لجنة أممية تعتمد قرار السيادة الدائمة للفلسطينيين على مواردهم الطبيعية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاعتمدت لجنة أممية وبأغلبية 159 صوتاً مشروع قرار السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، إن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمسائل الاقتصادية والمالية، اعتمدت مشروع القرار المعنون: السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية، والمُقدم من مجموعة الـ77 والصين.
وأضافت أن «159 دولة صوتت لصالح القرار، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كافة، فيما عارضته 7 دول وهي الولايات المتحدة، وإسرائيل، وكندا، ونيرو، وميكرونيزيا، وبالاو، والأرجنتين، في حين امتنعت عن التصويت 11 دولة».
ويشير القرار، وفق الوكالة، إلى الفتوى التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في 19 يوليو 2024 بشأن الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وبشأن عدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما يؤكد القرار «على مجموعة من المبادئ والأسس المتعلقة بالموارد الطبيعية الفلسطينية، كتطبيق لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب على الأرض الفلسطينية المحتلة، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني فلسطين إسرائيل الأمم المتحدة الأراضي الفلسطينية الأراضي الفلسطينية المحتلة الأرض الفلسطینیة المحتلة
إقرأ أيضاً:
من إسرائيل؟!
زكريا الحسني
إسرائيل التي تعد أداة استعمارية متقدمة تتخذ من وجودها في قلب الشرق الأوسط فرصة لإدامة الهيمنة الغربية على المنطقة وتحقيق مصالح القوى الكبرى على حساب شعوب تطمح إلى التحرر والنهوض، لكن في عمق هذه المعركة السياسية يظل السؤال الأكبر هو ماذا يحدث عندما يكون هدف الصراع ليس فقط السيطرة على الأرض؛ بل السيطرة على الذاكرة والهوية.
إن فكر القوى الغربية الاستعمارية يدور حول فكرة تغيير الواقع والتأثير على مسار التاريخ، وهو ما تفعله إسرائيل عبر سياساتها الممنهجة في المنطقة مستغلة اللحظات التاريخية لتزرع الفتنة وتغذي الصراعات الأهلية مما يعيق أي محاولة للنهوض.
لكن رغم كل محاولات التحريف والتشويه يبقى الوعي الجمعي للأمة حيا ويدرك المسلمون أن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي جسر بين الأرض والسماء وساحة للثورة الروحية التي لا تهزم وبما أن القدس تمثل جوهر الإيمان الإسلامي فإن أي محاولة لطمس هويتها لن تنجح بل سيزداد تمسك الأمة بها في مواجهة كل محاولات التفريق.
وعليه إن الصراع حول فلسطين ليس مجرد نزاع سياسي أو حدودي، بل هو معركة روحية وجودية تجمع بين الأبعاد الجغرافية والدينية وتدور في فلك تاريخي يمتد عبر الأجيال وبقدر ما تتسلح القوى الكبرى بالأدوات الحديثة للاستعمار يتسلح شعب فلسطين بتاريخ عظيم من الصمود والإرادة التي لا تقهر.
إسرائيل ليست مجرد كيان سياسي، بل قاعدة عسكرية غربية تتصدرها أمريكا وتستخدم كأداة لتحقيق أهداف القوى الاستعمارية في المنطقة فهذه القوى لا تستطيع العيش دون استعمار سواء بصورته التقليدية أو بأساليب جديدة تتماشى مع العصر لكن الفكرة تظل ثابتة وإن تغيرت الوسائل؛ فالمصالح تبقى هي الدافع الأول لكل تحركاتهم.
فهم يدركون أن السيطرة لا تفرض فقط بالقوة العسكرية، بل ترسخ عبر خلق الفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الانقسامات حتى ينهك الشرق ويظل تابعا لا قائدا وممزقا لا موحدا وهذه هي السياسة الاستعمارية الجديدة التي لا تحتاج إلى جيوش جرارة؛ بل إلى وكلاء ينفذون وأدوات تبرر وعالم غافل يصدق.
المسألة لا تقتصر على حدود جغرافية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى أبعاد أعمق فهي في المقام الأول قضية سياسية واستراتيجية تهدف إلى إدامة الصراع وإشغال الشرق الأوسط بهذا الكيان لمنع أي نهضة شاملة.
الشرق الأوسط يمتلك جميع مقومات القوة ويضم أهم المنافذ المائية؛ مما يجعل السيطرة عليه مفتاحا للهيمنة على الملاحة البحرية وهذا بدوره ينعكس على المشهد السياسي والاقتصادي ويعزز النفوذ على أرض الواقع، في معادلة لا تسمح بظهور قوى إقليمية قادرة على تغيير مسار التاريخ،
هذا الكيان ذو وظيفة محددة تتمثل في إشعال الصراعات المتواصلة وزرع الفتن وذلك عبر نشر الجواسيس وشراء الذمم وكما قال بايدن منذ زمن إذا لم تكن هناك إسرائيل فعلى أمريكا أن تخلق إسرائيل في إشارة واضحة إلى أن وجود هذا الكيان يخدم المصالح الغربية في المنطقة، فهو ليس مجرد كيان سياسي، بل أداة استراتيجية تستخدم لنهب ثروات الشعوب والتعدي على سيادة الدول وإبقاء المنطقة في حالة من الفوضى الدائمة تتيح للقوى الكبرى فرض هيمنتها وكأنها تضع القيود على أمة تملك كل مقومات النهوض لكنها تحاصر حتى تظل أسيرة واقع مرسوم لها مُسبقًا.
وهناك بُعد ديني عميق؛ إذ يُقال إن المعبر من الأرض إلى السماء هو أرض فلسطين، مما يجعل السيطرة عليها مفتاحًا للهيمنة على العالم.
لا يمكن إغفال مكانة القدس فهي ليست مجرد مدينة، بل قلب العقيدة ونبض التاريخ وأحد المقدسات الإسلامية التي تتجاوز حدود الجغرافيا لتسكن في وجدان كل مسلم فهي روح الأمة وقضيتها الخالدة ما بقي فيها نفس يرفض الذل والانكسار.
ولهذا فإن الصراع حولها ليس مجرد نزاع على الأرض، بل هو صراع عقيدة ووجود، حيث تسعى القوى المستكبرة إلى طمس هويتها وسلب قدسيتها، لكنها تبقى راسخة في القلوب كالنور الذي لا ينطفئ وكالعهد الذي لا يُنسى ما بقي في الأمة نبض حي وإرادة تأبى الانكسار.