حكم الصور المرسومة على الملابس وغيرها
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم الشرع الكريم في الصور المرسومة على الملابس وغيرها، مؤكدة أنه لا حرج في الصور والرسومات ما دامت لا تشتمل على ما لا يجوزعرضه أو رسمه؛ كعُرْيٍ، أو فعل غير لائق، أو تحريض على مخالفة أوامر الشرع، أو الخروج عن طاعة أولي الأمر، فإن اشتملت على ذلك حَرُمَتْ.
حكم الشرع الكريم في الصور المرسومة على الملابسوقالت الإفتاء إن ما يُؤيد إباحة الصورة المرسومة على الأسطح الملساء وما شابهها ما ورد عن أَبي طَلْحَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ»، قَالَ بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا نَحْنُ فِي بَيْتِهِ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ الخَوْلَانِيِّ: أَلَمْ يُحَدِّثْنَا فِي التَّصَاوِيرِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَالَ: "إِلَّا رَقْمٌ فِي ثَوْبٍ"، أَلَا سَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: بَلَى، قَدْ ذَكَرَهُ.
وأضافت: بهذا استدل بعض العلماء على أن الصورة على الثوب أو ما شابهه من الأسطح الملساء ليست هي المرادة، وحملوا النهي على الصورة المجسدة.
وأزضحت: ونقل ذلك الإمام ابن عبد البر المالكي في "التمهيد" (1/ 301، ط. وزارة الأوقاف المغربية): [واختلف الناس في الصور المكروهة؛ فقال قوم: إنما كره من ذلك ما له ظل، وما لا ظل له فليس به بأس، وقال آخرون: ما قطع رأسه فليس بصورة] اهـ.
وتابعت: وفي نصوص كثير من الفقهاء التصريح بأن المراد في تحريم الصور أو التصاوير إنما هي التماثيل المجسدة.
قال الإمام ابن رشد المالكي في "البيان والتحصيل" (9/ 366، ط. دار الغرب الإسلامي-بيروت): [وإنما استُخِفَّت الرُّقُوم في الثياب من أجل أنها ليست بتماثيلَ مجسَّدة لها ظلٌّ قائم تشبه الحيوان في أنها مجسَّدة على هيئتها، وإنما هي رسوم لا أجسادَ لها، ولا تحيا في العادة ما كان على هيأتها، فالمحظور ما كان على هيئة ما يحيا ويكون له روح بدليل قوله في الحديث: «إِنَّ أصْحَابَ هذِهِ الصُّورِ يُعذّبُون، ويُقال لهم يَومَ القيَامَةِ: أَحيُوا مَا خَلَقْتُمْ»] اهـ.
وقالت: ومن العلل التي ذكرها الفقهاء لتحريم التصوير: قصد مضاهاة صنع الله تعالى، والخوف من أن يؤول أمر الصور المجسَّدة لتعظيمها وعبادتها من دون الله، كما حدث ذلك في الأمم السابقة.
قال الإمام ابن العربي المالكي في "أحكام القرآن" (4/ 9، ط. دار الكتب العلمية): [والذي أوجب النهي عنه في شرعنا والله أعلم ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان والأصنام؛ فكانوا يُصوِّرون ويعبدون، فقطع الله الذريعةَ وحمى الباب. فإن قيل: فقد قال حين ذم الصور وعملها من الصحيح قول النبي عليه السلام: «مَن صوَّر صُورةً عذَّبهُ الله حَتّى يَنفُخَ فيها الرُّوحَ، ولَيسَ بِنَافِخٍ». وفي رواية: «الَّذِينَ يشَبّهُون بخَلْقِ الله»؛ فعلَّلَ بغير ما زعمتم. قلنا: نهى عن الصورة، وذكر علة التشبيه بخلق الله، وفيها زيادة علة عبادتها من دون الله، فنبه على أن نفس عملها معصية، فما ظنك بعبادتها] اهـ.
وأكملت: وذهب بعض العلماء إلى أن النهي ورد أولًا في كل الصور، ثم بعد أن تقرَّر هذا النهي في أذهان من ألفوا عبادة الأصنام، نُسخ هذا الحكم العام واستَثنَى الشرع منه ما تمسُّ إليه حاجة الناس، كالثياب التي بها صور مرقومة؛ فأباح ذلك للأمن من افتتان الجاهل بالصور وتعظيمها وعبادتها، ويلحق بما ذكره كل استخدام احتاجه الناس للصور المسطحة أو المرسومة ما دام لا يُتصوَّر كونها ذريعة لعبادة الصور، ولهذا أباح جمهور العلماء ما يُصنع من التماثيل للعب البنات "عرائس الأطفال".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملابس الصور الإفتاء دار الإفتاء المرسومة على فی الصور
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 300 عارض.. انطلاق معرضَ “إيچبت ستيتش آند تكس” الخميس القادم
ينطلق يوم الخميس القادم معرض "إيچبت ستيتش آند تكس" برعاية غرفة صناعة الملابس الجاهزة و المفروشات باتحاد الصناعات المصرية و الذي يعد أكبر معرض لصناعة النسيج والأقمشة والملابس الجاهزة في مصر ويستمر حتى 23 من الشهر ذاته، في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر.
ويهتم المعرض بصناعة النسيج والغزل والملابس الجاهزة بدءا من الخامات ومستلزمات الانتاج ومرورا بالماكينات وانتهاء بالمنتج النهائي من اقمشة وغزول.
و تضم الدورة الحالية كافة تخصصات ماكينات الغزل والنسيج و صالة كاملة للأقمشة والخيوط وتضم حوالي 300 عارض من أكبر المصانع في مصر والصين وتركيا والهند واوزبكستان وتعكس أحدث الابتكارات والخامات في الأقمشة.
كما سيقام خلال أيام المعرض مؤتمر لأحدث ماتوصلت اليه الصناعة في صناعة النسيج والاقمشة والطباعة الرقمية علي الاقمشة وكذلك سيكون اليوم الأخير لعرض نتائج مسابقة تصميمات اقمشة الجينزوالذي شارك فيها طلبة (6) جامعات مصرية لإنتاج جيل جديد من المصممين و توزيع جوائز علي الفائزين .
ويرجع الهدف من إقامة المعرض إلى تعزيز مكانة مصر كمركز رئيسي لصناعة النسيج والملابس الجاهزة، خاصة مع افتتاح أكبر مصنع نسيج في العالم بمدينة المحلة خلال العام الجاري و في ظل توقعات بنمو قطاع ماكينات النسيج في مصر بمعدل 6.4% سنويًا، مما يُشكّل فرصة ذهبية للشركات للابتكار والتوسع والتواصل مع أسواق العالم وزيادة فرص التصدير.
و تحرص الغرفة علي دعم وتشجيع جميع المعارض المتخصصة في قطاع الملابس و المفروشات وكذلك الابحاث و الدراسات في كافة تخصصات قطاع الملابس لما لها من أهمية في زيادة و تنشيط المبيعات و توفير فرص العمل للشباب و الترويج للمنتجات والصناعات المصرية داخليا و خارجيا بالتنسيق مع مختلف الهيئات و الجهات الحكومية .
كما أن مشاركة عارضين ومشترين من دول صديقة يساهم في تعزيز مكانة مصر الخارجية كمركز اقليمي لصناعة الملابس الجاهزة خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية الحالية .