سودانايل:
2025-02-21@20:50:37 GMT

لا لوحدة اليسار نعم لوحدة قوى الانتفاضة (9 – 15)

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

صديق الزيلعي
رفضت الأحزاب الوطنية دعوة اليسار السوداني لربط الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي. وكان التعبير عن ذلك هو الصراع بين شعاري تحرير لا تعمير وشعار تعمير لا تحرير. وكانت خطب نائب الجبهة المعادية للاستعمار في أول برلمان سوداني هي دعوة جادة للتنمية، خاصة تنمية المناطق الأكثر تخلفا. لكن الأحزاب انشغلت بوراثة مناصب الانجليز، وتمسكت بالسير في نفس سياساتهم، التي جعلت بلادنا مزرعة للقطن لتغذية مصانع لانكشير في بريطانيا.

واستمر منهج الاستثمار في أواسط السودان، الامر الذي أدي لتفاوت تنموي حاد. وتسلط العسكر على السلطة فدمروا ما كان موجودا بسبب سياساتهم الهوجاء، وإلغاء مناهج التخطيط الاقتصادي.
كانت أكتوبر تعبيرا عن رغبة شعبنا في التغيير وبناء ديمقراطية مستدامة، وتنمية حقيقية لصالح الأغلبية الساحقة من شعبنا. لكن الأحزاب التقليدية لم تع الدرس ورجعت للمناكفات والصراعات. وتدهور الاقتصاد بصورة كبيرة، وازداد الفساد، وتواصلت الحرب الاهلية في الجنوب. وتم انقلاب مايو العسكري الذي تحول لحكم الفرد المطلق، وجعل بلادنا مفتوحة أمام الاحتكارات العالمية. وكانت مجاعة 1984 قمة أزمة النظام. فثار شعبنا في انتفاضة مارس 1986. ولعب التجمع النقابي والتجمع الوطني أدوارا قيادة في قيادة الجماهير حتى إزاحة نميري.
واجهت الانتفاضة مهام ضخمة أهمها إزالة آثار مايو الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وكان التحدي هو العمل الجماعي لإزالة تلك الآثار وبناء نظام ديمقراطي راسخ. ولا يمكن انجاز ذلك الا بوحدة قوي الانتفاضة وعملها معا لإنجاز التغيير. ولكن ظهر شعار يدعو لوحدة قوى اليسار في محاولة لخلق معسكر منفصل عن معسكر قوى الانتفاضة. رفض الحزب الشيوعي تلك الدعوة وتمسك بوحدة قوى الانتفاضة. وكان أوضح تعبير عن ذلك الخط السياسي والمنهج العقلاني هو ما طرحه محمد إبراهيم نقد في خطابة لمناقشة الميزانية. لم يستعمل نقد الشعارات الصارخة حول البنك الدولي والتغيير الجذري والاشتراكية، بل طرح المخرج العملي من الأزمة الاقتصادية والسياسية:
جاء في خطاب نقد امام الجمعية التأسيسية في 1986 ما يلي:
" في تناولنا لأمر الميزانية ننطلق من أننا في فترة تتميز بوحدة افكارنا السياسية، انها فترة انقاذ وطني، ومن ثم هناك ضوابط على ما نطرح من برامج وخطوات للسياسة المالية والاقتصادية. ضمن ذلك، نتناول القضايا الاتية: تخفيض تكاليف المعيشة، سياسة الأسعار والأجور والمرتبات، تقديرات الميزانية، تقديرات الميزانية، وإصلاح الجهاز المصرفي، الضوابط على المنصرفات، وأخيرا الامن الغذائي. بالنسبة للميزانية نعطي اسبقية خاصة لقضيتين: تكاليف المعيشة للمواطن، بمعنى تخفيضها. ولا نستطيع ان نتحدث الآن عن تحسين مستوى المعيشة وانما نطمح فقط في توفير سلع أساسية ضرورية وخدمات أساسية ضرورية. والشق الآخر هو وقف التدهور الاقتصادي المريع في القاعدة الإنتاجية. وبما اننا في فترة انقاذ وطني، فهناك حقا، أساس موضوعي لبرنامج حد أدنى تتفق وتتوحد حوله قوى اجتماعية، طبقات، فئات متباينة المصالح تعبر عن تلك المصالح في برامجها السياسية. ولكن – على الأقل – لديها وحدة مشتركة ومصلحة مشتركة في برنامج حد أدني تتوحد حوله. نضع في اعتبارنا أيضا انها المرة الثالثة بعد الاستقلال وبعد أكتوبر نواجه التحدي الوطني الكبير في استقرار التجربة الديمقراطية. هناك الخلاف النظري والسياسي داخل الإطار العام، نختلف في الاسبقيات، نختلف حول نسب التوزيع الأعباء، نختلف في الحصيلة النهائية وهي لمصلحة من نتاج الميزانية في نهاية الامر؟ لمجموعة من الرأسماليين والمتيسرين، أم للأغلبية الساحقة من العاملين المنتجين؟ أم نقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه حكومة العهد البائد في تغليب مصالح الاحتكارات ورؤوس الأموال الأجنبية؟

ما احوجنا لهذا المنهج اليوم ونحن نواجه الحرب المدمرة.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بالصور | المشير حفتر: ملعب بنغازي صرح رياضي لكل الليبيين ورسالة لوحدة الوطن

ليبيا – المشير حفتر: افتتاح ملعب بنغازي الدولي يعكس رؤية للإعمار والتنمية في البلاد

افتتح القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، ملعب بنغازي الدولي، مؤكدًا أن هذا الصرح الرياضي يعكس رؤية وطنية للإعمار والتنمية في مختلف المدن الليبية.

ملعب بنغازي منارة رياضية محلية ودولية

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أوضح المشير حفتر أن الملعب يمثل أحد أكبر المشاريع الرياضية في البلاد، ويأتي تقديرًا لمدينة بنغازي التي قدمت وتحملت الكثير. وأضاف أن الملعب تم إنجازه وفق أحدث المعايير الهندسية والفنية، ليكون منارة رياضية محليًا ودوليًا، تستضيف فيه ليبيا البطولات والمنافسات الرياضية.

شكر للجهات المساهمة في الإنجاز

وأعرب القائد العام للقوات المسلحة عن تقديره للجهود الوطنية التي ساهمت في إنجاز المشروع، مشيدًا بدور صندوق التنمية وإعمار ليبيا، وبدور مديره بلقاسم حفتر في الإشراف على تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة لتحديث المدن والقرى الليبية، وتحسين الخدمات والبنية التحتية.

الإعمار والتنمية.. أولوية وطنية

وأكد القائد العام أن الليبيين حُرموا من خيرات بلادهم، مشددًا على ضرورة العمل لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المدن، وتحويل الإعمار إلى واقع ملموس ينعكس على حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى توفير بيئة حديثة تشمل الطرق والمساكن والمدارس والمستشفيات وفق أعلى المعايير.

دور الشباب في مستقبل ليبيا

كما شدد المشير حفتر على أهمية دعم الشباب، باعتبارهم القوة الدافعة للمجتمع، مؤكدًا أن الاستثمار في قدراتهم وإبداعاتهم سيعزز من التطور والتقدم في البلاد، داعيًا إلى توفير فرص العمل وإشراكهم في برامج التنمية والإعمار.

الرياضة وسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية

وأشار إلى أن ملعب بنغازي الدولي سيكون متاحًا لجميع الليبيين لممارسة أنشطتهم الرياضية، مؤكدًا أن الرياضة تساهم في تعزيز التلاحم الاجتماعي. كما دعا إلى توحيد الجهود ورص الصفوف ونبذ الخلافات، مشددًا على أن ليبيا ستظل موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وأن الليبيين قادرون على بناء مستقبلهم بعيدًا عن الانقسامات.

مشاركة دولية في حفل الافتتاح

واختتم القائد العام كلمته بالإشارة إلى أن حفل الافتتاح شهد مشاركة نجوم عالميين في كرة القدم، إلى جانب نجوم الكرة الليبية من مختلف أنحاء البلاد، معتبرًا أن استضافة فرق دولية يعكس الصورة الحضارية لليبيا، ويعزز من التبادل الرياضي مع الدول الأخرى.

كما أعرب عن تقديره لكل من ساهم في إتمام هذا المشروع ونجاح هذا الحدث الرياضي الكبير.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة :

الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إنه من دواعي سرورنا وفرحتنا الغامرة أن نعلن عن افتتاح ملعب بنغازي الدولي، الذي يعتبر الحدث الأكبر والذي تحتضنه مدينة بنغازي العامرة والعزيزة على قلوبنا جميعًا، مدينة بنغازي التي قدمت وتحملت الكثير، فحُريّ بها أن يكون لديها صرح رياضي يليق بمكانتها، تمارس فيه النشاطات والبطولات الرياضية المختلفة. إن افتتاح هذه الأيقونة الرياضية المتطورة جاء بفضل الجهود الوطنية الصادقة، التي بُذلت وواصلت العمل ليلًا ونهارًا، وأخذت في اعتبارها المعايير الهندسية والفنية الحديثة والجودة المطلوبة.

من أجل أن يصبح ملعب بنغازي الدولي منارة رياضية متميزة محليًا ودوليًا، حيث تُقام فيه المباريات والفعاليات الرياضية بين الأندية الليبية والدولية.

نود باسمكم جميعًا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم وشارك في بناء وإنجاز هذا العمل التاريخي المشرف من الفنيين والمهندسين والعاملين مع الشركات الوطنية والأجنبية، والأجهزة المختلفة في الدولة.

عندما تلتقي الإرادة مع الإصرار تتحقق الآمال والرغبات، ونحن هنا نشيد عالياً بالجهود الجبارة التي قام ويقوم بها مدير صندوق التنمية وإعمار ليبيا، المهندس بلقاسم حفتر، على إدارته وإشرافه المباشر على إنجاز الأعمال المختلفة بكل دقة وتفانٍ، واستكمال ملعب بنغازي الدولي بحلته الجديدة الرائعة دليل على ذلك.

ويأتي كل ذلك وفقًا لرؤية واضحة على النحو الذي ستكون فيه القرى والمدن في ليبيا مثالًا يُحتذى به من حيث التطور والتحديث في مستوى تقديم الخدمات، ورصف الطرق، وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات بأحدث الطرق والوسائل.

الليبيون حُرموا من خيرات بلادهم، ويجب تغيير الواقع للأفضل من خلال تحقيق مشاريع التنمية الشاملة في مدننا وقرانا الحبيبة. الإعمار والتنمية شعارنا وهدفنا، والأفعال والإنجازات إثباتنا وبرهاننا، وذلك لصالح أبناء شعبنا الكريم، الذي يتطلع إلى مستقبل مشرق تتحقق فيه أمانيه وتطلعاته بحياة كريمة له وللأجيال القادمة.

الشباب هم عماد المجتمع وقوته المحركة نحو التطور والنهضة، ولديهم الطموح والقدرات والإبداع والابتكار، ولهم دور أساسي في قيادة المجتمع، وتطوير التكنولوجيا، ورفع مستوى التعليم، والمحافظة على مقدرات بلادهم. فالشباب يمثلون مستقبل ليبيا من كافة النواحي، ويتحملون مسؤولية كبيرة في تحقيق التقدم والازدهار.

السادة الحضور المحترمون،
ملعب بنغازي الدولي لجميع الليبيين، يمارسون فيه أنشطتهم الرياضية المختلفة، الأمر الذي يثبت أن ليبيا وحدة واحدة مهما كانت التحديات والصعاب. إن تنظيم الدوريات والبطولات الرياضية بين الأندية الليبية يعزز التلاحم والتآزر بين أبناء الشعب الليبي الواحد، ونحن ننادي من هنا، من بنغازي، جميع الليبيين بضرورة توحيد كلمتهم، وتنظيم صفوفهم، ونبذ خلافاتهم، فما يجمعنا أكبر وأعمق مما يفرقنا، ولا مكان بيننا لمن أراد تشتيت شملنا. ليبيا ستظل واحدة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، وأبناء الشعب الليبي العظيم، شبابه وشيوخه، رجاله ونساؤه، هم من سيأخذون زمام المبادرة والمضي قدمًا نحو توحيد ليبيا والليبيين.

ننوه بأهمية إقامة المواسم الرياضية مع أندية الدول الأخرى، باعتبارها من المظاهر الحضارية التي تعكس التجارب الكروية، وتساهم في تبادل الخبرات بين الفرق الرياضية الدولية. ونغتنم هذه الفرصة الذهبية لنعبر فيها عن فرحتنا الغامرة بمشاركة نجوم كرة القدم العالميين في افتتاح المباراة الأولى في ملعب بنغازي الدولي، إلى جانب نجوم الكرة الليبية العريقة من جميع أنحاء ليبيا، نحييهم جميعًا، ولهم منا فائق الاحترام والتقدير.

شكرًا مجددًا لكل من ساهم في إحياء هذا الحدث الرياضي الهام، شكرًا للسادة الضيوف والحاضرين جميعًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • اللافي يبحث مع نورلاند جهود المصالحة وضرورة توحيد الميزانية
  • بالصور | المشير حفتر: ملعب بنغازي صرح رياضي لكل الليبيين ورسالة لوحدة الوطن
  • المندوبية السامية للتخطيط تعلن عن ارتفاع في كلفة المعيشة مع مطلع هذا العام
  • الصومال يجدد دعمه لوحدة السودان واستقراره
  • التلاعب في الميزانية .. إحالة رئيس ناد إيطالي للمحاكمة
  • قطر تؤكد دعمها لوحدة السودان وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار
  • ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت قبل الانتخابات
  • قطر تؤكد دعمها لوحدة السودان وتدعو لوقف الحرب فورا
  • نيويورك تتصدر أغلى المدن في تكاليف المعيشة
  • تفاقم غلاء المعيشة بدولة الاحتلال والحكومة تخلت عن الإسرائيليين لصالح كبار المحتكرين