ادوارد سعيد وصف نفسو بانو مسيحي ماروني بالميلاد، مسلم بالثقافة ، ملحد بالخيار. ومع ذلك كتب كتاب عن الطريقة التي يغطي بها الاعلام الغربي الاسلام ورفض تحيزها وعنصريتها وعقد الاستشراق والمركزية الاوربية المتجذرة فيها.
طبعا في مراكز في الغرب رفضت كلامو وقالت كلامو دة بيصب في مصلحة حركات الإسلام السياسي. وفي جهات اتهمت ادوارد بانه ارهابي عديل كدة.
ولما اية الله الخميني اهدر دم سلمان رشدى عن رواية الايات الشيطانية كان ادوارد من اقوى المدافعين عن رشدى وقال الا مساومة في حرية التعبير. واحترام هذه الحرية يفرض علي المسلمين تحمل نصوص يكرهونها ويمكنهم الرد عليها بنصوص مضادة وليس بالعنف وان الفتاوي الدينية ليست من ضمن ادوات النقد الأدبي.
اما الذين اتهمو ادوارد بمساعدة الإسلام السياسي والارهاب فقد اختفي جلهم من قضية رشدي والدفاع عن حرية التعبير.
نفس السيناريو دة حدث بتفاصيل اقل حدة عند نشره كتابه السابق عن الاستشراق – احد اهم الكتب في تاريخ الفكر الإنساني – وهو كتاب يتناول النظرة الاستعمارية الاوروبية للاخر، وبالذات الشرقي، الاسلامي.
الكتابين ديل استفاد منهم اي زول مهتم بقضايا الفكر والسياسة بغض النظر عن كونه بوذي او هندوسي او مسلم ديمقراطي أو نصراني او ملحد او غيره. وقد احتفل اهل الاسلام السياسي بهذه الكتب وصارو من مرددي اقتباساتها حول العالم بصورة يومية.
هل يمكن اتهام ادوارد بأنه كان مغفل نافع للإسلام السياسي او للارهاب؟ هل كان عليه الا يكتب هذه الكتب الاهم في التاريخ بحجة انها تخدم خط حركات الاسلام السياسي؟ هل كان ادوارد سعيد مغفل نافع للارهابيين الاسلاميين؟
قصدي هنا اي نص ممكن تستخدمو اي جهة وهذه ليست مسؤولية الكاتب. عشان كدة تقييم اي نص استنادا علي انو بيفيد كيزان وللا شيوعيين وللا زبالعة بيكون موقف اما غبي او هادف لتجهيل الجماهير حتى يسهل لهو قيادها.
النص يقيم فقط استنادا علي رصانته ودقته ومصداقيته الأخلاقية والعلمية.
ومهمة المفكر ان يصدح بالحقيقة فقط وان يثقف السياسة لا ان يسيس الثقافة والمعرفة.
اما تقييم النص بناء علي انو منو البيستفيد منو فدة مجرد انتهازية فكرية تعادى المعرفة وتكرس للجهل بحثا عن مكاسب سياسية انية لا يوجد اجماع حولها.
من الممكن ضرب امثال من تجارب مفكرين اخرين، بما في ذلك محمود محمد طه، ولكن نكتفي بهذا.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
صدور كتاب الأصول النحوية بين سيبويه والأخفش الأوسط" عن دار الكتب والوثائق القومية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، كتابا بعنوان " الأصول النحوية بين سيبويه والأخفش الأوسط" من إعداد أحمد مجدي حسن.
ترجع أهمية كتاب سيبويه إلى أنه كتاب شامل جامع لقواعد النحو والصرف والأصوات في أسلوب دقيق حاويا مادة ضخمة من لغة العرب شعرها ونثرها.
ولم يكن سيبويه في كتابه جامعا لآراء السابقين من الأئمة وجهودهم فحسب بل له شخصيته التي لا تغيب أبدا، وقد ظهرت تلك الشخصية في استخلاص بعض القواعد وفي التخطيط للكتاب وتبويبه والأسلوب المتبع في تصنيفه وحسن التعليل وجودة الترجيح عند الاختلاف واستخراج الفروع من القياس الذي زخر به الكتاب وفي الحرص على الشواهد الوثيقة لدعم الأحكام التي قررها.
لقد جمع سيبويه في كتابه خلاصة آراء العلماء السابقين يتصدرهم الخليل بن أحمد وعيسى بن عمر، وأبو الخطاب الأخفش ويونس بن حبيب وأبي زيد وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم في علمي النحو والصرف وقد بنى سيبويه كتابه على الأبواب والأحكام والقواعد يبدؤها بقوله : " اعلم"، وقد تندرج في أثناء الكلام، وقد يستطرد بأمثلة أو أحكام تتعلق بالباب نفسه أو أحد أمثلة الكتاب.
ولسيبويه عبارته الخاصة التي تحتاج إلى الإلف والممارسة حتى يتم فهمها بالشكل الصحيح. ومع أن كتاب سيبويه متداول بين أيدي العلماء منذ أبداه الأخفش إلا أننا نجد النحاة أحيانا يختلفون في نسبة بعض الآراء إلى سيبويه ويخطئ بعضهم بعضا. ويسعى الكتاب لتوضيح ما تشابه في الكتاب ليصبح فهمه أسهل على القاريء غير المتخصص.