حمّل الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية عن الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان بشكل يومي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي جرى الإعلان عن أبرز مرشحيه "وصفة لحرب شاملة في الشرق الأوسط".

وقال هيريس، وهو رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، في مقال ترجمته "عربي21"، إن الفريق الحكومي للرئيس الأمريكي القادم سوف يسعر لهيب الصراع في منطقة الشرق الأوسط.



وأضاف "لا يمكنني القول ما هي الخطط التي سوف ترى النور، هذا لو فعلاً رأي أي منها النور. ولكني أعلم أن العالم العربي تغير خلال الشهور الثلاثة عشر الماضية ولم يعد كما كان، وأن فريق ترامب لن يعود إلى نفس الملعب الذي كان يلهو فيه من قبل في عام 2017".

تاليا نص مقال ديفيد هيرست كاملا:
باتت مثل هذه المشاهد أمراً شائعاً، ولم تعد مفاجئة لأحد: مجموعة من الرجال يحملون أكياساً من الدقيق يتم سحقهم حيث يقفون بقصف إسرائيل، في مذبحة الغاية الوحيدة منها هي فرض مجاعة جماعية.

لو أردنا أن ننشر صوراً مموهة لهذه المذبحة، لربما جازفنا بحظر المادة من قبل مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك سوف أقدم وصفا لتفاصيل المشهد بالكلمات.

يمتد خط من الطحين والأشلاء البشرية على مسافة طويلة في شمال رفح. أصاب قصف جوي إسرائيلي عربة توك توك بجوار نقطة توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة ميراج.

تنتشر على الأرض في الموقع سبع جثث في أوضاع متعددة بما يشير إلى الموت المفاجئ، رغم أننا نعلم أن العدد الإجمالي للقتلى هو 11. يظهر في صدر الصورة رجل ملقى فوق رجل آخر، وقد رسم الدم المنساب من رأس الرجل الذي دونه خطاً أحمر.


وخلفه رجل يستلقي على جانبه، وقد انسابت منه أيضاً الدماء لترسم خطوطاً ممتدة. ملابسه مغطاة بالغبار الأبيض، ومن خلفه تنتشر البقايا المتناثرة لكيس طحين كان يحمله.

وثمة حصان يجر عربة بتثاقل. وغلام يمشي بعيداً عن المكان. الناس في الموقع مشدوهون، ينظرون وقد تسمروا من أثر الصدمة، لا يعرفون ماذا يفعلون. الطحين عزيز، أما حياة الإنسان فلا.

بينما كان ذلك كله يحدث، كان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن يعلن على الملأ أنه "مسرور بعدد شاحنات المساعدات التي سمحت لها إسرائيل بالدخول"، وبأنه لن يفرض عليها العقوبات التي كانت بلاده قد هددتها بها في الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول).

قال المسؤولون في وزارته إن إسرائيل اتخذت "خطوات هامة" لمعالجة المسائل التي كانت الولايات المتحدة قد أعربت عن قلقها إزاءها، فيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، ولكنهم لم يتوسعوا في شرح ما هي تلك الخطوات الهامة التي اتخذتها إسرائيل برأيهم.

ما من شك في أن بلينكن كان يتحدث بشكل آلي. إلا أن تفاؤله إزاء دخول المساعدات لم تشاركه فيه الأونروا، وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، والتي صرحت بأن شهر أكتوبر (تشرين الأول) شهد أقل دخول أقل كمية من الطعام إلى غزة خلال عام.

انظر في المرآة
ولا أكد ذلك أولئك الذين يزدادون ثقة بما يمارسونه بحق الفلسطينيين من تجويع جماعي.

في تصريح للصحفيين الإسرائيليين، قال الجنرال إتزيك كوهين إنه "لا توجد نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى مناطقهم"، مضيفاً بأن المساعدات الإنسانية سوف يسمح بدخولها "بشكل منتظم" إلى جنوب القطاع، ولكن "لم يعد يوجد مدنيون" في الشمال.

ولكن بمجرد أن انتهى من تصريحه ذلك تدخل رؤساؤه من الضباط الأرفع منه درجة، ليستدركوا على ما نطق به، لأن ما قاله دليل إثبات على ارتكاب جريمتي حرب: استخدام التجويع كسلاح والترحيل القسري للسكان.

إذا كان الديمقراطيين يريدون فعلاً أن يعرفوا لماذا قام عدد كبير من الناس في قاعدتهم الانتخابية – شباب الجامعات والكليات، والعرب والمسلمون الأمريكان – بالتخلي عن مرشحتهم "المرحة" لصالح "قوى الظلام"، فهذا هو السبب.

تتحمل المرحة كامالا هاريس نفس القدر من المسؤولية، مثلها في ذلك مثل الرئيس جو بايدن أو مثلها مثل بلينكن، عن المشاهد التي تحدث في غزة وفي لبنان بشكل يومي. فهي لم تقدم بتاتاً على النأي بنفسها عن سياسة إدارتها تجاه غزة. بل، وكما قالت هي بنفسها، لقد كانت متواجدة داخل الحجرة عندما كانت تتخذ القرارات بهذا الشأن.

رسالتي لهم هي كالتالي: لا تبحثوا في أي مكان آخر عن سبب هزيمتكم. سوف تجدونه كله هناك في المرآة التي أمامكم.

ونفس الشيء ينطبق على كل شخص يستمر في القول إنه يتوجب على إسرائيل "إنهاء المهمة" – وهي الشيفرة التي تعني تصعيد عمليات التجويع، والترحيل القسري، والقتل الجماعي.

تلك هي الذهنية الجمعية التي يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على شغل حقائب حكومته بها.
متظاهراً بأنه مرشح "وقف الحرب"، توجه ترامب نحو الإمام الساذج لمسجد بلدة هامترامك في ديترويت قائلاً إنه سوف يجلب السلام. وفي واحدة من أكثر الحركات الانتخابية البهلوانية سخرية، ظهر الإمام وزملاؤه على المنصة مع ترامب مبايعين له.

وها هو ترامب بعد بضعة أيام فقط من انتخابه يملأ مقاعد وزارته بأناس لم يكفوا عن تبرير ما تمارسه إسرائيل من نشر للحرب في كافة أرجاء المنطقة.

اختيارات ترامب
ومن هؤلاء مايك والتز، الذي روج له موقع التواصل الاجتماعي التابع لترامب، واسمه تروث سوشال، باعتباره "خبيراً في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب الدولي."

كان والتز هذا، الذي اختاره ترامب ليشغل منصب مستشار الأمن القومي لديه، قد صرح لقناة فوكس نيوز في شهر سبتمبر (أيلول) بأن وقف إطلاق النار وصفقة تحرير الرهائن لن توقفا الصراع. ومضى يقول: "سوف تستمر إيران في إشعال القلاقل لأنهم يريدون تدمير إسرائيل. وإن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو ما يسبب انعدام الاستقرار في الأوضاع."

والتز عدو لدود لوقف إطلاق النار. وكذلك هو حال فيفيك راماسوامي، والذي سوف تناط به بالاشتراك مع إيلون ماسك مهام وزارة الكفاءة الحكومية.

راماسوامي هذا هو الذي قال: "لدي ثقة كاملة في أن الجيش الإسرائيلي لو ترك ليؤدي عمله بدون قيود فسوف يكون قادراً على إنجاز مهمة الدفاع عن إسرائيل."

ثم هناك سفير ترامب إلى إسرائيل، المسيحي الإنجيلي مايك هكابي. هناك كلمات معينة يرفض سفير الولايات المتحدة القادمة استخدامها، فكما قال في مقابلة له مع محطة سي إن إن في عام 2017: "لا يوجد هناك شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه المستوطنات. إنها المجتمعات، إنها الأحياء السكانية، إنها المدن. لا يوجد شيء اسمه الاحتلال."

وهناك بيت هيغسيث، الذي قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "أظن أنه هذه لحظة مواتية لكي تتخذ الحكومة الإسرائيلية، وليس حكومة الولايات المتحدة، إجراء ضد إيران لمنع القنبلة الإيرانية. لقد قال الغرب على الدوام إنه لا يمكننا السماح لإيران، للملالي، بأن يكون لديهم درع نووي. تصوروا كيف ستبدو المنطقة وكيف سيبدو العالم. لقد قامت إسرائيل حتى الآن بالكثير من الأمور السرية لتثبيطهم ومنعهم، من اغتيالات، واختراق لمرافقهم، وتدمير أجهزة الطرد المركزي التي لديهم. وسوف يقومون بالمزيد من ذلك، لأن من الواضح أن هذه الإدارة لن تفعل شيئاً."

هذا الذي يتحدث هو الشخص المرشح لاستلام حقيبة وزارة الدفاع.

ولأهم الوظائف على الإطلاق، منصب وزير الخارجية الأمريكي، اختار ترامب ماركو روبيو، الذي كتب بعد آخر رحلة قام بها إلى إسرائيل (وكانت تلك هي رحلته الرابعة إليها): "إن أعداء إسرائيل هم أيضاً أعداؤنا. النظام الإيراني ووكلاؤه – حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والعديد من الجماعات في سوريا والعراق – كلهم يسعون إلى تدمير إسرائيل كجزء من خطة متعددة المراحل للهيمنة على الشرق الأوسط ونزع الاستقرار عن الغرب. إن الدولة اليهودية في خط المواجهة الأول من هذا الصراع، تقاتل بالكثير من الأرواح الأمريكية الإسرائيلية المشتركة."


ويرى روبيو أنه لا يوجد أشنع من أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، ويقول: "لا تلاحق المحكمة الأسد في سوريا، الذي قصف شعبه بالغاز. ولا تلاحق زي جينبنغ في الصين، الذي يرتكب الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من العالم ضد الإيغور. بدلاً من ذلك، تقوم المحكمة بمهاجمة بلد بذل جيشها قصارى وسعه للحفاظ على حياة المدنيين. إنه لنفاق مذهل."

وفي منصب مبعوثك إلى الشرق الأوسط، من هو أفضل من شريكك في لعبة الغولف؟
إنه ستيف ويتكوف، تاجر العقارات في نيويورك، الذي قال عن آخر خطاب ألقاه نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس بحجرتيه: "كان روحانياً، ومع ذلك لا تشعر بأن هذا هو رد الفعل الذي تحصل عليه من كثير من هؤلاء الديمقراطيين."

تلك هي الجوقة التي من المفروض أن تساعد الرئيس الجديد على وقف جميع الحروب في الشرق الأوسط وفيما يلي الشرق الأوسط.

خطة إسرائيل لما بعد غزة
ولكن هذا جانب واحد للصورة الآخذة في التشكل. يتعلق الجانب الآخر بخطط إسرائيل لإدارة ترامب، والتي بدأت تتبلور.

وفي هذا الصدد تم ابتعاث مستشار نتنياهو الخاص ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته، رون ديرمر، إلى مقر إقامة ترامب في مار ألاغو، في ولاية فلوريدا، للبت فيما هي القضايا التي يرغب ترامب في رؤيتها تحل قبل العشرين من يناير (كانون الثاني)، عندما يستلم الرئيس الجديد مقاليد الأمور، والقضايا التي يفضل الرئيس أن تتركها إسرائيل له.

أخذ ديرمر معه معلومات استخباراتية حول برنامج إيران النووي والتهديد المحتمل الذي تشكله طهران بما توشك أن تحققه من "تقدم نحو التسلح النووي".

لم يغادر ديرمر فلوريدا قبل أن يزور صهر ترامب جاريد كوشنر، الذي أدخل السرور إلى قلوب المسؤولين الإسرائيليين بما اقترحه من مشاريع للتطوير السياحي على امتداد ساحل غزة.

في هذه الأثناء، قال وزير المالية بيزاليل سموتريتش، الذي يوشك خطابه أن يكون ممثلاً للتيار السائد، إنه حان الوقت لضم الضفة الغربية، وأصدر أوامره إلى المسؤولين الذين يشرفون على المستوطنات "بالبدء بالعمل المهني والإعداد الشامل للموظفين للإعداد للبنية التحتية الضرورية" من أجل تمديد السيادة.

وكما كنا قد نشرنا سابقاً، تنتظر دانييلا ويس، زعيمة حركة المستوطنين الأرثوذكس، والتي تعرف باسم ناخالا، أن "يختفي الفلسطينيون من غزة" لأن لديها آلاف اليهود الذي ينتظرون الانتقال إلى هناك.
إلا أن أبرز شيء على الإطلاق يصدر عن وزير في الحكومة هو الخطاب المفصل الذي ألقاه آخر وزير للخارجية جدعون ساعر.

ففي إقرار ضمني بأن إسرائيل لن تجد السلام من خلال الحصول على تواقيع على قطعة من الورق من قبل زعماء الدول العربية، قال ساعر إن حلفاء إسرائيل الطبيعيين في المنطقة هم جماعات الأقليات المضطهدة الذين بلا دول. وذكر تحديداً كلاً من الكرد والدروز.

ولدى حديثه عن الكرد، قال ساعر: "إنها أقلية قومية موزعة على أربعة بلدان، تتمتع في اثنين منها بحكم ذاتي، بحكم الأمر الواقع في سوريا وبحكم القانون في الدستور العراقي." وأضاف إن الكرد هم "ضحية القهر والعدوان الذي تمارسه كل من إيران وتركيا." ومضى يقول إن هذا بالنسبة لإسرائيل "له أبعاد سياسية وأبعاد أمنية في نفس الوقت".

وصفة للحرب الإقليمية
ليس سراً أن إسرائيل تدعم الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي يهيمن على إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في العراق. وكانت إسرائيل هي البلد الوحيد الذي دعم الاستفتاء على الاستقلال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان في عام 2017، والذي رفضت بغداد الاعتراف به.

في المقابل، تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تسيطر على معظم مناطق شمال شرق سوريا، فرعاً لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمرداً في تركيا منذ عقود، وكلاهما يدعمان فلسطين منذ وقت طويل.

ولكن بالنسبة لأي شخص يجلس في تركيا أو في إيران، تعتبر تصريحات ساعر تهديداً مباشراً بالتدخل العسكري من قبل إسرائيل نفسها.

ولذلك لم يكن مفاجئاً أن يبادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء بقطع جميع العلاقات مع إسرائيل.

من خلال تسريبها لمحادثاتها مع المبعوث الأمريكي آموس هوتشستين، أفصحت إسرائيل بكل وضوح عن خططها لكل من لبنان وسوريا والعراق. فهي تريد ليس فقط الدفع بحزب الله شمالاً إلى ما وراء نهر الليطاني وقطع خطوط إمداداته من إيران عبر كل من سوريا والعراق، ولكنها تريد كذلك تفكيك محور المقاومة، أو على الأقل إضعافه إلى حد كبير، وهو المحور الذي بدأت إيران ببنائه منذ ما قبل الغزو الأمريكي للعراق – مع أن الكارثة سرعت بشكل كبير من تمدد النفوذ الإيراني عبر المنطقة.

إن أقل ما يقال فيما صرح به ساعر أنه وصفة لحرب إقليمية. فقد جُعلت سوريا بذلك الهدف القادم للعمليات البرية الإسرائيلية. كما يفهم من ذلك تهديد أقوى جيشين في المنطقة خارج إسرائيل – تركيا وإيران، والتحدي المباشر لدوائر نفوذ كل من البلدين في الإقليم.

وماذا عن الفلسطينيين؟ بالنسبة لهم، سوف يقوم ترامب وإسرائيل بإزالة بيت العنكبوت عن "صفقة القرن"، وإذا ما كانوا محظوظين، شريطة أن يبقوا صامتين وأن يتخلوا عن جميع المطالب الوطنية مثل علم بلدهم – بإمكانهم أن يعيشوا كما لو كانوا عمالاً أجانب، تقع أكواخهم في زاوية من الحدود الصحراوية مع مصر.


بالمناسبة، حتى خارطة ترامب لفلسطين التي خرج بها على الناس في عام 2020، ورغم أنها كانت صادمة عند نشرها للوهلة الأولى، يتوقع أن تكون اليوم قد انكمشت أكثر، وخاصة إذا ما أعيد احتلال شمال غزة واستيطانه وإذا ما ضمت إسرائيل إليها ثلثي الضفة الغربية.

تصعيد غير مسبوق
لا يمكنني القول ما هي الخطط التي سوف ترى النور، هذا لو فعلاً رأي أي منها النور. ولكني أعلم أن العالم العربي تغير خلال الشهور الثلاثة عشر الماضية ولم يعد كما كان، وأن فريق ترامب لن يعود إلى نفس الملعب الذي كان يلهو فيه من قبل في عام 2017.

أستدل على ذلك بما يقوله مروان المعشر، وزير خارجية الأردن السابق وأول سفير للأردن في إسرائيل. كان المعشر واحداً من الذين كتبوا مبادرة السلام العربية في عام 2002، آخر محاولة جادة للتفاوض مع إسرائيل على حل الدولتين. إذا كان هناك من كرس حياته كدبلوماسي للتفاوض مع إسرائيل على السلام، فإنه هذا الرجل.

أما اليوم، فهذا ما قاله لي:
"الجمهور، ليس في الأردن فحسب، بل وفي كل أرجاء الوطن العربي، غيره السابع من أكتوبر ودفعه نحو التطرف، ولا يوجد اليوم من يرغب في الحديث عن السلام. كما تعلم، غالبية الناس اليوم ترى أن السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال هو عبر المقاومة المسلحة، وهو أمر لم نشهده من قبل، ولا حتى بين الفلسطينيين أنفسهم. خمسة وستون بالمائة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، في استطلاع للرأي أجرى بعد السابع من أكتوبر، يرون أن السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال هو عبر المقاومة المسلحة. وبالطبع، أكثر من ثمانين بالمائة من الإسرائيليين لا يريدون حل الدولتين. بل لقد وصف نتنياهو حل الدولتين بأنه جائزة للإرهاب. فهذا هو الوضع الذي نحن فيه اليوم."

يرى المعشر اليوم أن حلاً يقوم على إنهاء الاحتلال هو فقط الكفيل بإنهاء الصراع. وهذا يمكن أن يتحقق من خلال المواطنة المتساوية لجميع من يعيشون بين النهر والبحر، كما قال.

لو كان ترامب، أو أي رئيس أمريكي قادم، يتمتع بشيء من الحكمة لاستمع إلى هذا الصوت. إلا أن صهيونية بايدن الغريزية، وإنجيلية ترامب المسيحية، كلاهما إلى خسران مبين بدعمهما مشروعاً صهيونياً فاشلاً. إن إسرائيل اليوم مكان مختلف، لا قبل لها بأن تعمل كدولة لجميع من فيها من البشر. وفي نفس الوقت وصل العالم العربي إلى مستوى من التطرف يحتم عليه نقل المعركة مع إسرائيل إلى كل حدودها.

من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والسماح لإسرائيل بضم الجولان، واختراع اتفاقيات أبراهام، أوجدت عهدة ترامب الأولى الظروف التي أفضت إلى هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.

وفي العهدة الثانية، وبحكومة تتشكل من أشخاص يكررون كالببغاء خطط إسرائيل لتوسيع الحرب لتشمل سوريا والعراق وإيران، سوف تكون لدى ترامب القدرة على إشعال صراع إقليمي يخرج عن سيطرة أمريكا وعن سيطرة إسرائيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة ترامب لبنان لبنان غزة الاحتلال الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة سوریا والعراق الشرق الأوسط مع إسرائیل من أکتوبر فی عام 2017 من خلال لا یوجد هذا هو من قبل

إقرأ أيضاً:

WP: سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستواجه امتحانا خلال جولة روبيو

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أهداف الرئيس الأمريكي ستواجه امتحانا كبيرا في جولة وزير خارجيته ماركو روبيو بمنطقة الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" إنه في أول شهر له في منصبه، تضمنت وصفة الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط الذي يواجه أزمة، رغبة في إبرام صفقات شاملة والابتعاد عن المواقف الأمريكية الراسخة مع جرعة من عدم القدرة على التنبؤ.

وشمل ذلك اقتراحات من الرئيس وكبار مساعديه بنقل الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة وإمكانية دعم إدارته ضم "إسرائيل" للضفة الغربية المحتلة، وأن الأشخاص الذين يعيشون في وطنهم ليس لديهم العودة إليها ولا الحق في تقرير المصير.



 وتعلق الصحيفة أن صيغة ترامب  تواجه اختبارا رئيسيا هذا الأسبوع، عندما يعقد وزير الخارجية ماركو روبيو محادثات مع زعماء المنطقة ويستكشف ما إذا كانت مواقفهم متوافقة مع هدفي ترامب المزدوجين للشرق الأوسط: إنهاء الصراع في غزة وإبرام اتفاق سلام بين "إسرائيل" والسعودية.

ويقول ديفيد شينكر الذي خدم في إدارة ترامب الأولى ما بين 2019 إلى عام 2021 إن ترامب أظهر ميلا للتعامل مع صفقات المنطقة بدون عواطف واستعدادا لقلب السياسة الأمريكية الراسخة. وفي حين لم تحقق هذه التكتيكات معاهدات السلام في الشرق الأوسط، إلا أنها أسفرت عن صفقات تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع البحرين والسودان والمغرب والإمارات العربية المتحدة.

وقالت الصحيفة إن أي فرص متاحة هذه المرة سوف تصبح أكثر وضوحا في الأسابيع المقبلة، حيث يختبر ترامب تسامح حلفائه العرب للاستسلام لرغباته بشأن مصير الفلسطينيين و"إسرائيل" التي تقترب من الموعد النهائي في الأول من آذار/ مارس لدخول مرحلة ثانية أكثر صعوبة من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال شينكر عن ترامب: "إنه طموح للغاية من حيث رغبته في إنهاء الحروب والتوصل إلى تسوية مؤقتة، إن لم يكن السلام في المنطقة. وفي الوقت نفسه ترى ميله إلى الاضطراب والمعاملات التجارية".

 وكما حدث مع الحرب في أوكرانيا، أدت تحركات ترامب الأولى في الشرق الأوسط إلى زيادة التقلبات في وضع قابل للاشتعال بالفعل يشمل وقف إطلاق النار الهش في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية وعدم الاستقرار في لبنان وسوريا.

واستنفذت الحرب المنطقة وبخاصة منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والرد الإسرائيلي ضد غزة ولبنان وسوريا واليمن إلى جانب مواجهات مباشرة بينها وإيران.

وكان ميل ترامب للتخريب واضحا من خلال اقتراحه تفريغ غزة من سكانها ونقلهم إلى الأردن ومصر وبدون ضمان حق العودة لهم، كما قال لـ"فوكس نيوز" واستخدام المساعدات الأمريكية لإقناع حلفائه مصر والأردن باستقبال المهجرين قسرا من غزة، وهو المفهوم الذي قوبل بمعارضة واسعة في العالم العربي.

وتأتي الخطة مماثلة لما قام به من خطوات كسرت القواعد المتعارف عليها في السياسة الخارجية أثناء ولايته الأولى والتي شملت نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وكلاهما يشكلان كسرا للمواقف الأمريكية الراسخة في عهد الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين.



وفي حين تضمنت خطة السلام التي كشف عنها ترامب في عام 2020 إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية القائمة في الضفة الغربية وخسارة ثلث الأراضي الفلسطينية هناك، فقد عرضت أيضا على الفلسطينيين مسارا نحو إقامة الدولة. وفي النهاية، أعطى ترامب الأولوية للصفقات الرامية إلى تطبيع علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية الأربع على محاولات تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية التي تحتلها "إسرائيل" منذ عام 1967.

وفي عودته الثانية للبيت الأبيض، عين ترامب مسؤولين تتوافق مواقفهم مع أراء المتطرفين القوميين الإسرائيليين وأعضاء الائتلاف الحاكم الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وقالت إليز ستيفانيك، التي رشحها لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة تأكيد تعيينها، إن لـ"إسرائيل" "حقا توراتيا" في الضفة الغربية بأكملها، ورفضت تأكيد حق الفلسطينيين في تقرير المصير.

وقال مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق والإنجيلي الذي اختاره لمنصب السفير الأمريكي لدى "إسرائيل"، إن الإدارة قد تدعم ضم الضفة الغربية. وأعرب وزير دفاعه بيت هيغسيث عن دعمه للسيطرة اليهودية على الحرم القدسي والذي يقف عليه المسجد الأقصى الآن.

وفي حين رفع ترامب العقوبات التي فرضها بايدن على مستوطني الضفة الغربية في أول يوم له في منصبه، إلا أنه توقف عن تأكيد الضم، قائلاً خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيقول المزيد حول هذا الموضوع قريبا.

وتعكس مثل هذه الإجراءات ما قاله شينكر عن اصطفاف تدريجي للحزب الجمهوري مع اليمين الإسرائيلي، وموقف الحزبين الرئيسين المتناقض وبشكل متزايد من "إسرائيل".

وقد تسارع هذا الاتجاه خلال حرب غزة، حيث انتقد المشرعون الديمقراطيون معاملة "إسرائيل" للمدنيين وتوفير الرئيس جو بايدن الأسلحة لـ"إسرائيل".

وقد لقيت التحركات الأخيرة لترامب ترحيبا من أعضاء أقصى اليمين في إسرائيل مثل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الوزير السابق في حكومة نتنياهو.

ورفض الفلسطينيون الخطة التي اقترحها ترامب لغزة والتي تصفها فارسين أغابكيان، وزيرة الدولة والمغتربين في وزارة الخارجية الفلسطينية بأنها "فظيعة"،  وإن "مجرد سماع هذا الكلام من الولايات المتحدة، وهنا لا نتحدث عن أي دولة، تدعو إلى التهجير وتنظر إلينا باعتبارنا أشياء يمكن نقلها من مكان إلى آخر، وهو ما ينفي حقيقة مفادها أننا نحن الفلسطينيون نتمتع بقدرة كبيرة على الصمود"، وأضافت: "الآن يجب أن يفهم العالم أجمع أننا لن نتحرك".

وقال روبيو في مقابلة إذاعية، الخميس، إن إدارة ترامب ستنتظر لترى الخطة الخاصة بمستقبل غزة التي تسارع الدول العربية الآن إلى صياغتها كبديل لمقترح ترامب المذهل بتولي الولايات المتحدة ملكية القطاع المدمر وتطويره.

كما أشاد بالرئيس لإبقائه على وقف إطلاق النار في غزة سليما من خلال التهديد بأن "كل الجحيم ستنفتح" إذا تراجعت حماس عن إطلاق سراح الرهائن المقرر. وقال روبيو: "الكثير من هؤلاء الزعماء الأجانب معتادون على الدبلوماسية الأمريكية حيث تتحدث حول القضايا وتستخدم لغة منمقة وتقول حسنا هذا ما قد نفعله هذا ما نستطيع فعله، ترامب لا يعمل بهذه الطريقة. يقول هذا ما سأفعله ثم يفعله بالفعل. ثم هناك عامل الصدمة في هذه المرحلة، لكنه الشخص الوحيد في العالم الذي يمكنه أن يعمل كمحفز لبعض البنى في الشرق الأوسط التي تمنع موجات من الحرب لا نهاية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو سيؤكد على "التفكير خارج الصندوق" في زيارته الافتتاحية للمنطقة، حيث من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (التقى نتنياهو الأحد) وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض.

وقال المتحدث باسم الوزارة: "لقد انتهى عصر الأفكار البالية، والحقيقة أن اقتراح الرئيس ترامب الآن هو الخيار الوحيد على الطاولة".

لكن الخبراء يحذرون من أن اقتراح ترامب بشأن غزة ودعمه لخطوات أخرى تحظى بشعبية لدى أقصى اليمين في "إسرائيل" قد تأتي بنتائج عكسية إذا جعلت من الصعب على السعودية الموافقة على صفقة مع "إسرائيل"، في ظل تزايد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية.

وفي حين قال المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة إن السعودية ستطلب نوعا من المسار إلى السلام كشرط مسبق لأي صفقة لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وهو ما قد يكون غامضا أو بعيد المنال، يبدو أن اقتراح ترامب بتهجيرالفلسطينيين من غزة، دفع القادة السعوديين إلى مضاعفة المطالب "غير القابلة للتفاوض" بحل الدولتين.

وقال عوفر شيلح، عضو الكنيست السابق والباحث في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي، إنه من المستبعد أن يقوم نتنياهو بإجراءات تؤدي إلى انسحاب أعضاء الائتلاف من حكومته وانهيارها. وقال شيلح: "إن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تعني إحراز تقدم في القضية الفلسطينية".



وقال الجنرال إسرائيل زيف، الذي شغل سابقا منصب رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، إن اقتراح ترامب بشأن غزة والإجراءات الأخرى التي جذبت أقصى اليمين في "إسرائيل" قد تثبط عزيمة القادة الإسرائيليين عن تقديم التنازلات المطلوبة للتقدم بخيارات أكثر واقعية للسلام.

وقال زيف: "ربما يكون ترامب حسن النية، ولكن في الممارسة العملية فإن مثل هذه التحركات لا يمكن إلا أن تضر بالاتفاق لإعادة الأسرى إلى ديارهم. في الوقت الحالي، الأمر أشبه بفيل في متجر صيني. إنه لا يساعد، ونحن نشاهد كل شيء ينهار".

وعلى المدى القريب، سيتم اختبار نهج ترامب من خلال توقيت إطار وقف إطلاق النار في غزة، والذي تم التوصل إليه من خلال تعاون غير عادي بين مسؤولي إدارة بايدن وترامب، والذي من المقرر أن ينتقل إلى مرحلة ثانية أكثر صعوبة في الأول من آذار/ مارس.

مقالات مشابهة

  • كيف تُثير «صدمات ترامب» الفوضى في الشرق الأوسط؟
  • تحذيرات استخباراتية لترامب وبايدن.. ماذا تخفي إسرائيل؟
  • ستيف ويتكوف.. "رجل الصفقات" الذي يعيد تشكيل السياسة الأمريكية
  • خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟
  • الصدام بين رؤية ترامب للسياسة الخارجية وواقع الشرق الأوسط
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تنفذ سياسات أمريكا في الشرق الأوسط
  • نتنياهو: نعمل مع ترامب لتغيير وجه الشرق الأوسط
  • نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش
  • WP: سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستواجه امتحانا خلال جولة روبيو
  • خبير عسكري: إسرائيل لن تنسحب من لبنان كليا