معاناتهم بدأت بالثمانينات.. قصة مئات المغاربة تضرروا بأزمات العراق
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
يدرس المغرب والعراق تشكيل لجنة مشتركة لبحث سبل تعويض مئات الفلاحين المغاربة الذين اضطروا لمغادرة العراق بين عامي 1980 و1991 نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي فرضتها حرب الخليج الأولى والثانية.
جاء ذلك في جواب مكتوب لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، على سؤال تساءل فيه الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية (معارض) بمجلس النواب مطلع الشهر الجاري.
وأوضح المسؤول المغربي أن الرباط طرحت هذا الملف على السلطات العراقية مباشرة بعد إعادة فتح السفارة المغربية ببغداد شهر يناير عام 2023.
وأضاف أن المغرب شكل لجنة لمقابلة المتضررين وإعداد ملفاتهم وأن رد السلطات العراقية "كان ايجابيا، حيث اقترحت تشكيل لجنة مشتركة مغربية عراقية لحل هذا الموضوع".
وتابع "عقدت الوزارة عدة لقاءات مع ممثلي الجمعيات (المتضررين)، وتم الاستماع إلى مطالبهم الرامية إلى إيجاد حل للضرر الذي لحقهم جراء الحرب، وكذا التدخل لدى السلطات العراقية قصد المطالبة بالتعويضات".
وهاجر المئات من الفلاحين المغاربة مطلع ثمانينيات القرن الماضي إلى العراق للعمل في ميدان الفلاحة، بعد اتفاق وقعته الرباط وبغداد سمي بـ"بروتوكول اتفاق بشأن العائلات المغربية الموفدة إلى القطر العراقي قصد الاستيطان والعمل في ميدان الفلاحة".
وبموجب هذا الاتفاق، استقدمت العراق هؤلاء المزارعين ووزعت على كل واحد منهم 10 هكتارات بعقود طويلة الأمد يمتد نفعها إلى أبنائهم وأحفادهم.
ونصت المادة الثانية من البروتوكول، وفق موقع "هسبريس" المحلي، على أنه "يجب ألا يزيد عمر الفلاح رب العائلة الموفدة عن خمس وأربعين سنة، وألا يكون مالكا لقطعة أرض زراعية في القطر المغربي"، ولعل ذلك ما شجع الكثير من المغاربة حينها على بيع ما يملكون لشد الرحال إلى العراق.
وجاء في مادته الرابعة "تمنح لكل فلاح رب عائلة مغربية تنتقل إلى القطر العراقي، دار للسكنى مؤثثة تحتوي على أربع غرف وجميع المرافق الصحية الضرورية، دون مقابل، بما في ذلك الإعفاء من مصاريف الماء، وتملك له بعد عشر سنوات".
وتضر الوافدون الجدد سنوات بعد ذلك من تداعيات حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران (1980-1988)، كما تأثروا بتداعيات غزو العراق للكويت عام 1990.
وأجبرت تلك الظروف الكثير من المزارعين المغاربة على مغادرة العراق والعودة إلى بلادهم في سنوات متفرقة بين عامي 1980 و1990، بينما فضل بعضهم البقاء في "بلاد الرافدين" بعد تأقلمهم واندماجهم في المجتمع العراقي.
وإلى جانب الفلاحين، وقعت العراق والمغرب اتفاقيات أخرى مهدت باستقدام المئات من المغاربة للعمل في ميادين أخرى، كالنقل الدولي والتمريض والتجارة.
وتقدر الجمعيات الناشطة في الدفاع عن حقوق هؤلاء عدد المتضررين المغاربة من حرب الخليج بنحو 900 مغربي، وتطالب السلطات المغربية والعراقية بإنصافهم وتعويض ما لحقهم من خسائر بسبب الحرب.
"الجمل بما حمل"وطالب المتضررون في مراسلة لرئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش العام الماضي بإنصافهم وبصرف تعويضات لهم على اعتبار أنهم ضحايا الحروب.
وجاء في المراسلة "تركنا الجمل وما حمل. نطالب بالمراجعة الشاملة لوضعيتها".
وتطالب الأسر المتضررة بتعويضات عن فقدان العمل وبتعويض عن الأملاك التي تركتها وراءها بالعراق وبالاستفادة من المعاش.
ويروي أحد المتضررين في تصريح سابق تفاصيل مغادرتهم للعراق، قائلا إنهم اعتقدوا أن السلطات المغربية ستعوضهم بمجرد عودتهم إلى الديار.
وقال "أقنعنا مسؤولو السفارة المغربية بالأردن بالدخول إلى المغرب، بعدما طمأنونا بأننا سوف نجد فور وصولنا إلى المغرب منزلا مؤثثا وأرضا فلاحية نعمل فيها، ويستمر وضعنا كما هو في العراق تماما".
وعلى خلاف ذلك، يضيف المصدر ذاته، أن العائدين اصطدموا بواقع مغاير، حيث لم تمنح لهم لا أراض فلاحية ولا منازل مؤثثة، مما اضطر الكثير منهم للعمل في وظائف شاقة لتأمين قوت يومهم.
إلى جانب ذلك، واجه أبناء العائدات صعوبات لمتابعة دراستهم في المدارس والجامعات المغربية بسبب اعتماد الأخيرة على اللغة الفرنسية، كما رفضت أخرى تسجيل أبناء العائدين لعدم توفرهم على وثائق تثبت متابعتهم الدراسة بالعراق.
المصدر: الحرة
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على مستوردي النفط الفنزويلي والصين أبرز المتضررين
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين على منصة تروث سوشيال، أن بلاده ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات القادمة من أي دولة تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا، "العدائية للغاية"، على حد تعبيره، وذلك اعتبارًا من 2 أبريل/ نيسان.
ويتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على الصين، حيث استحوذت على 68% من إجمالي صادرات النفط الفنزويلي عام 2023، وفقًا لتحليل صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية لعام 2024. كما تشمل قائمة المستوردين إسبانيا، الهند، روسيا، سنغافورة وفيتنام، ما يجعل التعريفات الجديدة ذات تداعيات عالمية واسعة.
ورغم العقوبات المفروضة على فنزويلا، لا تزال الولايات المتحدة نفسها تستورد النفط من كاراكاس. فقد كشفت بيانات مكتب الإحصاء الأميركي أن واشنطن استوردت 8.6 مليون برميل من النفط الفنزويلي في يناير الماضي، من أصل 202 مليون برميل استوردتها خلال الشهر ذاته.
وفي خطوة متزامنة مع إعلان ترامب، قامت وزارة الخزانة الأميركية بتمديد رخصة جنرال لشركة شيفرون الأميركية، مما يسمح لها بمواصلة استخراج وتصدير النفط الفنزويلي حتى 27 مايو، متجاوزة بذلك بعض القيود الاقتصادية المفروضة على الدولة اللاتينية.
مادورو يندد بالإجراءات الأميركيةردًا على القرار، وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الخطوة الأميركية بأنها "إجراء تعسفي، غير قانوني، ويائس" يهدف إلى إضعاف الاقتصاد الفنزويلي. وفي بيان رسمي، قالت الحكومة الفنزويلية:
"لسنوات، سعت اليمين الفاشي، الذي يرفضه الشعب الفنزويلي، إلى فرض العقوبات الاقتصادية على بلادنا لإجبارها على الركوع. لكنهم فشلوا، لأن فنزويلا دولة ذات سيادة، وشعبها يقاوم بكرامة، والعالم لم يعد يخضع لأي شكل من أشكال الديكتاتورية الاقتصادية".
ويرى الرئيس الأميركي أن التعريفات الجديدة ستساهم في إعادة الوظائف الصناعية إلى الولايات المتحدة بدلاً من التسبب في زيادة الضغوط التضخمية وإبطاء النمو، كما يحذر بعض الاقتصاديين.
وأكد ترامب أن خطته نجحت بالفعل، مستشهدًا بإعلان شركة هيونداي في البيت الأبيض يوم الاثنين عن استثمار 5.8 مليار دولار في مصنع للصلب في ولاية لويزيانا، والذي من المتوقع أن يوفر 1,400 وظيفة جديدة.
"هذا الاستثمار هو دليل واضح على أن التعريفات الجمركية فعالة للغاية"، قال ترامب، بينما أكد رئيس مجلس إدارة هيونداي موتور غروب أويسون تشونغ: "نحن فخورون بالوقوف إلى جانبكم وبناء المستقبل معًا".
تصعيد إضافي ضد الصين؟تشير قرارات ترامب الأخيرة إلى أن إدارته قد تتجه نحو تصعيد إضافي ضد الصين في إطار إعادة رسم قواعد الاقتصاد العالمي. فقد فرضت إدارته بالفعل تعريفة جمركية موحدة بنسبة 20% على الواردات الصينية في إطار حملتها لمكافحة التجارة غير المشروعة بمادة الفنتانيل، لكن إضافة تعريفة 25% أخرى قد يزيد من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
كما أعلن ترامب أن فنزويلا ستواجه تعريفة "ثانوية" بسبب كونها موطنًا لعصابة ترين دي آراغوا (Tren de Aragua)، حيث تعمل إدارته على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يُزعم أنهم أعضاء في هذه الجماعة.
وفي خطوة أكثر جرأة، وصف ترامب يوم 2 أبريل/ نيسان بأنه "يوم التحرير"، في إشارة إلى خططه لفرض ضرائب تجارية متبادلة مع الدول التي تفرض تعريفات على المنتجات الأميركية، ورفع التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، إلى 25%. كما أكد نيته زيادة الرسوم على الصلب، الألمنيوم، السيارات، الأدوية، الأخشاب، الشرائح الإلكترونية والنحاس.
Relatedكيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ الصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية: "لا يوجد رابح في الحرب التجارية"مزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحوليةردود فعل الأسواق الماليةرغم المخاوف من تصاعد الحرب التجارية، شهدت أسواق الأسهم الأميركية ارتفاعًا يوم الاثنين، إذ يرى المستثمرون أن التعريفات قد تكون أقل شمولًا مما كان متوقعًا في البداية. ومع ذلك، لا يزال مؤشر S&P 500 منخفضًا منذ بداية العام بسبب المخاوف من أن التصعيد التجاري قد يبطئ النمو الاقتصادي ويرفع معدلات التضخم.
لكن ترامب بدا متحفظًا بشأن بعض تفاصيل خططه، قائلاً: "حتى لو كنت أريد فرض تعريفات متبادلة، فقد نكون أكثر لطفًا من ذلك".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يكشف عن طائرة "اف47" المقاتلة من الجيل السادس فنزويلا تفرج عن 6 مواطنين أمريكيين بعد لقاء مبعوث ترامب بالرئيس مادورو رأس نيكولاس مادورو أصبح يساوي 25 مليون دولار.. أمريكا ترفع قيمة المكافأة للظفر بالرئيس الفنزويلي فنزويلاالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالرسوم الجمركيةنيكولاس مادورونفط- أسواق