الثورة نت:
2024-12-15@17:37:36 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

 

 

لقد دلت متواليات الصراع في الزمن الحديث، أن العنف عملية تدميرية قاتلة وهي رؤية لا تمت إلى إرادة الحياة والنماء والتحديث والتغيير والانتقال بصلة.. وقد رأينا نحن في اليمن كيف عدنا إلى نقاط تاريخية بعينها، فالمحافظات الجنوبية التي تجاوزت البناءات الاجتماعية القديمة خلال عقدين من زمن ما بعد الاستقلال إلى عام90م، حدث ويحدث الآن تراجع مذهل في مشروعهم من خلال تفاعل رموزهم أو أبرز رموز الاشتراكي مع العصبيات القديمة، وأعني أولئك الذين غادروا عدن في أحداث 13 يناير 86م وعادوا اليها بعد أحداث ثورة 21 سبتمبر 2014م، وتداعياتها التي حدثت في 21 يناير 2015م، والتي على إثرها استقال الرئيس التوافقي ثم غادر إلى عدن وتراجع عن استقالته وعمد إلى تدمير ما تبقى من مظاهر الدولة وما تبقى من مظاهر المؤسسة العسكرية والأمنية بعد ذلك النشاط المحموم في مشروع الهيكلة الذي دلت الأيام والأحداث أنه كان مشروعاً تدميرياً كانت حركة الإخوان العالمية تسعى إليه وما تزال، ومثل ذلك التوجه للإخوان لم يكن خاصاً باليمن بل دلت الوقائع على عمومه سواءً في مصر أو في سوريا أو في العراق أو في ليبيا وتونس، ولعل الظاهرة النصية للإخوان والثبات الذي تمتاز به رؤيتهم وثقافتهم قد صبغت المرحلة بحالة انكسارية هي الآن في أشد أنواع البهوت وأمام حالة مقاومة قادرة على الصناعة والصراع بين الحالين هي السمة البارزة في كل دول «الربيع العربي»، والصراع بين الحالين الذي أقصده هو صراع بين ماضٍ ثابت متحجر، وحاضر متحول ينشد المستقبل.

. وهذا الصراع قائم في مصر وليبيا وفي تونس وفي سوريا وهو أكثر وضوحاً في تجاذبات عدن وما جاورها وفي استعدادات «نخلاء والسحيل» في مارب والجوف، وما بين الحالين يبقى الأمل بالانتصار على ثقافة الموت والفوضى والدمار.
ويبدو أن العدوان بكل تجلياته وتحالفاته لا يكاد يخرج عن نسقه التاريخي، فالسعودية التي واجهت حركة الاستقلال في الجنوب في مطلع عقد الستينيات من القرن الماضي ووقفت ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال كانت تخوض معركتها في الأرض اليمنية ليس دفاعاً عن نفسها خوف حركة التحرر التي تقودها الحركة القومية الناصرية فقط، ولكنها كانت تخوض معركة نيابة عن المستعمر البريطاني الذي تداخل مع التكوين الأول والنشأة الجديدة للدولة السعودية، لذلك كان موقف المملكة ثابتاً لا يخرج عن الإرادة السياسية البريطانية، ومثل ذلك دالة عليه الوثائق التاريخية التي تنص على التبعية الكاملة لبريطانيا، ومنها المذكرة التي تقر أن فلسطين وطن قومي لليهود، ومذيلة بقول الملك عبدالعزيز: فأنا لا أخرج عن رأي بريطانيا..
لذلك لا يمكن الفصل مطلقاً بين العدوان الإسرائيلي في حزيران 67م، على مصر وبين حركة التحرر في اليمن، ونتائج مثل ذلك لا تحتاج كثير تأمل، فبريطانيا التي سمعت كلمات الزعيم جمال عبدالناصر من تعز وهو يقول لها: ” احملي عصاك وارحلي “، أوعزت إلى يدها الطولى في الجزيرة العربية من آل سعود بكسر شوكة عبدالناصر والوقوف أمام ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال والحد من الأثر المباشر لثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب، لذلك كان أثر الثورة بطيئاً في الجنوب بسبب حركة الممانعة التي قادتها السعودية ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال، إذ سارعت إلى الاشتغال في الشمال عن طريق حركة الإخوان التي تشكلت في إطار حزب الله بقيادة الزبيري وأغرت مشايخ القبائل بالذهب واستقطبت بعض العسكريين، وكان ظاهر اشتغالها هو دعم الملكية المتوكلية التي غادرت صنعاء تحت نيران الانفجار الثوري صبيحة 26 سبتمبر 1962م، وباطنه هو دعم المستعمر البريطاني في تغيير معادلة وجوده في جنوب اليمن واستمراره في الهيمنة على عدن ومضيق باب المندب، ولذلك تأجل الجلاء بفضل الممانعة التي قادتها المملكة العربية السعودية منذ تفجر الثورة اليمنية مدة أربعة أعوام من 63م إلى 67م، وخلال هذا الزمن حصلت تبدلات جذرية في السياق السياسي العربي واليمني فقد حصلت نكسة (5 حزيران 67م) في مصر ثم تلتها أحداث أغسطس 67م في اليمن وصولاً إلى انقلاب (5 نوفمبر 67م) الذي أطاح بالسلال المحسوب على مصر وعلى الثورة المصرية وجمال عبدالناصر وجاء المجلس الجمهوري الذي تنازعت النفوذ فيه السعودية مع مصر، بيد أن السعودية كانت أكثر نفوذاً بسبب آثار النكسة النفسية والثقافية والسياسية، ويبدو أن المستعمر البريطاني وجد قدراً من الاطمئنان بعد سيطرة ربيبته السعودية على مفردات اللعبة السياسية في الشمال وهو يدرك الأثر المباشر على الجنوب بل لم يدر في خلده أن يصبح الجنوب دولة مستقلة بحكم التداخل الذي كانت مظاهره واضحة في الجمهورية الأولى التي امتدت من 62م- 1967م برئاسة عبدالله السلال..
في اليمن على وجه العموم قضية وطنية وثقافية لا تحتمل التأجيل والتسويف وأصبح طرحها على طاولة الحوار والنقاش – لابتكار الحلول المناسبة لها- أمراً ضرورياً، فالتمادي ضياع وتيه ولا نرغب باليمن أن تصل إلى حالة التيه التي أصابت الأمم من قبلنا، كما أن الاستقلال فكرة يفترض دراستها من كل جوانبها حتى نصل إلى لحظة الاستقلال الحقيقي، ومعنى الحرية الكاملة، والتقدم التاريخي، لذلك نؤكد على فهم حركة التاريخ على حقيقتها حتى نجتاز ما نحن فيه من خضوع وهوان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بول إيلوار شاعر المقاومة النازية.. هل كانت حبيبته جالا سببا في شهرته؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الفرنسي بول إيلوار (14 ديسمبر 1895)، أحد أبرز مؤسسي الحركة السريالية وأحد رموز المقاومة الأدبية ضد النازية. اشتهر بلقب “شاعر الحرية” لما حملته قصائده من معانٍ عميقة تدعو للحرية والسلام، ليصبح من أكثر الشعراء السرياليين تأثيرًا في القرن العشرين.
 

النشأة والبدايات

وُلد بول إيلوار باسم يوجين إميل بول جريندل لعائلة متواضعة، حيث كان والده محاسبًا ووالدته خياطة. في سن السادسة عشرة، أصيب بالسل مما اضطره للتوقف عن الدراسة والإقامة في مصحة حتى عام 1914. هناك التقى بالشابة الروسية هيلينا دياكونوفا، التي أطلق عليها اسم “جالا”، وأصبحت ملهمته الأولى، حيث كتبت له ذات يوم: “ستصبح شاعرًا عظيمًا”. رغم ظروف الحرب العالمية الأولى، حافظا على التواصل الذي شكّل أحد أسس مسيرته الأدبية.

تأثير الحرب على حياته

في عام 1916، أُرسل بول للعمل في مستشفى عسكري حيث كان يقوم بكتابة رسائل لعائلات الجنود القتلى والجرحى وحفر القبور. هذه التجربة القاسية صقلت مشاعره، وبدأت تظهر بوضوح في أعماله الأولى مثل “الواجب والقلق” و*“قصائد صغيرة من أجل السلام”* الصادرة عام 1919، التي لفتت الأنظار إلى موهبته.

مسيرته الأدبية والسريالية

في عشرينيات القرن الماضي، انضم إيلوار إلى الحركة السريالية، وعبر عن فلسفتها في أعماله التي امتزجت بين الواقعية والأحلام. أصدر أعمالًا بارزة مثل “الموت من عدم الموت” عام 1924 خلال فترة اكتئاب مر بها، إلا أن دعمه لقضايا الحرية والمقاومة ظلت محورًا رئيسيًا في شعره.


 

حياته الشخصية ونهايته
 

ورغم العلاقة العميقة بينه وبين جالا، لم يكتب لهما الزواج، إذ تزوجت لاحقًا من الرسام السريالي سلفادور دالي. توفي بول إيلوار في 18 نوفمبر 1952 إثر نوبة قلبية، وشهدت جنازته في باريس حشدًا ضخمًا يعبر عن مكانته في قلوب الشعب. وقد وصف الكاتب الفرنسي روبرت ساباتير يوم رحيله قائلًا: “كان العالم كله في حداد”.


 

مقالات مشابهة

  • وفاة نبيل الحلفاوي|آخر كلماته كانت عن النادي الأهلي
  • إذا كانت مقبل على شراء سيارة كهربائية.. إليك المميزات والعيوب
  • الموسوي: المقاومة كانت وستبقى
  • بلينكن: واشنطن كانت على اتصال مباشر مع المجموعة التي أطاحت بالأسد
  • حزب الله: الجرائم الإسرائيلية كانت تستهدف كسرنا
  • الشرع يتحدث عن انتخابات ودستور جديد في سوريا وحل الفصائل والصراع مع إسرائيل
  • الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟
  • بول إيلوار شاعر المقاومة النازية.. هل كانت حبيبته جالا سببا في شهرته؟
  • مكونات تدعمها الإمارات تعلن الحكم الذاتي في سقطرى…ما الذي يجري في جنة اليمن الطبيعية؟
  • السعودية وبريطانيا تؤكدان دعمهما للجهود الأممية لحل سياسي شامل في اليمن