موقع 24:
2025-04-13@15:32:20 GMT

مآسي من لا علاقة لهم بعمليات حماس وحزب الله

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

مآسي من لا علاقة لهم بعمليات حماس وحزب الله

اليمين المتطرف يرى في التوسع على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية عملية حيوية ويعتقد أن التخلص من أذرع المقاومة في المنطقة مهمة عاجلة ورسالة لمن يفكرون في اختيار هذا الطريق

كشفت العمليات التي قامت بها حركة حماس وحزب الله لمواجهة إسرائيل عسكرياً عن وجود طيف واسع من الفلسطينيين واللبنانيين تعرض إلى مآس عديدة وهم لا علاقة لهم مباشرة بالحركة أو الحزب، ودفع هؤلاء ضريبة كبيرة، ولا يزال آخرون يدفعونها كرهاً، فالمقاومة التي ينطلق خطاب كليْهما منها تأكد أن تكلفتها المادية والمعنوية باهظة، ولم تحقق نتائج إيجابية، ومنحت إسرائيل فرصة لتقويض أذرع المقاومة حالياً وفي المستقبل.


وقد تكون رهانات حماس وحزب الله في سبيل الوصول إلى نصر يمكنهما من تحقيق أهدافهما، كبيرة على مواصلة المقاومة ضد إسرائيل، في حين وجدت الأخيرة في ما جرى خلال الأسابيع والأشهر الماضية فرصة لوضع ترتيبات أمنية مريحة لها.
تتحمل إسرائيل جانباً كبيراً من الانسداد الراهن لوقف إطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان، لكنها تجد في تمسك حماس وحزب الله باستمرار العمليات العسكرية ضدها، ما لم يصل كلاهما إلى صفقة مرضية بعد خسائرهما، عملية جيدة لتسويق رؤيتها العسكرية المتعلقة بالدفاع عن النفس، والتي وجدت تفهما أمريكياً وغربياً كبيراً.
كما نسجت على قاعدة استمرار المعارك سردية خفية تقول إن إصرار الحركة والحزب على مواصلة القتال، على الرغم من الخسائر الميدانية التي تكبدها كلاهما، يعني أنهما لا زالا يملكان مخزوناً من الأسلحة والمعدات يمكنهما من عدم الاستجابة لمبادرات الوسطاء، وبالتالي تزعم إسرائيل أنه من حقها الاستمرار في ضرباتها الانتقامية كي تصل إلى النقطة التي تتمكن فيها من الإجهاز على ما تبقى من قوتهما.
أكدت الحصيلة العامة للفترة الماضية أن إسرائيل لا تعبأ بالجوانب الإنسانية وما تفرزه من نتائج سلبية قاسية على المواطنين في غزة وجنوب لبنان، في شكل قتل متعمد وتهجير مقصود وتدمير للبنى التحتية لا يجعل هناك حياة مناسبة، وضربت عرض الحائط بالقوانين الدولية، وقضت على جزء معتبر من عمل المنظمات الإنسانية ووجدت ردودا ليّنة من الدول الكبرى، شجعتها على عدم التوقف عن الانتهاكات التي ترتكبها ضد المدنيين.
في وقت لا تمثل النتيجة الناجمة عنها شيئاً في حسابات حماس وحزب الله، ويتجاهل كلاهما أن إسرائيل تعلمت من دروس حروبها السابقة معهما، حيث كان عدم تمكينها من تحقيق أهدافها تعتبره الحركة والحزب نصرا في حد ذاته، ما جعل الجنرالات في تل أبيب يعملون على إجهاض هذه المسألة في الوقت الراهن، والسعي لمنع تحويل المآسي إلى ورقة نصر معنوي لدى خصومها.
والملاحظ من مشاهد الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان وجود حرص بالغ على عدم وقفها قبل أن تحقق أغراضها كاملة، والتي تشمل هذه المرة تقويضا فعليا للقدرات العسكرية لكل القوى التي ترفع شعار المقاومة، سواء أكانت في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في جنوب لبنان، أو غيرهما.
وهذا يدل على تغير إستراتيجي في خططها والانتقال من مرحلة التوظيف التكتيكي لوجود عدو على الدوام والاستفادة منه في لجم الخلافات الداخلية، إلى العمل على التخلص منه تماما، وإنهاء هذه الظاهرة التي تغذت عليها قيادات عديدة في إسرائيل رأت أن الحرب مع بعض القوى أفضل لها من السلام مع الجميع، استنادا إلى فرضية راسخة تشير إلى أن السلام سوف يفجر التناقضات بين القوى المجتمعية المتشتتة في الداخل، بينما الحرب تخفيها أو تقلل منها.
بدأت هذه الفرضية تتراجع، وربما تتلاشى في المستقبل، على وقع تزايد نفوذ اليمين المتطرف وهيمنته على مفاتيح القرار في إسرائيل، والذي يرى في التوسع على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية عملية حيوية، ويعتقد أن التخلص من أذرع المقاومة في المنطقة مهمة عاجلة، ورسالة لمن يفكرون في اختيار هذا الطريق لاحقا، فلدى قيادات إسرائيلية متعددة قناعة بأن القوة العسكرية وحدها هي القادرة على حفظ الأمن، وأن التساهل أو غض الطرف أو القبول بنظرية قواعد الاشتباكات التقليدية أدوات تجاوزها الزمن، ما يفسر التصميم الكبير على عدم وقف الحرب الآن.
وفي خضم تسريب معلومات عن مفاوضات على جبهة غزة أو لبنان لا تتورع إسرائيل عن الاستمرار في المعارك، والتي قد تزيد وتيرتها وقت الحديث عن مفاوضات أو الدخول في تفاصيلها فعلا، لأنها استقرت على أن القوة وحدها هي السلاح الذي يمكنها من الحفاظ على أمنها، ولا قيمة لذلك مع وجود أعداء يملكون مخزونا كبيرا من السلاح ويملكون قدرة عالية على استخدامه.
دمرت إسرائيل جزءا من معدات المقاومة العسكرية، وفي هذا الخضم قررت التخلص من فكرة الحواضن الاجتماعية لها، الأمر الذي يكشفه الإمعان في التقتيل في صفوف أشخاص لا علاقة مباشرة لهم بالمقاومة، حيث قامت إسرائيل بمحو مناطق كاملة في غزة، وصلت حد تسوية غالبية القطاع بالأرض، ونالت ضرباتها من قرى لبنانية عدة وأماكن مختلفة في الضاحية الجنوبية في بيروت، ما ولد إحساساً بالغضب من حماس وحزب الله، ومحاولة هدم فكرة أن المقاومة تتغذى على المقاومة وتنتعش مع زيادة أعداد الضحايا التي سادت سابقاً.

وسعت إسرائيل إلى تحويل المآسي من ورقة تستخدم ضدها إلى أداة تمكنها من تشويه صورة المقاومة، والتي كانت تخرج في كل مواجهة عسكرية محتفظة بقوتها أو جزء منها، يمكنها من خوض الجولة التالية.
وتعمل إسرائيل على تصفية المقاومة كي لا تنشغل بالجولة المقبلة وطرق التعامل معها، وهو ما جعل الحرب الراهنة أطول الحروب التي خاضتها منذ نشأتها، كأنها أرادت هدم رواية نجاحها في الحروب القصيرة، وتثبيت رواية جديدة تؤكد أن نفسها العسكري أكبر مما يتوقع أعداؤها، بهدف إجبارهم على إعادة التفكير في الحروب الخاطفة، فالحرب الحالية مختلفة عن الحروب التي سبقتها، وقصد منها محو أفكار راسخة في أذهان قوى تقاتل ضد إسرائيل.
ولا يعني الوصول إلى هذه الاستنتاجات أن تل أبيب تمكنت بالفعل من تحقيق كل أهدافها، أو أن المقاومة سوف تتلاشى مع فقدان حماس وحزب الله القوة العسكرية الضاربة لديهما. فما تريده إسرائيل لن يلحق أذى بالمقاومة فقط، بل يؤثر على دول وتوازنات دقيقة في المنطقة، وميل عناصر القوة لصالح إسرائيل وحدها، عليه ممانعات وتحفظات إقليمية.
فما تسعى إليه لأجل تقليص أذرع إيران والقضاء على ظاهرة المقاومة يجلب لها مخاوف من دول عربية كبيرة ترفض قيام إسرائيل بفرض الأمر الواقع وسيطرتها على الحل والعقد، والإخلال بمعادلات تاريخية، كما أن الهواجس منها سوف تزداد، ما ينعكس على رغبتها في أن يستند التطبيع على القوة وليس المصالح المتبادلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حماس وحزب الله التخلص من

إقرأ أيضاً:

هل تُغير إيران عقيدتها العسكرية والنووية؟

مع بداية عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باتت الهجمات التي شنّها حزب الله وأنصار الله – وهما مكوّنان رئيسيان من "محور المقاومة" الذي تشكل بقيادة إيران ضد إسرائيل دعمًا لقطاع غزة- سببًا في جعل إيران هدفًا لإسرائيل والدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية.

ورغم أن إيران تقول إن قرار شنّ الهجمات على إسرائيل من قبل حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي، قد اتُخذ من قبل تلك التنظيمات نفسها، فإن إسرائيل والولايات المتحدة أصدرتا تصريحات تحمّل طهران مسؤولية الأفعال العسكرية لهذه الجماعات.

فمن جهة، أنكرت إيران مسؤوليتها عن العمليات العسكرية التي نفذتها فصائل محور المقاومة، ومن جهة أخرى، سعت إلى منع تشكل بيئة قد تجرُّها إلى الحرب، من خلال استخدام نفوذها القوي على هذه الفصائل.

لكن الأنشطة العسكرية التي نفذتها فصائل المحور ضد إسرائيل، واستهداف الأخيرة قائد حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ثم ضرب الأراضي الإيرانية لأول مرة عبر هجمات صاروخية، وعودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية؛ كل ذلك أدى إلى تصاعد احتمالات حصول هجوم عسكري أميركي- إسرائيلي مشترك ضد إيران.

إعلان

بدورها، تقوم واشنطن، التي تمتلك العديد من القواعد العسكرية والطائرات والسفن الحربية في المنطقة، مؤخرًا بنشر قاذفات إستراتيجية من طراز B-2 Spirit في قاعدة دييغو غارسيا، الواقعة في المحيط الهندي.

وقد شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارًا على أنه لن يسمح مطلقًا بامتلاك إيران أسلحة نووية، كما أنه واصل إطلاق التصريحات بشأن هجوم عسكري حتى بعد الإعلان عن إجراء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان، قائلًا: "إذا كان التدخل العسكري ضروريًا، فسنتدخل عسكريًا. ومن الواضح أن إسرائيل ستكون جزءًا من ذلك، لكن نحن من يقود هذه العملية، ولا أحد يمكنه قيادتنا. نحن نفعل ما نريد".

وقد أثار التصعيد الذي بدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 سؤالين على الساحة: "هل سيكون هناك تدخل عسكري ضد إيران؟" وأيضًا: "هل ستغير إيران عقيدتها العسكرية؟".

العقيدة العسكرية لإيران

تستند العقيدة العسكرية لإيران إلى تصنيف آية الله الخميني للعالم إلى ثلاث فئات بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وهؤلاء هم: المسلمون المتأثرون بإيران، والعالم الاشتراكي المتأثر بالاتحاد السوفياتي، والعالم الرأسمالي المتأثر بالولايات المتحدة الأميركية.

وقد صنّف آية الله الخميني، ضمن هذا الإطار، الدول وفقًا لمفهوم العدو في العقيدة العسكرية الإيرانية على النحو التالي:

العدو المطلق: الولايات المتحدة وإسرائيل. الدول العدوة الحليفة للولايات المتحدة وإسرائيل. الأعداء الداخليون الموجودون داخل أراضي إيران؛ مثل منظمة مجاهدي خلق، وحركة الأحواز، وجيش العدل، المعارضين للثورة الإيرانية.

وبالتالي، فإن العقيدة العسكرية لإيران تمتلك بنية متعددة المستويات تشمل الداخل والخارج. وقد نُظم الحرس الثوري الإيراني وشُكل بما يتوافق مع المبادئ التي وضعها آية الله الخميني.

والعقيدة العسكرية لإيران لا تركز على "الهجوم"، بل على "الدفاع". حيث تعتبر أن حماية الأراضي الإيرانية ترتكز على منع التهديد خارج الأراضي الإيرانية دون الحاجة إلى الهجوم. ولهذا السبب، فإن "مشروع محور المقاومة" قد أُسّس كجزء من العقيدة العسكرية الإيرانية لحماية أراضي إيران من الخارج.

إعلان

وفي هذا السياق، فإن التشكيلات المسلحة مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، والتشكيلات المقاتلة مثل "الفاطميون والزينبيون" التي كانت تنفذ عمليات عسكرية في سوريا قبل 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تُعتبر جزءًا من العقيدة العسكرية الدفاعية لإيران.

وفي هذا الصدد، أُسست الوحدة العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي أُطلق عليها اسم "مقرّ رمضان" في 30 أبريل/ نيسان 1983، ولاحقًا أصبحت تُعرف باسم "فيلق القدس"، وكانت مهمتها الأساسية ضمان أمن إيران عبر إنشاء تشكيلات مليشياوية خارج أراضي إيران، وتنفيذ أنشطة عسكرية واستخباراتية سواء كانت علنية أو سرية.

ومع ذلك، فإن تضرر تلك التشكيلات التابعة لـ "محور المقاومة"، والتي تُعتبر جزءًا من العقيدة العسكرية الإيرانية، بشكل كبير بعد طوفان الأقصى، يُظهر أن خط الدفاع الإيراني خارج أراضيه قد تضرر بدرجة كبيرة.

المناورات العسكرية الإيرانية من منظور العقيدة العسكرية

لم يؤدِّ استهداف إسرائيل أراضيَ إيران مباشرة بالصواريخ في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وفوز ترامب مجددًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى إحداث تغيير في العقيدة العسكرية لطهران، لكنهما تسبّبا في تحوّل في إدراك التهديد العسكري الذي تواجهه.

حيث إن ضرب إسرائيل لإيران بشكل مباشر عبر هجوم صاروخي، والاحتمال القوي بأن يختار ترامب خيار التدخل العسكري التقليدي، دفعا الإدارة الإيرانية إلى تنفيذ مناورات عسكرية مكثفة لضمان أمن البلاد.

وفي المناورة الأولى التي أجرتها إيران، طُبقت سيناريوهات تركز على حماية منشآت نطنز وهُنداب وفوردو النووية من الهجمات الجوية، وشملت اختبار قدرات الدفاع الجويّ.

وبالتزامن مع المناورات الجوية، أجريت مناورات في مجالات الأمن السيبراني، والحرب الإلكترونية، والقوات الخاصة، ومكافحة الإرهاب.

وفي هذا السياق، يُلاحظ أنّ المناورات ركّزت على تنسيق قدرات أنظمة الدفاع الجوي والأمن السيبراني، والحرب الإلكترونية، إضافة إلى القوات البرية والعناصر الجوية، في مواجهة الهجمات الجوية المحتملة ضد المنشآت النووية ومرافق الطاقة والمرافق العسكرية الإيرانية.

إعلان

كذلك، لُوحظ أن مناورات القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب التي جرت في كرمنشاه شملت عناصر من الطيران الحربي الأرضي، ووحدات الكوماندوز، ووحدات الإنزال الجوي. ومن اللافت كذلك أن التدابير الموجهة ضد التهديد الإرهابي المحتمل من حدود إيران مع أفغانستان وباكستان كانت في صدارة هذه المناورات.

وانضمت خلال المناورات سفينة استخباراتية إلى قوات البحرية ضمن ترسانة زاغروس، وكذلك عُرضت قواعد الصواريخ البحرية تحت الأرض التابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري، كما اختُبرت أنظمة صواريخ مدعومة بالذكاء الاصطناعي من قبل القوات البحرية.

وبشكل عام، تشير سلسلة المناورات العسكرية الواسعة التي أجرتها إيران عقب الهجوم الصاروخي الإسرائيلي إلى حدوث تحوّل في إدراك التهديد، لكنها لا تُظهر حدوث تحديث في العقيدة العسكرية القائمة على الدفاع.

عقيدة إيران النووية

تتشكّل عقيدة إيران النووية وفق فتوى آية الله خامنئي، التي تحظر بشكل قاطع إنتاج أي نوع من أسلحة الدمار الشامل أو توريدها أو تخزينها.

ورغم أن إيران، حسب فتوى آية الله خامنئي، ترفض بشكل قاطع امتلاك أسلحة نووية، فإن هذا لا يعني أن طهران لا تملك طموحًا لامتلاك السلاح النووي. فامتلاك السلاح النووي يمكن أن يلعب دورًا رادعًا ضد الهجمات، لكنه في الوقت ذاته يمكن أن يجعل البلد هدفًا للهجمات.

ورغم أن الوضع الأمني في المنطقة خلال السنوات الأخيرة خلق بيئة قد تدفع إيران لتغيير عقيدتها النووية، فإن ذلك ليس سببًا كافيًا بحد ذاته.

وفي وقت تتزايد فيه حالة عدم الاستقرار في المنطقة من منظور أمنها الخاص، بدأت إيران تصدر تصريحات متباينة بشأن الأسلحة النووية.

لم يغير المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي، في آخر خطاب له، من موقفه التقليدي في هذا الشأن، وأعلن أن "إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية". لكن مستشاره الأول والممثل الخاص له، علي لاريجاني، قال إن "الضغوط العسكرية الأميركية المستمرة قد تدفع الشعب الإيراني إلى الضغط على الحكومة من أجل امتلاك السلاح النووي"، مشيرًا بذلك إلى احتمال حدوث تغيير في العقيدة النووية. وقال أيضًا: "إذا ما ظهر تهديد وجودي، فإن إيران ستغيّر عقيدتها النووية. لدينا القدرة على إنتاج السلاح، وليس لدينا أي مشكلة في ذلك".

إعلان

من الناحية الأخرى، تدعم تقارير الاستخبارات الأميركية تصريحات آية الله خامنئي المتكررة والتي يُشدد فيها على أن "إيران تمتلك المعرفة والقدرة على إنتاج السلاح النووي". كما أكدت تقييمات تقرير الاستخبارات الأميركية لعام 2007 أن إيران، في حال قررت ذلك، تمتلك القدرة العلمية والتقنية والصناعية لإنتاج السلاح النووي.

بعبارة أخرى، رغم أن إيران تُعرف منذ فترة طويلة بأنها على "العتبة النووية"، ورغم امتلاكها تكنولوجيا نووية مهمة، فإنها لم تختر بعد امتلاك السلاح النووي.

وهذا يعني أن امتلاك بلد ما للمعرفة والتكنولوجيا اللازمة لإنتاج السلاح النووي لا يكفي وحده، بل إن تشكل إرادة سياسية تدعمها تطورات اقتصادية واجتماعية وإقليمية وعالمية هو ما يُعد شرطًا أساسيًا.

وبالتالي يمكن استنتاج أن إيران، رغم تطور إدراكها للتهديد العسكري في ضوء التطورات الأخيرة، لم تُحدِث تغييرًا في عقيدتها العسكرية والنووية.

وفي النتيجة، فإن حدوث تغيير في العقيدة العسكرية والنووية لإيران يبدو أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا، وذلك للأسباب التالية:

إيران ستفضّل منع كل التطورات التي قد تؤدي إلى استهدافها عسكريًا، لضمان استمرارية نظام الثورة ونقل السلطة بسلاسة بعد آية الله خامنئي. الاقتصاد الإيراني الحالي غير قادر على تحمل عقوبات جديدة. فقد أضعفت القيود المفروضة على التجارة الخارجية، خصوصًا صادرات النفط، الاقتصادَ الإيراني بشكل كبير، وأدّت لانهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار. يعاني المجتمع الإيراني من مشاكل هيكلية جدّية؛ مثل الفساد والخلل في النظام القضائي والمعايير المزدوجة وغياب الحريات. وهذه المشاكل قد تؤدّي إلى اندلاع احتجاجات شعبية جديدة في البلاد. بإمكان أي تدخل عسكري أو اضطرابات اجتماعية تهدد أمن الدولة أن تخلق بيئة مواتية لزيادة نشاط الجماعات المسلحة داخل البلاد وعلى الحدود. حزب الله والحشد الشعبي، اللذان يُعتبران جزءًا من عقيدة إيران العسكرية، تكبّدا خسائر كبيرة، واضطرت إيران للانسحاب من سوريا التي أنفقت فيها مليارات الدولارات لأغراض دفاعية، ما ألحق ضررًا كبيرًا بـ "خط الدفاع الخارجي" في عقيدتها العسكرية. إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ما الرسائل التي حملها فيديو الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر؟
  • سوريا تحارب آخر شبكات التهريب المرتبطة بإيران وحزب الله
  • هل تُغير إيران عقيدتها العسكرية والنووية؟
  • كتائب القسام تعرض فيديو للجندي الأسير عيدان ألكسندر
  • الجميّل في ذكرى انطلاق المقاومة اللبنانية: على حزب الله تسليم سلاحه
  • تحت الضوء
  • طريق المطار...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية وحزب الله
  • “الاورومتوسطي”: صادرات الكلاب العسكرية لـ”إسرائيل” تضع هولندا في موقع التواطؤ
  • اتفاق وقف النار في غزة بات وشيكاً..ما علاقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟
  • تولت مصر قيادته.. ما علاقة القوة البحرية “تحالف الراغبين” بالأحداث في البحر الأحمر