هو لصالح المنطقة. وستظل السعودية ملتزمة به طالما أن إيران ملتزمة به".
وأضاف أن المملكة "تعتقد أن التركيز يجب أن يكون على التنمية الاقتصادية ونجاح رؤيتها، التي ستوفر في النهاية للمنطقة رؤية لطريق المستقبل بعيدًا عن الصراع، وهي رؤية يجب أن تعود بالفائدة على الجميع".
وقالت الصحيفة إن رئيس أركان القوات المسلحة السعودية فياض الرويلي قد التقى يوم الأحد مع نظيره الإيراني محمد باقري في طهران لمناقشة التعاون الدفاعي في إطار اتفاق بكين، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع السعودية.
ولكن في الوقت الذي تعهد فيه ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط، أعرب أيضًا عن دعمه للهجمات العسكرية الإسرائيلية ويبدو أنه سيعين أشخاص ذووي مواقف متشددة ضد إيران في إدارته.
وكتبت إليز ستيفانيك، والتي اختارها ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، على منصة "إكس" أن "الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران والتي كان الرئيس ترامب قد أطلقها".
وبينت الصحيفة أن قادة الخليج يخشون أن الرئيس المنتخب، الذي نفذ سلسلة من السياسات المؤيدة لإسرائيل في ولايته الأولى، قد يمنح نتنياهو مزيدًا من الجرأة بدلاً من تقييده.
وقال الدبلوماسي: "سنظل على الهامش، نحن محميون. وأي نظام دفاعي يمكن أن يُستنفد. وهذه ليست مزحة."
ومع ذلك، سيتطلع كل من الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، إلى بناء علاقات شخصية أقرب مع ترامب مقارنة بتلك التي كانت لهما مع الرئيس جو بايدن.
وتابعت الصحيفة أن العلاقة مع ترامب وموظفيه بعد مغادرته البيت الأبيض كانت قد استمرت، حيث تلقى صهره جاريد كوشنر ووزير الخزانة السابق ستيفن منوشين مليارات الدولارات من صناديق الثروة السيادية الخليجية لشركات استثمارية يديرها الشخصان السابقان.
وكان بايدن في البداية منتقدًا للسعودية والأمير محمد بعد دخوله منصبه، متعهدًا بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع المملكة بعد مقتل جمال خاشقجي في سنة 2018، لكن العلاقات تحسنت مع دفع بايدن باتجاه إبرام صفقة ثلاثية كانت ستؤدي إلى موافقة الولايات المتحدة على معاهدة دفاعية مع السعودية مقابل تطبيع المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل.
غير هذه الخطط انقلبت رأسًا على عقب بسبب الحرب على غزة. وقد يسعى ترامب، الذي اعتبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات وثلاث دول عربية أخرى أحد أكبر نجاحاته في السياسة الخارجية، إلى عقد صفقة كبرى خاصة به.
وشددت الصحيفة على أن ذلك سيتطلب إنهاء حروب إسرائيل ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وكذلك إجبارها على تقديم تنازلات من أجل إقامة دولة فلسطينية.
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى تصريح دبلوماسي عربي آخر: "الإحساس الذي نحصل عليه [هو أن] الرئيس ترامب يريد صفقة لإنهاء الحرب في غزة. فهل سيكون ذلك كل ما يريده الجميع؟ ربما لا. ولكنها ستنهي الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية إيران ترامب السعودية الشرق الأوسط الإماراتي إيران الشرق الأوسط السعودية الإمارات ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السعودیة والإمارات الولایات المتحدة الضغط الأقصى الصحیفة أن إیران فی مع إیران ضد إیران
إقرأ أيضاً:
إيران ترفض تنمر ترامب على المحادثات النووية مع تصاعد التهديدات
بعد أيام من وصول رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، تُخيّره بين التفاوض على اتفاق لإنهاء البرنامج النووي الإيراني أو العمل العسكري الأمريكي لتدميره، لا يزال الطرفان متباعدين بشأن الشروط التي من شأنها أن تسمح بمثل هذه المحادثات، ناهيك عن التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مايكل والتز، صرح يوم الأحد الماضي، في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC: "جميع الخيارات مطروحة". إذا لم تُسلّم إيران الصواريخ، وتسليحها، وتخصيبها للمواد النووية، فإنها قد تواجه سلسلة كاملة من العواقب الأخرى".
جاءت تصريحات والتز في أعقاب ضربة أمريكية ضخمة يوم السبت على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين تعهدوا الأسبوع الماضي باستئناف هجماتهم على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا لم توقف طهران دعمها لهم فورا، فستحاسبكم أمريكا بالكامل، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
سارعت إيران إلى الرد بالمثل. وقال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي: "إذا تعرضت إيران للتهديد، فسترد بردود مناسبة وساحقة".
وكتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في منشور يوم الأحد على موقع "إكس": "ليس لحكومة الولايات المتحدة أي سلطة أو عمل في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية. لقد انتهى ذلك العصر في عام 1979"، عام الثورة الإسلامية التي بدأت بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران.
ردا على الضربات في اليمن، أعلن الحوثيون يوم الأحد إطلاق 18 صاروخا باليستيا وصاروخا كروز وطائرة مسيرة على حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، المتمركزة مع سفنها المرافقة في البحر الأحمر.
أحال البنتاغون الأسئلة المتعلقة بمزاعم الحوثيين إلى القيادة المركزية الأمريكية، التي لم تستجب لطلبات التعليق المتعددة.
في حين أن تبادل التصريحات الحادة بين إيران والولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد، قال والتز إن هجوم نهاية الأسبوع على الحوثيين كان مختلفا من حيث الحجم وفي تحميل إيران المسؤولية.
وأضاف "إيران هي التي مولت ودربت وساعدت الحوثيين مرارا وتكرارا على استهداف ليس فقط السفن الحربية الأمريكية، بل التجارة العالمية أيضا، وساعدت الحوثيين على إغلاق اثنين من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم".
جاء الهجوم في خضم عدد من الأحداث الأخيرة التي دفعت كلا البلدين إلى حافة الهاوية، وفقا للتقرير.
كشف تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر أن إيران وسّعت بشكل كبير إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، وأنها تزيد مخزونها من المواد شبه الصالحة للاستخدام في صنع الأسلحة، مما يُقصّر الوقت الذي تحتاجه لإنتاج قنبلة نووية.
وقال هوارد سولومون، الممثل المؤقت للولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماع مجلس الوكالة في 4 آذار/ مارس: "إذا أرادت إيران التوصل إلى اتفاق، فإن المسار يبدأ بوقف أنشطتها النووية التصعيدية، والوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات، وبناء الثقة الدولية، والسماح للوكالة بتقديم ضمانات بأن برنامجها النووي سلميٌّ بحت".
وأثار التقرير قلقا ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضا بين شركائها الأوروبيين الذين لا يزالون ملتزمين بالاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما - والذي قايض جزءا كبيرا من برنامج التخصيب الإيراني برفع العقوبات - والذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى، واصفا إياه بـ"الاتفاق السيئ"، ووعد بالتفاوض على اتفاق أفضل في محادثات لم تُعقد قط.
ووفقا للصحيفة، فإن مطالب إدارة ترامب الجديدة تجاوزت بنود الاتفاق النووي، الذي سمح بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة للأغراض المدنية.
وردا على سؤال حول الشروط التي قد تُثير تدخلا عسكريا أمريكيا في إيران، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، في رسالة بريد إلكتروني: "يجب على النظام الإيراني أن يُثبت أنه قد تخلى عن برنامجه النووي للتخصيب والأسلحة".
وأضاف هيوز أن الرئيس ترامب في رسالته "أوضح أن هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق. نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه العليا في درجة أهم من الإرهاب".
وعقدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مؤخرا محادثات مغلقة مع ممثلي إيران في جنيف، سعيا لإيجاد حل، مع التهديد بتطبيق بند "العودة السريعة" في الاتفاق الأصلي لعام 2015، والذي من شأنه إعادة فرض مجموعة واسعة من العقوبات الدولية.
وينتهي هذا البند، إلى جانب قرار الأمم المتحدة الذي بارك الاتفاق وتضمن حظرا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، في تشرين الأول/ أكتوبر مع بقية بنود الاتفاق المتبقية.
قالت وزارة الخارجية الألمانية ردا على أسئلة إن الأوروبيين "سيواصلون التواصل". وأضافت: "لا يزال هدفنا هو السعي إلى حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني".
وأشارت التقرير إلى أن دول الخليج العربي أيضا في وضع يسمح لها بالتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وقد سلّم أنور قرقاش، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الأسبق والمستشار الأول لرئيس الإمارات، رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يوم الأربعاء. وكان عراقجي قد التقى الأسبوع الماضي بنظيره في عُمان، التي كانت مسرحا لمفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وإن باءت بالفشل في نهاية المطاف، في ظل إدارة بايدن.
ولكن حتى مع وصول رسالة ترامب إلى طهران، أعلنت الإدارة عن عقوبات جديدة على صناعة النفط الإيرانية، كجزء من حملة "الضغط الأقصى" على طهران التي أذن بها بأمر تنفيذي الشهر الماضي.
وندد خامنئي بتواصل ترامب ووصفه بأنه ليس أكثر من مجرد حيلة دعائية "لتضليل الرأي العام".
قال خامنئي في خطابٍ أمام الطلاب الإيرانيين يوم الأربعاء، قبيل زيارة قرقاش، إن "هذا الشخص" - أي ترامب - هو من مزق اتفاق 2015 من البداية.
وأضاف: "إذا كان الهدف من المحادثات رفع العقوبات، فإن التفاوض مع الحكومة الأمريكية... لن يرفعها". وبينما كرر خامنئي إصراره على أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط، قال إن إيران لا تنوي الخضوع "للحكومات المتنمرة".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الجمعة، بأن إيران لا تزال تراجع رسالة ترامب. لكنه قال إن الجمع بين غصن الزيتون والعقوبات الإضافية دليل على "نفاق" الولايات المتحدة، وستتحمل الحكومة الأمريكية مسؤولية "عواقب وآثار مثل هذه الإجراءات الأحادية وغير المشروعة".
وقال ترامب إن إيران أكثر انفتاحا على التوصل إلى اتفاق لأن اقتصادها ينهار، مما يقلل من قدرتها على تحمل العقوبات المتزايدة. فقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها، وترنح الاقتصاد من أزمة إلى أخرى منذ انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان صيف العام الماضي. هذا الشتاء، عانت البلاد من نقص حاد في الكهرباء أدى إلى إغلاق المكاتب الحكومية وإثارة الاحتجاجات.
بدا أن برنامج حملة بزشكيان الانتخابية، القائم على تحسين الاقتصاد الإيراني من خلال السعي لتخفيف العقوبات، لاقى صدى واسعا بين الناخبين. ولكن على الرغم من أنه ربما مُنح صلاحية استكشاف إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة، فإن القرار النهائي بشأن تغيير السياسة يقع على عاتق خامنئي.
لم تُخفِ إسرائيل اعتقادها بأن البرنامج النووي الإيراني ودعمها لجماعات، بما في ذلك حزب الله وحماس والحوثيين، لا يمكن إيقافهما إلا من خلال عمل عسكري تُفضل القيام به بالاشتراك مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على آراء إسرائيل مؤخرا، قوله "لدينا قدرات [لكن] الولايات المتحدة لديها قدرات أفضل". تحدث هذا الشخص شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية القضية.
في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قدّمت الولايات المتحدة مرتين العام الماضي قدرات جوية وبحرية واسعة النطاق لمساعدة إسرائيل على صد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة المباشرة من إيران. لكن بايدن أصرّ على أن تكون أي مساعدة دفاعية فقط، وأن الولايات المتحدة لن تعبر المجال الجوي أو الأراضي الإيرانية أو تشن هجماتها الخاصة ضد إيران.
في الشهر الماضي، وبعد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل وأمريكا تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة التهديد الإيراني". وأضاف نتنياهو أنه وروبيو "اتفقا على أنه يجب ألا يمتلك آيات الله أسلحة نووية، واتفقا أيضا على ضرورة دحر عدوان إيران في المنطقة".
وزعم أن إسرائيل وجهت "ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني" منذ بداية الحرب في غزة، مضيفا "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب... ليس لدي أدنى شك في أننا قادرون على إنجاز المهمة وسننجزها".