بإعلان فوزهم رسميا بالأغلبية في مجلس النواب، بات الجمهوريون يهيمنون بشكل كامل على المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة مما يتيح للرئيس تمرير أجندته بشكل فعال دون الكثير من المعارضة.

وكان دونالد ترامب فاز بفارق شاسع على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الخامس من هذا الشهر، فيما نجح زملاؤه الجمهوريون في استعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ بواقع 53 عضوا مقابل 47 للديموقراطيين.

يتألف الكونغرس الأميركي من مجلس النواب الذي اختار الناخبون خلال الاقتراع الحالي أعضاءه الـ435 بالكامل، ومجلس الشيوخ المؤلف من مئة مقعد تم تجديد 34 منها هذه السنة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية.

وفي حين يقر مجلس الشيوخ الاتفاقات والمعاهدات وبعض تعيينات الرئيس، مثل السفراء وأعضاء الحكومة والمحكمة العليا، فإن كل القوانين التي تشمل أموالا يجب أن تبدأ مناقشتها في مجلس النواب.

يقول كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي لاري كورب لموقع "الحرة" إن السيطرة على مجلس الشيوخ ستمنح دفعا كبيرا لترامب في تطبيق برنامجه ووعوده الانتخابية وكذلك تعيين كبار موظفي الحكومة والقضاة الجدد في المحكمة الأميركية العليا النافذة جدا.

بالإضافة لذلك يشير كورب في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن السيطرة على مجلس النواب تعني أن الرئيس المقبل سيكون قادرا على التحكم بالميزانية العامة للبلاد بالطريقة التي يريدها.

في حملته الانتخابية وعد ترامب لتغيير السياسات الاقتصادية من خلال تخفيض الضرائب ورفع القيود عن الأعمال التجارية وتقليل حجم الإنفاق الحكومي.

كذلك قال إنه سيتبع سياسات صارمة فيما يتعلق بالأمن والهجرة وتخفيف القيود على الصناعات المتعلقة بالطاقة مثل النفط والغاز.

خلال ولايته الرئاسية الأولى في الفترة بين 2017 و2021، كان الإنجاز الأكبر الذي حققه ترامب هو التخفيضات الضريبية الهائلة التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل.

بالتالي فإن هيمنة الجمهوريين تعني أنهم في وضع يسمح لهم بفرض الخطط ومساعدة ترامب على الوفاء بوعوده، على الأقل لمدة عامين حتى انتخابات التجديد النصفي في عام 2026.

يقول الكاتب بمجلة نيوزويك الأميركية بيتر روف إن من الأفضل الآن على ترامب أن يحقق ما وعد به في حملته الانتخابية لأن الكونغرس تحت سيطرة الجمهوريين.

ومع ذلك يشير روف في حديثه لموقع "الحرة" إن الأمر لن يكون بالضرورة سهلا، في ظل عدم وجود قبول تام من قبل الجمهوريين فيما يتعلق برؤية ترامب لبعض القضايا.

من بين هذه القضايا على سبيل المثال مسألة اختيار ترامب لأعضاء كابينته الوزارية المرتقبة، وفقا لروف الذي استبعد أن يحظى الرئيس الأميركي بإجماع الجمهوريين في مجلس الشيوخ، على الأقل فيما يتعلق ببعض المرشحين.

وهذا يعني أن ترامب وفريقه لديهم حوالي 18 شهرا لتحقيق "أشياء كبيرة" لأن في معظم الانتخابات النصفية التي تلي الانتخابات الرئاسية يخسر الحزب الحاكم مقاعد في السلطة التشريعية، وفقا لروف.

وخلال اليومين الماضيين أعلن ترامب عن أعضاء فريقه الرئاسي، ومعظمهم من المتشدّدين.

فقد اختار الرئيس المنتخب، ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية. وجاء في بيان صادر عنه أن السناتور المعروف بمواقفه المناوئة للصين سيكون "مدافعا شرسا عن أمّتنا وصديقا حقيقيا لحلفائنا ومحاربا باسلا لا يتراجع أبدا في وجه أعدائنا".

كما سمّى مات غيتز المثير للجدل في منصب وزير العدل، معتبرا أنه "سيضع حدا لاستخدام إدارتنا" لأغراض سياسية.

وأكد وعدا قطعه خلال حملته الانتخابية بتعيين أغنى أغنياء العالم إيلون ماسك على رأس هيئة "الكفاءة الحكومية" المستحدثة، وتولسي غابارد، الجندية السابقة المنشقة عن الحزب الديموقراطي والمعروفة بمواقفها المؤيّدة لروسيا، رئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مجلس النواب مجلس الشیوخ فی مجلس

إقرأ أيضاً:

بديلة لروبيو..ترامب يريد تعيين زوجة ابنه في الشيوخ الأمريكي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" أمس السبت، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أبلغ حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، برغبته في أن تكون زوجة ابنه، لارا ترامب، بديلة السيناتور عن فلوريدا ماركو روبيو، المرشح لوزارة الخارجية.

وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن ديسانتيس ينظر بجدية إلى لارا ترامب مرشحة للمنصب ويولي اهتماما كبيرا لرأي الرئيس المنتخب. ومع ذلك، يرجح أن يختار شخصاً سبق له أن شغل منصباً عاماً في الولاية محل روبيو.

واستقالت لارا ترامب من منصب نائب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري. وفي رسالة نشرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أوضحت أنها حققت الأهداف الثلاثة التي حددتها عند توليها المنصب القيادي في الحزب في مارس(آذار) الماضي، وهي تحطيم أرقام قياسية في جمع التبرعات، وبناء "جيش" من المراقبين الانتخابيين، وتشجيع الملايين على التصويت المبكر.

وقالت في رسالتها: "العمل الذي جئت لإنجازه اكتمل، وأعتزم الانسحاب رسمياً من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في اجتماعنا المقبل".

وقالت لارا، زوجة إريك ترامب، أحد أبناء دونالد ترامب، في الشهر الماضي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "إذا  اخترت لتولي منصب آخر، سيكون ذلك شرفاً  كبيراً لي".

ووفقاً لمصدرين مطلعين نقلت عنهما الصحيفة، فإنها ترغب في أن تصبح سيناتوراً.

ويواجه ديسانتيس معضلة لأن الرئيس المنتخب، وفقاً لوسائل إعلام محلية، يفكر في ترشيحه لمنصب وزير الدفاع، خاصة أن المرشح للمنصب، بيت هيغسث، يواجه عقبات بعد اتهامه بالاعتداء على امرأة في كاليفورنيا في 2017، بالإضافة إلى مشاكل إدمان الكحول.

Would you support Lara Trump as the next Florida Governor? pic.twitter.com/JJht6SRaf0

— Ivanka Trump ???????? ???? News (@IvankaNews_) December 15, 2024

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السابق لاستخبارات النواب الأمريكي: أدعم ترامب لنزع تسييس الـ CIA
  • ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لتحويل إسرائيل لقوة عسكرية مُهيمنة بالمنطقة
  • بديلة لروبيو..ترامب يريد تعيين زوجة ابنه في الشيوخ الأمريكي
  • رئيس مجلس النواب: السيسي أدار بحكمة فائقة التحديات الجسيمة التي تشهدها منطقتنا
  • قناة أمريكية ستدفع لترامب 15 مليون دولار كتسوية بقضية تشهير.. إليكم التفاصيل
  • قناة ABC توافق على دفع 15 مليون دولار لترامب في قضية تشهير
  • نووي إيران هو الهم الأول لترامب
  • نصيحة لترامب: “إتصل بأردوغان فورًا”
  • الكرملين يعلق على تصريح لترامب