كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟.. اعرف الطريقة الصحيحة
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة، وما هي طريقة الاغتسال الصحيحة؟.. أسئلة نجيب عنها في التقرير التالي.
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الاغتسال هو سيلان الماء على جميع البدن بِنِيَّةٍ، وهو مشروع بالكتاب والسنة ، يقول الله تعالى: {وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْ} [المائدة: 6]، ويقول سبحانه : {وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ} [البقرة: 222] أي: حتى يغتسلن .
وتابع من خلال برنامج دقيقة فقهية: الغُسْل قد يكون واجبًا كالاغتسال من الجنابة أو الحيض، وقد يكون مسنونًا كغسل الجمعة والعيدين .
كما تحصل طريقة الاغتسال الصحيحة بإزالة الإنسان ما به من نجاسة إن وُجِدت ، وينوي ثم يعمم جميع بدنه وشعره بالماء ، ودليل ذلك ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : تذاكرنا غسل الجنابة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا ، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي " .
والكمال في الغسل يكون كما ورد في السنة العمليَّة، حيث جاء في «الصحيحين» عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ . ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ . ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعرِ . حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ - الحفنة ملء اليد -، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ . ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " . وفي رواية لهما أي للبخاري ومسلم : " ثم يخلل بيديه شعرَه حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات " .
وشدد على أن الغُسْل يتحقق بالنية وتعميم جميع البدن والشعر بالماء ، وهناك طريقة الكمال في الغُسل ، وتحصل بذلك أيضًا مع مراعاة سنن الغسل وآدابه كما ورد في الحديث السابق .
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة، ويستحب للمسلم أن يَتطيَّبَ ويستخدم السواك، ويرتدي أفضل الثياب لحضور صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
حكم غسل يوم الجمعة في المذاهب الأربعة
يُسنُّ الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال جماهيرُ العلماء، وحُكي الإجماعُ على ذلك.
متى يبدأ غسل يوم الجمعة؟
القول الراجح من العلماء أن غسل الجمعة يبدأ من طلوع الفجر، لكن الأفضل أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس؛ لأن النهار المتيقن من طلوع الشمس، لأن ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلا إذا طلعت الشمس، ثم الأفضل أن لا يغتسل إلا عند الذهاب إلى الجمعة فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة" انتهى .
واختلف العلماء في ابتداء وقت غسل الجمعة، فذهب جمهورهم، منهم الشافعية والحنابلة والظاهرية، إلى أنه من فجر يوم الجمعة وروي ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ليلة القدر .. اعرف فضلها وشواهد ظهورها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعَدّ ليلة القدر من أعظم الليالي في الإسلام، حيث خصّها الله بمكانة رفيعة وجعلها خيرًا من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تعادل عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة كاملة تحمل اسمها، حيث قال الله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۞ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 1-3).
فضل ليلة القدرتمتاز ليلة القدر بخصائص فريدة تجعلها ليلة عظيمة، منها:
نزول القرآن الكريم: فهي الليلة التي بدأ فيها نزول الوحي على النبي محمد ﷺ، مما يدل على عظمتها وأهميتها في تاريخ الرسالة الإسلامية.
مضاعفة الأجر والثواب: أي عمل صالح يُقام في هذه الليلة يُضاعف أجره إلى درجة لا يمكن تصورها، مما يجعلها فرصة ذهبية للعبادة والدعاء.
نزول الملائكة بالرحمة: حيث قال الله تعالى: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ" (القدر: 4)، وهو ما يشير إلى الأجواء الروحية النقية التي تسود هذه الليلة
السلام حتى الفجر: فهي ليلة خالية من الشرور، يعمّها السلام والطمأنينة، كما جاء في الآية الكريمة: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 5).
شواهد ظهور ليلة القدرعلى الرغم من أن توقيت ليلة القدر لم يُحدَّد بشكل قاطع، فإنها تُرجَّح في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية (ليلة 21، 23، 25، 27، 29)، وقد وردت عدة علامات تدلّ على وقوعها، منها:
سكون الجو والطمأنينة: ليلة القدر تكون ليلة معتدلة، لا حارّة ولا باردة، يشعر فيها المؤمن بالراحة والسكينة.
شروق الشمس بلا شعاع: من أشهر علامات ليلة القدر أن الشمس تشرق في صبيحتها بيضاء نقيّة بلا شعاع، كما جاء في بعض الأحاديث.
انتشار نور وضياء غير معتاد: حيث يلاحظ البعض سطوعًا خاصًا يميز الليلة.
زيادة إحساس المؤمن بالخشوع: يشعر العابد بقربه من الله وكأن قلبه ممتلئ بالنور.
وورد في بعض الروايات أن الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان يتحدث عن فضل ليلة القدر وأهميتها، ويرى أنها ليلة مليئة بالأسرار الإلهية، وقد رُوي عنه أنه قال: "ما التمسها عبد مؤمن إلا غفر الله له"، مشيرًا إلى أن من سعى لاغتنامها بإخلاص، نال المغفرة والرحمة.
كما يُقال إنه كان يدعو المسلمين إلى الاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر، لأن الله قد أخفى هذه الليلة لحكمة، حتى يظل العباد في اجتهاد مستمر طوال الشهر الكريم، وكان يرى أن في هذه الليلة تتغير أقدار العباد، ويُكتب فيها ما سيحدث لهم خلال العام القادم، ولذلك كان يحثّ على الدعاء والتضرع.