نيويورك تايمز: جنرال أبلغ نتنياهو بتحضير مسلحين لهجوم يوم 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر تأكيدها أن جنرالا إسرائيليا أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن مئات المسلحين يبدو أنهم يستعدون للغزو، وفق وصفها.
كما نقلت عن مصادر تأكيدها أن تحقيقا يجري مع مساعدي نتنياهو بسبب تغيير تفاصيل مكالمة الجنرال معه في ذلك اليوم.
في صباح اليوم الذي هاجمت فيه حماس إسرائيل العام الماضي، اتصل جنرال إسرائيلي رفيع المستوى بنتنياهو، ليبلغه أن مئات من المسلحين يبدو أنهم يستعدون للاقتحام. والآن، يخضع مساعدو رئيس الوزراء للتحقيق بشأن تغيير تفاصيل تلك المكالمة في السجل الرسمي لأنشطة نتنياهو في ذلك اليوم، حسبما أفاد أربعة مسؤولين مطلعين على التحقيق.
وينظر إلى هذا التحقيق على أنه شديد الحساسية في إسرائيل، حيث يُتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في التقييمات بعد الحرب حول دور القادة السياسيين والعسكريين في واحدة من أسوأ حالات الفشل العسكري في تاريخ إسرائيل.
تعد هذه التهمة واحدة فقط من عدة اتهامات وجهت لمساعدي نتنياهو في الأسابيع الأخيرة. وعلى الرغم من أن نتنياهو نفسه ليس موضع تحقيق من قبل الشرطة، فإن مسؤولين في مكتبه يخضعون للتحقيق بتهمة محاولة تعزيز سمعته خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عبر تسريب وثائق عسكرية سرية، وتغيير محاضر رسمية لمحادثاته، وترهيب أشخاص يتحكمون في الوصول إلى تلك السجلات.
وعلى الرغم من تعقيد الحالات وتنوعها، فقد أسهمت في تعزيز الانطباع لدى منتقدي نتنياهو بأن فريقه استخدم وسائل غير مشروعة لتحسين صورته على حساب الحقيقة أو الأمن القومي، أو كلاهما. وقد نفى نتنياهو ومكتبه هذه الاتهامات، مؤكدين أن المتهمين هم من يقوضون إسرائيل بنشر الأكاذيب في وقت تواجه فيه البلاد خطرًا وطنيًا.
لم يتم الكشف عن المدى الكامل للاتهامات الجديدة لأن معظمها خاضع لأمر حظر النشر. وقد تحدث المسؤولون الذين أبلغوا صحيفة نيويورك تايمز عن التحقيقات بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم ممنوعون من التحدث علنًا عن الموضوع.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يتركز التحقيق على معلومات حول ما كان يعرفه نتنياهو عن الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوقيت تلقيه للتحذيرات.
أبرز الاتهامات1. التلاعب بسجلات المكالمات: وبدأ التحقيق بعد أن اشتكى الجنرال أفي جيل في رسالة إلى المدعي العام من أن النصوص الرسمية للمكالمات التي أجراها ذلك الصباح مع نتنياهو قد تم تعديلها، وفقا لمسؤولين. وقال جيل في شكواه إن مساعدا كبيرا لرئيس الوزراء طلب تعديل سجلات المكالمات لتغيير توقيتاتها.
وقال 3 مسؤولين مطلعين على التحقيق إن جيل أخبر نتنياهو في إحدى المحادثات، التي جرت في وقت مبكر من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن المئات من عناصر حماس بدأوا يتصرفون بطريقة توحي بأنهم ربما كانوا على وشك غزو إسرائيل. ويعد توقيت تلك المكالمة أحد التفاصيل التي قيل إنه تم تغييرها في المحاضر الرسمية.
بالمقابل، أنكر نتنياهو علمه المسبق بالهجوم وتجنب تشكيل لجنة تحقيق حكومية لتقييم مسؤولية القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، بمن فيهم هو نفسه، عن فشلهم في التصدي لعملية "طوفان الأقصى".
2. الابتزاز بالفيديو: تتضمن التحقيقات كذلك اتهامات ضد مساعد لنتنياهو – وهو نفس المساعد المتهم بتعديل سجلات المكالمات – باستخدام فيديو يُظهر ضابطا عسكريا في وضع محرج كوسيلة للضغط عليه وإسكاته، وفقا لأربعة مسؤولين مطلعين على الحادثة.
وقال المسؤولون إن الضابط تم تصويره على كاميرا مراقبة مثبتة في مقر رئيس الوزراء وهو يرتكب فعلا قد يسبب له إحراجا شخصيا. وبعد الحادثة، اقترب مساعد كبير لنتنياهو من الضابط وأخبره أنه حصل على فيديو. وكبير المساعدين هو نفس الشخص المتهم بإصدار الأوامر للتلاعب في سجلات محادثات نتنياهو، وفقا للمسؤولين.
وقال المسؤولون إن الضابط أخبر قادته عن حواره مع كبير المساعدين، قائلا إنه يخشى أن يستخدم المساعد الفيديو لابتزازه في المستقبل.
3. تسريب وثيقة سرية: نُشرت الوثيقة مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بالتزامن مع تعرض نتنياهو لضغوط من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس للإفراج عن الرهائن. وقد عارض نتنياهو الهدنة بحجة أن شروط الاتفاق ستسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.
ولتعزيز موقفه في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، أدلى نتنياهو ببيان في الاجتماع الأسبوعي لحكومته مستشهدا بمقال نُشر قبل أيام في صحيفة "بيلد" الألمانية. وكان المقال عبارة عن سرد لمذكرة، كتبها ضابط مخابرات تابع لحماس وحصل عليها الجيش الإسرائيلي لاحقا، وتم تسريبها إلى الصحيفة.
وقالت بيلد إن الوثيقة أظهرت أن حماس سعت إلى التلاعب بعائلات الرهائن لإقناع نتنياهو بالتنازل في محادثات الهدنة والموافقة على شروط أقل مواتاة لإسرائيل. واستشهد نتنياهو بتقرير بيلد ليقول إن حماس سعت إلى ”زرع الشقاق بيننا، واستخدام الحرب النفسية على عائلات الرهائن“.
وغالبا ما يعطي المسؤولون الإسرائيليون وثائق للصحفيين، لكن جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك) يفحص هذا التسريب بالذات لأن الوثيقة أخذت من قاعدة بيانات استخباراتية عسكرية سرية للغاية، وفقا للمسؤولين الستة الذين تم إطلاعهم على القضية.
وتم اعتقال إيلي فيلدشتاين، أحد مساعدي نتنياهو، كجزء من التحقيق، إلى جانب 4 ضباط – لم يتم الكشف عن أسمائهم – بتهمة المساعدة في الحصول على الوثيقة. وقد اعتقل الخمسة جميعا من خلال بند قانوني نادر مخصص للاستخدام فقط في الحالات التي تنطوي على تهديدات شديدة للأمن القومي.
رد نتنياهونفى مكتب نتنياهو جميع الاتهامات، مشيرا إلى أنها جزء من "حملة اضطهاد" تهدف للإساءة إليه وإلى المحيطين به، على غرار دفاعه في القضايا السابقة المتعلقة بالرشوة والاحتيال.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "كما هو الحال مع المحاولات السابقة لتضخيم الاتهامات ضد رئيس الوزراء والمحيطين به، فإن الأمر الحالي لن يسفر عن أي شيء على الإطلاق، ولكنه سيؤدي بالتأكيد إلى أسئلة صعبة فيما يتعلق بالتنفيذ التعسفي".
وفي بيان لاحق، رفع مكتب رئيس الوزراء من حدة اللهجة، وانتقد بشدة ظروف احتجاز الأشخاص قيد التحقيق. وقال المكتب: "في بلد ديمقراطي، لا يتم احتجاز الأشخاص في الحبس الانفرادي لمدة 20 يوما، دون السماح لهم بالاتصال بمحامٍ لفترات طويلة، فقط لانتزاع تصريحات كاذبة ضد رئيس الوزراء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نیویورک تایمز رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
"فاينانشيال تايمز": تزايد القلق بشأن مشاهدات غامضة لطائرات دون طيار على الساحل الشرقي للولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأحد/، تزايد القلق في الولايات المتحدة حيال مشاهدات متعددة وغامضة لأجسام جوية، قيل إنها قد تكون طائرات بدون طيار "درونز"، على طول الساحل الشرقي للبلاد وبالتحديد في ولاية نيوجيرسي.
وذكرت الصحيفة ـ في سياق تقرير ـ أن هذه المشاهدات التي تجلت عدة مرات بعد غروب الشمس أثارت قلق وغضب واسع النطاق في الولايات المتحدة إزاء استجابة الحكومة الفيدرالية لهذه الظاهرة.
وقالت إن السلطات في نيوجيرسي أصدرت منذ الشهر الماضي تقارير عن طائرات بدون طيار تتناثر في سماء الليل، وأحيانًا في مجموعات وبدون أي غرض واضح، فوق الولاية الأكثر كثافة سكانية في البلاد، كما تم الإبلاغ عن مشاهدات مماثلة في ماريلاند وفيرجينيا، والتي تشمل ضواحي واشنطن.
وأفاد مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" ووزارة الأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية والبيت الأبيض والبنتاجون في إحاطة مشتركة صدرت ليلة أمس أنه لا توجد أدلة تشير إلى نشاط واسع النطاق أو خبيث للطائرات المسيّرة "الدرونز"، وأوضحوا أن العديد من المشاهدات التي أُبلغ عنها تعود في الواقع إلى طائرات مأهولة مثل الطائرات التقليدية، وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي: "ليس لدينا أي دليل حالي على وجود تهديد للسلامة العامة".
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه تلقى نحو 5000 بلاغ، لكن هذه البلاغات لم تسفر إلا عن أقل من 100 دليل يستحق المزيد من التحقيق، في حين أكد مسئول في المكتب أن كثافة المشاهدات المبلغ عنها تتطابق مع أنماط الاقتراب في المطارات المزدحمة للغاية في المنطقة مثل مطاري لاجوارديا وجون إف كينيدي في نيويورك ومطار نيوارك ليبرتي الدولي.
وذكر التقرير أنه بينما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه يعمل مع السلطات المحلية، فإن مسؤولي الولاية لم يكونوا راضين تمامًا عن رد الحكومة الفيدرالية.
وقال حاكم فرجينيا جلين يونجكين:" ما زلت أشعر بقلق عميق من أن فرجينيا سعت باستمرار للحصول على معلومات من الشركاء الفيدراليين، وحتى الآن، كانت المعلومات المشتركة مع الكومنولث غير كافية".
ووصف جيمس دود، عمدة بلدة دوفر في نيوجيرسي، في وقت سابق الاستجابة الرسمية بأنها "مقلقة"، وقال:" يمكننا إطلاق صاروخ على بعد 5000 ميل، لكننا لا نستطيع تحديد مصدر هذه الطائرات بدون طيار".
وتقع دوفر على الطريق من بيكاتيني آرسينال، وهي منشأة عسكرية أمريكية، وقد فرضت إدارة الطيران الفيدرالية، قيودًا مؤقتة على الرحلات الجوية بدون طيار فوق الموقع الشهر الماضي، مستشهدة بـ "أسباب أمنية خاصة"، كما تم الإعلان عن قيود مماثلة هذا الشهر للمنطقة المحيطة بنادي الجولف للرئيس المنتخب دونالد ترامب في بيدمينستر بنيو جيرسي، ولم يتم فرض مثل هذه القيود في أي مكان آخر في الولاية، حتى مع تدفق مشاهدات الطائرات بدون طيار.
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن عمدة بلدة دوفر كان من بين رؤساء بلديات نيو جيرسي المدعوين إلى إحاطة استضافتها شرطة ولاية نيو جيرسي هذا الأسبوع، وقال إنه غادر محبطًا مما اعتبره معلومات ضئيلة حول قضية خطيرة، ونشر على موقع بلدته على الإنترنت وثيقة أسئلة وأجوبة تلقاها من وزارة الأمن الداخلي.
وجاء في الوثيقة: "في هذا الوقت، من غير الواضح من الذي يقوم بتشغيل هذه الطائرات بدون طيار".
وقد انتشرت التقارير الخاصة بشأن هذه الطائرات على طول الساحل الشرقي، وكتب لاري هوجان، الحاكم السابق لولاية ماريلاند، على وسائل التواصل الاجتماعي أنه شهد "ما يبدو أن عشرات الطائرات بدون طيار الكبيرة في السماء فوق منزله لمدة 45 دقيقة تقريبًا ليلة الخميس..مثل العديد من الذين لاحظوا هذه الطائرات بدون طيار، لا أعرف ما إذا كان هذا النشاط المتزايد فوق سمائنا يشكل تهديدًا للسلامة العامة أو الأمن القومي..لكن الجمهور يزداد قلقًا وإحباطًا بسبب الافتقار التام للشفافية والموقف الرافض للحكومة الفيدرالية، في حين قالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول يوم أمس الأول إن الولاية تحقق في مشاهدات طائرات بدون طيار في ولايتها، بالتعاون مع السلطات الفيدرالية.