لقد كان دخول حركات دارفور للحرب في صف الجيش نقطة تحول مفصلية في مسار الحرب؛ لأنها أربكت موقف الجنجويد العسكري والسياسي في دارفور وكذلك في عموم السودان وفي المقابل تعزيز الموقف الوطني عسكريا وسياسيا.

كذلك، بالنظر إلى الموقع الجغرافي لسهل البطانة وانفتاحه على ولايتي القضارف وكسلا، وما يمكن أن يمثله انتشار الجنجويد في البطانة من تهديد لهاتين الولايتين ومن ثم لولاية البحر الأحمر وبورتسودان نفسها، تتضح أهمية انضمام كيكل وحاضنته الاجتماعية للقتال في صف الجيش.

تخيل لو تمددت المليشيا في سهل البطانة الشاسع عسكريا وسياسيا؛ وضع خطير.
حاليا بدلا من أن تكون البطانة محطة إنطلاق للمليشيا للتمدد شرقا، أصبحت جبهة هجوم واستنزاف لقوات المليشيا في شرق الجزيرة والجزيرة عموما. يتعين على المليشيا الآن، بعد انضمام كيكل، أن تدافع في جبهة طويلة واسعة شرق الجزيرة أمام قوات خفيفة وسريعة الحركة يمكن أن تهجم في أي نقطة من هذه الجبهة الواسعة وهذا يعني استنزاف دفاعي كبير للمليشيا.

في الوقت نفسه ما تزال قوات الجيش على بقية الجبهات جنوب وغرب وشرق الحزيرة، من جهات سنار بشوالمناقل والفاو على استعداد للهجوم في اللحظة المناسبة.
بانضمام كيكل اكتمل حصار المليشيا من جهة الشرق، لتصبح محاصرة في الجزيرة من ثلاثة جهات هي الغرب والجنوب والشرق.

مع التحركات الأخيرة للجيش غرب نهر النيل الأبيض – شمال الولاية بالقرب من جبل أولياء ومع قطع جسر جبل أولياء يكون حصار المليشيا بقطع الإمداد من جهة الغرب قد اكتمل لتصبح داخل صندوق كبير في ولايتي الخرطوم والجزيرة. وهذا الصندوق مخترق من الداخل بالجيش في عدة مواقع داخل ولاية الخرطوم في الخرطوم وبحري مثل المقرن والقيادة والمدرعات والذخيرة والإشارة وحطاب وقوات الكدرو والقوات التي توغلت حديثا عبر جسر الحلفايا إلى داخل بحري. هذه قوات داخل الصندوق مشتبكة مع المليشيا من الداخل. خارج الصندق توجد متحركات الجيش من شندي شمالا وقوات المناقل في الغرب وقوات سنار والنيل الأبيض في الجنوب وقوات الشرقية في الفاو والخياري ثم قوات درع السودان المنضمة حديثا من جهة الشرق.

لو نجح الجيش في إبقاء جسر جبل أولياء خارج الخدمة لفترة أطول أو تقدم من جهة النيل الأبيض من الجنوب غرب نهر النيل الأبيض ومن جنوب أم درمان نحو جبل أولياء وسيطر على المنطقة غرب الجسر يكون قد كتب نهاية الجنجويد في الخرطوم والجزيرة، لتبقى دارفور.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جبل أولیاء من جهة

إقرأ أيضاً:

اعتداء بالسلاح الأبيض على نائب عمدة سلا داخل المدينة العتيقة

تعرض نائب عمدة مدينة سلا، صباح اليوم الثلاثاء، لاعتداء خطير بالسلاح الأبيض داخل أسوار المدينة العتيقة، في ظروف لا تزال غامضة حتى الساعة.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد تم نقل المسؤول الجماعي على وجه السرعة إلى مصحة خاصة لتلقي العلاجات الضرورية، بعد إصابته بجروح وُصفت بالخطيرة.

الحادث استنفر مختلف السلطات الأمنية التي هرعت إلى مكان الاعتداء، وفتحت تحقيقًا لتحديد ملابساته والوقوف على دوافع الجاني، الذي لاذ بالفرار فور ارتكاب فعلته.

وقد خلفت الواقعة استياءً كبيرًا في أوساط الساكنة والفعاليات السياسية بالمدينة، وسط دعوات لتعزيز الأمن بالمناطق التاريخية التي تشهد كثافة سكانية ونشاطًا سياحيًا دائمًا.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • القيادي بحركة جيش تحرير السودان: هذا تعليقي على وجود مناوي خارج دارفور
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • كثيرون توقعوا أن الجيش سيفاوض بعد تحرير الخرطوم لأنه أصبح في وضع أقوى
  • بوابة الخرطوم الغربية في قبضة الجيش السوداني
  • تحررت سنار والجزيرة والخرطوم بهذه الطريقة، ويبدو أن تحرير كردفان ثم دارفور سيكون بوتيرة أسرع
  • اعتداء بالسلاح الأبيض على نائب عمدة سلا داخل المدينة العتيقة
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث بعد سقوط الآلاف وتشريد الملايين .. ولا نهاية في الأفق
  • عامان من القتال.. كيف استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم؟
  • المليشيا تستهدف مطار الخرطوم بمسيرة ولا أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات