الثورة نت:
2024-11-15@01:02:06 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

 

 

لقد دلت متواليات الصراع في الزمن الحديث، أن العنف عملية تدميرية قاتلة وهي رؤية لا تمت إلى إرادة الحياة والنماء والتحديث والتغيير والانتقال بصلة.. وقد رأينا نحن في اليمن كيف عدنا إلى نقاط تاريخية بعينها، فالمحافظات الجنوبية التي تجاوزت البناءات الاجتماعية القديمة خلال عقدين من زمن ما بعد الاستقلال إلى عام90م، حدث ويحدث الآن تراجع مذهل في مشروعهم من خلال تفاعل رموزهم أو أبرز رموز الاشتراكي مع العصبيات القديمة، وأعني أولئك الذين غادروا عدن في أحداث 13 يناير 86م وعادوا اليها بعد أحداث ثورة 21 سبتمبر 2014م، وتداعياتها التي حدثت في 21 يناير 2015م، والتي على إثرها استقال الرئيس التوافقي ثم غادر إلى عدن وتراجع عن استقالته وعمد إلى تدمير ما تبقى من مظاهر الدولة وما تبقى من مظاهر المؤسسة العسكرية والأمنية بعد ذلك النشاط المحموم في مشروع الهيكلة الذي دلت الأيام والأحداث أنه كان مشروعاً تدميرياً كانت حركة الإخوان العالمية تسعى إليه وما تزال، ومثل ذلك التوجه للإخوان لم يكن خاصاً باليمن بل دلت الوقائع على عمومه سواءً في مصر أو في سوريا أو في العراق أو في ليبيا وتونس، ولعل الظاهرة النصية للإخوان والثبات الذي تمتاز به رؤيتهم وثقافتهم قد صبغت المرحلة بحالة انكسارية هي الآن في أشد أنواع البهوت وأمام حالة مقاومة قادرة على الصناعة والصراع بين الحالين هي السمة البارزة في كل دول «الربيع العربي»، والصراع بين الحالين الذي أقصده هو صراع بين ماضٍ ثابت متحجر، وحاضر متحول ينشد المستقبل.

. وهذا الصراع قائم في مصر وليبيا وفي تونس وفي سوريا وهو أكثر وضوحاً في تجاذبات عدن وما جاورها وفي استعدادات «نخلاء والسحيل» في مارب والجوف، وما بين الحالين يبقى الأمل بالانتصار على ثقافة الموت والفوضى والدمار.
ويبدو أن العدوان بكل تجلياته وتحالفاته لا يكاد يخرج عن نسقه التاريخي، فالسعودية التي واجهت حركة الاستقلال في الجنوب في مطلع عقد الستينيات من القرن الماضي ووقفت ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال كانت تخوض معركتها في الأرض اليمنية ليس دفاعاً عن نفسها خوف حركة التحرر التي تقودها الحركة القومية الناصرية فقط، ولكنها كانت تخوض معركة نيابة عن المستعمر البريطاني الذي تداخل مع التكوين الأول والنشأة الجديدة للدولة السعودية، لذلك كان موقف المملكة ثابتاً لا يخرج عن الإرادة السياسية البريطانية، ومثل ذلك دالة عليه الوثائق التاريخية التي تنص على التبعية الكاملة لبريطانيا، ومنها المذكرة التي تقر أن فلسطين وطن قومي لليهود، ومذيلة بقول الملك عبدالعزيز: فأنا لا أخرج عن رأي بريطانيا..
لذلك لا يمكن الفصل مطلقاً بين العدوان الإسرائيلي في حزيران 67م، على مصر وبين حركة التحرر في اليمن، ونتائج مثل ذلك لا تحتاج كثير تأمل، فبريطانيا التي سمعت كلمات الزعيم جمال عبدالناصر من تعز وهو يقول لها: ” احملي عصاك وارحلي “، أوعزت إلى يدها الطولى في الجزيرة العربية من آل سعود بكسر شوكة عبدالناصر والوقوف أمام ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال والحد من الأثر المباشر لثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب، لذلك كان أثر الثورة بطيئاً في الجنوب بسبب حركة الممانعة التي قادتها السعودية ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال، إذ سارعت إلى الاشتغال في الشمال عن طريق حركة الإخوان التي تشكلت في إطار حزب الله بقيادة الزبيري وأغرت مشايخ القبائل بالذهب واستقطبت بعض العسكريين، وكان ظاهر اشتغالها هو دعم الملكية المتوكلية التي غادرت صنعاء تحت نيران الانفجار الثوري صبيحة 26 سبتمبر 1962م، وباطنه هو دعم المستعمر البريطاني في تغيير معادلة وجوده في جنوب اليمن واستمراره في الهيمنة على عدن ومضيق باب المندب، ولذلك تأجل الجلاء بفضل الممانعة التي قادتها المملكة العربية السعودية منذ تفجر الثورة اليمنية مدة أربعة أعوام من 63م إلى 67م، وخلال هذا الزمن حصلت تبدلات جذرية في السياق السياسي العربي واليمني فقد حصلت نكسة (5 حزيران 67م) في مصر ثم تلتها أحداث أغسطس 67م في اليمن وصولاً إلى انقلاب (5 نوفمبر 67م) الذي أطاح بالسلال المحسوب على مصر وعلى الثورة المصرية وجمال عبدالناصر وجاء المجلس الجمهوري الذي تنازعت النفوذ فيه السعودية مع مصر، بيد أن السعودية كانت أكثر نفوذاً بسبب آثار النكسة النفسية والثقافية والسياسية، ويبدو أن المستعمر البريطاني وجد قدراً من الاطمئنان بعد سيطرة ربيبته السعودية على مفردات اللعبة السياسية في الشمال وهو يدرك الأثر المباشر على الجنوب بل لم يدر في خلده أن يصبح الجنوب دولة مستقلة بحكم التداخل الذي كانت مظاهره واضحة في الجمهورية الأولى التي امتدت من 62م- 1967م برئاسة عبدالله السلال..
في اليمن على وجه العموم قضية وطنية وثقافية لا تحتمل التأجيل والتسويف وأصبح طرحها على طاولة الحوار والنقاش – لابتكار الحلول المناسبة لها- أمراً ضرورياً، فالتمادي ضياع وتيه ولا نرغب باليمن أن تصل إلى حالة التيه التي أصابت الأمم من قبلنا، كما أن الاستقلال فكرة يفترض دراستها من كل جوانبها حتى نصل إلى لحظة الاستقلال الحقيقي، ومعنى الحرية الكاملة، والتقدم التاريخي، لذلك نؤكد على فهم حركة التاريخ على حقيقتها حتى نجتاز ما نحن فيه من خضوع وهوان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السعودية تؤكد دعمها لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكد قائد القوات المشتركة السعودية الفريق الركن فهد السلمان، دعم المملكة للجهود التي من شأنها أن تعزز الأمن والاستقرار لما فيه مصلحة الشعب اليمني.

جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الأربعاء، مع وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان، حيث جرى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحسب وزارة الدفاع السعودية.

من جانبه، نقل وزير الداخلية اليمني، تعازي قيادة ومنتسبي وزارة الداخلية، لقيادة المملكة التعازي في مقتل ضابط وصف ضابط  وإصابة ضابط ثالث من القوات المسلحة السعودية في حادثة تدريب وإسناد القوات اليمنية في المنطقة الأولى بمدينة سيئون.

وأكد حيدان، أن هذه الاعمال الجبانة والغادرة لا تعبر الا عن مرتكبها، الذي لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية الذين يقدرون الدور العظيم والكبير لتحالف دعم الشرعية وتضحياتهم الجسيمة إلى جانب الشعب اليمني، ولا يمكن ان تؤثر على طبيعة العلاقة المتينة بين اليمن والمملكة التي تعززت بالدماء الطاهرة والمواقف الأخوية الراسخة.

وأشاد اللواء حيدان بالدور البارز الذي تقوم به المملكة في قيادة التحالف، مؤكداً أن هذا الدعم ساهم بشكل كبير في تعزيز استقرار الأوضاع الأمنية وتحسين القدرة الأمنية لدى السلطات اليمنية.

واستعرض الجانبان وفق وزارة الداخلية اليمنية، مجالات التعاون بين الجانبين، خاصة في مكافحة التحديات الأمنية والإرهاب، والعمل على تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية اليمنية للتصدي لمختلف التهديدات التي تواجه المنطقة.

وتناول اللقاء أهمية تكثيف الجهود المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات، مما يسهم في استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.

يأتي هذا اللقاء بعد أيام من الهجوم الذي وقع في معسكر تابع لقوات التحالف في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، الذي أدى لمقتل جنديين سعوديين وإصابة آخر.

وكان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد ركن تركي المالكي، أكد مساء السبت، تعرض القوات السعودية لاعتداء أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخر في مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت، شرق اليمن.

“الدفاع اليمنية” تتابع إجراءات سير التحقيق في حادثة مقتل ضابطين سعوديين

مقالات مشابهة

  • المهرة .. حملة إلكترونية تذكّر بجريمة “الأنفاق” التي ارتكبتها القوات السعودية بحق المعتصمين
  • غروندبيرغ في السعودية يشدد على ضرورة معالجة الأزمة الإقتصادية في اليمن 
  • السعودية تتخلى عن "الشرعية" وتعقد صفقة مع الحوثيين وتحسم الجدل بشأن التصعيد في اليمن
  • السعودية تؤكد دعمها لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن
  • غروندبرغ يبحث مع قائد القوات المشتركة السعودية جهود السلام في اليمن
  • علماء يكشفون عن الجينات التي فاقمت كارثة الكوليرا في اليمن
  • عطوان: استهداف اليمن لحاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام” إنجاز يرفع الرأس ويُخلّد في التاريخ
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • النظام الجزائري الذي أقسم بأن جيشه مستعد للذهاب إلى فلسطين يرفض إستقبال قيادات حركة حماس بعد إغلاق مكتبها في قطر