بوادر اتفاق لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
عاد ملف استئناف تصدير نفط إقليم كردستان وكركوك عبر ميناء جيهان التركي إلى الواجهة مجددا، وذلك بعد حديث عن التوصل إلى اتفاق بين وزارة النفط العراقية وحكومة إقليم كردستان.
وينص الاتفاق على تعيين مستشار دولي خلال 60 يوما مهمته مراجعة كافة عقود الإقليم النفطية المبرمة مع الشركات الدولية وخفض تكاليف إنتاج البرميل الواحد من قرابة 35 دولارا حاليا إلى 16 دولارا، كما هو معمول به في باقي محافظات العراق.
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق، الثلاثاء الماضي، على تعديل الفقرة الخاصة بإنتاج وتسليم نفط الإقليم إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ضمن قانون الموازنة العامة، حيث قضى باحتساب مبلغ 16 دولارا لكل برميل رافعا كلفة الاستخراج والنقل التي كانت مقدرة سابقا بنحو 7 دولارات.
وتنتظر شركات النفط الأجنبية والمحلية العاملة في كردستان تطورات هذه المبادرة، تمهيدا لاستئناف تصدير النفط من الإقليم.
ويقول الخبير الاقتصادي صفوان قصي في تصريح للحرة إن عملية تحويل العقود من عقود مشاركة إلى عقود خدمة تحتاج إلى استشاري دولي، مشيرا إلى أن مصاريف الإنتاج داخل حدود الإقليم هي أعلى من بقية المحافظات.
واعتبر قصي أن إيجاد صيغة للتفاهم ضمن بيئة الـ 16 دولار لتكاليف الاستخراج والنقل من الممكن أن يتم بموجبها تعديل قانون الموازنة، لكي تشير إلى هذا البند صراحة، على أن يقوم الإقليم بتسليم إنتاجه النفطي إلى شركة سومو ويعاد استئناف ضخ النفط من حقول الإقليم ومحافظة كركوك.
آلية جديدة
الآلية الجديدة هذه وبحسب كثير من الخبراء، ستضمن إيفاء العراق بالتزاماته الجديدة أمام المستثمرين الدوليين وتسمح بايجاد صيغة تشريعية توافقية لقانون النفط والغاز تمنع أية اتفاقات وتعاقدات خارج إطار القانون الاتحادي.
وفي المقابل يرى خبراء آخرون أن العراق غير متحمس في الوقت الحالي لاستئناف صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي، لأنه يصدر كامل حصته المقررة بموجب قرارات "أوبك" و"أوبك بلص" عبر موانئه الجنوبية، وفقا للخبير الاقتصادي ضرغام علي.
وأشار علي إلى أن التصدير من موانئ جنوب البلاد أكثر فائدة وهو ما يجعل العراق غير متحمس كثيرا لإعادة التصدير عبر ميناء جيهان التركي.
وتوقفت صادرات نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي قبل نحو ثمانية عشر شهرا، بعد كسب العراق لدعوى قضائية رفعها ضد تركيا أمام محكمة التحكيم الدولية في باريس.
وأغضبت الخطوة الحكومة التركية، خصوصا وأن القرار فرض على أنقرة دفع أكثر من مليار دولار أميركي كتعويضات للعراق.
المصدر: الحرة
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عبر میناء جیهان الترکی إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
بوادر أزمة بين السودان ودولتين جارتين
ردَّت كل من دولتي تشاد وجنوب السودان، المجاورتين للسودان، على تصريحات عضو مجلس السيادة السوداني، ياسر العطا، التي هدَّد فيها دولة تشاد باستهداف مطاراتها، ودولة جنوب السودان بالعدوان العسكري، إذا لم توقفا مساندة «قوات الدعم السريع» السودانية التي تحارب الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.
وعدَّت وزارة الخارجية التشادية، في بيان شديد اللهجة، حديث ياسر العطا بمثابة «إعلان حرب» مع ما يترتب على ذلك من تداعيات، قائلة إنها تلقت ببالغ الجدية التصريحات الصادرة عن العطا التي تضمنت «تهديدات صريحة تمسّ أمن أراضي أمتنا وسلامتها».
وقال العطا، وهو أيضاً مساعد القائد العام للجيش السوداني، مساء الأحد، إن مطاري انجمينا و«أم جرس»، في دولة تشاد أهداف مشروعة للجيش السوداني. ولا تُعدّ تهديدات العطا الأولى من نوعها؛ إذ دأب على مهاجمة دول الجوار واتهامها بالضلوع في مساندة «قوات الدعم السريع»، إذ اتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دولة تشاد بتوظيف مطار «أم جرس» في إيصال الإمداد لـ«قوات الدعم السريع»، كما اتهم كلاً من أوغندا وأفريقيا الوسطى وكينيا بالضلوع أيضاً في مساندة «قوات الدعم السريع».
كما قال العطا، يوم الأحد: «سنقتص من الرئيس التشادي محمد إدريس دبي، ونحذّره من أن مطاري انجمينا وأم جرس هما أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية»، كما هاجم أيضاً ما سماها «مراكز النفوذ الخربة في دولة جنوب السودان».
انعدام المسؤولية
وأكدت وزارة الخارجية التشادية أن الوضع الراهن المؤسف من جميع الجوانب، هو «نتيجة مباشرة لانعدام المسؤولية لدى القادة العسكريين الجدد في السودان». وجاء في البيان أن «هذه الخطابات العدوانية تغذي مناخ التوتر الخطير في عموم المنطقة، وتشاد لا يمكنها التساهل مع أي شكل من أشكال العدوان الموجه ضدها، أياً كان مصدره».
وأضافت تشاد أنه إذا تم المساس مجدداً بأراضيها أو أمنها فإنها سترد «بشكل صارم ومتناسب مع طبيعة العدوان». وأشار البيان إلى أن تصريحات العطا جاءت في الوقت الذي تبذل فيه تشاد جهوداً كبيرة لدعم السودان في محنته، من خلال استقبالها عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين، فضلاً عن تكثيف مبادرات الوساطة بين الفرقاء السودانيين بهداف «إنهاء الحرب الأهلية الكارثية التي تقسم هذا البلد».
وذكرت الخارجية التشادية أنه لأكثر من 60 عاماً ظلت الأنظمة السودانية تسعى بشكل متكرر إلى زعزعة استقرار تشاد، عبر دعم جماعات متمردة مختلفة، والتورط في عمليات هجومية، بما في ذلك دعم جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، وذلك لحسابات سياسية داخلية في السودان. وأوضح البيان أنه على الرغم من هذه الاعتداءات غير المقبولة، فإن تشاد لم تختر أبداً طريق العنف في الرد.
شكوى رسمية
وقدَّم السودان في نوفمبر الماضي شكوى رسمية ضد تشاد إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي، بشأن مساندتها «قوات الدعم السريع» من خلال تمرير العتاد العسكري والمقاتلين عبر أراضيها إلى داخل السودان.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان، عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة للتصريحات العلنية الأخيرة التي أدلى بها ياسر العطا، التي هدد فيها بـ«العدوان العسكري على شعب وسيادة جنوب السودان».
وقال بيان الخارجية إن «التصريحات التي أدلى بها الفريق العطا يوم 23 مارس 2025، التي أعلن فيها استعداد الحكومة السودانية وقواتها المسلحة للتعامل مع من وصفهم بالخونة داخل جمهورية جنوب السودان، ليست فقط متهورة واستفزازية، لكنها أيضاً انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي والقانون الدولي».
التزام بالسلام
وأضاف البيان: «تظل حكومة جمهورية جنوب السودان ملتزمة التزاماً راسخاً بالسلام والاستقرار الإقليميين، ودعت باستمرار إلى الحوار والمشاركة الدبلوماسية لحل النزاعات. كما نؤكد من جديد دعوتنا إلى الإنهاء الفوري للصراع المدمر في السودان، الذي لا يزال يجبر المواطنين السودانيين على الفرار عبر حدودنا بحثاً عن الأمان».
ودعت خارجية جنوب السودان الشركاء الإقليميين والدوليين، والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إلى الإحاطة علماً «بهذه التصريحات العدائية والتعامل مع جمهورية السودان لمنع أي تصعيد من شأنه أن يعرّض السلام والأمن الإقليميين للخطر»، مؤكدة أن حكومة جمهورية جنوب السودان ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية سلامة أراضيها وسلامة مواطنيها، قائلة: «نظل يقظين ومستعدين للدفاع عن أمتنا ضد أي شكل من أشكال العدوان مع الاستمرار في السعي إلى إيجاد حلول دبلوماسية للحفاظ على السلام في منطقتنا».