ماذا قالت حركة فتح في الذكرى السادسة والثلاثين لإعلان الاستقلال ؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أكدت حركة فتح اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 ، أن هدف الحرية وإنجاز الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو حق لا يمكن التنازل عنه ولا يخضع للمساومة، وهو ثابت وطني سيبقى الشعب الفلسطيني متمسكا به ويسعى لتحقيقه مهما بلغت التضحيات، مشيرة إلى أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير والاستقلال لا يمكن أن يستمر، وهو ظلم تاريخي يجب أن يتوقف.
ودعت فتح، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لإعلان الاستقلال، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة، كخطوة ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الاوسط، مؤكدة أن الدولة الفلسطينية قائمة فعلا لكنها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يقرر مصيره بنفسه على أرض وطنه التاريخي في إطار حل الدولتين الذي يجمع عليه المجتمع الدولي.
وقالت "فتح" إن المدخل اليوم لحماية حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، هو في وقف العدوان في قطاع غزة فورا، ووقف المخططات التوسعية في الضفة بما فيها القدس، مشيرة إلى أن ما تقوم به حكومة اليمين الإسرائيلي في قطاع غزة من تهجير وتغيير في واقع القطاع إنما هدفه منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولتمرير مخطط فرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة، وحرمان الشعب الفلسطيني مجددا من حقه في تقرير المصير، والذي هو حق ينص عليه ويضمنه ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي.
ودعت "فتح"، المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية للضغط الكافي على الاحتلال الإسرائيلي للتخلي عن وهم القضاء على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وكسر إرادة الحرية والاستقلال لديه، مؤكدة أن هذا الوهم قد أسقطته تجربة الصراع الطويل، فقد أثبت الشعب الفلسطيني بصموده على أرض وطنه التاريخي، وتمسكه الذي لا يلين بحقوقه الوطنية، بأنه شعب متجذر في الأرض لا يمكن هزيمته وثنيه عن حقه الأصيل بالاستقلال.
ودعت "فتح" جماهير الشعب الفلسطيني، إلى الوحدة والتلاحم والصمود في مواجهة العدوان والاحتلال، مشيرة إلى أن الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت هما المدخل لهزيمة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، معاهدة جماهير شعبنا بأنها ستواصل الكفاح على درب الشهداء الأبرار والأسرى الأبطال، درب التحرير والحرية والعودة.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت صحف العالم عن جولة مسقط للمباحثات بين إيران وأمريكا؟
مسقط "عمان": اهتمت الصحف العربية والعالمية الصادرة الأحد بجولة المحادثات الأولى التي جرت السبت في سلطنة عمان، وأفردت لها مساحات إخبارية وتحليلية بالنظر إلى ما تحمله الجولة من دلالات سياسية عميقة تتجاوز حدود الملف النووي، لتطال مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط. وانقسمت تغطية الصحف العالمية والإقليمية بين من يرى في هذه المحادثات بارقة أمل، وبين من يتعامل معها بتشكك في النوايا والنتائج. في هذا التقرير، نستعرض أبرز ما نشرته الصحف الأمريكية والبريطانية والإيرانية والعربية حول جولة مسقط، من العناوين إلى التفاصيل، وصولاً إلى قراءة السياقات والاحتمالات.
نيويورك تايمز: انفراج حذر في مسقط
افتتحت صحيفة "نيويورك تايمز" تغطيتها بالإشارة إلى أن المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، والتي عُقدت بوساطة عُمانية في مسقط، انتهت بمصافحة بين الطرفين ووصف مشترك بأنها كانت "بناءة". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن هذه الجولة قد تفتح الطريق أمام أول مفاوضات رسمية مباشرة بين البلدين في عهد الرئيس دونالد ترامب، منذ انسحابه من الاتفاق النووي التاريخي في 2018.
وأوضحت الصحيفة أن النقاشات تمحورت بشكل أساسي حول منع إيران من تطوير سلاح نووي، دون الإصرار على تفكيك منشآتها النووية، أو مطالبتها بوقف دعمها لجماعات إقليمية مثل حزب الله وحماس والحوثيين. وذكرت أن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص، لم يطلب من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، بل ركز على عدم تحويل المواد المخصبة إلى سلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء تم على شكل محادثات غير مباشرة، استمرت ساعتين ونصف، حيث جلس الطرفان في غرفتين منفصلتين ونقل وزير الخارجية العماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي الرسائل بينهما، قبل أن يلتقي ويتكوف وعراقجي في ختام الجولة لفترة قصيرة.
وتوقفت "نيويورك تايمز" عند تعقيد الخلفيات السياسية، مشيرة إلى استهداف مسؤولين أمريكيين من قبل قراصنة إيرانيين، والتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين خلال حملة الانتخابات الأمريكية 2024. واعتبرت أن رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق تُعد من بين دوافعه لاستئناف هذا المسار، خاصة في ظل رغبته في إبراز إنجاز دبلوماسي وسط فشل مبادراته في غزة وأوكرانيا.
الجارديان البريطانية: نجاح أولي... وإشارات تفاؤل حذر
من جانبها وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية الجولة الأولى من المباحثات بأنها "ناجحة"، موضحة أن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن ركزت على منع إيران من تحويل برنامجها النووي إلى برنامج تسليحي. وأضافت أن الجانبين اتفقا على عقد جولة جديدة يوم 19 أبريل.
وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار المحادثات كان محتملاً لو أصر ترامب على تفكيك البرنامج النووي الإيراني، لكنها رأت في تفادي ذلك مؤشراً على مرونة أمريكية جديدة. كما أبرزت الجارديان دور سلطنة عمان المركزي، حيث وصفته بـ"الوسيط الصامت والموثوق"، واعتبرت أن هذه الجولة أعادت فتح نافذة الحوار التي كانت مغلقة منذ سنوات.
وذكرت الصحيفة أن من أبرز التحديات المطروحة هي كيفية التخلص من مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وسبل إعادة تفعيل نظام الرقابة الدولية على منشآتها.
وول ستريت جورنال: مطالب اقتصادية إيرانية مقابل تقليص التخصيب
ركزت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تغطيتها على الشروط الإيرانية، حيث كشفت أن طهران طالبت بالسماح لها بالوصول إلى مليارات الدولارات المجمدة في الخارج، ووقف الضغوط الأمريكية على المشترين الصينيين للنفط الإيراني.
وأشارت إلى أن إيران عرضت في المقابل العودة إلى مستويات التخصيب التي نص عليها اتفاق 2015، لكنها شددت على أنها لن تقبل بتفكيك البرنامج النووي، ولن تتخلى عن طبيعته "السلمية" كما تدّعي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قدّم ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء" الإيرانية، معرباً عن الاستعداد لمواصلة الحوار، لكن دون تجاوز تلك الحدود.
صحيفة اعتماد الإيرانية: المفاوضات اختبار حقيقي للنوايا
وفي تغطية موسعة، نشرت صحيفة "اعتماد" الإيرانية سلسلة مقالات ومقابلات سلطت فيها الضوء على الزوايا الإيرانية المختلفة. اعتبرت الصحيفة أن المفاوضات في مسقط تُعد بمثابة اختبار مبكر لنيات الطرفين، مشيرة إلى أن الحديث عن اتفاق شامل يبدو بعيدًا، لكن التفاهم على خطوات مرحلية يظل ممكنا.
وقال الدبلوماسي السابق كوروش أحمدي للصحيفة إن المحادثات التي جرت في مسقط ليست سوى بداية لمسار تفاوضي طويل، موضحا أن الاجتماع الأول كان أقرب إلى تحديد الإطار العام والآليات، وليس للخوض في القضايا الجوهرية بعد. وأضاف أن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت على غرار ما حدث في 2014 يظل قائما.
أما الباحث السياسي حسن بهشتي بور، فقد رأى أن الاتفاق المؤقت بمعناه الزمني (3 إلى 6 أشهر) يعزز مناخ عدم الثقة، ودعا إلى نهج "الإجراء مقابل الإجراء" الذي يضمن خطوات متزامنة لبناء الثقة.
إطلاعات: إشادة إيرانية بالدور العُماني
في المقابل، سلطت صحيفة "إطلاعات" الإيرانية الرسمية الضوء على البيان الصادر عن البيت الأبيض، مشيرة إلى أنه وصف المحادثات بأنها إيجابية وبنّاءة، وأن اللقاء المباشر القصير بين ويتكوف وعراقجي كان بمثابة خطوة إلى الأمام.
كما أبرزت الصحيفة إشادة عراقجي بوساطة وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي، مؤكدا أن اللقاء جرى في أجواء من الاحترام المتبادل، وأن الجانبين اتفقا على الاستمرار في التفاوض خلال الأيام المقبلة.
الجزيرة نت: تأكيد على استمرار المحادثات
أشارت "الجزيرة نت" إلى تصريحات ترامب بأن المحادثات تمضي بشكل جيد، رغم أنه لا يريد الحديث عن تفاصيلها حاليا. كما نقلت عن ستيف ويتكوف تأكيده على أن الجولة القادمة ستُعقد يوم 19 أبريل، في ظل أجواء إيجابية.
وأبرزت الشبكة تصريح البيت الأبيض بأن ويتكوف تلقى تعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي للعمل على حل الخلافات مع إيران بالطرق الدبلوماسية.
موقف إسرائيل: الرفض المطلق
ونقلت معظم الصحف، ومن بينها "نيويورك تايمز" و"الجارديان"، تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن أي اتفاق مع إيران يجب أن يتضمن تدمير المواقع النووية الإيرانية تحت إشراف أمريكي مباشر، وإلا فإن الخيار العسكري سيكون هو الحل الوحيد.
ويرى محللون في توقيت المحادثات دلالة على حاجة كل من واشنطن وطهران إلى تقليل التصعيد. فإيران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة بفعل العقوبات، والانقطاعات المتكررة للكهرباء، وتراجع نفوذها الإقليمي، بينما يريد ترامب تحقيق اختراق دبلوماسي في سياق إعادة انتخابه وإخفاقاته الخارجية الأخرى.
وفي المقابل، تبقى إسرائيل متحفزة عسكريا، فيما تراقب العواصم الخليجية المسار بحذر، في ظل إدراك أن أي انفجار في العلاقات الأمريكية الإيرانية قد يؤثر مباشرة على أمنها الداخلي والاقتصادي.
وتشير جولة مسقط إلى بداية انفراج دبلوماسي محتمل، وإن كان هشًا. غياب الشروط المسبقة، والإقرار المتبادل بالحاجة إلى الحوار، وتأكيد جميع الأطراف على أجواء إيجابية، هي مؤشرات مشجعة. غير أن عقبات كثيرة لا تزال قائمة: من بينها مخزون اليورانيوم المخصب، ومطالب إيران الاقتصادية، وتحفظات إسرائيل.
وركزت الصحف في تغطيتها على أن سلطنة عُمان، تبقى كعادتها، الدولة التي تنجح في الحفاظ على مكانتها كوسيط موثوق في واحدة من أعقد ملفات المنطقة، ما يعزز دورها الإقليمي المتزن. الجولة الثانية من المفاوضات، المقررة يوم 19 أبريل، ستكون اختبارا عمليا للنيات، وقد تحدد إن كانت هذه العودة إلى طاولة المفاوضات ستؤسس لمسار تفاوضي جديد، أم أنها لحظة دبلوماسية عابرة في مشهد معقّد.