تشهد مدينة الهلالية في شرق ولاية الجزيرة بالسودان تصاعدًا مأساويًا في الانتهاكات والعنف منذ أواخر أكتوبر، حيث ارتفع عدد الضحايا  جراء العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الدعم السريع.

وتشير التقارير المحلية إلى أن الأهالي يتعرضون لانتهاكات واسعة، منها القتل المباشر والنقص الشديد في الغذاء والدواء، إضافة إلى عمليات اختطاف قاسية، حيث يُحتجز الشباب ويُطلب من ذويهم دفع فدية ضخمة تصل إلى 6 ملايين جنيه سوداني مقابل الإفراج عنهم.

ورغم أن بعض العائلات قامت بالدفع، إلا أن المخطوفين لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، مما يزيد من معاناة العائلات.

واقع مأساوي تحت الحصار ونزوح قسري

تعيش مدينة الهلالية ومحيطها في ظل حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، إذ تُمنع المساعدات الإنسانية، وتتزايد حالات التسمم والأوبئة بين المدنيين نتيجة نقص المياه النظيفة والغذاء. ووفقًا لمنصة "مؤتمر الجزيرة"، فإن أكثر من 1237 مدنيًا من مناطق شرق وشمال الجزيرة لقوا حتفهم في الأسابيع الأخيرة، سواء بسبب الطلقات النارية المباشرة أو نتيجة الظروف الإنسانية القاسية التي تسببت في تدهور الوضع الصحي. وأدى الحصار إلى نزوح قسري لآلاف السكان، حيث أُجبر الأهالي على ترك منازلهم، بينما احتلت قوات الدعم السريع بعض المباني السكنية بعد حرق أخرى، مما يعمّق الأزمة الإنسانية.

مناشدات دولية وتحركات إنسانية عاجلة

وجّه أبناء الهلالية في دول الخليج العربي نداءات للمجتمع الدولي، مطالبين بالتدخل العاجل لرفع الحصار عن مدينتهم وفتح تحقيق شامل في الانتهاكات. وشددوا على ضرورة تصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية ومحاسبة قادتها، معتبرين أن هذه الجرائم تشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على عدد من قادة قوات الدعم السريع، في خطوة تهدف إلى كبح العنف في السودان، وسط مطالبات متصاعدة بتعزيز التدخل الدولي لمواجهة الجرائم الإنسانية بحق المدنيين في الهلالية ومناطق شرق الجزيرة.


حصيلة ضحايا الهلالية

ارتفعت عدد الضحايا إلى 463 مدنيًا جراء العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الدعم السريع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

ناشطون: 450 قتيلا إثر هجوم الدعم السريع على "الهلالية" وسط السودان

أعلن ناشطون سودانيون، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا مدينة الهلالية بولاية الجزيرة وسط البلاد إلى 450 قتيلا جراء هجمات وحصار قوات الدعم السريع للمدينة منذ نحو 20 يوما.

 

وفي الأيام الأخيرة تزايدت اتهامات محلية ودولية لقوات الدعم السريع بـ"ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية" بحق المدنيين بولاية الجزيرة (وسط)، دون صدور تعليق من تلك القوات شبه العسكرية حتى الساعة 16:45 (ت غ).

 

وتجددت الاشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بصفوف قوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه لقوات الجيش.

 

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت "الدعم السريع" بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها "ود مدني" مركز الولاية.

 

وتسيطر "الدعم السريع" حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

 

وأفاد "نداء الوسط" (كيان مدني سوداني يضم مجموعة ناشطين) الثلاثاء، بأنه "بعد 19 يوم من حصار قوات الدعم السريع للمواطنين في مدينة الهلالية بلغ عدد الشهداء 450 بينهم أطفال".

 

وأوضح في بيان أنه "في كل لحظة تمر تصل الأخبار الفاجعة بفقدنا للمزيد من الأهالي نتيجة الحصار والظروف التي فرضتهم عليهم قوات الدعم السريع وقياداتها".

 

وأورد البيان أسماء الضحايا الـ 450، مرجحا ارتفاع أعدادهم لاستمرار عملية الحصر.

 

وأمس الاثنين، قال "نداء الوسط" إن حصيلة ضحايا الهلالية بلغت 350 قتيلا "20 شهيدا منهم ارتقوا جراء إصابتهم بطلقات نارية، و330 جراء التسمم وتدهور الحالة الصحية".

 

وبعد أن اتهمت الخارجية السودانية الخميس، الدعم السريع بقتل 120 مدنيا بمدينة الهلالية، أعلنت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) الجمعة، ارتفاع عدد قتلى الهلالية إلى 200.

 

ووفق مصادر محلية لمراسل الأناضول، تواصل "الدعم السريع" مهاجمة الهلالية، التي تعد إحدى كبرى مدن شرق ولاية الجزيرة، وتفرض حصارا على عشرات الآلاف من سكانها.

 

من جانبه، أفاد مكتب الشئون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، الثلاثاء، بنزوح عشرات الالاف من المدنيين من أجزاء ولاية الجزيرة منذ 20 أكتوبر المنصرم، "إثر موجة من العنف المسلح والهجمات في المنطقة".

 

ولفت إلى تقارير "عن مقتل مدنيين، وإصابة آخرين بسبب الطعام المسموم في مدينة الهلالية شرقي ولاية الجزيرة".

 

وأضاف المكتب الاممي في بيان، أن "حوالي 135 ألفا و400 شخص نزحوا من الجزيرة ووصلوا إلى ولايات القضارف وكسلا (شرق) ونهر النيل (شمال) حتى 30 أكتوبر الماضي".

 

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

 

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.


مقالات مشابهة

  • عقب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع وفرض الحصار عليها .. تعرف على مدينة الهلالية
  • ارتفاع ضحايا الهلالية إلى 463 واختطاف مدنيين مقابل فدية
  • ناشطون: 450 قتيلا إثر هجوم الدعم السريع على "الهلالية" وسط السودان
  • ناشطون: 450 قتيلا إثر هجوم الدعم السريع على “الهلالية” وسط السودان
  • والي الجزيرة يصدر توجيهات بعد جرائم الدعم السريع .. ضرب عشرة
  • «الصحة السودانية» تسعى لتنسيق دولي لدعم نازحي شرق الجزيرة
  • السودان.. ارتفاع عدد ضحايا الهلالية إلى 400 شخص
  • عدد القتلى بـ«الهلالية» يقترب من الـ400 واستمرار الحصار والانتهاكات
  • توم بيرييلو: التقارير التي تفيد بأن جنود قوات الدعم السريع قاموا بتسميم مئات السودانيين في قرية الهلالية تعد صدمة