جريدة الوطن:
2024-07-06@08:57:41 GMT

تغيير السردية التاريخية للمنطقة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

تغيير السردية التاريخية للمنطقة

 

لم يعد تحقيق الانتصارات في المعارك بين الدول تعتمد بشكل كامل على الجيوش فقط وإن بقت هي الوسيلة العملية والحقيقية في الضرورات، ولكن باتت القدرة على إعادة صناعة الصورة وتقديم رواية أو “محتوى إعلامي” مقنع للرأي العام العالمي وفق عصر المعلومات هي السلاح الحقيقي إن تم إجادته.

فمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي الست لم تعد منطقة أزمات وكوارث كما اعتاد البعض على الترويج عنها وفق أجنداته السياسية وإنما باتت السمة الرئيسية هي: مستقبل العالم.

ففي الوقت الذي “يلتهب” العالم في كل أنحاءه بأزمات ومشاكل مختلفة تعمل دول المنطقة كلها وليس دول مجلس التعاون الخليجي الست فقط على تغيير السردية التاريخية العالقة في أذهان البشر في العالم؛ بأن هذه الدول تزدحم فيها النزاعات والحروب أو أنها تصدر المتطرفين للعالم بل هي تُبرز نفسها بأنها منصات للدبلوماسية العالمية من أجل إيجاد حلول للأزمات العالمية أخرها تلك المحاولات القمة التي استضافتها المملكة العربية السعودية في أغسطس الماضي من أجل التباحث في أساليب إنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية وتحقيق السلام، هذا غير أن هذه الدول باتت تفرض نفسها على القضايا الدولية والإنسانية مثل قضية احترار المناخ حيث تستضيف دولة الإمارات خلال شهر نوفمبر المقبل قمة COP28.

إن مصداقية دول المنطقة في الالتزام بتعهداتها تتصاعد في المحافل الدولية، بل إن قدرتها في إدارة الملفات الاقتصادية والمنافسة على تحقيق انتصارات في الاستثمارات تتزايد، مما ضاعف من تأثيرها الإيجابي في دوائر صناعة القرارات الدولية وهو ما دفع في المقابل إلى تراجع الدور الغربي بالكامل ليس برغبتها بقدر ما يعني تصاعد النشاط الدبلوماسي الإقليمي لدول هذه المنطقة في الساحة الدولية حتى صار الحديث اليوم عن إشراك هذه الدول في ترتيبات تشكيل النظام الدولي القادم متداول؛ إن لم يكن ذلك بطريقة مباشرة فمن خلال سياسة الدعم للشركاء الإقليميين مثل: تصاعد الدور الهندي وعودة الدور التركي وهذا بفضل دعم هذه الدول.

من ذلك الواقع الجديد أعاد الإعلام الدولي رسم لغة خطابه عن دول هذه المنطقة في ملاحظتين اثنتين هما. الملاحظة الأولى: محاولة لخلق قصصاً إعلامية مفبركة عن وجود خلافات بين دول المنطقة، في إشارة واضحة إلى الرغبة في إحداث أزمات دبلوماسية وشرخ سياي بين الدول التي تقود العمل العربي مثل ذلك التقرير الذي أبرزته صحيفة “وول ستريت جورنال” في يوليو الماضي وقبلها صحيفة “فايننشيال تايمز” عن خلاف إماراتي- سعودي.

الملاحظة الثانية: حالة التجاهل الخليجي والعربي عموماً لما تنقله وسائل الإعلام الغربية والمتحدثين الرسميين لحكوماتهم حول القضايا التي اعتادوا على المتاجرة بها مثل حقوق الإنسان والحريات فقد افتضحت مواقفهم في العديد من الملفات وتأكد للجميع أن دعم هذه القضايا ليس إلا من باب المخادعة والابتزاز لذا نجد أحياناً كثيرة أن هناك حالة من “التيه السياسي” في مواقفهم السياسية، وربما أفضل مثال في ذلك تراجع الدور الفرنسي في المنطقة وأفريقيا.

يبقى أن قوة الخطاب السياسي العربي في مسائل الأساسية للإنسان في المحافل الدولية مع إبراز الحقائق من خلال المواقف الحقيقية كتلك التي حدثت أثناء أزمة فيروس كورونا عندما قدمت الإمارات مساعدات لجميع دول العالم مع بروز مواقف دول المنطقة الصريحة في الأزمة الأوكرانية غيرت من نظرة الرأي العام العالمي تجاه مواقف حكوماتهم بل وأجبرت وسائل إعلامها على نقل الحقائق كما هي مما أدرك الجميع أن المستقبل في هذه المنطقة من العالم، وهو ما يعني أن المنتوج السياسي والثقافي لدول هذه المنطقة في طريقة نحو التغير.

أكبر دليل على ما سبق طرحه، أن تفضيلات شعوب العالم تتجه إلى هنا سواءً للعيش والاستقرار أو العمل وتحسين المعيشة أو حتى للسياحة فقدي باتت بيئة جاذبة بفعل الإنجازات وليس شعارات.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف «جوائز إيمي الدولية»

أبوظبي (الاتحاد) بمشاركة نخبة من نجوم الفن، تستضيف أبوظبي المرحلة نصف النهائية من «جوائز إيمي الدولية 2024» في دورتها الـ52، التي انطلقت أمس، وتستمر حتى يوم الجمعة 5 يوليو بالتعاون مع «ميرال أبوظبي»، والتي تسبق المرحلة النهائية قبل الإعلان عن المرشحين رسمياً في أغسطس المقبل لفئة الأخبار والقضايا الراهنة، وفي سبتمبر وأكتوبر لفئات البرامج والتمثيل وبرامج الأطفال، على أن يتم تسليم جوائز الفئات الفائزة في حفل ضخم بالولايات المتحدة الأميركية. وتُعتبر «إيمي الدولية» الجائزة المتخصصة الأضخم في مجال الإعلام والإنتاج التلفزيوني على مستوى العالم، وتضاهي في مكانتها جوائز الأوسكار في مجال الأفلام، وجوائز توني في المسرح، وجوائز غرامي في الموسيقى، بهدف تكريم المتميزين في عالم الأعمال التلفزيونية المنتجة خارج الولايات المتحدة، وتتضمن الجوائز فئات متنوعة، تشمل البرامج الترفيهية والمسلسلات، والأفلام الوثائقية وبرامج الأطفال. وتشهد الجولة نصف النهائية من التحكيم في أبوظبي، مشاركة المخرجة الإماراتية نهلة الفهد والممثلَين الإماراتيَّين حبيب غلوم وياسر النيادي، ومشاركة الممثلين ميساء مغربي، يوسف الشريف، أشرف زكي، روجينا، هدى الاتربي، عادل أديب، درة زروق، إياد نصار، والمخرج ياسر الياسري. وكان أقيم مساء أمس مؤتمر صحفي للإعلان عن استضافة أبوظبي لـ «جوائز إيمي الدولية»، التي تنظمها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، بحضور أعضاء لجنة تحيكم المرحلة النصف نهائية، وعضو مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية «إيمي». وأكدت نشوة الرويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيراميديا» الإعلامية، أن استضافة أبوظبي لجوائز «إيمي» للسنة الـ15 على التوالي، تعكس التفاني والالتزام الكبيرين للعاصمة الإماراتية، في دعم الفنون بمختلف أشكالها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما يعزز هذا الحدث رؤية أبوظبي لأن تكون مركزاً عالمياً لتلاقي المبدعين من أنحاء العالم.

أخبار ذات صلة عاصمة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ دبلوماسية أميركية تدعو لإنهاء التوتر في الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • بايدن في مقابلة مع ABC: ترامب خطر شديد على العالم في هذه المرحلة التاريخية
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • أبوظبي تستضيف «جوائز إيمي الدولية»
  • بوحبيب دعا كندا إلى استخدام نفوذها لتخفيف التوتر في المنطقة
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • المغرب يرفع الطاقة الاستيعابية لمجموعة من مطاراته إلى 80 مليون راكب حتى 2035
  • سالم تبوك.. عندما يتحول التشجيع الكروي إلى شغف لتوثيق "اللحظات التاريخية"
  • المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.. صمودٌ رغم الأزمات
  • مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربيّة تشارك بالمؤتمر الاقليمي لاستعراض الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة
  • برلمانية: الدعم الذي تبتلعه "لارام" لا ينعكس على المواطنين ومغاربة العالم