الأعمدة الحجرية الغامضة في كاليفورنيا.. عمرها 760 ألف سنة فما قصتها؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
بعد اكتمال بناء خزان بحيرة كرولي في ولاية كاليفورنيا عام 1941، تم رصد تشكيلات غريبة تشبه الأعمدة المتكونة على طول الشاطئ الشرقي للمحيط الهادئ، ما جعلها من أغرب الأماكن المحفورة حول العالم، وتحولت مع الوقت لمزار سياحي شهير.
ما هي الأعمدة الحجرية الغامضة؟تظهر الأعمدة الحجرية الغامضة على طول الساحل الشرقي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتتخللها مجموعة كبيرة من الشقوق على مسافات تصل لحوالي قدم، لتبدو في النهاية وكأنها تشبه المعابد التاريخية، بحسب موقع «lakescientist» العالمي.
نظريات عديدة قدمها العلماء بشأن هذه الأعمدة الغامضة، إذ يعتقد البعض أنها مجرد أجزاء من صخور عملاقة وتآكلت، فيما يعتقد آخرون أن الأعمدة لها صلة بالماضي البركاني للمنطقة.
حل لغز الأعمدة الحجريةوللإجابة على هذه الأسئلة شرع علماء الجيولوجيا بجامعة كاليفورنيا في البحث بشأن التوصل لحقيقة تشكيل هذه الصخور الضخمة العالية، وعن طريق استخدام مجموعة من الأساليب والمعدات المختلفة، بما في ذلك المجاهر الإلكترونية وتحليل الأشعة السينية التي تم تطبيقها على عينات من الأعمدة، وجد الباحثون أن هناك فراغات صغيرة في جميع أنحاءها.
وفيما بعد تم تثبيت هذه الصخور في مكانها باستخدام معادن مقاومة للتآكل، وتبين أنها مرتبطة بانفجار بركاني ضخم حدث منذ حوالي 760 ألف عام على الأرض.
كما يرجح العلماء أن الانفجار كان أكبر من انفجار جبل سانت هيلينز - وهو بركان قوي وقع في ولاية واشنطن غرب الولايات المتحدة الأمريكية - بأكثر من 2000 مرة، ما أدى إلى تكوين هذه الأعمدة.
وفي أبحاث علمية أخرى يعتقد الباحثون أن الثلوج المتساقطة ذابت فوق رواسب الصخور التي خلفها الانفجار البركاني، ومن ثم تسببت هذه المادة المسامية التي لا تزال ساخنة في غليان الثلوج المذابة، إلى ظهور المساحات المتساوية بين الأعمدة التي لا تزال موجودة حتى اليوم.
وبحسب التقارير يوجد ما يصل إلى 5000 عمود في منطقة تبلغ مساحتها 2 إلى 3 أميال مربعة إلى الشرق من بحيرة كرولي، وتظهر هذه الأعمدة في مجموعات بأشكال وأحجام مختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ولاية كاليفورنيا بركان ضخم
إقرأ أيضاً:
كاليفورنيا الجميلة تتلاشى!
ترجمة ـ بدر بن خميس الظفري -
يتردد بين الناس هذه الأيام أنهم لا يستطيعون العيش في لوس أنجلوس لأنهم سيفتقدون الفصول الأربعة. عندما كنتُ أقضي معظم طفولتي في مزرعة بماليبو، كنتُ أشاهد العواصف وهي تحلّ في الشتاء، حيث تتحوّل الأرض إلى بساط أخضر، ثم تزدهر بألوان برية وروائح عطرة في الربيع، وتتحول إلى البنيّ وتبدأ بالجفاف في الصيف، قبل أن يصبح الهواء منعشًا في الخريف وتسقط أوراق الأشجار البرتقالية لتغطي الأرض.
كانت هناك بساتين من أشجار البلوط، ومراع خضراء لا نهاية لها، وبركة كان البطّ يتخذها منزلًا له كل عام. كانت ضفادع صغيرة تقفز في كل مكان على ضفاف البركة. كنتُ ألتقط بعضها بين يديّ وأضحك عندما تقفز عائدة إلى الوحل. وعندما كانت الرياح تشتد في شهري أكتوبر ونوفمبر، احترقت أجزاء من المزرعة عدة مرات، ولكن بعد ذلك، كانت الأمطار تأتي وتطفئ النيران وترجع الأرض إلى طبيعتها.
كانت المزرعة المكان الذي نقضي فيه إجازات نهاية الأسبوع. أما خلال أيام الأسبوع، فقد كنا نعيش في مدينة باسيفيك باليسيدز، التي كانت هادئة للغاية لدرجة أنك تشعر وكأنها ملاذ سري بعيدًا عن صخب وسط المدينة وضجيجها. هذه أيضًا كانت جزءًا من لوس أنجلوس. لقد اختفى ذلك العالمُ الآن.
إن مشاهدة مقاطع الفيديو والصور لما تحولت إليه تلك الأحياء بسبب الحرائق الشرسة يشبه النظر إلى منطقة حرب. الجميع يحاول استيعاب الحزن والصدمة. الحقيقة هي أننا فقدنا كل شيء قبل أن تجتاح النيران كلّ شيء بلا رحمة، ثم أتى اللهب ليختم الأمر.
كنت أظن يومًا أن الأرض التي أحببتها بشدة ستبقى إلى الأبد. لم أكن أتصور أن عالمي الذي أعيش فيه سيئن ويثور ويصبح فوضويًا بسبب إهمال البشر، وطمعهم، والافتراض الجاهل بأننا نستطيع مواصلة ضخ السموم في الغلاف الجوي دون عواقب.
كثيرًا ما ذكّرتني الأيام الماضية بما حدث بعد 11 سبتمبر، لكن في ذلك الوقت لم نكن غرباء عن بعضنا البعض.
خلال هذه الحرائق، نجا منزلي، ولكن في كل مكان أذهب إليه، يتبادل الناس قصصهم ويسألون عن أحوال الآخرين. أشخاص لم يلتقوا من قبل، وربما لن يلتقوا مرة أخرى، يتوقفون على الأرصفة وفي المتاجر يتبادلون المخاوف والألم، يبكون خسائرهم ويحاولون فهم ما حدث.
إن غضبي مما فعلناه بهذا الكوكب الرائع كان مكمَّمًا بالحزن، فقد شاهدت مرة برنامجًا إخباريًا تضمن نقاشًا لعدد من المعلقين. كان الموضوع هو حرائق لوس أنجلوس، وأشار أحدهم إلى أن تغيّر المناخ هو سبب من الأسباب. ضحك معلق آخر وقال إنه لا يعتقد أن هذا هو السبب.
شعرتُ بغضب يتجاوز حزني، أول فكرة خطرت ببالي: «هل تعتقد أنك تعرف أكثر من العلماء؟ العلماء الذين حذرونا لعقود؟» ثم فكرتُ: «هذا الشاب لم يكن حتى مولودًا عندما كنتُ أجري بين الأعشاب الخضراء الطويلة في مزرعتنا تحت سماء زرقاء صافية. ليس لديه أي فكرة عن شكل الأرض سابقًا».
الجمال الذي نشأتُ في أحضانه يبدو وكأنه فقد منذ زمن بعيد.
ما زلت أشعر بالحزن، لكن هذا لا يكفي فيجبُ أن نغضب. ليس غضبًا مدمرًا، بل غضبًا مشروعًا. أريدنا أن ندافع عن أرض خُلقت بتوازن مثالي، بجمال وغموض وفن إلهي. أرض وُجدت ليس من أجل استهلاكنا وجشعنا، بل لتغذيتنا. أرض لديها الكثير لتعلّمنا إياه، وتحتاج إلى حمايتنا، الآن أكثر من أي وقت مضى.
لقد ألقينا بكوكب كامل خارج توازنه، والآن نعاني العواقب من أنماط طقس شديدة لدرجة أننا لا نعرف كيفية مواجهتها، والحرائق والفيضانات والأعاصير والزلازل، أشد مما عرفناه من قبل.
يمكننا أن نحزن ونغضب في الوقت نفسه، أو أن نتحول إلى سيناريو آخر نصبح فيه بدوًا يرتحلون عبر أراضٍ قاحلة كانت موجودة لتتغذى منها، لو أننا فقط امتلكنا الوعي لحمايتها.
باتي ديفيس هي مؤلفة كتاب «عزيزي أمي وأبي: رسالة عن الأسرة، الذاكرة وأمريكا التي كنا نعرفها»