كيف يدير الغزيون حياتهم بلا كهرباء؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
#سواليف
حينما تبدأ الشمس بالمغيب عن قطاع #غزة، لا تضيء الإنارات في الشوارع تلقائيا، ولا يتوجه السكان نحو مقابس الكهرباء لإشعال الأضواء لمواجهة عتمة الليل، ولا يفعلون شيئا مما يفعله بقية سكان الكرة الأرضية حين حلول المساء.
لم ينعم الغزيون بالكهرباء طوال الأشهر الـ 14 للعدوان على القطاع، حيث تواصل دولة الاحتلال قطع جميع مصادر الطاقة الكهربائية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضمن سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وصدر قرار قطع #التيار_الكهربائي عن غزة آنذاك عن وزير الحرب المقال يوآف غالانت، حيث أصدر تعليماته لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش بوقف إمدادات #الكهرباء لقطاع غزة، بالإضافة لوقف توريد السولار المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء.
ومنذ صدور هذا القرار، دخلت غزة في دوامة لم تتوقف من الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فالكهرباء كانت جزءاً أساسيا من حياة الغزيين، ومن خلالها كانت تعمل منظومة الاتصالات والإنترنت والتعليم والصحة والأمن بصورة تكمل بعضها البعض.
مقالات ذات صلةللشمس قيمة أخرى لدى أهل غزة
تقول النازحة الغزية، وفاء الهواش (45 عاما) إن الحرب غيرت كل شيء “نعيش بلا أحبابنا… ولا أي مقوم من مقوّمات الحياة الطبيعية للبشر… نعيش تلك الحياة التي كنا نسمع عنها من جداتنا… يجب أن نتتبع ضوء الشمس من شروقه حتى مغيبه”.
وتوضح السيدة الهوّاش، من خيمتها في أحد مخيمات النزوح جنوب غزة، أن انقطاع الكهرباء دفع النازحين إلى تطوير أساليب حياة تتماشى مع حقيقية أن لا كهرباء هنا… غسيل ملابسنا وخياطتها يستدعي مهاراتنا اليدوية، أما حصولنا على نسمة هواء نواجه فيها حر الصيف، دفعنا إلى تحويل كل قطعة من البلاستيك أو الكرتون إلى مروحة تحرك الهواء الساكن في خيام تتحول إلى أفران في ساعات النهار” على حد وصفها.
ويشير النازح “أبو فراس” الذي كان يعمل مهندسا في إحدى الدوائر الحكومية في غزة، إلى أنه طوال سنوات عمره الخمسين، لم يكتشف أهمية الشمس ودورها في الحياة “كما اكتشفناه في مخيمات النزوح المعدومة من الكهرباء”، وأشار بيده نحو الشمس قائلا “تمدنا بالنشاط، الطاقة الكهربائية، الضوء، والأمل…. لم تعد تزعجنا حرارتها بعد اليوم، وأخشى أن نفتقدها في الشتاء”.
وحاول الغزيون البحث عن بدائل، مستعينين بمنظومة الطاقة الشمسية، التي بقيت الخيار الوحيد أمامهم لتوليد الكهرباء.
ازداد الطلب على الخلايا الشمسية والبطاريات لتشهد أسعارها ارتفاعا غير مسبوق، فعلى سبيل المثال كان سعر الخلية الواحد بقدرة 500 واط يتراوح (150 – 200 دولار)، ولكنه تضاعف خلال أشهر الحرب ليصل لنحو ألفي دولار للخلية الواحدة.
ويشير مهندس الطاقة طه الأسطل في حديث لـ”قدس برس” أن “الطلب على منظومة الطاقة الشمسية ارتفع منذ الأيام الأولى للحرب، حيث بدأت مؤسسات دولية وحكومية وحتى أهالي ومواطنون يستفسرون عن التكلفة التقديرية لمنظومة الطاقة الشمسية”.
وأضاف “كان متوسط تكلفة النظام يتراوح في البداية من (1000 – 1500 دولار)، ولكن بسبب ازدياد الطلب وصلت التكلفة الحالية لنحو عشرين ألف دولار”.
ومع ذلك يشير المهندس الأسطل أن “غالبية البطاريات الموجودة في القطاع تراجعت كفاءتها، وانخفض أداؤها بصورة كبيرة عما كان عليه الوضع قبل عام من الآن، والسبب وراء ذلك يكمن في تعرض البطاريات لمشاكل وإعطاب بسبب سوء الشحن وعدم انتظام التيار المغذي لها من الخلايا الشمسية”.
لم يستطع غالبية أهالي القطاع تحمل التكلفة المالية لشراء منظومة الطاقة الشمسية، فكان الخيار هو اللجوء إلى نقاط الشحن، حيث يُشْحَن الهاتف أو جهاز الحاسوب أو البطاريات المخصصة لتشغيل الأضواء المتنقلة، عبر نقاط شحن تنتشر في الشوارع مقابل مبلغ مالي بمتوسط نصف دولار عن كل ساعة شحن.
وتتم عملية الشحن عبر النقاط الخارجية بمعاناة وبتكاليف مالية كبيرة، فعلى سبيل المثال يخصص وقت شحن الهواتف ما بين الساعات الأولى من النهار وحتى وقت الظهيرة، أما شحن الحواسيب والبطاريات، فكانت في الوقت المتبقي من الظهيرة وحتى غروب الشمس، وهذا يتطلب جهدا كبيرا في نقل وحمل البطاريات والمشي لمسافات طويلة لنقلها ثم العودة مجددا لاستلامها.
بالنسبة لمشاهدة التلفاز لمتابعة الأخبار والتحليلات، فكان الخيار الوحيد هو اللجوء إلى الاستراحات والمقاهي، حيث فتح كثير من المواطنين مصدر رزق خلال الحرب عبر تخصيص مساحة لمتابعة شاشات التلفاز ومباريات كرة القدم مقابل مبالغ مالية صغيرة يدفعها المشاهد عن كل ساعة يجلس فيها.
واقع كهرباء غزة قبل الحرب
كان قطاع غزة قبل الحرب يعاني عجزاً في وصول التيار الكهربائي، حيث كان جدول الكهرباء المعمول به هو ثماني ساعات وصل ومثلها قطع، حيث تعمد الاحتلال إبقاء قطاع غزة في أزمة الكهرباء كأحد أساليب الضغط على حركة “حماس” التي تدير شؤون حياة الغزيين.
ويعتمد قطاع غزة على مصدرين رئيسيين لإمدادات الكهرباء، الأول محطة توليد الكهرباء التي تقع في وسط القطاع، وهي تعمل بكفاءة منخفضة، إذ لا تزيد كميات الكهرباء الناتجة عنها 90-100 ميجا واط.
وكانت تعمل محطة التوليد سابقا بطاقة تشغيلية تتراوح ما بين 220-240 ميجا واط، ولكنها تعرضت لقصف إسرائيلي في العام 2007، أدى إلى تعطلها وخروج أربعة توربينات عن الخدمة من أصل ستة توربينات، قبل أن تُصْلَح لاحقا بتمويل من الاتحاد الأوروبي لتعود إلى العمل بأقل من نصف قدرتها التشغيلية.
بالنسبة للمصدر الثاني للتزود بالكهرباء، فكانت خطوط النقل الكهربائي القادمة من دولة الاحتلال، التي كانت تمد القطاع بنحو 120 ميجا واط عبر شبكات النقل الكهربائي التي كانت تمتد من مستوطنات غلاف غزة إلى داخل القطاع وعددها عشرة خطوط قدرة كل واحدة منها اثنا عشر ميجا واط.
هذا بالإضافة لمصادر ثانوية منها مولدات تابعة للقطاع الخاص، التي كانت تبيع الكهرباء للمواطنين مقابل أسعار مرتفعة نسبيا، بالإضافة لاعتماد جزء من مؤسسات قطاع غزة على مصادر الطاقة الشمسية التي زاد الاعتماد عليها في السنوات الأخيرة، وكانت توفر نحو 30 ميجا واط.
كانت كمية الكهرباء المتوفرة في قطاع غزة من المصادر جميعها تقدر بـ250-300 ميجا واط، في حين يقدر الاستهلاك بنحو 500 ميجا واط، ويصل لـ600 ميجا واط في أوقات ذروة فصلي الشتاء والصيف.
خلال الحرب الجارية على غزة تعمدت دولة الاحتلال تدمير منظومة البنى التحتية الخاصة بشركة الكهرباء، فاقتلعت عمدان الضغط العالي، كما عملت على تقطيع الموصلات والكوابل الناقلة للكهرباء، بالإضافة لتدمير “الترنسات” و”المكثفات” الرئيسية.
وحينما بدأت الشمس بالرحيل، بدأ النازحون في خيامهم بتجميع صغارهم والتأكد من أنهم داخل خيامهم أو مراكز الإيواء، ليبدؤوا فترة الليل والعتمة متحلقين حول ضوء الهاتف النقال، الذي شُحِن طوال ساعات النهار من ألواح الطاقة الشمسية… تلك الشمس التي لم يتمكن الاحتلال من منعها من الشروق على أهالي القطاع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة التيار الكهربائي الكهرباء منظومة الطاقة الشمسیة قطاع غزة میجا واط
إقرأ أيضاً:
الكهرباء: البدء في تركيب عدادات كهرباء مسبقة الدفع لعربات البيع الثابتة والمتنقلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
علمت “البوابه نيوز” إن الشركة القابضة لكهرباء مصر ممثلة في شركات توزيع الكهرباء التسع على مستوى الجمهورية، بدأت في تركيب عدادات كهرباء مسبقة الدفع لعربات البيع الثابتة والمتنقلة، وذلك بعد ان أصدر جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك قراراً بالسماح بتركيب عدادات كهرباء لأول مرة للسيارات والأكشاك وعربات البيع الثابتة والمتنقلة.
وفي هذا السياق أوضح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ان بعض شركات توزيع الكهرباء بدأت بالفعل في تركيب عدادات كهرباء مسبقة الدفع لسيارات البيع المتنقلة منها سيارات شركة شهيرة لبيع اللمبات وتم تركيب العدادات داخل تلك السيارات في نطاق شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء مشيرا إلى انه عند تركيب العداد يتم استخراج اسلاك خارج السيارة لتوصيل التيار الكهربائي ويتم حساب الاستهلاك الفعلي من خلال العداد.
وكان قد أشار الجهاز في دوريته الأولى لعام 2025 إلى أنه يتم السماح بتركيب عداد كهرباء مسبق الدفع وفقا للضوابط التي تم إقرارها على أن تقوم شركات توزيع الكهرباء بتنفيذ تلك التعليمات.
وجاء نص القرار والضوابط على النحو التالي:
أولًا: منافذ البيع سواء متنقلة أو ثابتة المملوكة لشركات او اشخاص يجوز لشركات توزيع الكهرباء، بناء على طلب المستهلك توصيل التيار الكهربائي وتركيب عدادات مسبقة الدفع لمنافذ البيع المتنقلة ولمدة محددة يمكن تجديدها بموجب عقد توريد نمطي مؤقت معتمد من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، ويكون لشركة التوزيع المختصة حق رفع تلك التوصيلات والعدادات وفقًا للعقد.
وتتولى شركة التوزيع المختصة توصيل التغذية الكهربائية المنافذ البيع المتنقلة من أقرب نقطة توزيع تسمح بالتوصيل طبقًا لأحماله، وذلك بعد تقديم الموافقات والتصاريح اللازمة وسداد تكاليف توصيل التغذية الكهربائية المقررة، ويكون التنفيذ وفقا للبرنامج الزمني الوارد بدليل توصيل التغذية الكهربائية المعتمد من الجهاز.
ويلتزم المشترك باستخدام العداد مسبق الدفع المركب له في الغرض المخصص له كما هو منصوص عليه بالعقد، ويمكن للمشترك بعد التنسيق مع الشركة وتقديم طلب جديد للفرع المنتقل اليه الانتفاع بالعداد مسبق الدفع في حالة نقل المنفذ من مكان لآخر داخل نطاق نفس شركة توزيع الكهرباء بعد سداد مقايسة جديدة لتوصيل التيار الكهربائي.
وفي حالة انتقال منفذ البيع المتنقل خارج نطاق شركة التوزيع المتعاقد معها يتم فسخ العقد تلقائيا وتسليم العداد للشركة، ويتم توصيل التيار الكهربائي له من خلال شركة التوزيع المنتقل الي نطاقها بعد عمل عقد جديد بمقايسة جديدة تتضمن المهمات اللازمة للتوصيل وعداد مسبق الدفع جديد وسداد التكاليف المقررة.
في حالة حاجة المشترك إلى زيادة الأحمال عن القدرة التعاقدية يجب عليه الحصول على موافقة الشركة وسداد قيمة التكاليف المقررة طبقًا للقواعد المعتمدة من الجهاز، وفي هذه الحالة يحق للشركة تعديل مصدر التغذية إذا تطلب الأمر ذلك.
يلتزم المستهلك بالسماح لممثلي شركة التوزيع المختصة بمعاينة الآلات والأجهزة والمهمات والتركيبات الداخلية، كلما رات الشركة حاجة لذلك، ولا تتحمل الشركة أي مسئولية تتعلق بهذه التركيبات ويقع مسئوليتها على عاتق المستهلك ووجب عليه ملاحظتها وصيانتها ويكون مسئولا وحده عما قد ينشا عنها من حوادث أو اضرار له أو للغير مهما كان نوعها أو سببها.
وتقوم الشركة بتوصيل التغذية الكهربائية لمنافذ البيع المتنقلة المطلوب توصيل الكهرباء إليها وذلك من نقطة التغذية الرئيسية حتى نقطة تسجيل الاستهلاك، وتعتبر العدادات جزء لا يتجزأ من مهمات توصيل الكهرباء ويتحمل المشترك كافة التكاليف المقررة نظير توريد وتركيب هذه المهمات طبقا للمواصفات المعتمدة لها.
وتؤول ملكية جميع هذه المهمات بما فيها العدادات للشركة، وتظل حيازة المنتفع على سبيل الانتفاع بها، وتعتبر القيمة المسددة منه نظير توريدها وتركيبها بمثابة مقابل للانتفاع بها على مدار عمرها الافتراضي المحدد باللائحة التجارية، وتكون الشركة بصفتها مالكة لهذه العدادات مسئولة عن معايرتها والتأكد من دقة تسجيلها وصيانتها وإصلاحها وتغييرها في حالة حدوث خلل غير عمدي من المنتفع بها. يلتزم مالك منفذ البيع بالمحاسبة على استهلاك التيار الكهربائي لهذه الأماكن بالتعريفة المعلنة لأغراض الاستهلاك التجاري.
ضرورة حصول منافذ البيع المتنقلة على رخصة تسيير المركبة في حالة المنفذ المتنقل، ورخصة إعلان بالإضافة إلى رخصة بيع تجاري في كافة الحالات.
"جهة الولاية"
ثانيا: منافذ البيع سواء متنقلة أو ثابتة التي تكون جهة الولاية هي المحليات وزارة التنمية المحلية أو مدن تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية "وزارة الإسكان" التوصيل التيار الكهربي لهذه الأماكن يتم اتباع الآتي: تقوم جهة الولاية بتجهيز تلك الأماكن بما يتراءى لها من مخارج توصيل التيار الكهربي "Sockets" التوصيل الأحمال عليها طبقًا لدراسات فنية يتم اعتمادها من خلال شركة التوزيع المختصة.
تقوم جهة الولاية بالتقدم بطلب توصيل التغذية الكهربائية لتلك الأماكن وتتولى شركة التوزيع المعنية بتوصيل التغذية الكهربائية لهذه الأماكن من أقرب نقطة توزيع تسمح بالتوصيل طبقًا للأحمال وسداد كافة تكاليف توصيل التغذية الكهربائية المقررة، ويكون التنفيذ وفقًا للبرنامج الزمني الوارد بدليل توصيل التغذية الكهربائية المعتمد من الجهاز. تقوم جهة الولاية بالمحاسبة على استهلاك التيار الكهربائي لهذه الأماكن بالتعريفة المعلنة لأغراض الاستهلاك التجاري.
"تحديد الجهة المسؤولة"
تقوم الجهات مالكة المنافذ المتنقلة أو الثابتة بالتعامل المباشر مع جهات الولاية بطلب استغلال تلك الأماكن بمرافقها ومنها التغذية الكهربائية.
لا تتحمل شركات التوزيع أي مسئولية تتعلق بالتجهيزات والتركيبات بتلك الأماكن وتقع مسئوليتها على عاتق جهة الولاية على المكان ويجب عليها ملاحظتها وصيانها وتكون جهة الولاية المسئولة وحدها عما قد ينشأ من حوادث أو أضرار لتلك المنافذ أو لغيرها مهما كانت ظروفها أو أسبابها.