اكتساح للجمهوريين، حيث فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأغلبية ساحقة ليصبح الرئيس المنتخب، وفاز كذلك بالتصويت الشعبي وهو ما لم تتوقعه مراكز الاستطلاع، كما سيطر الجمهوريون على عدد كبير من المقاعد في مجلس الشيوخ، فيما احتفظوا بالأغلبية في مجلس النواب.

جرت هذه الانتخابات في ظل حالة من عدم الاستقرار العالمي، ربما لم يحدث منذ العام 1980 أن كانت الولايات المتحدة منخرطة بشكل كبير في الصراعات حول العالم خلال الانتخابات الرئاسية.

فهناك أوكرانيا وغزة ولبنان، والتوترات في شرق آسيا، والفظائع في السودان والإرهاب في الساحل الإفريقي. وهي فترة تشهد حالة من عدم الاستقرار العالمي.

برنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف، ناقش في حلقته الانتخابات الأميركية وحالة عدم الاستقرار في عدة مناطق حول العالم.

"عدم اليقين" و"الغموض" ماركو روبيو الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وزيرا للخارجية

الدبلوماسي الأميركي الأسبق، دينيس روس، يرى أن نتائج الانتخابات الأميركية "تبعث برسالة إلى بقية العالم، وخاصة في أوروبا، مفادها عدم التيقن وقلق حقيقي حيال ما يعنيه انتخاب ترامب رئيسا بالنسبة لحلف الناتو، والعلاقة مع أوروبا، وتأكيده على تطبيق التعرفة الجمركية الشاملة".

وقال لقناة "الحرة" إنه "يعتقد أن هناك حالة من الغموض الحقيقي هنا، إذ أن هناك مخاوف حيال ما يعنيه ذلك بالنسبة لأوكرانيا".

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط فإن "انتخابه يبعث برسائل متضاربة. ليس هناك توقعات بأن يكون له دور أكبر في المنطقة، لكن هناك تصور بعدم توقع تصرفاته يجعل الناس أو البعض على الأقل، يعتقدون أنه قد يجعل الإيرانيين وغيرهم يتصرفون بحذر أكبر، وقد يكونون أكثر حذرا خاصة بعد تعرضهم لنفس الانتكاسات التي طالت كلا من حزب الله وحماس، وكذلك إيران نفسها. 

لذلك يوجد شعور في الشرق الأوسط بشكل عام أن هذا "قد لا يكون أمرا سيئا بالنسبة لمصالحهم وما سيحمله المستقبل للمنطقة"، بحسب روس المبعوث الأميركي السابق لمحادثات السلام في الشرق الأوسط.

وزاد أن المخاوف من إدارة ترامب تمتد إلى آسيا "إن هناك تساؤلات ومخاوف حقيقية حول ترامب ونهجه في التعامل مع الحلفاء، فهو عادة يفترض أن على الحلفاء دفع الأموال لنا لا أن ندفع نحن لهم".

وكرر روس أنه يعتقد أنه "سيكون هناك الكثير من الغموض، كما أن هناك تساؤلات حول أفضل طريقة للتعامل معه"، متسائلا "هل سيكون أداؤه مختلفا عما كان في فترته الرئاسية الأولى؟".

"استقرار الديمقراطية" هيمنة الجمهوريين تعني أنهم في وضع يسمح لهم بفرض الخطط ومساعدة ترامب على الوفاء بوعوده

الخبير في شؤون الأمن القومي، خوان زاراتي، لفت إلى أن مسار الانتخابات الرئاسية أرسى نوعا من الإحساس بـ "استقرار الديمقراطية".

وقال لقناة "الحرة" أن "حقيقة سير الانتخابات بطريقة سلمية نسبيا من دون أي مشاكل كبيرة، أو اتهامات بالتزوير أو أي من الأمور المرتبطة بفوضى الانتخابات والتي خشي الكثيرون وقوعها، فهي إشارة جيدة على نجاح العملية الانتخابية"، مضيفا أن النتائج كانت بـ "موجة حمراء إن صح التعبير لصالح الجمهوريين، لكن المخاوف بأن الديمقراطية الأميركية هشة كما تشير الفوضى الانتخابية لم تتحقق، وهذا أمر جيد".

وأكد زاراتي وهو مستشار أسبق في الأمن القومي لمكافحة الإرهاب "أننا لم نشهد قيام أي أطراف خارجية بالتلاعب في النتائج أو أي من هذه الأمور التي كانت جزءا من السيناريوهات المخيفة قبل الانتخابات"، وتابع هذا "أمر جيد، وهو الإحساس باستقرار الديمقراطية حتى إن كان هناك غموض يحيط بتوجهات السياسة الخارجية".

"التوازن" والسياسة الخارجية الأميركية مخاوف من تراجع دعم واشنطن لأوكرانيا في عهد ترامب

ويرجح الخبير الأمني، زاراتي أن إدارة الرئيس المنتخب، ترامب ستعمل على إحداث "التوازن في السياسة الخارجية"، وقال إن "العالم يحبس أنفاسه مترقبا، لكن ترامب ليس شخصا جديدا، فقد رأى العالم الطابع الشخصي في تعاملات ترامب في السياسة الخارجية".

ويرى أن "السؤال الأهم بكل تأكيد سيتعلق بأوكرانيا، هل سيبدأ ترامب ونائبه في هذه القضايا، هل سيبدآن بسحب الدعم من أوكرانيا؟ هل سيعملان على إضعاف حلف الناتو؟ هل سيدفعان بـ (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي لقبول تسوية ما، ليست في صالح أوكرانيا أو أمن أوروبا؟".

بعد ترشيح روبيو وغابارد.. ملامح سياسة ترامب الخارجية تتضح أكثر إكتملت إلى حد كبير التشكيلة الوزارية لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتي ستعاونه في حكم الولايات المتحدة عندما يدخل البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير المقبل.

ويلفت إلى أن الأشخاص الذين يحيط ترامب نفسه بهم "سيساعدون في تحديد اتجاه سير هذه الأمور، فإذا قام بتعيين وزير دفاع ووزير خارجية ومستشار أمن قومي يضعون في اعتبارهم أهمية تلك التحالفات وأهمية إعادة بناء الردع ضد إيران والصين وضد روسيا بالطبع، والذين يضعون في اعتبارهم القدرة على مواجهة التحالف الناشئ بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، حينها سيؤدي ذلك لصياغة شكل جديد من السياسة الخارجية، لأن هؤلاء الوزراء وكبار العاملين في السياسة الخارجية سيعملون على صياغة ردود فعل ترامب اليومية".

ويعتقد زاراتي أن ترامب في نهاية الأمر سيكون "متقلبا في سياسته الخارجية مما سيزيد من حالة الغموض وعدم اليقين، وهذا ليس جيدا، لكنه في مرحلة ما سيزيد من قيمة الردع الأميركي حول العالم".

بوتين وإدارة ترامب بوتين قال إنه مستعد للتحدث مع ترامب (AFP)

ورغم حالة عدم اليقين من حلفاء واشنطن تجاه إدارة ترامب، إلا أن الأمر قد يكون مختلفا من قبل "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيستيقظ ولديه شعور أفضل بكثير مما كان عليه بالأمس. والسبب هو أن لديه مجموعة توقعات حيال الرئيس، الرئيس السابق ترامب والرئيس المنتخب ترامب" بحسب الدبلوماسي الأسبق، روس.

أول تعليق لبوتين على فوز ترامب بالرئاسة هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، الجمهوري دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت هذا الأسبوع.

وأضاف أنه "من اللافت رؤية ما إذا أثبتت التوقعات صحتها"، والمبنية على العلاقة التي كانت تجمع الرئيس الروسي بترامب في رئاسته الأولى إذ يرجح أن الرئيس المنتخب سيكون أكثر تجاوبا مع مصالح بوتين ومخاوفه، كما يعتقد أنه "سيجد طريقة للخروج من أوكرانيا وتقليل مستوى الدعم الأميركي مما سيقود إلى الضغط على زيلينسكي وتهيئة الظروف ليصبح أكثر انفتاحا على المفاوضات، لكنها ستكون مفاوضات تبقي على جزء من أوكرانيا أكبر من القرم، ربما في إقليم دونباس، كجزء من روسيا، كما ستضع روسيا في موقف يتيح لها تهديد الأوكرانيين بشكل مستمر، ومواصلة الضغط عليهم لئلا تصبح أوكرانيا عضواً في حلف الناتو أو في الاتحاد الأوروبي".

الصين وتايوان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث الولايات المتحدة على إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع الصين.

وعلى صعيد العلاقات الأميركية الصينية، يرى خبير الأمن القومي زاراتي "أن الصينيين حذرين.. ويشعرون بقدر أقل من الراحة مما كانوا عليه خلال إدارة بايدن".

وعزا ذلك إلى "أن ترامب لم يتوان عن استخدام السلطة التنفيذية للبيت الأبيض لمواجهة الصينيين"، مشيرا إلى توافق في الرؤية "ليس فقط من الجمهوريين، بل ومن الديمقراطيين أيضا، بما يتوافق مع رؤية ترامب في مواجهة الصين، وربما تجاوزتها إلى حد ما، فهناك مخاوف متزايدة حيال كافة أشكال النفوذ الصيني والتهديد الموجه للولايات المتحدة والذي واجهته دول أخرى تدرك أن الخطر الصيني أكبر من أي وقت مضى، كأستراليا واليابان والهند".

ولفت إلى أن سياسة أوروبا تجاه الصين أيضا، حيث هناك "وجهة نظر في العالم ترى أن نهج ترامب الذي تبنى فرض الرسوم الجمركية القاسية، وفرض العقوبات والمواجهة المباشرة مع الصين، هو الأمر الطبيعي، لذا سيكون من اللافت رؤية ما سيفعله ترامب، لكنه وعد بفرض الرسوم الجمركية، ووعد بمواجهة الصين بشكل مباشر وغير مباشر".

جمهوري من "الصقور".. مواقف روبيو تجاه إيران والصين وروسيا أعلن دونالد ترامب، الأربعاء، تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية، مؤكدا معلومات تداولتها وسائل إعلام أميركية.

وأشار زاراتي إلى هذه الإجراءات قد يكون لها "أثر على حلفاء آخرين مثل المكسيك حيث هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصناعات المكسيكية المرتبطة بالصين. لذا سيكون هناك آثار وتداعيات للمواجهة مع الصين، وسيكون هناك توتر بالتأكيد، وفي نهاية الأمر، سنرى إلى أي حد ستكون إدارة ترامب مستعدة للدفاع عن تايوان في وجه العدوان الصيني. وهذه باعتقادي هي المسألة الجوهرية التي تتعلق بمدى عدائية إدارة ترامب في شرق آسيا، وهي قضية الدفاع عن تايوان".

وذكر أن هناك أوساط داخل الحزب الجمهوري حزينة على "فقدان واشنطن قوة الردع تجاه الدول المنافسة، والأطراف الفاعلة غير الدول، قائلة إن هناك شعوراً بأن أعداءنا لم يعودوا يخشوننا، وأن علينا فعل المزيد لردعهم، وهذا يضع عبئا على الأصول العسكرية وغيرها من أدوات الدولة، لإثبات أن الولايات المتحدة لن تكون غائبة".

السياسة الخارجية خلال الفترة الانتقالية بايدن في البيت الأبيض عقب الانتخابات الرئاسية - أسوشيتد برس

من الملامح المميزة للنظام الدستوري الأميركي، هو أن الإدارة تستغرق وقتا طويلا في التغيير، حيث سيمضي شهران ونصف حتى الأسبوع الثالث من يناير، قبل أن يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس مرة أخرى.

حتى ذلك الحين، لا يزال جو بايدن هو الرئيس، ولهذا "فيما يتعلق بأوكرانيا فهو سيحاول بالتأكيد تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية، فهو يعلم أن ترامب سيتولى الرئاسة لكنه لا يعلم إن كان سيواصل تقديم الدعم، لذا سيحاول الحصول على كافة المساعدات الممكنة من وزارة الدفاع" وفقا لروس.

ويعتقد أن بايدن "يريد بشدة أن يشهد نهاية للحرب في غزة. فالإدارة قريبة من التوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار في لبنان. وهو يريد أن يرى نهاية الحرب في غزة".

أقل من 3 أشهر وتنتهي ولايته.. بايدن يسعى لتحقيق إنجاز في الشرق الأوسط يبقى الرئيس الأميركي، جو بايدن يمارس صلاحيته حتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب في يناير من 2025.

وينوه روس إلى "مفارقة لافتة هنا، أن رئيس الوزراء نتانياهو أدرك عندما قال الرئيس المنتخب ترامب (أريد أن تنتهي الحرب، ويفضل أن تنتهي قبل أن أتسلم السلطة). أعتقد أنه أدرك أن من مصلحته أن يحاول التوصل إلى تفاهم مع بايدن والحصول على بعض الالتزامات من بايدن، والتي قد تكون في صالحه، مع الأخذ بالاعتبار مذكرة التفاهم، فترة مذكرة التفاهم سوف تنتهي، وهي المذكرة التي تنص على منح مساعدات عسكرية لعشر سنوات، بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً لإسرائيل. ستنتهي مدة هذه الاتفاقية في العام 2026 ما يعني أنه يجب التفاوض عليها العام القادم".

وأضاف أنه يتوقع أن "يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس بايدن التوصل إلى بعض المعايير أو المبادئ المتعلقة بهذه الاتفاقية ليرثها الرئيس ترامب، والذي قد يتعامل معها من منظور آخر بالقول، لا يمكنني أن أفعل أقل مما فعله الرئيس بايدن. لذا أظن أنه سيكون هناك اهتمام، أولاً في محاولة إنهاء الحرب، وثانياً في محاولة التوصل إلى تفاهمات حول طبيعة المساعدات الأمنية لإسرائيل خلال السنوات المقبلة".

وأشار روس إلى أن "ترامب ليس بالشخص الذي يحبذ تقديم كميات كبيرة من المساعدات الأمنية للآخرين، لكن هذا لا يعني أنه لن يفعل، لكنه بطبيعته سيقدم أقل وليس أكثر".

أولويات بايدن

من جانبه يرجح زاراتي أننا "سنشهد تسارعا في الإجراءات والخطوات والمساعدات لكافة القضايا التي تهم الإدارة الحالية وتخشى ألا تكون من أولويات الرئيس ترامب، وهذا يشمل أوكرانيا ومحاولة إنهاء الحروب أو تسهيل التوصل لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط في محاولة لخفض التصعيد كلما أمكن".

وزاد أن "إدارة بايدن ستقوم بكل ما في وسعها لتقليل التوترات ومنع أي تصعيد آخر"، خاصة بين إسرائيل وإيران.

وعلى الصعيد الداخلي للولايات المتحدة وحتى خلال الدورة الانتخابية، بدأت إدارة بايدن في "تسريع إقرار الكثير من السياسات والقوانين وغيرها والتي تريد إنجازها قبل عملية الانتقال، وهذا ليس الوضع المعتاد في الفترات الانتقالية السابقة" وذلك كنوع من تقديم الاحترام للإدارة المقبلة بحسب زاراتي.

تعيينات ترامب ترامب اعلن نيته إنشاء "إدارة الكفاءة الحكومية" بقيادة إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي

ويؤكد الخبير الأمني، زاراتي أن إدارة الرئيس المنتخب تمتاز بـ "تنظيم واحترافية أكثر بكثير مما حدث في العام 2016، خلال 2015 و2016. وهذا أمر جيد"، مشيرا إلى أن "هناك قدرا أقل من الفوضى المحيطة بالموظفين وتدقيقهم".

ويرى أن "ترامب سيرغب بتعيين أشخاص كانوا مخلصين وموالين له في السراء والضراء وفي احداث السادس من يناير، لذا فهناك احتمال وجود بعض المتملقين في مناصب عليا".

بعد فوز ترامب، كيف ستؤثر نتائج الانتخابات على السياسة العالمية بعد فوز ترامب في الانتخابات، كيف ستتغير استراتيجيات القوى الكبرى مثل روسيا والصين وإيران؟ هل نشهد تراجعًا في التوترات أم مزيدًا من التصعيد خلال الفترة الانتقالية؟

ويرجح زاراتي أن ترامب لن يعمل فقط وفق رغباته الشخصية بتعيين الموالين له، بل إن هناك أيضا "ضرورة سياسية لتعيين أشخاص موالين له في مناصب قيادية. لذا لن أفاجأ إن رأيت أشخاصا مثل مايك بومبيو يعود إلى منصب ذي صلة، أو تعيين ماركو روبيو في منصب ما ليصبح لدينا خليط من الموالين في الإدارة".

بدوره يقول الدبلوماسي الأسبق، روس إن "أحد الدروس التي تعلمها (ترامب) من فترته الرئاسية الأولى، هو عدم تعيين أشخاص يخالفون رغباته، وهو لن يعرف إلا في وقت لاحق أنهم لم يفعلوا ما أراد. وهذا يعني أنه سيعين أشخاصا يثق في تنفيذهم لرغباته".

وأضاف أنه "مع ذلك فقد يكون لدينا شيء من التوازن"، متوقعا "أن يعين بعض المقربين منه ممن يشعر أنهم سيحرصون على تنفيذ القرارات التي اتخذها". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة فی السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط الرئیس المنتخب دونالد ترامب إدارة ترامب التوصل إلى سیکون هناک فوز ترامب ترامب فی أن ترامب قد یکون أن هناک إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: إدارة بايدن تستغل سقوط الأسد للدفاع عن فشل سياستها في الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استغلت سقوط الرئيس السوري بشارالأسد للدفاع عن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط والتي تعرضت للكثير من الانتقادات مؤخرا، لاسيما في تعاملها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

وقالت الصحيفة في مقال تحليلي بعنوان "إدارة بايدن تستغل سقوط الأسد لدفاع عن سجلها في الشرق الأوسط" إن البيت الأبيض يسعى إلى إعادة صياغة سياسته في الشرق الأوسط والتي أثارت الكثير من الانتقادات باعتبارها سياسة ناجحة، مع تسليط الضوء على أن دعم بايدن القوي لإسرائيل ونهجه في المنطقة مهد الطريق للأحداث التي أدت في النهاية إلى "الإطاحة" بالأسد، وأنها يمكن أن تجلب حقبة جديدة من التعاون بين واشنطن والسلطة الجديدة في سوريا.

ووفقا للتقرير، يقول المنتقدون إنه لا ينبغي أبدا التقليل من أهمية المأساة التي شهدتها غزة جراء مواصلة إدارة بايدن لدعمها غير المشروط لإسرائيل.

ويرى التقدميون وعدد متزايد من الديمقراطيين أن تعامل بايدن مع حرب إسرائيل في غزة يمثل فشلًا كبيرًا في السياسة الخارجية، حيث يقول البعض في الحزب إن عدم رغبته في كبح جماح إسرائيل وتجنب كارثة إنسانية في غزة من شأنه أن يشوه إرثه الطويل الأمد.

ويعمل بايدن ومساعدوه الآن على إعادة صياغة دعمه غير المشروط إلى لإسرائيل باعتباره نجاحا كبيرا، قائلين إنه أدى إلى إضعاف كل من حركة حماس و"حزب الله"، الأمر الذي مهد الطريق وجعل سقوط الأسد ممكنًا.

ويتفق العديد من الخبراء والمحللون في شؤون الشرق الأوسط على أن إدارة بايدن تستحق الثناء على منعها اندلاع حرب إقليمية شاملة كان من الممكن أن تجر الولايات المتحدة مباشرة إلى المنطقة، وعلى تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية التي ساعدتها في إضعاف حزب الله وحماس، بيد أنهم يقولون أيضًا إن رواية إدارة بايدن تنسب قدرا كبيرا من الفضل إلى الولايات المتحدة في الأحداث التي كانت مدفوعة إلى حد كبير من قبل جهات فاعلة في المنطقة.

وتقول جماعات حقوقية دولية إن سقوط الأسد، على الرغم من فائدته، لا يخفي كم الضحايا المدنيين لاسيما الدمار الذي الحقته الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.

وخلال الحرب، قالت إدارة بايدن مرارا إن إسرائيل لم تبذل ما يكفي من الجهد للحد من الخسائر بين المدنيين، لكنها لم تفعل الكثير للضغط على إسرائيل لتغيير مسارها ووقف الحرب المستمرة في قطاع غزة. 

وقال دبلوماسيون غربيون، إن إسرائيل أغلقت الآن شمال قطاع غزة وربما تستعد لاحتلال غير محدد هناك، بينما يتكدس نحو مليوني فلسطيني في النصف الجنوبي من القطاع الضئيل وسط ظروف مذرية في ظل النقص الحاد في وصول المساعدات الإنسانية.

ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل، باحث بارز في مؤسسة بروكينجز عمل على قضايا الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون: "إن أجزاء من الحجة صحيحة ــ نعم، لقد وقفنا إلى جانب إسرائيل، ولكن في رأيي، فإن هذا مبالغ فيه إلى حد ما في عدة قضايا تعاملت معها الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، أبرزها الكارثة الإنسانية المروعة في غزة".

وأشار الباحث الأمريكي إلى أن ما يقرب من 45 ألف فلسطيني قُتلوا وأصيب أكثر من 100 ألف في قطاع غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

وقال ريدل: "هذه كارثة إنسانية ذات أبعاد واسعة، ولم تفعل إدارة بايدن شيئًا حقًا لوقفها عندما كانت لديها كل الوسائل في العالم للقيام بذلك".

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان زعم بايدن بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها - بما في ذلك بذل كل ما في وسعها لتدمير حماس بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي هاجم فيها مسلحون إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة. 

وفي أعقاب ذلك انخرطت إيران، من خلال وكلائها حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، في حربا متعددة الجبهات غير مسبوقة ضد إسرائيل في الساعات والأيام التي أعقبت الهجوم، والتي يقول مساعدو بايدن إنها لم تترك للولايات المتحدة خيارًا سوى تقديم الدعم المستمر لإسرائيل، وفقا للتقرير.

ومنذ ذلك الحين، قضت إسرائيل على حزب الله، وقتلت بشكل منهجي كبار قادته، بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله، كما قتلت زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار.

ويقول مسؤولون في إدارة بايدن إن هذه النكسات جعلت إيران عاجزة عن الدفاع عن الأسد في الوقت الذي سيطرت فيه فصائل مسلحة على مدن سورية رئيسية في هجوم خاطف هذا الشهر.

كما اعتبروا أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ضد العمليات العسكرية الروسية،جعل موسكو عاجزة، مثل إيران، عن الدفاع عن الأسد، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.

وقالوا إنه "بدون هؤلاء الرعاة الأقوياء (موسكو وطهران) انهار نظام الأسد بسرعة مذهلة، وفقا للتقرير.

وقدم بايدن نفسه نسخة من هذه الحجة في تصريحات من البيت الأبيض يوم الأحد، حيث أعرب عن تفاؤل حذر بالنسبة للوضع في سوريا، ولكنه أعرب أيضا عن حذره بشأن ما قد يحدث بعد ذلك.

وقال بايدن "لسنوات عديدة، كانت إيران وحزب الله وروسيا الداعمين الرئيسيين للأسد، ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم جميعًا - الثلاثة - لأن الثلاثة أصبحوا أضعف بكثير اليوم مما كانوا عليه عندما توليت منصبي"، وللمرة الأولى على الإطلاق، لم تتمكن روسيا ولا إيران ولا حزب الله من الدفاع عن النظام في سوريا، وهذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها أوكرانيا وإسرائيل للدفاع عن أنفسهما، بدعم ثابت من الولايات المتحدة.

ووفقا لـ"واشنطن بوست" اقر مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التفاصيل الخاصة، بوجود "طرق أفضل" لإسرائيل لخوض حروبها، وخاصة في غزة.

أما بالنسبة للمعاناة في غزة، بما في ذلك انتشار الجوع ونزوح الآلاف من منازلهم وانتشار الأمراض وانهيار المنظومة الصحية في القطاع، فإن مساعدي بايدن يزعمون أن الأخير ضغط على إسرائيل كثيرا للسماح بدخول المزيد من المساعدات وانتزع من حكومة بنيامين نتنياهو بعض التنازلات المتواضعة بهذا الصدد.

ووفقا للتقرير، حذر العديد من الخبراء من أنه على الرغم من الدراما التي أحدثها سقوط الأسد، فمن السابق لأوانه للغاية الإعلان عن يوم جديد في الشرق الأوسط، وأن أي ادعاءات بالفضل من جانب الإدارة قد تكون سابقة لأوانها.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تستغل سقوط الأسد للدفاع عن فشل سياستها في الشرق الأوسط
  • خبير عسكري: صفقة الأسرى في غزة ستُنجز خلال فترة بايدن (فيديو)
  • بايدن يبحث مع القائم بأعمال الرئيس الكوري الجنوبي جهود تعزيز التحالف
  • روّج له باستخدام صورة لزوجة بايدن.. ترامب يطرح عطرًا جديدًا في خطوة مثيرة للجدل!
  • باحث: السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب تثير القلق في أوكرانيا
  • أول تحديات ترامب في السياسة الخارجية بات واضحا
  • حماس: هناك فرصة لإعلان وقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب ترامب
  • ترامب: هناك أفكار أخرى غير حل الدولتين
  • بايدن يعلن إستراتيجية ناقصة للتصدي لاستهداف المسلمين
  • ترامب يعلق على سماح بايدن لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحة أمريكية