في تبريرها لقصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ، ادعت إسرائيل أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يختبئون هناك بين المدنيين.

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من القدس المحتلة أن تلك كانت واحدة من أكثر اللحظات دموية في الحرب التي تدور رحاها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل فرنسا ضعيفة أمام إسرائيل؟ ميديا بارت: باريس تدين لكن لا تعاقبlist 2 of 2من أين أتت عبارة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟end of list

وأشارت إلى أنه بعد مرور عام من اندلاع الحرب على قطاع غزة، فإن المشاهد نفسها تتكرر مرة أخرى، حيث بات شمال غزة بؤرة الهجمات الفتاكة المتجددة على مدى أكثر من شهر، التي شنها الجيش الإسرائيلي.

"شعب يُباد"

وفي محاولة لاجتثاث ما يسميه جيش الاحتلال "عودة" حركة حماس إلى الواجهة، دأب جنوده ودباباته وطائراته المسيرة المسلحة على قصف المنطقة بشكل يومي، مما أدى إلى تشريد الآلاف وقتل أكثر من 2000، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن طبيب محلي وبعض الأهالي قولهم إن هناك الكثير من الجثث ملقاة في الشوارع، وقد بدأت الكلاب الضالة تنهشها.

وقال إسلام أحمد (34 عاما)، وهو صحفي مستقل من شمال غزة شارك في دفن جيرانه في مقبرة جماعية، "إذا كان أن أوجز الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية في عبارة، فهي أن هناك شعبا يُباد".

وحسب نيويورك تايمز، فإن عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة يكشف أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أشبه ما يكون بدوامة دموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بلا طائل، وغالبا ما يقع المدنيون في مرمى النيران.

ونسبت الصحيفة إلى اثنين من مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهما إن عمليات الجيش هناك تشبه "قص العشب"، مستخدميْن عبارة ظل يرددها مسؤولون إسرائيليون منذ سنوات، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

عودة متجددة

وزعم المسؤولان أنه "كلما أطلت خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها".

وترى الصحيفة أن هذا النوع من القتال "الدوري المتكرر" يعكس إستراتيجية إسرائيل "الغامضة" في حرب دخلت الآن شهرها الــ14، ومع ذلك لم تُظهر أي علامة على التراجع.

وأوردت المرات التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية المنطقة بعد دكها العام الماضي، ووفقا لمسؤول أمني إسرائيلي كبير -لم تذكر الصحيفة اسمه- فإن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن رفاقهم في مدينة غزة.

ووصفت نيويورك تايمز الوضع على الأرض بأنه أسوأ مما كان عليه قبل عام طبقا لبعض المقاييس، مضيفة أن البنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة، وقد غادر العديد من عمال الطوارئ ومجموعات الإغاثة المنطقة.

وعرضت الصحيفة الأميركية أدلة على تدهور الأوضاع في شمال غزة، وأفادت بأن الدفاع المدني الفلسطيني، وهو جهاز الطوارئ التابع لحكومة حماس، أفاد بأنه أوقف رسميا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب الأخطار المحدقة.

ومن جانبه، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني -وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك- أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة.

مآسٍ إنسانية

وتأكيدا على ذلك، صرح حسام الشريف، 46 عاما، وهو أب لأربعة أطفال في جباليا، للصحيفة أن عمليات الإنقاذ والطوارئ كانت متاحة في بداية الحصار الأخير، "أما الآن، فإن المصابين بجروح طفيفة ينزفون حتى الموت".

كما أن المستشفيات، هي الأخرى، تشهد ترديا في أوضاعها إذ لم تستطع علاج العديد من المرضى حتى ماتوا.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداء عاجلا، قال فيه إن المستشفى يفتقر إلى الجراحين في ظل اكتظاظه بالعديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى جراحة.

وأفاد بأن المستشفى تعرض للقصف 3 مرات على مدار الأيام الخمسة التي تلت إصداره النداء العاجل.

وطبقا للأمم المتحدة، لم يبقَ في شمال غزة سوى 95 ألف شخص، أي خُمس عدد سكانه قبل الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات نیویورک تایمز فی شمال غزة

إقرأ أيضاً:

بينهم نصرالله وقائد الرضوان.. إليكم لائحة بأبرز الشخصيّات التي رحلت عام 2024

ذكر موقع "عربي 21" أنّ عام 2024 شهد رحيل العديد من الشخصيات البارزة على مستوى العالم، بينهم قادة سياسيون وعسكريون، إلى جانب الشخصيات الرياضية والفنية العربية والأجنبية.


صالح العاروري

هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، ونائب سابق لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسهم في تأسيس "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية.

يُعدّ الرأس المدبِّر لتسليح كتائب القسام. اعتُقل وقضى نحو 18 عامًا في السجون الإسرائيلية، ومن ثم أُبعِد عن فلسطين. وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار "صفقة شاليط". اغتيل إثر غارة جوية إسرائيلية في بيروت بتاريخ 2 كانون الثاني 2024.

تسفي زامير

هو الرئيس الرابع لجهاز الموساد الإسرائيلي، وُلد عام 1925 في بولندا وتوفي بتاريخ 2 كانون الثاني 2024، علما أنه تطوع كجندي في عصابات الهاجاناه والبالماخ الصهيونية.


روبير بادانتير

وُلد في 30 آذار 1928 في باريس وتوفي بتاريخ 9 شباط 2024 عن عمر ناهز 95 عاما، هو سياسي وعالم قانون وكاتب فرنسي، وكان أستاذًا في القانون الخاص ومحاميًا في نقابة باريس، اشتهر بمعركته ضد عقوبة الإعدام التي دافع عن إلغائها أمام البرلمان في عام 1981.

كان قريبًا من فرانسوا ميتران، وهو عضو في الحزب الاشتراكي، وتولى مناصب متعددة بما في ذلك وزير العدل من عام 1981 إلى عام 1986، ثم رئيس المجلس الدستوري من عام 1986 إلى عام 1995. وكان أيضًا عضوًا في مجلس الشيوخ عن منطقة هوت دو سين من عام 1995 إلى عام 2011.

جاكوب روتشيلد

رجل أعمال بريطاني من أصل يهودي، وينتمي لعائلة روتشيلد اليهودية ومن مواليد عام 1936. وتوفي بتاريخ 26 شباط 2024، وتولى منصب الرئيس الشرفي لما يسمى بمعهد بحوث السياسة اليهودية في العاصمة البريطانية لندن، وهو صاحب ثروة مالية صافية تقدر بخمسية مليارات دولارات.

وليد دقة

أسير فلسطيني من باقة الغربيّة في فلسطين المحتلّة من مواليد 1961. واستشهد بتاريخ 7 نيسان 2024 نتيجة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية، علما أنه جرى اعتقاله عام 1986 وحكم عليه بالإعدام في البداية، ولاحقًا خفف الحكم بالسجن 37 عامًا بالإضافة لسنتين إضافيتين بزعم ضلوعه في قضية إدخال هواتف نقالة للأسرى.

يُعدّ من أبرز مفكريّ الحركة الأسيرة، وكتب العديد من المقالات والكتب منها يوميات المقاومة في جنين، والزمن الموازي، وصهر الوعي وحكاية سرّ الزيت، ورواية لليافعين وحكاية سر السيف عام 2021، وحكاية سر الزيت حصدت جائزة اتصالات الإمارتية لأدب اليافعين.

طلال أبو ظريفة

سياسي فلسطيني، كان عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من مواليد 1960 واغتالته القوات الإسرائيلية في تاريخ 13 أيار 2024 بعد قصف منزله في حي الصبرة في مدينة غزة.

علي يعقوب جبريل

قائد عسكري سوداني في قوات الدعم السريع من مواليد 1964. توفي بتاريخ 14 حزيران 2024، ومتهم بقيادة علميات عسكرية سببت انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في دارفور، وبدأ مسيرته زعيما لمليشيا قبلية في ولاية وسط دارفور، ومن بين التهم الموجهة إليه ارتكاب جرائم بحق جماعة عرقية، انضم فيما بعد إلى قوات الدعم السريع وتولى قيادة القطاع في وسط دارفور.


إسماعيل هنية سياسي فلسطيني من مواليد 1963، وهو أبرز قادة حركة حماس السياسيين ورئيس المكتب السياسي للحركة من عام 2017 حتى اغتياله في 31 تموز 2024، ورئيس وزراء فلسطين من 2006 حتى 14 حزيران 2007، ثم واصل العمل رئيسا لوزراء ما سُمِّي بالحكومة المقالة في قطاع غزة حتى 1 حزيران 2014.

تولى هنية رئاسة حماس في القطاع من عام 2006 حتى شباط 2017، حين خلفهُ يحيى السنوار. انتُخب هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في 6 أسار 2017، خلفًا لخالد مشعل واحتفظ بهذا المنصب حتى اغتياله في العاصمة الإيرانية طِهران.

إبراهيم عقيل كان شخصية بارزة في حزب الله من مواليد 1962، وكان عضوًا في أعلى هيئة عسكرية، مجلس الجهاد، حيث كان يتولى رئاسة وحدة الرضوان، وهي وحدة النخبة في الحزب. وشارك في تفجيرات السفارة الأميركية في بيروت وتفجيرات ثكنات مشاة البحرية الأميركية في ثمانينيات القرن العشرين.

عرضت الحكومة الأميركية مكافأة 7 ملايين دولار لكل من يعطي معلومات تؤدي إلى القبض عليه، واغتالته القوات الإسرائيلية في تاريخ 20 أيلول 2024، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

حسن نصر الله

هو الأمين العام الثالث لحزب الله من مواليد 1960، تولَّى هذا المنصب في 16 شباط 1992 بعد اغتيال السيد عباس الموسوي على يدّ إسرائيل. شغل هذا المنصب حتى اغتياله في 27 أيلول 2024.


يحيى السنوار

سياسي ومناضل وروائي فلسطيني من مواليد 1962 واغتالته القوات الاسرائيلية بعد اشتباك مسلح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بتاريخ 16 تشرين الاول 2024، شغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في 6 اب 2024، بعد اغتيال إسماعيل هنية. كان رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة من 13 شباط 2017.

يُعد السنوار من مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس، الذي أُطلق عليه اسم "جهاز الأمن والدعوة" عام 1985، وهو جهاز متخصِّص بملاحقة المتَّهمين بالتجسُّس لمصلحة إسرائيل، أو المتهمين بالكفر. يُعرَف السنوار بمهاراته القيادية وحُنْكته السياسية. وصدرت له رواية بعنوان الشوك والقرنفل كتبها في السجن أيام اعتقاله. شقيقه محمد السنوار هو أحد القياديين البارزين في كتائب القسام.

فتح الله كولن

هو مفكر إسلامي وداعية تركي صوفي من مواليد 1941 وتوفي بتاريخ 20 تشرين الاول 2024، وكان من حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الماضي، لكن العَلاقة بين حكومة حزب العدالة وحركة كولن اضطربت.

انتهت هذه العلاقة بالاختلاف والانقسام سنة 2013، حين ظهرت تهم فساد للمسؤولين في الحكومة التركية ومنهم فتح الله كولن، الذي اتهمه أردوغان بالوقوف وراء المشكلة للتأثير سلبًا على حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، ثم اتُّهم كولن بالضلوع في محاولة انقلاب عام 2016. (عربي 21)

مقالات مشابهة

  • برنامج تدريبي شامل بوحدة السكان بشمال سيناء
  • اعلام عبري:  هناك تقدم كبير بخصوص صفقة غزة بين إسرائيل وحماس
  • إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
  • مسؤول في حماس : هناك فرصة لإعلان وقف اطلاق النار قبل نهاية العام
  • خبير: إسرائيل لم تعطِ لنفسها فرصة العيش مع الفلسطينيين جنبًا إلى جنب
  • أمطار غزيرة ورياح باردة بشمال سيناء.. وانخفاض في درجات الحرارة
  • حماس: هناك فرصة لإعلان وقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب ترامب
  • افتتاح ثامن مسجد خلال ثلاثة أشهر بشمال سيناء
  • بينهم نصرالله وقائد الرضوان.. إليكم لائحة بأبرز الشخصيّات التي رحلت عام 2024
  • انطلاق قافلة دعوية إلى مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء