الطريقة القادرية الكسنزانية بالعراق والعالم تنعي شقيقة شيخ الأزهر
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
نعت الطريقة العليا القادرية الكسنزانية بدولة العراق، برئاسة شيخها السيد شمس الدين محمد نهرو الكسنزان القادري الحسيني، شقيقة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والتي وافتها المنية عن عمر يناهز الـ90 عامًا.
وأرسلت الطريقة العلية القادرية الكسنزانية بالعراق والعالم برقية عزاء إلي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قالت فيها لقد تلقينا بمزيد من الحزن والآسى والتسليم والرضى بقضاء الله وقدره نبأ وفاة شقيقتكم رحمها الله تعالى، ونحن إذ نشاطركم أحزانكم بهذا المصاب الجلل، ولا يسعنا إلا أن نتقدم لفضيلتكم والأسرة الكريمة بخالص التعازي وعظيم المواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة، وأن يبعد عنكم وعن ذويكم كل مكروه وسوء، وأن يسكن فقيدتكم دار كرامتهِ وجنتهِ وأن ينزل عليها شآبيب رحمته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وشُيعت جنازة الشقيقة الكبرى لشيخ الأزهر، صباح أمس الأربعاء، بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر، وكانت أسرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قد أعلنت عن وفاة شقيقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وتقام مراسم العزاء بديوان آل الطيب بمحافظة الأقصر، بمسقط رأس شيخ الأزهر، بمدينة القرنة، ويقام العزاء في ساحة الطيب بالأقصر.
وتوفيت الحاجة سميحة عن عمر يناهز 90 عامًا، عقب دخولها مستشفى الكرنك الدولى بالأقصر، بعد تعرضها لأزمة صحية.
نعى الأزهر الشريف الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، الشقيقة الكبرى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى، صباح اليوم الأربعاء، سائلين المولى- عز وجل- أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنها فسيح جناته.
من ناحيته، نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، المغفور لها بإذن الله، الحاجة سمحية محمد أحمد الطيب، شقيقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، حفظه الله، سائلًا الله- جل جلاله- أن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وأن يجمعها مع الصالحين والأبرار في جنات النعيم.
وتقدم الدكتور أسامة الأزهري بخالص العزاء والمواساة إلى فضيلة الإمام الأكبر وإلى كل العائلة الكريمة الموقرة آل الطيب الحساني الكرام، راجيًا من الله تعالى أن يجعل هذا المصاب الجلل في ميزان حسناتهم، وأن يربط على قلوبهم برباط الصبر والسكينة والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الحسن الإلهي موجود في كل شيء خلقه الله تعالى
قال فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، إن اسم الله تعالى "الحكيم" لا يفسر إلا على وزنين فقط، إما أن يفسر على وزن "فعيل" بمعنى عليم، أو أن يفسر على وزن "مفعل" بمعنى محكم، بكسر الكاف، ومعناه الإحكام لأنه قد أحكم الأشياء، أي أتقنها وأحسن تقديرها، مصداقا لقوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ"، والمراد هنا الحسن الإلهي الموجود في كل شيء خلقه الله تعالى، لافتا أن الحسن الإلهي يشمل أيضا بعض المخلوقات التي لا يظهر فيها الحسن، مثل الحشرات والمخلوقات الدنيا، لأن الحسن الإلهي ليس معناه الجمال الظاهر أو البهاء والرواء، فالجمال والحسن الإلهي ليس جمال الشكل فقط، ولكن المراد في "الذي أحسن كل شيء خلقه" هنا إتقان الخلق، وهذا مهم لأن الإتقان في الخلق، وخاصة في الإنسان، يظهر ظهورا بينا.
وبين فضيلة الإمام الأكبر، في الحلقة العشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أنه إذا كانت عندنا بعض المخلوقات لا يمكن أن يسبق عليها الحسن بمعنى البهاء والجمال الظاهري، فإنه يصدق عليها الحسن الإلهي بمعنى إتقان الخلق، ولذلك قال سبحانه وتعالى في آية ثانية: " الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"، وقد فسرت هذه الآية المراد من قوله تعالى في الآية الأولى "أحسن كل شيء خلقه" على أنه حسن التقدير وإتقان الخلق وليس حسن الشكل والجمال الظاهري، ولهذا فإن دلالة بعض المخلوقات الدنيا كالحشرات وغيرها، والتي لا تظهر جميلة بالنسبة لنا، على وجود الله تعالى مثل دلالة الجبال والأرض والسماوات، لأن فيها تقدير وإتقان خلق يعرفه العالمون، ولذلك عندما نراها نقف عندها ونقول "سبحان الله".
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن المراد بالإتقان الذي هو معنى "أحسن"، الحماية، وفيه رقيب وحماية الأضداد من أن يطغى بعضها على بعض، فالإنسان بخلقه المعقد يتكون من أجهزة داخلية ولها درجة حرارة معينة، وعندما ترتفع درجة حرارته قليلا وتصل إلى 40 درجة، يقلق ويشعر بالإعياء، إلا أن إتقان الله تعالى لخلقه، هو المسؤول عن ضبط حرارة الإنسان عند 37 درجة، وذلك هو المراد بحسن التقدير وإتقان الخلق، لافتا أن من أكثر الأمور عجبا فيما يتعلق بمسألة حسن التقدير وإتقان الخلق، ما يتعلق بعملية تلقيح الزهور، فمنها ما يلقحه الحشرات ومنها ما يتلقح بالريح، وتلك التي تتلقح بالريح لا تحتاج لإغراءات كي تتلقح، فالريح يهب دائما ويساعدها على التلقيح، أما النباتات الأخر التي تلقحها الحشرات فقد زودت بلون جميل، وبعطر معين يجذب هذه الحشرة لتلقيحها.
واختتم فضيلة الإمام الطيب الحلقة بتأكيد أن هذا هو المقصود بالإتقان وحسن التقدير الوارد في قوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ"، فرغم أن الإنسان خلق من طين، إلا أنه محكم ومتقن، فكيف يخرج من الطين هذا العقل وهذه الروح وهي كلها مضادة للطين، فخلقه وأعطاه العقل والتفكير وتحمل المسؤولية والإحساس والشعور والحب والغضب وغيرها، وهذه كلها ليست صفات الطين، ثم الروح التي نفخت فيه، هذا هو الإتقان الذي يدل على الحكمة، فهو سبحانه وتعالى "حكيم" بمعنى متقن لخلق الأشياء.