الريادة السعودية – مسار دبلوماسي جديد في ظل غياب الدور المصري وتحولات العمل العربي
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تعيش السعودية اليوم مرحلة تحول نوعي في سياساتها الدبلوماسية التي أضحت أكثر حيوية وفاعلية، مسطرة مسارًا جديدًا نحو الريادة العربية وسط التحديات التي تعيشها المنطقة. في ظل غياب واضح للدور المصري، الذي انشغلت قيادته بمشاكل داخلية معقدة وسط سطوة متنامية للتيار الشعبوي، نجحت السعودية، بقيادة شابة وتخطيط محكم، في أن تتبوأ موقعًا قياديًا إقليميًا مميزًا، مرتكزة على رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي لا تستهدف فقط التحول الداخلي بل تعيد أيضًا تشكيل دور المملكة في الخارطة الدولية.
الدبلوماسية السعودية: استراتيجية تعتمد التوازن والتأثير
تحول السعودية إلى قوة إقليمية دبلوماسية فاعلة لم يكن مجرد نتيجة للتخطيط الاقتصادي فحسب، بل اعتمدت المملكة مسارًا متوازنًا في سياستها الخارجية، ما جعلها شريكًا يعتمد عليه في القضايا الإقليمية والدولية. ففي إطار الأزمات السياسية المتعددة التي تمر بها المنطقة، برزت المملكة كلاعبٍ رئيسي في ملفات مثل الأزمة اليمنية، وإعادة بناء العلاقات مع إيران، والمساهمة في دعم استقرار دول مثل السودان، بينما تظل حاضرة في القضايا الاقتصادية الكبرى التي تمس عمق الأمن القومي العربي. ويعدّ هذا التوازن محوريًا؛ حيث استطاعت المملكة بمرونتها واستراتيجيتها الجديدة بناء شبكة علاقات متينة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين، وهي دول تختلف سياساتها في المنطقة.
القيادة الشابة والتخطيط المستقبلي
تأتي هذه التحركات ضمن مشروع المملكة الطموح، الذي يسعى إلى تحقيق الازدهار الداخلي والاستقرار الإقليمي من خلال رؤية 2030. ركزت هذه الرؤية على تعزيز القدرات الذاتية للمملكة، لكنها لم تهمل الدور القيادي العربي الذي استعاد زخمًا جديدًا بقيادة شابة متمثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قاد حملة تغييرات غير مسبوقة في المملكة وأعاد هيكلة السياسة الداخلية والخارجية بما يتماشى مع طموحات الدولة المستقبلية. ولعلّ من أبرز إنجازات الدبلوماسية السعودية هو النجاح في فتح قنوات الحوار الإقليمي التي كانت مغلقة أو معطّلة لسنوات، مثل تحسين العلاقات مع إيران. حيث أظهر هذا التحول قدرة المملكة على التفاوض وإحداث توازن استراتيجي بين مصالحها الوطنية ومصالح شركائها الإقليميين.
الطريق إلى الريادة العربية وسط التحولات
تواجه المنطقة العربية تحديات عدة في ملفات محورية مثل الأمن، الطاقة، وقضايا التغير المناخي. ومع انشغال القوى العربية التقليدية مثل مصر بقضاياها الداخلية وتراجع دورها كقائد للعالم العربي، صارت السعودية حريصة على تبني دور ريادي جديد، يظهر في مبادراتها السياسية والاقتصادية وفي التكتلات التي تحاول إنشاءها. وقد برزت جهود المملكة لتعزيز العمل العربي المشترك من خلال قمة جدة 2023، التي أظهرت التزامًا سعوديًا واضحًا نحو تفعيل العمل العربي المشترك وتشكيل تحالفات عربية جديدة مبنية على التعاون وتوحيد الجهود.
ورغم أن التحولات الإقليمية قد شهدت تصاعدًا لتيارات شعبوية أثّرت على الاستقرار الداخلي في بعض الدول العربية، أثبتت السعودية أنها تمتلك رؤية واضحة وقيادة واعية تستطيع أن تبني دورًا مركزيًا يعيد تعريف العمل العربي من منظور استراتيجي شامل. يترافق هذا مع جهود المملكة لإعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتبادل التجاري، ما يعزز من مكانتها كقوة إقليمية اقتصادية وسياسية.
الرؤية المستقبلية وأفق القيادة السعودية
استمرار السعودية في مسارها الريادي سيعتمد على توسيع شبكة العلاقات الدولية ودعم الإصلاحات الداخلية التي ستعزز من استقرارها وقدرتها على مواصلة مشاريعها التنموية الكبرى. وبالنظر إلى المستقبل، تُعد هذه المرحلة خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار العربي، حيث تسعى المملكة إلى تحويل التحديات التي تواجهها المنطقة إلى فرص تعاون مشترك، وهو توجه يشير إلى دور ريادي جديد يأخذ في الاعتبار تحديات القرن الواحد والعشرين، ويضع مصلحة الدول العربية في قلب التحركات السعودية.
وأقول إن النهج الدبلوماسي السعودي اليوم يشكّل نموذجًا للتحول الذكي والقيادة الرشيدة في منطقة تموج بالصراعات، ويبشر بدور فعّال للمملكة على الساحة العربية والدولي
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العمل العربی
إقرأ أيضاً:
الهيئة السعودية للسياحة تؤكد اعتزازها وفخرها باستضافة المملكة لـ"كأس العالم 2034”
الرياض- الرؤية
أكدت الهيئة السعودية للسياحة اعتزازها وفخرها بقدرة المملكة العربية السعودية على احتضان وإنجاح كافة الفعاليات والمناسبات العالمية المرموقة؛ مشددة على حجم وقيمة المنجز التاريخي بالإعلان الرسمي عن فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.
وبهذه المناسبة، قال سعادة فهد حميد الدين الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة: "أود أن أعبر عن امتناني وتقديري لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على الدعم المستمر والتوجيه المتواصل في تطوير القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية. وبفضل هذا الدعم حققت المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً في القطاع وتسهيل تجربة السائح، حيث عملت على توفير بنية تحتية متطورة وتطويرالربط الجوي وتسهيل الإجراءات، بجانب إطلاق شركة طيران جديدة ستعمل على ربط مئات مدن العالم بالمملكة العربية السعودية. كما استقبلت المملكة العربية السعودية نحو 100 مليون سائح في عام 2023، حيث إنها تعد اليوم الوجهة الأسرع نمواً علىخارطة السياحة العالمية.
وأضاف حميد الدين: "أكدت المملكة العربية السعودية على مكانتها وريادتها وقدرتها على تنظيم واستضافة أهم الأحداثوالمناسبات العالمية مثل إكسبو 2030، كما نفخر بإعلان فوزها اليوم باستضافة بطولة كأس العالم 2034، ونحن واثقون أن المملكة العربية السعودية ستنظم نسخةاستثنائية ستكون الأفضل تاريخياً على الإطلاق".
وتابع حميد الدين بالقول: "هذه فرصة رائعة لتسليط الضوء على وجهات المملكة العربية السعودية المتنوعة وتجاربها الفريدة، التي تعكس الحفاوة السعودية والثقافة الأصيلة؛ فنحن اليوم في أتمجاهزية لاستقبال كافة السياح من جميع أنحاء العالم،وبفضل شركائنا العالميين في القطاع السياحي والممكنات التي تمتلكها المملكة نعمل اليوم على تطوير باقات سياحية مبتكرة وخدمات نوعية تلبي تطلعات الزوار والمشجعين، كما نعمل على تعزيز جاهزية الوجهات السياحية لتقديم تجربةاستثنائية تعكس كرم الضيافة السعودية وتثري زيارتهم.نحن متحمسون لهذه الاستضافة لتقديم تجربة عالمية لا تُنسى للزوار تبرز جمال المملكة وتنوع وجهاتها، وتعكس تراثها الثقافي العريق؛ من خلال المواقع والمعالم الطبيعية والتراثية والتاريخية والفعاليات المتنوعة".
وتعدّ المملكة أول دولة في تاريخ البطولة تحتضن 48 منتخباً في مجموعة من الملاعب المتطورة المجهزة بمرافق عالمية بعددٍ من المدن، وتشمل المدن المستضيفة الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، لتقدم جميعها تجربة سياحية فريدة للزوار والمشجعين تجمع بين مهرجانات المشجعين والفعاليات والتجارب الثقافية المتنوعة التي تعكس جمال وعمق تراث المملكة وتنوع وجهاتها.
واستكمالاً للجهود الحثيثة لاستضافة كأس العالم2034؛ أطلقت روح السعودية فيلماً ترويجياً قصيراًيحتفي بالفوز بالاستضافة، ويدعو العالم لتجربة جمال المملكة العربية السعودية وتنوعها لإبراز ما تمتلكه منمقومات سياحية فريدة؛ بهدف جذب السياح من حول العالم. ونظمت الهيئة السعودية للسياحة مجموعة من الفعاليات والأنشطة في عددٍ من أهم المواقع العالمية، والتي تشمل ميدان بيكاديلي سيركس في العاصمة لندن، ونافورة دبي مول الراقصة، والتي تعكس ثقافة المملكة، وتستعرض الوجهات المستضيفة لمباريات البطولة. كما نظمت الهيئة مجموعة من الاحتفالات التي ستقام في خمسة مواقع رئيسية محلية تدعو العالم للاحتفال بهذا الحدث التاريخي والإنجاز العظيم، وهي قصر سلوى، وجدة التاريخية، والحِجر، ورجال ألمع، وإثراء.
ويأتي إعلان فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034؛ في وقت تشهد فيه السياحة السعودية نمواً متسارعاً وتطوراً هائلاً على صعيد تطوير البنى التحتية الربط الجوي وتسهيل الإجراءات وتقديم خيارات إقامة متعددة ودعم وتأهيل الكوادر ورواد الأعمال وتمكين الشركاء؛ وهو الأمر الذي يعزز الثقة للوصول إلى آفاق جديدة من النجاحات والمنجزات والأرقام القياسية للسياحة السعودية.