روسيا مستعدة للتفاوض حول أوكرانيا إذا بادر ترامب بذلك
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أعلنت روسيا أنها مستعدة للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا إذا طرح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مبادرة بهذا الشأن.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، غينادي غاتيلوف، إن أي مفاوضات يجب أن تستند إلى "الواقع على الأرض"، في إشارة إلى التقدم العسكري الروسي الأخير في الأراضي الأوكرانية. وتسيطر روسيا حاليا على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية.
وأضاف غاتيلوف أن "وعد ترامب بتسوية الأزمة الأوكرانية بين عشية وضحاها يبدو غير واقعي"، موضحا أنه رغم ذلك، إذا بدأ ترامب أو اقترح عملية سياسية، فإن روسيا ترحب بذلك.
وأشار السفير الروسي إلى أن نتائج الانتخابات الأميركية تمثل "فرصة جديدة للحوار مع واشنطن"، لكنه أبدى شكوكه في حدوث تحول شامل في السياسة الأميركية تجاه روسيا. وقال إن "النخبة السياسية الأميركية" تواصل اتباع سياسة "احتواء موسكو"، وإن تغيير الإدارة في الولايات المتحدة لن يؤثر بشكل كبير على هذه السياسة.
وكان ترامب قد انتقد مرارا حجم المساعدات الغربية لأوكرانيا، ووعد بإنهاء الصراع بشكل سريع من دون تقديم تفاصيل عن كيفية تحقيق ذلك. وفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أثار قلقا في كييف وبعض العواصم الأوروبية حول التزام الولايات المتحدة المستقبلي بدعم أوكرانيا.
ويؤكد الرئيس الأوركراني فولوديمير زيلينسكي أن السلام لن يتحقق إلا بعد طرد جميع القوات الروسية واستعادة الأراضي التي تسيطر عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ورفض زيلينسكي أي تنازلات لروسيا، مؤكدا أنها ستكون "غير مقبولة بالنسبة لأوكرانيا وانتحارية لجميع أوروبا".
وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا، التي بدأت في 2022، إلى أكبر صراع بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة، وسط دعم عسكرية واقتصادي قوي من الغرب لأوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
من الضغوط إلى التصعيد.. هل تنجح المفاوضات في إنهاء الحرب الأوكرانية؟.. تفاصيل
عرض برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "عقبات جديدة تهدد الحل الدبلوماسي في أوكرانيا".
المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا لن تكون سهلة، فبينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل على جمع ثمار الضغط الذي مارسه على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدفعه نحو السلام، فوجئ الجميع بدعوة الأخير لتشكيل قوة عسكرية أجنبية فعالة لردع أي هجوم روسي محتمل على بلاده.
هذا الموقف يعكس تعقيد الوضع الراهن في أوكرانيا، الذي يعطل جهود السلام التي يسعى إليها ترامب منذ فترة.
في خطوة غير معلنة، قام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روتة بزيارة إلى مدينة أوديسا الساحلية في أوكرانيا، حيث أكد أن جهود ترامب للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في أوكرانيا ليست بالأمر السهل.
وأدان روتة الهجمات الروسية الأخيرة على المدنيين الأوكرانيين، مشيرًا إلى أن الوضع يتطلب أكثر من مجرد محادثات دبلوماسية.
وقد دفع ذلك زيلينسكي إلى التأكيد على ضرورة نشر قوة عسكرية أجنبية في أوكرانيا كإجراء فوري لردع روسيا ومنعها من شن هجمات جديدة.
من جهتها، تعمل بريطانيا وفرنسا وعدد من دول حلف الناتو على تمهيد الطريق لتحقيق هذا الهدف، إذ يسعى الجميع إلى تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.
إلا أن هذه الخطوة تتعارض مع بعض الشروط الروسية التي تعتبرها خطوطًا حمراء لا يمكن التنازل عنها، مثل نزع السلاح من أوكرانيا واعترافها بالحدود الروسية الحالية، بما في ذلك المناطق التي ضمتها موسكو مثل دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون.
على صعيد آخر، تجددت مطالب زيلينسكي لحلف الناتو بتوفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المتطورة لدعم أوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة منذ عام 2022.
لكن هذه الطلبات كانت بمثابة القشة التي قصمت صبر ترامب، الذي وجه انتقادات حادة لنظيره الأوكراني بسبب تصعيده للصراع مع روسيا، التي تفوق أوكرانيا بنحو 20 ضعفًا في القوة العسكرية، وهو ما دفع ترامب إلى العودة لاستراتيجية التوبيخ مجددًا.
ترامب، الذي كان يتوقع أن تسفر المفاوضات عن نتيجة سريعة، ألقى باللوم على زيلينسكي وسلفه جو بايدن في فشل إنهاء هذه الحرب، مشيرًا إلى أن تكاليف الصراع أصبحت غير مبررة.
في ظل هذه التعقيدات، يبقى السؤال قائمًا: هل ستعود المفاوضات إلى نقطة الصفر أم ستظل الحرب في أوكرانيا مستمرة دون أفق قريب للسلام؟