لحج تحت وطأة الجوع.. هل كان عهد صالح أفضل؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
شمسان بوست / صدام اللحجي :
بات حال الكثير من سكان محافظة لحج اليوم يسودهم الشعور باليأس والإحباط، إذ إن ظروفهم المعيشية الصعبة تدفعهم إلى الترحم على عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في مشهد يعكس حجم المعاناة الحالية. فرغم الانتقادات التي وُجّهت لصالح في فترة حكمه، وما واجهته البلاد من أزمات حينها، إلا أن الأوضاع التي يعيشها الناس الآن تبدو أكثر قسوة وأشد وقعًا.
منذ سنوات، والجنوب يعاني من أزمات متتالية؛ انهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق، وانعدام القدرة الشرائية، كلها عوامل دفعت العديد من الأسر إلى حافة الفقر. أصبح الحصول على المواد الغذائية الأساسية يمثل تحديًا يوميًا، وأصبحت مشاهد الجوع والفقر في البلاد أمورًا اعتيادية، وسط عجز العديد من الأسر عن توفير احتياجاتها الأساسية.
تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية انعكس بشكل مباشر على الأسعار، حيث تضاعفت أسعار المواد الغذائية والوقود، بينما انخفضت القدرة الشرائية بشكل كبير. وفي ظل هذا الانهيار الاقتصادي، يجد الناس أنفسهم عاجزين عن تأمين قوت يومهم، وتزداد المعاناة في ظل نقص فرص العمل وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية.
يرى الكثير من “اللحوج” اليوم في عهد علي عبد الله صالح فترة من الاستقرار النسبي، حينما كانت العملة المحلية أكثر ثباتًا، والأسعار معقولة نسبيًا، والأمن الغذائي متوفرًا. وعلى الرغم من الانتقادات السياسية التي وُجّهت لحكمه، إلا أن الظروف الاقتصادية كانت أفضل حالًا، ولم تصل الأوضاع إلى هذه الدرجة من التدهور. لذلك، بات الترحم على زمن صالح تعبيرًا شعبيًا عن مدى تفاقم الأزمة الحالية، وعن حالة الحنين إلى أيام كانت الحياة فيها أقل قسوة.
الجنوب بشكل عام اليوم بحاجة ماسة إلى حلول حقيقية للأزمات الاقتصادية، ووقف الانهيار المتواصل للعملة المحلية، وتوفير الدعم لتحسين الأوضاع المعيشية. يظل الحنين إلى الماضي تذكيرًا بالمصاعب التي يمر بها الشعب، لكنه أيضًا يعكس الأمل في مستقبل أفضل يستطيع فيه اليمنيون العيش بكرامة ورفاهية، في وطن آمن ومستقر.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
حقوق العراق المائية.. اتفاق مياه جديد مع تركيا.. خطوة لتخفيف وطأة الجفاف
بغداد اليوم - بغداد
أكد النائب باقر الساعدي، اليوم الأحد (12 كانون الثاني 2025)، بدء تطبيق "اتفاق أنقرة" الخاص بملف المياه مع بغداد، مشيرًا إلى أهمية الاتفاق في تحسين الوضع المائي في العراق.
وقال الساعدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني السريعة إلى أنقرة ولقاءه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل اسابيع، كانت من أولى الزيارات التي تناولت ملف المياه باعتباره ملفًا حيويًا واستراتيجيًا بالنسبة لبغداد".
وأشار إلى أنه "تم الاتفاق على العديد من النقاط المهمة، أبرزها زيادة الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، وهو أمر له أهمية كبيرة في الداخل العراقي، خاصة أن نسبة كبيرة من سكان العراق يعتمدون على الزراعة"، لافتًا إلى "أهمية المياه في الحفاظ على بيئة الأهوار وغيرها من القطاعات".
وأوضح الساعدي، أنه "من المتوقع أن يتم تفعيل اتفاق أنقرة خلال الفترة المقبلة، ما سيقلل من حالة القلق الداخلي بشأن ملف المياه، الذي يعد جوهريًا واستراتيجيًا للحكومة المركزية".
وأشار إلى أن "السوداني وفريقه الحكومي يوليان اهتمامًا كبيرًا بملف المياه في كل اللقاءات مع دول الجوار، لاسيما تركيا، مؤكدا أن "بغداد تسعى لإيجاد صيغة تعاون وشراكة مع أنقرة بما يضمن مصالحها الداخلية في ملف المياه".
ويواجه العراق تحدياً أساسياً يتعلق بالانحسار الكبير للمياه في أنهاره الرئيسة، نتيجة للإدارة المائية الخاطئة، وسياسات دول الجوار المائية، وبشكل خاص تركيا وإيران. وتزداد المشكلة خطورة مع تأثيرات التغير المناخي، والتي تتفاعل مع النتائج المضرة للإدارة البشرية.