الملايين تُنفق على الاستشارات والنتيجة: حظر أوروبي مستمر على الخطوط الجوية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
15 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: يستمر الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية ما يكشف عن أزمة عميقة تتعلق بجودة نظام الطيران لدى الشركة، وغياب التدابير الكافية للسلامة، إذ يعزو خبراء في مجال الطيران هذا الحظر إلى عدم استيفاء الشركة للمعايير الدولية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تراكم مشاكل الصيانة وتدريب الطيارين والمختصين التقنيين.
و أعلنت الخطوط الجوية العراقية نهاية أكتوبر الماضي عن إضافة 13 طائرة جديدة لأسطولها ضمن خطة تجديد تستمر حتى عام 2027، لكن الأسطول الجديد لن يحل الأزمة طالما أن معايير السلامة غير مطبقة عملياً.
وأكد عضو لجنة النقل في البرلمان العراقي، النائب زهير الفتلاوي، أن تحديث الأسطول قد يبدو خطوة للأمام، لكنه في الحقيقة لن يكفي لرفع الحظر ما لم يُنفذ العراق المعايير الصارمة التي تفرضها الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA).
وأوضح الفتلاوي أن المشكلة تكمن في نظام الصيانة وتدريب الكوادر، مضيفاً أن “الأمر يتطلب مركز تدريب معتمد، ونظام إدارة سلامة متكامل للطائرات والمطارات، وهذه الأمور لا تزال شبه غائبة.”
وتشير المعلومات الى ان وزارة النقل تتكبد ملايين الدولارات سنوياً لتمويل مكاتب استشارية معتمدة من الجهات الدولية، بهدف تطوير أدائها، ولكن هذه المكاتب تقدم استشارات نظرية أكثر من كونها تطبيقاً عملياً للمعايير المطلوبة.
والاعتماد على هذه الاستشارات دون متابعة التنفيذ الفعلي يُعد مضيعة للوقت والمال، ويشير إلى غياب الإرادة الحقيقية لتحقيق تغيير ملموس.
وتشير معلومات الى أن “كل الجهود تبدو وكأنها محاولات للتسويق الإعلامي أكثر من كونها سعيًا جادًا لرفع الحظر”، فيما الهيكل الإداري الجديد الذي وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لاعتماده مؤخراً، قد يكون خطوة إيجابية، لكن التحدي يكمن في تحويله إلى واقع ميداني يلمسه العاملون والمسافرون على حد سواء.
ووفق آراء تتردد في الأوساط المعنية، فإن الحظر لن يُرفع إلا إذا بدأ العراق في تنفيذ تغييرات جذرية تشمل تطوير منظومات الطيران والسلامة وإطلاق مراكز تدريب معتمدة للطيارين والتقنيين، مشيرة إلى أن “تحسين أسطول الطائرات لا يعني شيئاً طالما أن الطائرات تفتقر إلى صيانة دقيقة ونظام تشغيل متقدم.”
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فراغ استراتيجي في قلب الشرق الأوسط يؤثر على العراق
13 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات عميقة حول مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا، خاصة في ظل سيطرة فصائل متشددة على السلطة هناك.
ففي بغداد، اجتمع المشهد بين مشاعر السعادة بزوال الاستبداد وبين القلق من سيناريوهات مستقبلية قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية والأمنية في المنطقة.
عراقيون عبروا على وسائل التواصل الاجتماعي عن آرائهم حيال التحولات السورية. قال أحدهم في تغريدة على منصة “إكس”: “انتهى عهد الأسد، لكن هل بدأت حقبة السلام؟ الفصائل التي تقود سوريا الآن قد تجلب معها فوضى جديدة، ونحن في العراق أول من سيدفع الثمن.”
بينما قالت مواطنة عراقية على فيسبوك: “الشعب السوري يستحق الفرح بعد 14 عامًا من الثورة، لكن يجب أن نحذر من القوى التي تملأ الفراغ بعد الأسد.”
في المشهد السياسي العراقي، تحدث عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، بلهجة طمأنة قائلاً: “الأمور في العراق تحت السيطرة. رغم الأحداث السورية، فإن عراق 2024 مختلف جذريًا عن عراق 2014 من حيث التماسك المجتمعي والجهوزية الأمنية.”
بينما عبّر حيدر العبادي عن أمله في أن يكون هذا التحول “يوم وحدة وعدالة وسلام للشعب السوري”، لكنه لم يخف قلقه من تداعيات انهيار النظام السوري على الأمن الإقليمي.
على الجانب الآخر، جاء تصريح القيادي في تيار الحكمة حسن فدعم مثيرًا للجدل، إذ قال: “إذا فكر أحد في سوريا الجديدة بإسقاط النظام السياسي في العراق، سنجعل سوريا جزءًا من العراق.”
تصريح يعكس التوترات المتزايدة بين بغداد ودمشق، خاصة مع تحول سوريا إلى بؤرة محتملة للصراعات الإقليمية.
فيما تحدث رئيس مجلس النواب الأسبق، أسامة النجيفي، بنبرة تدعو للتفاؤل النسبي قائلاً: “المرحلة القادمة يجب أن تكون بعيدة عن الدم والانتقام، لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري.”
لكن السؤال في الوقت نفسه عن قدرة القوى المتشددة على بناء هذه الدولة.
تحت هذا السقف المليء بالضبابية، اعتبر محللون أن سقوط النظام السوري خلق فراغًا استراتيجيًا قد يغيّر ميزان القوى في المنطقة.
و سوريا كانت جسراً رئيسياً للعراق على مستويات متعددة، وهو ما يضع بغداد أمام تحديات جديدة. ووفق تحليل نشره ناشط على منصة “إكس”: “العراق بحاجة إلى تعزيز التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التغيرات السريعة في سوريا.”
من جانب آخر، تبدو القوى الشيعية في العراق، وخاصة الفصائل المسلحة، قلقة من المتغيرات السورية. وفق مصدر سياسي مطلع تحدث من بغداد: “هذه القوى تنظر إلى سقوط الأسد كخسارة للحليف الاستراتيجي، وتتوجس من أن تقود المتغيرات إلى اضطرابات أمنية عابرة للحدود.”
وقال الباحث السياسية احسان الشمري: “الوضع السوري الجديد ليس مجرد شأن داخلي، بل هو أزمة هوية للمنطقة بأسرها”.
مع تصاعد الأصوات المحذّرة، يبقى مستقبل العلاقة العراقية السورية معلقًا بين أمل التغيير الإيجابي وخوف التداعيات الكارثية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts